جريدة الرؤية العمانية:
2025-08-15@10:11:24 GMT

دور القبيلة في عُمان

تاريخ النشر: 3rd, March 2025 GMT

دور القبيلة في عُمان

 

علي بن سهيل المعشني (أبو زايد)

[email protected]

تُعد القبيلة في المجتمع العُماني واحدة من أبرز المؤسسات العرفية التي تؤدي دورًا محوريًا في توجيه دفة المجتمع نحو تعزيز الانتماء الوطني والحفاظ على الهوية العُمانية الأصيلة.

وإلى جانب المؤسسات الرسمية للدولة، تمثل القبيلة وشيوخها خط الدفاع الأول في مُواجهة التحديات الثقافية والاجتماعية التي قد تهدد نسيج المجتمع العُماني المتماسك.

ومن خلال العادات والتقاليد والأعراف المتوارثة، تسهم القبيلة في ترسيخ قيم التكافل الاجتماعي والوحدة الوطنية، مما يجعلها ركيزة أساسية في بناء الجدار الوطني الذي يحمي المجتمع من أي غزو ثقافي خارجي.

وفي وطننا الحبيب، تحظى القبيلة بمكانة خاصة في قلوب الأفراد، حيث تعتبر بمثابة الأسرة الكبيرة التي توفر الدعم الاجتماعي والنفسي لأفرادها. وتمارس دورًا بارزًا في تعزيز الانتماء الوطني من خلال الحفاظ على العادات والتقاليد التي تشكل الهوية العُمانية. فالقبيلة ليست كيانا اجتماعيا؛ بل هي مؤسسة عُرفية تعمل جنبًا إلى جنب مع المؤسسات الرسمية لتحقيق الأهداف الوطنية. ومن خلال التوجيهات التي يقدمها شيوخ القبائل، يتم تعزيز قيم الولاء للوطن والقيادة، مما يسهم في بناء مجتمع متماسك وقوي.

والشيوخ، بوصفهم قادة القبائل، يلعبون دورًا محوريًا في توجيه المجتمع نحو القيم الوطنية والأخلاقية؛ فإنهم بمثابة القدوة لأفراد القبيلة؛ حيث يتمتعون باحترام كبير وتقدير من قبل الجميع. ومن خلال لقاءاتهم المستمرة مع أفراد القبيلة، يعمل الشيوخ على تعزيز قيم التكافل الاجتماعي والوحدة الوطنية. كما أنهم يسهمون في حل النزاعات والمشكلات الاجتماعية بالتآلف والرحمة؛ مما يعزز الاستقرار الاجتماعي ويحافظ على تماسك المجتمع.

ومن أبرز الأدوار التي يلعبها الشيوخ هو تعزيز الانتماء الوطني من خلال الحفاظ على العادات والتقاليد العُمانية الأصيلة؛ فالعادات والتقاليد ليست مجرد ممارسات اجتماعية؛ بل هي جزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية. ومن خلال الحفاظ على هذه العادات، يتم تعزيز الشعور بالانتماء إلى الوطن والاعتزاز بالهوية العُمانية. كما أن الشيوخ يعملون على تعزيز قيم التضامن والتكافل الاجتماعي، حيث يتم تقديم الدعم المادي والمعنوي لأفراد القبيلة في أوقات الشدة، مما يُعزز الشعور بالوحدة والتلاحم الاجتماعي.

ولعل خير شاهد على الدور الكبير الذي تلعبه القبيلة والشيوخ في تعزيز الانتماء الوطني هو اللقاءات التي يعقدها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- مع الشيوخ في مختلف أنحاء عُمان. وهذه اللقاءات تعكس مدى عمق التلاحم والترابط الوطني بين القيادة والشعب؛ فجلالة السلطان- أعزه الله- بحكمته ورؤيته الثاقبة، يدرك أهمية دور القبيلة والشيوخ في بناء المجتمع العُماني المتماسك. ومن خلال هذه اللقاءات، يتم تعزيز الحوار بين القيادة والشيوخ، مما يسهم في تحقيق الأهداف الوطنية وتعزيز الوحدة الاجتماعية.

ختامًا.. يمكن القول إن القبيلة وشيوخها يؤدون دورًا محوريًا في تعزيز الانتماء الوطني والحفاظ على الهوية العُمانية الأصيلة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

20000 متطوع في «60 ثانية» بأبوظبي

هدى الطنيجي (أبوظبي)

أطلقت دائرة تنمية المجتمع - أبوظبي مبادرة «تطوَّع في 60 ثانية»، بالتعاون مع منصة متطوعين إمارات، حيث تهدف المبادرة إلى تسهيل وصول أفراد المجتمع إلى فرص التطوع بطريقة مبسطة وسريعة، بما يعزز ثقافة التطوع، ويجعلها جزءاً من أسلوب الحياة اليومي.
وقال محمد الزعابي، مدير إدارة التراخيص بالإنابة في دائرة تنمية المجتمع – أبوظبي: «إن مبادرة (تطوَّع في 60 ثانية) تسعى إلى إزالة الحواجز أمام المشاركة المجتمعية، وتتيح للمتطوعين التسجيل عبر المنصة من خلال تجربة رقمية مرنة ومتكاملة، لا تزيد على 60 ثانية، حيث ساهمت هذه المبادرة في جذب العديد من المتطوعين للتسجيل عبر المنصة، وبلغ عدد المتطوعين المسجلين في الربع الأول من عام 2025، أكثر من 20 ألف متطوع، وهو ما يعكس إقبالاً متزايداً من قبل أفراد المجتمع على المساهمة في العمل التطوعي متى ما توافرت البيئة المناسبة والآلية المرنة».

نشر التوعية  
ذكر محمد الزعابي أن دائرة تنمية المجتمع حرصت على تنفيذ حملة توعوية شاملة باستخدام مختلف الوسائل الإعلامية والمنصات الرقمية، بالإضافة إلى التعاون مع مؤسسات حكومية ومجتمعية لنشر المبادرة في الفعاليات العامة والمراكز المجتمعية، كما تم إشراك المؤثرين المجتمعيين وجهات القطاع الثالث، لنقل الرسالة وتحفيز المشاركة التطوعية بطريقة أكثر قرباً من الجمهور. وأكد أن رفع مستوى الوعي بأهمية التطوع يتطلب تعزيز القناعة بأن العمل التطوعي ليس نشاطاً إضافياً، بل هو أسلوب حياة يُسهم في بناء الإنسان والمجتمع، ويجب أن تبدأ هذه الثقافة من المراحل التعليمية المبكرة، عبر إدماج مفاهيم العطاء والمسؤولية المجتمعية في المناهج والأنشطة الطلابية، مروراً بحملات وطنية تبرز النماذج الملهمة، ووصولاً إلى سياسات تعترف بدور المتطوعين وتقدّره في مؤشرات التنمية المستدامة. وأضاف: «إنه في ظل التحول الرقمي في أبوظبي، أصبح بالإمكان توظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لتعزيز الوصول إلى فرص التطوع، وتخصيص التجربة التطوعية بما يتناسب مع اهتمامات وقدرات كل فرد، وتوفر منصة (متطوعين.إمارات) تجربة مرنة وسريعة تُمكّن المستخدم من التسجيل والمشاركة في مختلف الفرص التطوعية، مما يعزز ثقافة التطوع في المجتمع». 

إثراء رحلة المتطوِّع 
قال محمد الزعابي: «إن تصميم مبادرة (تطوّع في 60 ثانية) جاء متوافقاً مع معايير برنامج (متعاملين بلا جهد)، من خلال إثراء رحلة المتعامل التطوعية بشكل رقمي ومرن يتيح للمتطوع تسجيل اهتمامه، واختيار المجال، وتقديم طلب التسجيل في غضون دقيقة واحدة. وقد ساهمت الشراكة مع منصة (متطوعين.إمارات) في ضمان التكامل التقني، وتوفير قاعدة بيانات شاملة للفرص، مما عزز كفاءة وفعالية العمل التطوعي، وانعكس إيجاباً على تجربة المتعامل وخفّف العبء على المتطوع والجهات المنظمة على حد سواء». 

استدامة ثقافة العطاء 
قال محمد الزعابي: «شهد العمل التطوعي في الإمارة نشاطاً ملحوظاً على مختلف المؤشرات التي تقوم الدائرة برصدها، وذلك لقياس الأثر الاجتماعي، حيث ارتفع عدد الفرص التطوعية خلال عام 2024 بنسبة أكثر من 110% عن عام 2023، كما تم توفير ما يقارب 120 مليون درهم عند قياس القيمة الاقتصادية للأعمال التطوعية خلال عام 2024، مما يعزز دعم التنمية المجتمعية، ويعكس التزام الدائرة المستمر بتحويل ثقافة العطاء إلى ممارسة مؤسسية ومجتمعية مستدامة».

المساهمة المجتمعية  
أكد محمد الزعابي أن دائرة تنمية المجتمع تؤمن بأن العمل التطوعي يُجسّد أسمى قيم المواطنة، ويعد الصورة الحقيقية لقياس تقدم المجتمعات ورقيها، ولهذا نعمل في الدائرة على تمكين الأفراد من المساهمة بفعالية في خدمة مجتمعهم، من خلال إطلاق برامج ومبادرات تعزز ثقافة التطوع، وتطوير التشريعات التي تنظّم وتحفّز العمل التطوعي. كما تدعم الدائرة الجهات الحكومية والخاصة في بناء منظومات تطوعية مؤسسية، وتعمل على ربط المتطوعين بالفرص التي تتوافق مع مهاراتهم واهتماماتهم.
وأضاف: «تسعى الدائرة إلى ترسيخ التطوع كجزء من الهوية الوطنية، من خلال تعزيز التكامل بين الجهات، وتوفير بنية تحتية رقمية تتيح متابعة الأداء التطوعي وقياس أثره، بما يضمن استدامة الجهود وتحقيق نتائج ملموسة على المستويين الفردي والمجتمعي، كما تعمل على تكريم المتطوعين والجهات المتميزة في هذا المجال، دعماً لاستمرارية العطاء، وتحفيزاً للمزيد من المشاركة الفاعلة».

أخبار ذات صلة أبوظبي وسيؤول تعززان التعاون في مجالات التنمية الذكية والمستدامة 9 آلاف طالب استفادوا من مبادرة «أدنوك-بلومبرغ» التعليمية

مقالات مشابهة

  • رئيس مصر للطيران: ارتفاع إيرادات الناقل الوطني 8%
  • الأسلاف والأعراف طوق نجاة القبيلة
  • الميثاق الوطني: نرفض تصريحات نتنياهو التي يحاول من خلالها التخفيف من ازماته الداخلية والدولية
  • 20000 متطوع في «60 ثانية» بأبوظبي
  • أحمد الحمامصي عضو مجلس الشيوخ عن حزب الجبهة الوطنية: تعزيز الاستثمارات أبرز الأولويات تحت القبة
  • رئيس الوطنية للانتخابات يشكر عضو قضايا الدولة التي أصيبت بجرح في القرنية خلال عملها بانتخابات مجلس الشيوخ
  • «صحة الجبهة الوطنية» تتبنى رؤية لمحو الأمية الصحية
  • الشباب في اليوم الدولي.. دور بارز في التنمية الوطنية بقطر
  • وزير الصحة يبحث مع مدير الأكاديمية الوطنية للتدريب تعزيز البرامج للقطاع الصحي
  • الصحة والأكاديمية الوطنية تبحثان تعزيز البرامج التدريبية للقطاع الصحي