الأسلاف والأعراف طوق نجاة القبيلة

يمانيون/بقلم الشيخ: متعب عبدالرحمن البتول*كثيرة هي القضايا المجتمعية البينية التي تطرأ على مستوى الفرد أو العائلة أو الأسرة أو القبيلة، إذ لا تخلوا الحياة منها في كل زمان ومكان، وشبهت الفلسفات الحضارية والتاريخية بأن المشاكل «ملح الحياة»، سيما في زمننا هذا في ظل الثورة التنكولوجية العارمة وانتشار وتعدد مواقع التواصل الاجتماعي.

وما بين القضايا والمشاكل وشبكات التواصل يعيش معظم الشباب والجيل الصاعد من أبناء شعبنا تيه فكري في معرفة كيفية احتواء القضايا والتدخل في النزاعات والمواقف وسبل حلها، وذلك يعود لعدم استيعاب قواعد الأسلاف والأعراف القبلية اوفهمها او على أقل القليل الاطلاع عليها عن طريق الاحتكاك بالمراغات والمشايخ والوجهاء والأعيان ممن يملكون بصيرة نافذة وحكمة واسعة وصبر جميل.

وأيضا خطورة انتشار شبكات الانترنت والغزو الثقافي والفكري التي بدأت انعكاساتها تؤثر بشكل سلبي في أوساط الشباب والجيل الصاعد، فيمضون معظم أوقاتهم في مقاطع “الليرز” وبالتالي استطاعت الى حد كبير عكس بوصلتهم والاتجاه بهم نحو منحى آخر، وهو ما يتطلب منا جميعا انتشالهم من هذه الهوة الغريقة التي تسعى لطمس الهوية اليمنية الأصيلة وتدمير قيمها ومبادئها وأخلاقها ضمن مخطط الحرب الناعمة، وتعزز البلادة والتبلد لدى الشباب، كونها جمعت بين المسخ والتغريب وأصبحت مصيدة تقفل تفكيرهم وعقولهم بإحكام.

عندما نرجع قليلا إلى حياة الآباء والأجداد ونقرأ قصصهم، نجد كيف أنهم على مستوى عال من العلم والصدق والمعرفة والحكنة والإلمام بالأسلاف والأعراف، فالطارف لكل طارفة رجل كفو يمتلك الرشد والبصيرة والحكمة في حل عقد المشاكل في طرفة عين، بل البعض منها تحل أحيانا بالنكتة.

لكن ما نراه في مشاكل اليوم على سبيل المثال الحياة الزوجية، إذا حصلت خلافات او مهاترات، يترتب على تقريب وجهات النظر فيها إلى وساطات وتدخلات ومراقيم وشرايع ومحاكم وأحكام، ولعدم فهم القواعد والأسلاف قد تنتهي بالطلاق للأسف، ناهيك عن بقية القضايا في مختلف جوانب ومناحي الحياة.

ولذا فإن فهم واستيعاب الأسلاف والأعراف ضرورة ملحة يتوجب على الجهات المعنية فتح معاهد وأكاديميات تهتم بهذا الجانب لتعزز الهوية اليمنية، وتحافظ على الموروث الشعبي وتدعم مداميك القبيلة وترمم قواعدها، وتعيد بوصلة الشباب للاتجاه الصحيح، وتنتشله من الحيرة والتشتت، وطوق نجاة من الفتن التي تتعاقب كقطع الليل المظلم.

*مستشار امانة العاصمة.

المصدر: يمانيون