بغداد اليوم- متابعة

أثار سحب البرلمان الإيراني، اليوم الأحد، (2 آذار 2025)، الثقة من وزير الاقتصاد والمالية الإيراني، عبد الناصر همتي، الذي يعد من أهم الوزراء في كابينة الرئيس مسعود بزشكيان ردود فعل كبيرة في الأسواق المالية وصفت بحذر بالإيجابية.

 وبينما يرى البعض أنها فرصة لإصلاح السياسات الاقتصادية، يعتقد آخرون أن التأثيرات الإيجابية التي شهدتها البورصة وانخفاض الدولار والذهب قد تكون مؤقتة، ما لم تحدث تغييرات جوهرية في السياسات الاقتصادية للبلاد من جهة وإلغاء عقوبات الولايات المتحدة بعد التوافق النووي معها.

تفاعل الأسواق مع إقالة همتي

جاءت أولى ردود الفعل من سوق البورصة، حيث ارتفع مؤشر البورصة في طهران بمقدار 16,632 نقطة ليصل إلى 2,870,947 نقطة، مسجلًا زيادة بنسبة 0.58% مقارنة باليوم السابق، وجاء هذا الارتفاع مدفوعًا بالموجة النفسية الإيجابية التي رافقت القرار، ولكن لا يزال من غير الواضح ما إذا كان هذا الاتجاه سيستمر في ظل عدم حدوث تغييرات اقتصادية هيكلية وعدم ظهور مؤشرات على الخروج من الأزمة النووية التي تتطلب التفاوض مع إدارة ترامب مهندس أشد العقوبات على طهران منذ الانسحاب من الاتفاق النووي في عام 2018.

وفي سوق العملات، تراجع سعر الدولار الأمريكي، الذي كان قد وصل إلى 93,000 تومان، إلى 91,900 تومان بعد إعلان الإقالة، ومع ذلك، فإن سوق الصرف الأجنبي عادة ما يكون حساسا للتغييرات السياسية، لكنه في النهاية يخضع لعوامل اقتصادية رئيسية مثل التضخم وسياسات البنك المركزي والاحتياطيات النقدية، لذا، فإن هذا الانخفاض قد يكون مجرد تأثير نفسي قصير الأمد.

أما سوق الذهب، فقد شهدت هي الأخرى تراجعا طفيفا، حيث انخفض سعر غرام الذهب عيار 18 من 6,500,000 تومان إلى 6,400,000 تومان، ويُعزى هذا الانخفاض إلى هبوط الدولار، إلا أن التجارب السابقة تؤكد أن أسعار الذهب في إيران تتأثر في النهاية بمعدل التضخم المحلي وبالاتجاهات العالمية والسياسة الخارجية أكثر من تأثرها بالتغيرات السياسية الداخلية.

هل هذه التغييرات دائمة؟

رغم الصدمة الإيجابية الأولية، هناك مؤشرات على أن هذه التحركات في الأسواق قد تكون مؤقتة للأسباب التالية:

التأثير النفسي الأولي، حيث تستجيب الأسواق عادةً بسرعة للتغييرات السياسية، ولكن الأسعار والتوجهات تتراجع بمجرد زوال التأثير النفسي الأولي وانتظار المستثمرين لمعرفة توجهات السياسات الاقتصادية للحكومة الجديدة من جهة وفتح باب الحوار مع واشنطن التي فرضت أشد العقوبات الاقتصادية والمالية من جهة أخرى.

عدم وجود تغيير جذري في السياسات الاقتصادية، إذ تظل السياسات المالية والنقدية في إيران تحت إدارة جهات مثل البنك المركزي ومنظمة التخطيط والميزانية والمجلس الأعلى للتنسيق الاقتصادي، وفي حال عدم حدوث تغييرات جوهرية في سياسات النقد والضرائب وإدارة التضخم، فإن التراجع الحالي في سعر الدولار وارتفاع البورصة قد لا يدومان طويلًا.

كما تشير التجارب السابقة إلى نمط مماثل، حيث أظهرت إقالات مسؤولين اقتصاديين سابقين، مثل إقالة عبد الناصر همتي نفسه من رئاسة البنك المركزي في عهد الرئيس الإيراني الأسبق حسن روحاني أو إقالة وزراء اقتصاد في الحكومات السابقة، أن الأسواق تتفاعل مؤقتًا، ولكنها تعود لاحقًا إلى اتجاهاتها السابقة بناءً على العوامل الاقتصادية الأساسية.

على الصعيد السياسي

ومن الناحية السياسية أكد الرئيس الإيراني اليوم وهو يدافع عن وزير الاقتصاد بأنه كان ينوي التفاوض مع الولايات المتحدة إلا أنه تراجع بعد أن أعلن المرشد الإيراني علي خامنئي منع التفاوض مع واشنطن.

بالرغم من الارتفاع في البورصة وانخفاض في أسعار الدولار والذهب، ولكن هذه التأثيرات قد تكون مجرد صدمة مؤقتة ما لم تتبعها إصلاحات اقتصادية حقيقية، وإيجاد مخرج من أزمة العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران وفي حال استمرار التضخم المرتفع والسياسات النقدية الحالية، ومأزق التفاوض فمن المحتمل أن تعود أسعار الدولار والذهب إلى الارتفاع مجددًا، بينما قد يفقد سوق البورصة الزخم الذي اكتسبه مؤخرًا.

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: السیاسات الاقتصادیة

إقرأ أيضاً:

أخنوش: الذكاء الإصطناعي في صلب السياسات العمومية والحكومة تولي أهمية للتحول الرقمي

زنقة 20 ا الرباط

شدد رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، على أن التأخر في تبنّي تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي من شأنه أن يُهدد استدامة العديد من الوظائف، كما يُفقد المقاولات قدرتها التنافسية، معتبراً أن إهمال هذا المجال يُعد “إهداراً لفرص اقتصادية هائلة”.

جاء ذلك في كلمة مسجلة بُثت خلال الجلسة الافتتاحية للمناظرة الوطنية الأولى حول الذكاء الاصطناعي، المنعقدة اليوم بجامعة محمد السادس بمدينة تكنوبوليس بسلا، بحضور عدد من الوزراء والخبراء والمسؤولين الحكوميين.

وأكد أخنوش أن ما يشهده العالم اليوم من تحولات عميقة بفعل الذكاء الاصطناعي يرقى إلى “ثورة حقيقية تغيّر نمط الحياة”، ما يستدعي تفاعلاً وطنياً شاملاً عبر تبني سياسة واعية ومندمجة ترتكز على “إرادة جماعية لترسيخ السيادة التكنولوجية للمملكة”.

وفي السياق ذاته، أشار رئيس الحكومة إلى أن الاستراتيجية الوطنية للتحول الرقمي، التي أطلقتها الحكومة، رُصد لها غلاف مالي يناهز 11 مليار درهم، وتهدف، من بين أهدافها، إلى تكوين 100 ألف شاب مغربي في المهن الرقمية في أفق 2030، في أفق تعزيز ريادة المغرب في هذا المجال الحيوي.

وسلط أخنوش الضوء على مساهمة الذكاء الاصطناعي في تطوير قطاعات حيوية، أبرزها الصحة، من خلال تحسين جودة الخدمات ونجاعتها، إلى جانب قطاعات الفلاحة والتعليم، داعياً إلى اليقظة في مواجهة مخاطره، خصوصاً في ما يتعلق بتزييف الرأي العام والتلاعب بالمعطيات الحساسة.

وأكد رئيس الحكومة على ضرورة بناء منظومة قوية للحكامة الرقمية، تضمن الأمن الرقمي وتعزز الثقة في التعامل مع هذه التكنولوجيا، مشدداً على أن ربح رهان الذكاء الاصطناعي يمر عبر استثمار فعلي في الرأسمال البشري الوطني.

مقالات مشابهة

  • تمرد مسلح في جبهة البقع بعد إقالة قائد سلفي موالٍ للتحالف
  • إقالة بلحاف .. سلطة المهرة ترضخ لضغوط أدوات عُمان وإيران
  • الدولار يتكبد أسوأ خسارة نصف سنوية منذ 1973
  • مجلس جامعة التقنية يعتمد عددا من السياسات والبرامج
  • النفط يرتفع مع توتر الملف النووي الإيراني وترقب قرارات أوبك+
  • جمال الزهيري: الهلال لا يُعيبه الأجانب.. والأهلي تأخر في إقالة كولر
  • قرار عاجل يُحدث صدمة في الأسواق التركية
  • انخفاض أسعار الدولار في بغداد وأربيل مع إغلاق البورصة
  • أخنوش: الذكاء الإصطناعي في صلب السياسات العمومية والحكومة تولي أهمية للتحول الرقمي
  • نتنياهو: سنفعل كل مايمكن لإنهاء التهديد الإيراني