الأسبوع:
2025-06-20@04:18:56 GMT

الدول الشاذة

تاريخ النشر: 4th, March 2025 GMT

الدول الشاذة

شهد التاريخ في عهوده القديمة والحديثة دولا شاذة لا تقيم وزنا للاتفاقات التي تعقدها أو لتعهداتها ولا تحترم أعرافا أو قوانين.

من عظمة الدولة المصرية على مدار تاريخها احترامها للأعراف الدولية والقيم والاتفاقيات مهما بلغت قوتها وضعف الآخرين، وقد أبرمت مصرأول معاهدة في التاريخ الإنساني عام 1269 قبل الميلاد عقب معركة قادش بين رمسيس الثاني فرعون مصر وهاتوسيليس الثالث ملك الحيثيين.

كان احترام مصر للمعاهدة نموذجيا في عصر لم تعرف فيه البشرية القانون الدولي أو قواعد الشرعية الدولية، وكانت كذلك على مدار تاريخها مثلا يحتذى به في احترام المعاهدات والتعهدا.

شهد التاريخ الإنساني أيضا دولا شاذة في كل سلوكياتها وتعاملاتها، والدول الشاذة دائما ما تكون نهايتها مأساوية درامية، حدث ذلك مع المغول في القرن الثالث عشر الميلادي وانتهت دولتهم وكانت نهاية ملكهم العظيم هولاكو مأساوية، كذلك شهدنا في مطلع القرن العشرين نظريات لمنظرين حولت سلوك دولهم إلى دول شاذة ومنهم الألماني راتزل الذي توفى عام 1904 وهو مؤسس علم الجغرافيا السياسية والذي ابتكر نظرية المجال الحيوي وتحدث في نظريته عن حق الدول أن تتوسع من أجل البقاء وإلا ستنهار وأن على الدول المجاورة الصغيرة أن تتفهم ذلك وتدعمه!، من ياترى يفعل ذلك في منطقة الشرق الأوسط؟ هذه النظريات استخدمها هتلر وظهرت رغباته الشاذة في غزو كل من حوله بما في ذلك الدول التي أبرم معها معاهدات/ تحالفات ( الاتحاد السوفيتي - بولندا - الدانمارك - تشيكوسلوفاكيا - النمسا)، هذا الشخص الذي لم يتعلم في أي معهد عسكري كان يقود الجيوش الجرارة من مركز القيادة الرئيسي وانتهى به الأمر وبدولته الى نهاية مأساوية، نفس الشيء حدث لموسوليني في إيطاليا صاحب العبارة الشهيرة ( من لا يملك مدفعا فالويل له) وانتهى به الأمر وبإيطاليا الى نهاية مأساوية في الحرب العالمية الثانية، والأمثلة كثيرة ومتعددة.

نحن الآن أمام دولة زرعت في المنطقة العربية ومنذ تأسيسها لا تحترم أي قوانين أو أعراف أو قواعد شرعية دولية، منذ عام 2015 حتى عام 2023 فقط صدر ضدها من الأمم المتحدة 154 قرارا مقابل 71 قرارا ضد باقي دول العالم، الدولة الوحيدة في العالم التي تقوم في القرن الحادي والعشرين بتوجيه أسلحتها الرئيسية لمسح مناطق مدنية كاملة من الخريطة وتقتل الأطفال والنساء عمدا بعشرات الآلاف والأطباء والصحفيين عمدا بالمئات على مرأى من العالم كله الذي يقف موقف المتفرج أو المعاون، لا التزام أو تعهد أو قانون التزمت به طوال تاريخها، تعتدي على أي دولة مجاورة في أي وقت وتعلن أمام المجتمع الدولي في الأمم المتحدة راعية الشرعية الدولية خريطتها التوسعية على حساب كل دول الجوار، يحدث ذلك في القرن الحادي والعشرين.

إن نهاية دولة بهذه المواصفات ستكون مأساوية بالتأكيد ولن تختلف عن نهاية الدول الشاذة على مدار التاريخ مهما طال أمد ممارساتها.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: مصر إسرائيل الأمم المتحدة التاريخ المعاهدات

إقرأ أيضاً:

هنادي اليافعي: نتائج مأساوية لعدم تأمين الطفل داخل المركبة

ناشدت إدارة سلامة الطفل في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة جميع أولياء الأمور والسائقين المرافقين للأطفال أن يتخذوا خطوات استباقية تضمـــن سلامة أبنائهم داخل المركبات، وألا يتهاونوا في إجراءات الوقاية، فبضـــع لحـــظــات من الانتباه والحــرص قد تنقذ حياة طفل.
وقالت هنادي اليافعي، مدير الإدارة: «تابعنا ببالغ الحزن حادث سقوط طفل من مركبة خلال قيادتها من قبل ولي أمره، ما أدى إلى تعرضه لإصابات مؤلمة. نسأل الله أن يمنّ عليه بالشفاء العاجل».
وأضافت: «تُذكّرنا مـــثل هذه الحــــوادث الأليمـــة بأهمية أخذ خطـــوات استباقية قد تُحدث فرقاً بين السلامة والخطر خلال ثوانٍ معدودة، حيث إن عدم تأمين الطفل بالشكل الصحيح داخل المركبة باستخدام حزام الأمان، أو عدم استخدام الكرسي المخصص له، يمكن أن يؤدي إلى نتائج مأساوية من الممكن تفاديها وحماية أرواح أطفالنا».
وتابعت: «نؤمن بأن حماية الأطفال تبدأ من اللحظة التي يجلسون فيها داخل المركبة، ولهذا نواصل جهودنا التوعوية منذ سنوات من خلال مبادرات مثل حملة (احمِهم بالتزامك) التي تركز على أهمية استخدام المقاعد المناسبة وربط الأحزمة وتفعيل قفل الأبواب».

مقالات مشابهة

  • بطلا الملاكمة كانيلو وكروفورد يشاركان غدًا في المؤتمر الصحفي بالرياض استعدادًا لـ”نزال القرن”
  • وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي يبحثون في نهاية الأسبوع العدوان الإسرائيلي على إيران
  • بـ 9.5 مليار دولار.. ارتفاع قيمة صادرات مصر لـ «الدول الصناعية السبع» نهاية 2024
  • اليمن ودول شرق أفريقيا.. بين الحروب بالوكالة والعنف الطائفي.. كيف يمكنها تجاوز ذلك؟ (ترجمة خاصة)
  • هل تصح الصلاة بالقراءة الشاذة؟ دار الإفتاء تحسم الجدل
  • نهاية مأساوية لمزارع حاول تقبيل أفعى.. فيديو
  • هنادي اليافعي: نتائج مأساوية لعدم تأمين الطفل داخل المركبة
  • ما الذي يُخبرنا به التاريخ عن تأثير صدمات أسعار النفط؟
  • دار الإفتاء: الصلاة بالقراءات الشاذة تبطلها لمخالفتها الرسم العثماني
  • نهاية مأساوية لشاب على يد والده.. مشادة تتحول إلى جريمة في حدائق القبة