الشركات الأميركية تكافح لاحتواء تداعيات تعريفة ترامب
تاريخ النشر: 5th, March 2025 GMT
واشنطن (أ ب)
على الرغم من أن الشركات الأميركية كانت تعلم أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض تعريفات جمركية على واردات بلاده من كندا والصين والمكسيك سيدخل حيز التنفيذ الثلاثاء، فإن أغلبها كان يأمل في تأجيل هذه الخطوة كما حدث في الشهر الماضي، لكن هذا لم يحدث.
واعتباراً من الساعات الأولى أمس، فرضت الولايات المتحدة رسوماً بنسبة 25% على المنتجات الواردة من كندا والمكسيك لتبدأ حرباً تجارية من أقرب جارتين وحليفين لها.
كما بدأت إدارة ترامب مضاعفة الرسوم التي فرضتها على المنتجات الصينية من 10% في الشهر الماضي إلى 20%، اعتباراً من الأمس.
وردت الدول الثلاث بإعلانها إجراءات ورسوماً مضادة على السلع الأميركية.
ورغم أن وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك قال مساء أمس، إن الرئيس ترامب قد يصل إلى حل وسط بشأن الرسوم مع كندا والمكسيك، فإنه نفى تماماً إمكانية تعليق تطبيقها مجدداً.
من ناحيتها، تقول كاثي بوستيانيستش، المحللة الاقتصادية في مؤسسة نيشن وايد، إنه كلما استمر فرض هذه الرسوم زادت الخسائر الناجمة عنها بالنسبة للشركات الأميركية التي ستواجه الاختيار بين استيعاب الزيادة في الأسعار، أو تمريرها إلى المستهلكين الذين يعانون بالفعل التضخم المرتفع.
وأضافت أن استمرار هذه الرسوم لمدة عام يمكن أن يخفض معدل النمو الاقتصادي للولايات المتحدة، بمقدار نقطة مئوية كاملة، ويزيد معدل التضخم، بمقدار 0.6 نقطة مئوية.
في الوقت نفسه، لم يكن مانويل سوتيلو الذي يدير أسطول شاحنات مكسيكي ينقل السلع عبر الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، يتوقع أن يخاطر الرئيس ترامب بمبادلات تجارية قيمتها 2.2 تريليون دولار سنوياً مع كل من الصين والمكسيك وكندا.
وقال سوتيلو: «كنت حتى بعد ظهر أول أمس، أو حتى ليلة أول أمس أتوقع تراجع ترامب عن القرار»، لكن ترامب لم يتراجع، ودخلت الرسوم الجديدة حيز التطبيق، وأصبح على الشركات الأميركية أن تكافح للتعامل معها. قال ديفيد سباتافور، الذي يمتلك العديد من المطاعم في مدينة سان دييجو الأميركية، إن أعماله قد تعرضت بالفعل لضربة قوية بسبب ارتفاع أسعار البيض ومنتجات الألبان، خلال الشهر الماضي، في حين دخلت الرسوم حيز التطبيق أمس فقط لتكون أحدث الضربات.
وأضاف سباتافور: «لقد تأثر كل شيء على نطاق واسع»، مشيراً إلى أن أحد مطاعمه في منتصف عملية تجديد وإعادة تصميم، والتي أصبحت باهظة التكلفة بشكل متزايد مع فرض التعريفات الجمركية على الأخشاب والصلب الكندية.
وقال إنه من الصعب على قطاع المطاعم امتصاص الزيادة في النفقات، في ظل ضعف هوامش أرباحها، قائلاً: «من أين لنا أن تستوعبها (الزيادة في الأسعار)؟» أما ستيف برنارد الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة ميشن بروديوس التي تقوم بتعبئة الأفوكادو والمانجو في ولاية كاليفورنيا ثم توزعها على المتاجر والمطاعم في مختلف أنحاء العالم، فيقول: إن الشركة لن ترفع الأسعار فوراً لأنها تمتلك كميات من هذه المنتجات في مخازنها قبل زيادة الرسوم. وأضاف: «لكن إذا استمرت الرسوم 10 أيام أو أكثر فستكون الأسعار مختلفة بشكل كبير.. سيكون علينا الجلوس والتفكير في كيفية التعامل مع الموقف».
ويتوقع برنارد مقاومة متاجر التجزئة الكبيرة لزيادة الأسعار، في حين أن المتاجر الأصغر والسلاسل المستقلة ستضطر لزيادة الأسعار، لأنها لا تمتلك مخزونات كبيرة.
وقالت تريسي تاباني، الرئيسة المشاركة مع شقيقتها لشركة وايومنج ماشين، لتصنيع الصفائح المعدنية في ستايسي بولاية مينيسوتا والتي تعتمد على الألمنيوم الكندي، في بيان: «ستشعر شركتي بتأثير ضار فوري نتيجة لهذه التعريفات».
وأضافت تاباني، وهي نائبة رئيس مجلس الأعمال الصغيرة التابع لغرفة التجارة الأميركية. «لقد جعلت التهديدات وعدم اليقين من الصعب اتخاذ قرارات الأعمال، وهذه الأنواع من التعريفات ستجعل من الصعب للغاية على الشركات الصغيرة مثل شركتي أن تنمو».
وفي منطقة كانون فولز، بولاية مينسوتا، يشعر المزارع داني لونديل بقلق خاص من أن تؤدي رسوم الواردات التي يفرضها ترامب إلى ارتفاع سعر سماد البوتاس الكندي.
وقال لونديل: «نحن بحاجة إلى البوتاس لزراعة محاصيل أفضل. ولا يهم إذا كنت مزارعاً كبيراً أو متوسطاً أو صغيراً، فسوف تؤثر (التعريفات) فيك».
وزار تيم والز حاكم ولاية مينسوتا الديمقراطي مزرعة لونديل أمس، وانتقد الرئيس ترامب بسبب تعريض العلاقات مع أكبر الشركاء التجاريين للولاية للخطر.
ولا تعتبر زيادة النفقات الأمر السلبي الوحيد لحروب ترامب التجارية، لكن أيضاً حالة عدم اليقين الناجمة عن تهديدات الرئيس ترامب وتأجيله، ثم فرضه للرسوم.
وقال بريان كورنيل، الرئيس التنفيذي لسلسلة متاجر تارجت الأميركية للتجزئة للصحفيين أمس: «نحن نراقب ذلك عن كثب، ونتساءل عما إذا كانت هذه الرسوم ستكون طويلة المدى، أما أنها تحرك قصير الأجل؟ كيف ستتطور الأمور بمرور الوقت؟ أعتقد أننا جميعاً نتكهن» بالإجابات عن هذه الأسئلة.
ويمكن أن تؤثر حالة عدم اليقين اقتصادياً في الولايات المتحدة، لأن الشركات ستؤجل خطط الاستثمار، أو توقيع عقود توريد جديدة حتى تعرف الدول، أو المنتجات التي قد يتم فرض رسوم عليها.
وخلال الحروب التجارية في ولاية ترامب الأولى تباطأ استثمار الشركات في الولايات المتحدة في أواخر 2019، ما دفع مجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي) الأميركي إلى خفض أسعار الفائدة الرئيسة ثلاث مرات خلال النصف الثاني من العام لتحفيز الاقتصاد.
في الوقت نفسه، فإن خطط الرئيس ترامب لتطبيق مبدأ المعاملة بالمثل في التعريفات الجمركية مع كل دول العام تزيد حالة عدم اليقين الحالية. كما يمكن أن يفرض ترامب رسوماً على الاتحاد الأوروبي والهند ورقائق الكمبيوتر والسيارات والأدوية.
ويقول أنطونيو ريفيرا، الشريك في شركة المحاماة الدولية أرينت فوكس شيف: إن «كل شيء قادم في الطريق يزيد هذا الغموض».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الشركات الأميركية الرئیس ترامب
إقرأ أيضاً:
أول رد من الإدارة الأميركية على تهديد إيران بإغلاق مضيق
قالت الناطقة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت، الإثنين، إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ما زال مهتما بالخيار الدبلوماسي مع إيران، محذرة طهران من محاولة إغلاق مضيق هرمز.
وصرحت ليفيت لقناة “فوكس نيوز” الأميركية بأنه: “إذا كان النظام الإيراني يرفض الانخراط في حل دبلوماسي وسلمي، وهو خيار ما زال الرئيس (ترامب) مهتما به، فلمَ لا ينتزع الشعب الإيراني السلطة من هذا النظام العنيف للغاية الذي قمعه لعقود؟”
وحذرت طهران من إغلاق مضيق هرمز بالقول: “: أي قرار من إيران بإغلاق مضيق هرمز سيكون أمرا متهورا”.
وأعلنت الناطقة باسم البيت الأبيض أمام وسائل إعلام، أن رسائل “علنية وخاصة” وجهت إلى الإيرانيين منذ القصف الأميركي لثلاثة مواقع نووية إيرانية.
وأكدت ليفيت، أن هذه المنشآت “دُمرت بالكامل”، مضيفة “أنها عملية تطلع إليها العديد من الرؤساء في الماضي، لكن أحدا لم يملك الجرأة لتنفيذها، والرئيس ترامب قام بها”.
كان ترامب قد كتب، الأحد، في منشور على منصته تروث سوشال: “ليس من الصوابية السياسية استخدام مصطلح تغيير النظام، ولكن إذا كان النظام الإيراني الحالي عاجزا عن جعل إيران عظيمة مجددا، فلمَ لا يكون هناك تغيير للنظام”.
ووسط مخاوف من رد إيراني، أكّدت المتحدثة الإثنين، أن الولايات المتحدة “تراقب عن كثب الوضع في مضيق هرمز، وأن النظام الإيراني سيكون أحمق” إذا أغلق هذا الممر الملاحي الرئيسي الذي يمر عبره حوالى 20 في المئة من نفط العالم.
وردا على انتقادات وجهها بعض النواب الديموقراطيين الذين اتهموه بتجاوز سلطته لشن هذا الهجوم، شددت ليفيت على أن “الرئيس تصرف في إطار سلطته القانونية، وفقا للمادة الثانية من الدستور، بصفته القائد الأعلى لقوات الولايات المتحدة