الجزيرة:
2025-06-22@00:04:27 GMT

خيارات أوكرانيا بعد وقف إمدادات السلاح الأميركية

تاريخ النشر: 5th, March 2025 GMT

خيارات أوكرانيا بعد وقف إمدادات السلاح الأميركية

كييف– في وضع لا تحسد عليه، أصبح حال أوكرانيا بعد أن أوقفت الولايات المتحدة الأميركية إمدادات السلاح عنها، على خلفية المشادة الشهيرة بين الرئيسين دونالد ترامب وفولوديمير زيلينسكي، وخلافات بينية حول "شكل السلام" الذي يحيكه الرئيس الأميركي بين أوكرانيا وروسيا.

ولم يعد الأمر بالنسبة لأوكرانيا كما كان عليه في الأسابيع الأولى من حربها ضد روسيا قبل 3 سنوات، حين تدفق الدعم الغربي بالمال والسلاح بمليارات الدولارات، وخاصة من أميركا التي زودتها خلال عام 2024 فقط بنحو 40% من حاجتها للسلاح.

"هامش أمان"

وهزَّ وقف إمدادات السلاح الأوكرانيين، ودفعهم للاستنفار على عدة صعد، فسارعوا إلى طمأنة الداخل، واستعجال قرارات أوروبية غربية تسد الفراغ الأميركي، تزامنا مع تزايد الجهود لرأب شرخ العلاقات مجددا مع واشنطن.

ويقول عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان الأوكراني، فيودر فينيسلافسكي، إن "لدى أوكرانيا هامش أمان يكفيها نصف عام دون مساعدة منتظمة من الولايات المتحدة، وأن السلطات تبحث عن بدائل".

وهو ما أكده رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال، حين أعلن "بناء مجمع صناعي دفاعي جديد، وتضاعف حجم الصناعات الدفاعية 35 مرة منذ بداية الحرب، وأن بلاده حددت 20 مجموعة للتفاوض مع الشركاء الغربيين حول الإمدادات".

إعلان

ومن جهته، ناشد البرلمان الأوكراني كلا من الرئيس الأميركي دونالد ترامب والكونغرس والشعب الأميركيين، وثمَّن "جهود ومبادرات ترامب" الشخصية، حسب وصفه، وأكد رغبة الأوكرانيين بتحقيق السلام، وشدد على أهمية "الشراكة الإستراتيجية مع الولايات المتحدة".

قذائف عيار 155 مليمترا أثناء شحنها من الولايات المتحدة إلى أوكرانيا في بداية الحرب الروسية (أسوشيتد برس) حاجة ملحة

وبدت ردود الفعل الأوكرانية هذه وكأن البلاد أقرت بالعجز ورضخت لإرادة ترامب، الذي يضغط على أوكرانيا بحرمانها أكثر ما تحتاج حاليا، وتبدو أيضا كذر للرماد في عيون الأوكرانيين، لأنها لا تغير شيئا من حقيقة الوضع.

ويقول فاليري رومانينكو الباحث في جامعة "ناو" للطيران في كييف للجزيرة نت "المشكلة أكبر بكثير مما يتخيل البعض، فهي لا تقتصر على ذخيرة الجبهات، صواريخ نظام الدفاع الجوي "باتريوت" تنتج فقط في الولايات المتحدة، وكذلك صواريخ طائرات "إف 16" (F16)، ونظم "ناسامز" (NASAMS) و"هايمارس" (HIMARS)، وهي تحديدا الصواريخ التي تحمي المدن والمواقع الحيوية أكثر من غيرها، ونضرب بها مواقع الروس الحساسة بنجاح".

وأضاف "إذا ما قررت أميركا حرمان أوكرانيا أيضا من المعلومات الاستخباراتية التي نحتاجها لاستهداف المواقع الروسية، ستكون تلك الخطوة ضربة قوية جدا بالنسبة لنا، آمل أن نتمكن مع أوروبا من التغلب على هذا الأمر، الذي يُعقِّد قدراتنا الدفاعية دون شك".

بدائل

وبعد القرار الأميركي لم يبق أمام أوكرانيا سوى طريق أوروبا للحصول على مزيد من المساعدات العسكرية، ولكن، كيف سيكون ذلك؟ وهل سيسد حاجتها الدفاعية كما ونوعا؟

ووفق الخبير فاليري رومانينكو، فإن هذا ممكن إلى حد ما، ودلَّل على ذلك بقوله للجزيرة نت إن شركة نرويجية متخصصة "خططت لإنتاج صواريخ أنظمة الدفاع الجوي "ناسامز" على أراضي أوكرانيا، ربما يكون ذلك، وربما سينقل المشروع إلى النرويج بسبب مخاطر القصف، المهم أنه مشروع ضخم، يعوض إلى حد كبير الخسائر الناجمة عن تعليق إمدادات الصواريخ الأميركية".

ويضيف "في إطار رؤيتهم للسلام، لمَّح البريطانيون إلى إغلاق المجال الجوي الأوكراني، وناقشوا بعض تفاصيل ذلك، وعلى الأرجح ستلعب مطارات بولندا القريبة جدا الدور الأكبر، وخاصة مطار "مينسك مازوفيتسكي" العسكري، ففيه قد تتمركز طائرات قادرة على دخول الأجواء لإجراء دوريات، أو لاعتراض الصواريخ والمسيرات الروسية".

وبتفاؤل حذر، يعتقد المحلل العسكري والخبير في "المعهد الأوكراني للمستقبل" إيفان ستوباك، ومستشار سابق لشؤون الأمن العسكري في البرلمان الأوكراني، أن "قرار وقف المساعدات مؤقت"، هدفه الضغط على زيلينسكي وإجباره للاعتذار أو الموافقة على "خطة سلام ترامب".

إعلان

وتابع ستوباك "ليس في مصلحة أميركا خسارة أوكرانيا بعد كل ما قدمته، وانتصار ساحق لروسيا لا يجبرها على السلام فعلا".

ولم يتوقف التعويل على الأميركيين، وهو ما دللت عليه تصريحات حول ذلك، ودعت آراء إلى "التماشي" مع "منطق ترامب".

وصرَّح الرئيس زيلينسكي بأنه مستعد للجلوس على طاولة المفاوضات عاجلا غير آجل، والتوقيع على "اتفاقية المعادة النادرة" مع أميركا.

لا خيارات

ويقول المحلل السياسي سيرهي تاران للجزيرة نت "لا نملك خيارا مثاليا، بل علينا الاختيار بين الأفضل والأسوأ، والأفضل هنا أن توضع العواطف ونوبات الغضب جانبا، وأن تتحسن العلاقات مع واشنطن، وتستأنف الإمدادات".

ويضيف "منطق عملية السلام من وجهة نظر ترامب هو وقف إطلاق النار، ثم الحديث عن الضمانات الأمنية، التي يجب على الأوروبيين أن يلعبوا دورا جديا فيها".

ويرى أن الضمانات الأميركية المنشودة ترتبط بمصالحها الاقتصادية الجديدة في أوكرانيا (اتفاقية المعادن وغيرها)، "وكذلك رفع العقوبات وتعاون اقتصادي واسع النطاق مع روسيا، يضمن تفكيك التحالف الروسي الصيني، الأمر الذي يعتبر جزءا من إستراتيجية السياسة الخارجية الرئيسية لترامب".

ويواصل تاران "ترامب لن يقدم أي ضمانات واسعة النطاق قبل وقف إطلاق النار، ولن يتمكن ترامب من إجبار روسيا على تقديم تنازلات من خلال التفاوض فقط، نريد عكس ذلك طبعا، ولكن هذا سيتناقض مع إستراتيجية تدمير التحالف الإستراتيجي الروسي الصيني، الذي حدد ترامب ثمنه المغري لروسيا، رفع العقوبات والاستثمار في موادها الخام".

ويقول تاران "وفقا لذلك كله، قد يكون كل شيء على ما يرام، يستند هذا المنطق إلى نماذج سابقة لوقف الحروب يعرفها الغرب جيدا".

ويضيف مستشهدا بالحرب الكورية "توقف إطلاق النار بين الكوريتين دون توقيع اتفاق سلام حتى الآن، ومع ذلك، عقود من السلام حلت على كوريا الجنوبية، أصبحت خلالها تحت جناح الغرب، وبفضل المال الغربي أيضا، باتت واحدة من أقوى اقتصادات العالم".

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

NYT: ترامب يكسب الوقت ويفتح خيارات جديدة بمهلة الأسبوعين

قالت صحيفة نيويورك تايمز إن البيت الأبيض يسوّق لإعلان الرئيس ترامب المفاجئ بأنه قد يستغرق ما يصل إلى أسبوعين لاتخاذ قرار بشأن زج الولايات المتحدة في قلب عدوان الاحتلال على إيران، على أنه يمنح الدبلوماسية فرصة أخرى للنجاح.

وأشارت إلى أنه في الوقت ذاته، يفتح مجموعة من الخيارات العسكرية والسرية الجديدة.

ووتابعت: "بافتراض أنه سيستغلها بالكامل، سيكون لدى ترامب الآن الوقت الكافي لتحديد ما إذا كانت ستة أيام من القصف والقتل المتواصلين من قبل القوات الإسرائيلية والتي دمرت أحد أكبر مركزين لتخصيب اليورانيوم في إيران، ومعظم أسطولها الصاروخي، وكبار ضباطها وعلمائها النوويين قد غيرت آراء طهران".

وقالت الصحيفة: "قد يبدو الاتفاق الذي رفضه آية الله علي خامنئي في وقت سابق من هذا الشهر، والذي كان سيقطع الطريق الرئيسي لإيران على امتلاك قنبلة نووية من خلال إنهاء التخصيب على الأراضي الإيرانية في نهاية المطاف، مختلفا تماما الآن بعد أن تضرر أحد أكبر مراكزها النووية بشدة، ويفكر الرئيس علنا في إسقاط أكبر سلاح تقليدي في العالم في اليوم على الثاني. أو قد يعزز ببساطة عزم الإيرانيين على عدم الاستسلام".

ومن المحتمل أيضا، كما أشار بعض الخبراء، أن إعلان ترامب  يوم الخميس كان محاولة لخداع الإيرانيين ودفعهم إلى تخفيف حذرهم.

وقال جيمس ستافريديس، الأدميرال البحري المتقاعد والقائد الأعلى السابق للقوات الأمريكية في أوروبا، لشبكة "سي إن إن": "قد يكون هذا غطاء لقرار بالضربة الفورية، ربما تكون هذه خدعة ذكية للغاية لتهدئة الإيرانيين وإشعارهم بالرضا عن النفس".

وتابعت الصحيفة: "حتى لو لم يكن هناك خداع، فإن ترامب، من خلال تقديم مخرج إضافي للإيرانيين، سيعزز أيضا خياراته العسكرية. أسبوعان يتيحان الوقت اللازم لوصول حاملة طائرات أمريكية ثانية إلى مواقعها، مما يمنح القوات الأمريكية فرصة أفضل لمواجهة الرد الإيراني الحتمي، باستخدام ما تبقى من أسطولها الصاروخي. كما سيمنح هذا إسرائيل مزيدا من الوقت لتدمير الدفاعات الجوية حول موقع فوردو للتخصيب والأهداف النووية الأخرى، مما يخفف من المخاطر التي قد تتعرض لها القوات الأمريكية إذا قرر ترامب في النهاية الهجوم".



ويعفي هذا ترامب بحسب الصحيفة، "من العمل وفق جدول زمني محدد لساحة المعركة يحدده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي ظل يضغط على ترامب لدخول المعركة، بأسلحة لا تمتلكها إسرائيل".

في الواقع، بعد ساعة من إصدار البيت الأبيض لتصريح  ترامب بأنه "سأتخذ قراري بشأن الذهاب أم لا خلال الأسبوعين المقبلين"، أشار نتنياهو إلى أنه من المرجح أن يستغل الوقت لمحاولة شن هجماته الخاصة على محطة فوردو النووية المدفونة تحت الأرض.

وقال: "لقد تأكدت من أننا سنحقق جميع أهدافنا، وجميع منشآتهم النووية. لدينا القدرة على ذلك".

وأضافت الصحيفة: "في الواقع، يقول خبراء أمريكيون وأجانب إن الإسرائيليين يعدون خيارات عسكرية وسرية منذ سنوات، ويدرسون كيفية تعطيل أنظمة الإمداد الكهربائي الضخمة التي تبقي أجهزة الطرد المركزي مدفونة في قاعة تخصيب تحت جبل. حتى إدخال طفرة أو نبضة في هذا التدفق الكهربائي قد يزعزع استقرار الأجهزة الدقيقة ويدمرها أثناء دورانها بسرعات تفوق سرعة الصوت".

في الأيام الأخيرة، خلصت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أن تدمير الاحتلال للمحطة الكهربائية فوق مركز تخصيب آخر، في نطنز، ربما ألحق أضرارا بالغة بآلاف أجهزة الطرد المركزي التي تدور أسفلها.

وأحدثت مغازلة ترامب العلنية لدخول الحرب انقساما حادا في قاعدته الانتخابية - لدرجة أن نائب الرئيس جيه دي فانس كتب منشورا مطولا على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الثلاثاء سعيا للتقليل من شأن المخاوف من تخلي الرئيس عن التزامه بإبعاد أمريكا عن الصراعات الخارجية.

وكتب فانس: "أؤكد لكم أنه مهتم فقط باستخدام الجيش الأمريكي لتحقيق أهداف الشعب الأمريكي".

لكن بعضا من أبرز حلفاء الرئيس، بمن فيهم النائبة مارغوري تايلور غرين، الجمهورية من جورجيا، وتاكر كارلسون، وستيفن بانون، انتقدوا احتمال تورط الولايات المتحدة في حرب دولة أخرى.

ونشرت غرين على مواقع التواصل الاجتماعي: "أي شخص يطالب بانخراط الولايات المتحدة بشكل كامل في الحرب بين إسرائيل وإيران ليس من أتباع شعار أمريكا أولا أو شعار لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى'".

على الجانب الآخر، يحث العديد من حلفاء ترامب المتشددين في مجلس الشيوخ، بمن فيهم الجمهوري عن ولاية ساوث كارولينا، السناتور ليندسي غراهام من ساوث كارولينا والسناتور الجمهوري عن أركنساس، توم كوتون، الرئيس على اتخاذ موقف أكثر عدائية تجاه إيران.

وقال غراهام هذا الأسبوع على قناة "فوكس نيوز": "يا رئيس ترامب، ساهم بكل قوتك في مساعدة إسرائيل على القضاء على التهديد النووي. إذا احتجنا إلى تزويد إسرائيل بالقنابل، فلنقدمها. وإذا احتجنا إلى تسيير طائرات مع إسرائيل، فلننفذ عمليات مشتركة".

مقالات مشابهة

  • سي إن إن: السلطات تراقب التهديدات الإيرانية المحتملة داخل الولايات المتحدة
  • من الرجل الذي يؤخر دخول الولايات المتحدة إلى الحرب مع إيران؟
  • هل ستخوض الولايات المتحدة حربًا ضد إيران؟ اسألوا سارية العلم!
  • زيلينسكي يطلب 0.25% من ناتج حلفاؤه لتمويل صناعة السلاح الأوكراني
  • NYT: ترامب يكسب الوقت ويفتح خيارات جديدة بمهلة الأسبوعين
  • بوتين: روسيا لا تسعى إلى استسلام أوكرانيا وتريد الاعتراف بالواقع الذي نشأ على الأرض
  • كيف يمكن أن تتعثر مشاركة الولايات المتحدة في الحرب ضد إيران؟
  • أوباما يحذر من حكم استبدادي في الولايات المتحدة
  • “إيه بي سي”: الولايات المتحدة تستعد لشن هجوم على محطة “فوردو” الإيرانية
  • أخبار التكنولوجيا| هل تجسست إسرائيل على إيران عبر واتساب؟.. تمديد حظر تيك توك في الولايات المتحدة للمرة الثالثة