عين ساطعة من الفضاء تحير العلماء.. تنظر نحو الأرض| ما القصة؟
تاريخ النشر: 15th, August 2025 GMT
في ظاهرة كونية نادرة ومذهلة، رصد علماء فلك تيارا هائلا من البلازما والطاقة ينطلق من مجرة بعيدة موجها مباشرة نحو الأرض، في مشهد يشبه "عين ساورون" من سلسلة أفلام "سيد الخواتم"، ما أثار فضول الباحثين وأعاد فتح نقاش علمي حول طبيعة هذا النوع من الأجرام الكونية.
عين ساطعة من الفضاء تحير العلماءووفقا لدراسة حديثة نشرت في مجلة Astronomy & Astrophysics، فإن هذه الظاهرة تعود إلى "بلازار" (Blazar) – نوع من المجرات النشطة يحتوي على ثقب أسود فائق الكتلة يُطلق نفاثاً عالي الطاقة باتجاه الأرض، وعلى الرغم من أن المجرة تقع على بعد مليارات السنين الضوئية، فإنها تعد من بين ألمع الأجسام في السماء.
النفاث الكوني المكتشف حير العلماء لعقود، حيث بدا وكأنه يتحرك ببطء، رغم كونه مصدرا رئيسيا لأشعة غاما والنيوترينوهات عالية الطاقة.
وهو ما شكل لغزا، لأن الفرضيات السابقة كانت تفترض أن هذه الإشعاعات لا يمكن أن تصدر إلا عن نفاثات تتحرك بسرعات هائلة.
لكن باستخدام بيانات استُخلصت على مدى 15 عاما من خلال “مصفوفة القاعدة الطويلة جداً” وهي شبكة تضم 10 تلسكوبات راديوية موزعة عبر الولايات المتحدة تمكن الباحثون من تكوين صورة عالية الدقة لهذا النفاث، وكشفوا عن تفاصيل بنيوية غير مسبوقة.
صورة غير مسبوقة لتيار كونيقال البروفيسور يوري كوفاليف، الباحث الرئيسي من معهد ماكس بلانك لرصد الراديو:"عندما أعدنا بناء الصورة، بدت مذهلة للغاية. لم نشهد شيئاً مماثلاً من قبل مجال مغناطيسي توريدي شبه مثالي، ونفاث موجه مباشرة نحو الأرض."
ونتيجة لهذا التوجيه المباشر، فإن الإشعاعات الراديوية عالية الطاقة تتضخم بنحو 30 مرة أو أكثر، وفق ما أوضحه الباحث المشارك جاك ليفينغستون، الذي أشار أيضاً إلى أن النفاث يبدو وكأنه يتحرك ببطء، بسبب ما يُعرف بـ"تأثير الإسقاط" – وهو خداع بصري ناجم عن زاوية الرؤية.
نافذة إلى قلب المجرةأتاحت هذه الرؤية المباشرة للعلماء فرصة فريدة لرصد البنية الداخلية للنفاث، حيث كشفت التحليلات أن المجال المغناطيسي داخل التيار يأخذ شكلاً حلزونيا أو توريديا، ما قد يكون عاملاً أساسياً في تسريع الجسيمات إلى طاقات قصوى.
ويرى الباحثون أن هذا الاكتشاف لا يقتصر على توسيع فهمنا لهذه الظواهر الكونية فحسب، بل قد يساعد في حل ألغاز أعمق تتعلق بكيفية تشكل وانتقال الطاقة في أكثر مناطق الكون عنفا وغموضا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ثقب أسود قلب المجرة
إقرأ أيضاً:
واشنطن تبحث عن معادن حرجة في أراضي باكستان.. نخبرك القصة كاملة
أعلنت وزارة الطاقة الأمريكية أن إدارة الرئيس دونالد ترامب ستقترح تمويلا بقيمة مليار دولار لتسريع نمو قطاعي المعادن الحرجة والمواد الخام الأساسية في الولايات المتحدة، كما تتطلع واشنطن للتعاون مع إسلام أباد في هذا المجال.
ما هي المعادن الحرجة؟
يعرف قانون الطاقة الأمريكي، المعادن الحرجة بأنها المعادن والعناصر غير الوقودية التي تنطوي على خطر تعطل سلاسل التوريد، وتؤدي وظيفة أساسية في تقنيات الطاقة، وإنتاجها، ونقلها، وتخزينها، ويعود التصنيف لوزير الداخلية بالتعاون مع هيئة المسح الجيولوجي.
ما اللافت في الأمر؟
تصنيف المعادن الحرجة ليس ثابتا علميا، ويتغير وفقا للظروف الاقتصادية والجيوسياسية والتكنولوجية وتراجعها الدول باستمرار بالمعدن غير الحرج في وقت ما، قد يكون لاحقا في قائمة المعادن الحرجة إن رأت الدولة له أهمية اقتصادية عالية، أو تعرضت سلاسل إمداده إلى تعطيل لسبب أو آخر.
أما العناصر الأرضية النادرة، أو المعادن النادرة، فهي ثابتة تقريبا ومحددة علميا بناء على خواص هذه المعادن.
بكلمات أخرى: كل معدن نادر هو حرج، وليس كل معدن حرج نادرا.
في ماذا تستخدم المعادن الحرجة؟
وتُستخدم هذه المواد في كل شيء بدءا من بطاريات السيارات الكهربائية ووصولا إلى أشباه الموصلات.
ماذا تحتاج الولايات المتحدة منها؟
في آخر تصنيفات المعادن الحرجة في الولايات المتحدة، تعتبر كل من المعادن التالية حرجة بدرجة كبيرة؛ الديسبروسيوم، والكوبالت، والغاليوم، والغرافيت، والإيرديوم، والنيوديميوم، والتيربيوم.
فيما المعادن شبه الحرجة، فهي حاليا الليثيوم، واليورانيوم، والفولاذ كهربائي، والنيكل، والمغنيسيوم، والبلاتين، وكربيد السيليكون، والفلورين، والبرازيو ديميوم.
وتعتبر كلا من المنغنيز، والألومنيوم، والنحاس، والسيليكون، والتيتانيوم، والفسفور، والتيلوريوم معادنا غير حرجة في الوقت الراهن.
ماذا قالوا؟
◾قالت وزارة الطاقة الأمريكية إنها تعتزم تقديم التمويل لتطوير وتوسيع نطاق تقنيات التعدين والمعالجة والتصنيع في سلاسل توريد المعادن والمواد الأساسية.
◾قال وزير الطاقة كريس رايت "ظلت الولايات المتحدة لفترات طويلة للغاية تعتمد على جهات أجنبية لتوريد ومعالجة المواد الأساسية الضرورية للحياة العصرية وأمننا القومي".
◾قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إن واشنطن تتطلع إلى استكشاف التعاون مع باكستان في مجال المعادن الحرجة.
◾قال وزير التجارة الباكستاني جام كمال إن إسلام آباد ستعرض على الشركات الأمريكية فرصا للاستثمار في مشاريع للتعدين في إقليم بلوشستان الجنوبي الغربي.
الصورة الأوسع
شدّدت الولايات المتحدة الإثنين عقوباتها على تنظيم انفصالي في إقليم بلوشستان في جنوب غرب باكستان بعد أن احتجز في آذار/مارس مئات الرهائن من ركاب قطار في عملية انتهت بمقتل نحو 60 شخصا.
وأدرجت الولايات المتحدة "جيش تحرير بلوشستان" في قائمتها للمنظمات الإرهابية الأجنبية، ما يجعل دعم هذا التنظيم جريمة في الولايات المتحدة.
وسبق أن أدرجت الولايات المتحدة هذا التنظيم الانفصالي في "قائمة الإرهابيين الدوليين المدرجين بشكل خاص"، في تصنيف يستهدف موارده المالية.
تأتي الخطوة الجديدة في وقت عزّز فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب التواصل مع إسلام آباد التي ساد الفتور العلاقات بينها وبين واشنطن في ولاية سلفه الديموقراطي جو بايدن على خلفية تنديد إدارته بدور باكستان في الحرب التي استمرت 20 عاما في أفغانستان.
وتواجه باكستان منذ نحو عقدين تمردا انفصاليا في بلوشستان أوقع مئات القتلى في الإقليم الغني بالمعادن.
وقبل ذلك، أعلنت الولايات المتحدة وباكستان عن توصلهما إلى اتفاق سيفضي إلى خفض الرسوم الجمركية على باكستان، بالإضافة إلى اتفاقية تساعد واشنطن بموجبها إسلام آباد في تطوير احتياطياتها النفطية.
وكتب ترامب على منصته الخاصة: "لقد أبرمنا اتفاقا مع دولة باكستان، حيث سيعمل البلدان معا على تطوير احتياطيات باكستان النفطية الضخمة".
وأضاف "نحن الآن بصدد اختيار شركة النفط التي ستقود هذه الشراكة".
ماذا ننتظر؟
إذا ما اتفقت باكستان والولايات المتحدة على التعاون في مجال المعادن الحركة، فستكون هناك مشاريع مشتركة، وقد تمنح باكستان شريكتها حقوق الاستئجار في إقليم بلوشستان الذي يشهد تمردا، بينما صنفت واشنطن "جيش تحرير بلوشستان" منظمة إرهابية، وقد يعني هذا صداما عسكريا أمريكيا مباشرا مع التنظيم الإرهابي في مناطق التعدين.