لو المراهق عمل في نفسه حاجة بيتحاسب زي الكبير العاقل؟ علي جمعة يجيب
تاريخ النشر: 4th, March 2025 GMT
وجهت إحدى الفتيات سؤالا إلى الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، تقول فيه (لو مثلا في ولد وبنت مرتبطين في مرحلة المراهقة وأهلهم عارفين لكن مش بيتجاوزوا الحدود وقرروا الانفصال عاطفيا لكنهم أصحاب مقربين جدا، فهل هذا حرام؟
وأجاب علي جمعة، على السؤال، خلال برنامجه الرمضاني اليومي "نور الدين والدنيا"، قائلا (طب مانتوا كلكم كده، ليكم أصدقاء في المدرسة وبتتكلموا مع بعض زي الأخوات، وهكذا كانت الصحابة والصحابيات، ولم توجد عندهم هذه الدائرة الغريبة التي نعيش فيها حاليا.
كما وجهت فتاة أخرى سؤالا تقول فيه (المراهقين مشاعرهم بتأثر فيه وعمل حاجة غلط هل هو بيتحاسب زي حد كبير عاقل؟
واستشهد علي جمعة، في إجابته على السؤال بقوله تعالى (ذلك مبلغهم من العلم) فالله تعالى لا يظلم أحدا وسيحاسب العبد على قدر عقليته وطبقا للعلم الذي تحصل عليه.
كما وجهت فتاة أخرى سؤالا تقول فيه ( ازاي نقدر نستغل الدين عشان نقدر نسيطر على الأفكار السلبية والوساوس؟
ونصح علي جمعة، في إجابته على السؤال، الشباب والفتيات بأن ينشغلوا بالذكر كثيرا فهو الذي يجنبهم وساوس الشيطان.
التعامل مع السوشيال ميدياوأجاب الدكتور علي جمعة، على السؤال، خلال برنامجه الرمضاني اليومي "نور الدين والدنيا"، أن الله تعالى يقول في كتابه العزيز (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين).
وأشار إلى أن الإسراف ممنوع في كل شئ، لحديث (مر النبي على سيدنا سعد بن أبي وقاص، فقال له ما هذا السرف يا سعد، قال: أفي الوضوء سرف؟ قال النبي: ولو كنت على نهر جار).
وأضاف أن الإسراف مرفوض حتى في السوشيال ميديا، ويجوز استعمالها للعمل والأمور المفيدة وعلى الشخص ألا يترك نفسه أمام السوشيال ميديا، فيجب عليه أن يشد نفسه منها حتى لا يتعلق بها.
وتابع: أنا مش هقولك احرم نفسك من السوشيال ميديا ولا هقولك قاطعها، أنا هقولك تعامل معها لتكون في يدك لا في قلبك، ومن دعاء الصالحين (اللهم اجعل الدنيا في أيدينا ولا تجعلها في قلوبنا).
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأزهر علي جمعة الأصدقاء المراهقة نور الدين والدنيا المصاحبة المزيد على السؤال علی جمعة
إقرأ أيضاً:
خطبتا الجمعة بالحرمين: أولو الألباب يتوقفون عند وداع العام لمراجعة للذات.. ومن علامات الشقاء أن تمرّ الأعوام والإنسان غافل عن محاسبة نفسه
ألقى الشيخ الدكتور أسامة بن عبدالله خياط خطبة الجمعة اليوم بالمسجد الحرام، وافتتحها بتوصية المسلمين بتقوى الله وعبادته، والتقرب إليه بطاعته واجتناب نواهيه ومساخطه.
وقال: إن وقفة التوديع مثيرة للأشجان، ومهيجة للأحزان؛ إذ هي مصاحبة للرحيل، ومؤذنة بالانقضاء. لقد مضى عام كامل، تقلبت فيه الأحوال، وفنيت الأعمار، وحلت بالأمة فيه نوازل. وإذا كان ذهاب الليالي والأيام عند الغافلين اللاهين لا يعدو كونه مُضي يوم ومجيء آخر، فإنه عند أولي الأبصار باعث حي من بواعث الاعتبار، ومصدر متجدد من مصادر العظة والادكار، كما قال أبو الدرداء رضي الله عنه، فيما رواه الحسن البصري رحمه الله عنه: “يا ابن آدم، إنما أنت أيام، فإذا ذهب يوم ذهب بعضك”. ويصوره أيضًا قول بعض السلف: “كيف يفرح بمرور الأعوام من يومه يهدم شهره، وشهره يهدم سنته، وسنته تهدم عمره؟ كيف يفرح من يقوده عمره إلى أجله، وحياته إلى موته؟”، وقول بعضهم: “من كانت الليالي مطاياه سارت به وإن لم يسر”.
وأشار الدكتور أسامة إلى أن أولي الألباب يتوقفون عند وداع العام وقفة مراجعة للذات ومحاسبة للنفس، مثل التاجر الحاذق الذي يتفقد تجارته، فينظر إلى أرباحه وخسائره، باحثًا عن الأسباب، متأملًا في الخطأ والصواب. وإن سلوك المسلم الواعي هذا المسلك الرشيد ليفوق ذلك في شرف مقاصده، ونبل غاياته، وسمو أهدافه؛ لأنه يسعى إلى الحفاظ على المكاسب الحقة التي لا تبور تجارتها، ولا يكسد سوقها، ولا تفنى أرباحها، من كنوز الأعمال، وأرصدة الباقيات الصالحات التي جعل الله لها مكانًا عليًا، ومقامًا كريمًا، وفضلها على ما سواها، فقال تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَة الْحَيَاة الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا}؛ لذا كانت العناية بهذه المراجعة، والحرص على هذه المحاسبة، ديدن الأيقاظ، ونهج الراشدين، لا يشغلهم عنها لهو الحياة ولغوها، وزخرفها وزهرتها وزينتها، فيقطعون أشواط الحياة بحظ وافر من التوفيق في إدراك المنى، وبلوغ الآمال، والظفر بالمقاصد، والسلامة من العثرات. وعلى النقيض منهم، أولئك الغافلون السادرون في غيهم وغفلتهم، فإنهم لا يفيقون من سكرتهم، للنظر في مغانمهم ومغارمهم، ولا لاستصلاح ما فرط منهم، والاعتبار بالمصائب، والاتعاظ بالنوازل، فهم ممن نسي الله فأنساهم العمل لما فيه صلاحهم وفلاحهم في دنياهم وعقباهم.
وأوضح الشيخ أسامة أن ارتباط المراجعة والمحاسبة بالتغيير نحو الأفضل والأكمل هو ارتباط وثيق وقوي، فالمراجعة والمحاسبة تكشف للإنسان مواطن النقص والخلل والعيوب، فإذا عزم المصحح، وأخلص النية، واتضح له الطريق، وأحسن العمل، جاءه عون الله بمدد لا ينقطع، فيُحسن عاقبته ويجزيه خير الجزاء. إن الحاجة إلى سلوك نهج المراجعة والمحاسبة ليست مقتصرة على أفراد أو فئة معينة، بل الأمة الإسلامية بأسرها في حاجة ماسة إليها، ولا يمكنها الاستغناء عنها، وهي تودع عامًا مضى وتستقبل عامًا جديدًا، ولكن هذه المراجعة والمحاسبة تتسع أبعادها، ويعم نفعها، وتعظم فائدتها بالنسبة للأمة.
وأضاف إمام وخطيب المسجد الحرام بأن محاسبة النفس هي أوضح دليل على كمال عقل المرء، وحرصه التام على أسباب سعادته ونجاحه في كل ما يفعل ويترك، وهي وقفة لا بد لكل عاقل أن يقفها مع نفسه بعد كل عمل، وعند نهاية كل مرحلة، وفي ختام كل مهمة، إذا أراد أن يستقيم أمره، ويصلح حاله، ويسلم مصيره، لينال الفوز العظيم في الدنيا والآخرة، مؤكدًا أهمية المداومة على هذه المراقبة الصادقة المحكمة، خاصة عند استقبال مرحلة جديدة من العمل، واستئناف مسيرة الحياة، مع الاعتماد على ما مضى، وعزم على التصحيح والتخطيط لما بقي.
* وفي المسجد النبوي الشريف ألقى خطبة الجمعة فضيلة الشيخ الدكتور حسين آل الشيخ، وافتتحها بتوصية المسلمين بتقوى الله جل وعلا، فتقواه سبب الفوز بكل مرغوب، والنجاة من كل مرهوب، مستشهدًا بقوله تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّه لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
وأوضح فضيلته أن من صفات أهل الإيمان تفكرهم الدائم في تعاقب الأيام وتواليها، واستشعارهم لما تحمله من عبر وعظات، مما يقودهم لعبادة ربهم، والتقرب إليه بمختلف الطاعات، والابتعاد عن المعاصي والسيئات، مستشهدًا بقوله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأولي الْأَلْبَابِ}.
وقال: حق علينا الاعتبار بتوالي السنين وسرعة مرورها، وأن نحاسب الأنفس محاسبة جادة صادقة، تكون منها التوبة النصوح، والإنابة الجادة لما يحقق العبودية الكاملة لله جل وعلا، ففي اختلاف الليل والنهار، ومرور الأيام والشهور، أعظم واعظ لمن تذكر وتدبر، واعتبر تدبرًا يؤول به لتعظيم الخالق، وتحقيق العبودية له جل وعلا.
وأشار الدكتور آل الشيخ إلى أن الواجب على العبد المسلم في هذه الحياة المسارعة إلى مرضاة ربه عز وجل، والبعد التام عن الآثام والسيئات، فشأن المسلم أن يزداد بمرور الأوقات تقربًا لربه، محذرًا من الانشغال في الدنيا الفانية عن الآخرة الباقية، مستشهدًا بقوله تعالى: {يَا قَوْمِ إِنَّمَا هذه الْحَيَاة الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَة هِي دَارُ الْقَرَارِ}.
وتابع فضيلته مبينًا أن المسلم هو من يجعل مرور الأعوام فرصة للتزود من الخيرات ومضاعفة الصالحات، مستدلًا بقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: “خيركم من طال عمره وحسن عمله”. مشيرًا إلى أن الميزان في الربح والخسران، والفوز والحرمان، إنما هو بكمال الإيمان، وطاعة الرحمن، ومتابعة سيد ولد عدنان عليه أفضل الصلاة والسلام.
وذكر فضيلته أن من علامات الشقاء أن تمرّ الأعوام والإنسان غافل عن محاسبة نفسه ومراجعة حاله، فالتسويف في التوبة قسوة عظمى وبلية كبرى، مبينًا أن الواجب على المسلم أن يلين قلبه لآيات ربه الكونية والشرعية، وأن يصلح علاقته بدينه وشريعة ربه، مستدلًا بقوله تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمنوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّه وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ}.
وختم إمام وخطيب المسجد النبوي الخطبة موصيًا المسلمين بالمبادرة -رحمهم الله- إلى المسارعة في الخيرات، والتسابق في الطاعات، والحذر من الوقوع في المعاصي والسيئات، والتمسك بشرع رب الأرض والسماوات. وحثّ على الإكثار من الصلاة والسلام على نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، لما في ذلك من رفعة في الدرجات، ونيلٍ للثواب والحسنات.