أمين مجمع البحوث الإسلامية: رمضان شهر الضبطية المتكاملة للقلب والجوارح
تاريخ النشر: 4th, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد فضيلة الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أن شهر رمضان يمثل «ضبطية متكاملة» للإنسان، تشمل روحه وقلبه وجوارحه، موضحًا أن الأساس في ذلك هو القلب، استنادًا إلى حديث النبي ﷺ: «ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب».
وأوضح فضيلته خلال خلال درس التراويح بالجامع الأزهر، بالليلة الرابعة من ليالي شهر رمضان المبارك اليوم الثلاثاء، أن القيام في رمضان من أهم وسائل تحقيق هذه الضبطية، مشيرًا إلى أن النبي ﷺ بين فضله العظيم، وسار الصحابة والسلف الصالح على نهجه، حيث كان أبو مسلم الخولاني رضي الله عنه يقوم الليل، ويقول: «أيظن أصحاب محمد أن يسبقونا إليه؟ والله لنزاحمنهم عليه حتى يعلموا أنهم خلفوا رجالًا». وكذلك النساء سرن على هذا المنوال، فهذه السيدة معاذة الأنصارية -رضي الله عنها- التي كانت تقول عند قيامها: «يا ربي، هذا ليلك قد أقبل، وقد خلى كل حبيب بحبيبه، وأنت حبيبي يا ربي».
وقال أن من أهم وسائل تحقيق التوازن الروحي في رمضان الخلوة مع الله، حيث تُعين الإنسان على تصفية قلبه وإعادة ترتيب أولوياته، موضحًا أن الخلوة نوعان: خلوة باطنة تتجلى في الصمت والتأمل، وخلوة ظاهرة، وقد ورد في حديث السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت عن رسول الله ﷺ: «ثم حبب إليه الخلاء». وفي ذلك يقول الإمام عبد الله بن أبي جمرة: «تبدأ النبوة بالخلوة، وتبدأ الولاية بالخلوة».
وأشار إلى أن الإخلاص ركن أساسي في تزكية النفس، فلا بد أن يكون العمل خالصًا لله بعيدًا عن الرياء، مشددًا على أن المخلص لا يرى إخلاصه، بل يستصغر عمله مهما بلغ، مستشهدًا بما قيل في الإخلاص: «الإخلاص هو ألا ترى إخلاصك، فمن رأى في نفسه مخلصًا فليس بمخلص».
وفي ختام حديثه، دعا الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية المسلمين إلى استثمار شهر رمضان في تصفية القلوب، والإقبال على الله بصدق، راجيًا أن يتقبل الله من الجميع صيامهم وقيامهم، ويجعل رمضان شهر طمأنينة وسكينة للنفوس.
يُحيي الجامع الأزهر خطته العلمية والدعوية لشهر رمضان المبارك بتوجيهات ورعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وتتضمن: مقارئ قرآنية، ملتقيات دعوية عقب الصلوات، دروسًا علمية بين التراويح، صلاة التهجد في العشر الأواخر، تنظيم موائد إفطار يومية للطلاب الوافدين، إضافة إلى احتفالات خاصة بالمناسبات الرمضانية، وذلك في إطار الدور الدعوي والتوعوي الذي يضطلع به الأزهر الشريف لنشر العلوم الشرعية وترسيخ القيم الإسلامية السمحة.
1000072989 1000072995 1000072998 1000073001 1000073004 1000073007المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية البحوث الإسلامية التراويح الجامع الأزهر الدكتور محمد الجندي السيدة عائشة رضي الله عنها الصلوات شهر رمضان
إقرأ أيضاً:
هل تُصلّى قيام الليل ركعتين ركعتين؟.. أمين الفتوى يجيب
أجاب الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال من محمد من القاهرة حول فضل الصلاة وقيام الليل، وهل صلاة قيام الليل تكون ركعتين ركعتين وتمسح الذنوب، موضحًا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم إن صلاة الليل "مَثْنَى مَثْنَى"، أي يصلي المسلم ركعتين ويسلم ثم ركعتين ويسلم، وأن هذا هو الهدي النبوي في قيام الليل.
وأوضح الشيخ محمد كمال، أن قيام الليل غير مرتبط بساعة معينة، فليس شرطًا أن يكون في الثانية أو الثالثة فجرًا، بل يبدأ من بعد صلاة العشاء مباشرة، فمن صلى العشاء ثم صلى بعدها ركعتين بنية قيام الليل فقد أدرك قيام الليل، مؤكدًا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم في جوف الليل قبل الفجر، وأن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت إنه كان يقوم حتى تتفطر قدماه، فلما راجعته قال: «أفلا أكون عبدًا شكورًا؟».
وبيّن أمين الفتوى فضل قيام الليل، مستشهدًا بما ورد عن السيدة حفصة رضي الله عنها حين قصّت رؤيا أخيها عبد الله بن عمر للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال لها: «نِعْمَ الرجل عبد الله لو كان يقوم الليل»، فكان عبد الله لا يترك قيام الليل أبدًا، موضحًا أن قيام الليل شرف المؤمن، فمن أراد معرفة منزلته عند الله فلينظر إلى نصيبه من قيام الليل، وأن هذا القيام ليس قاصرًا على الصلاة فقط بل يشمل الذكر والدعاء والاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
وأشار الشيخ محمد كمال إلى أن قيام الليل نور من أنوار الله، فالمؤمن في هذا الوقت يكون في خلوة مع ربه يناجيه، وأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يطيل السجود في قيام الليل حتى إن السيدة عائشة كانت تخشى عليه، مؤكدًا أن قيام الليل ينير القبر لمن خاف من ظلمته، لأن العبد يترك وقت الغفلة ليقف بين يدي الله تعالى.
ولفت بأن قيام الليل يبدأ من صلاة العشاء إلى طلوع الفجر، وعلى المسلم أن يختار الوقت المناسب له، فإن أكثر من الصلاة في هذا الوقت كان من السعداء في الدنيا والآخرة بإذن الله تعالى.