عمرو يوسف: الترند وهمي.. والإيرادات هي المقياس الحقيقي
تاريخ النشر: 7th, March 2025 GMT
متابعة بتجــرد: حلّ الفنان عمرو يوسف ضيفًا على برنامج “أرقام” مع الإعلامية إيناس الشواف عبر راديو إنرجي 92.1، حيث تحدّث عن علاقته بالأرقام وتأثيرها في حياته. وأوضح أنه لا يهتم بالأرقام كثيرًا، مما جعله يختار الدراسة في المجال الأدبي بدلًا من العلمي.
وقال عمرو يوسف: “لا أحدد أهدافي بمراحل عمرية، بل أضع هدفًا أمامي وأسعى لتحقيقه، لأن العمر مجرد رقم في كل ما نقوم به بالحياة.
أول أجر تقاضاه.. ووجهة نظره في السعادة
كشف عمرو يوسف عن أول أجر حصل عليه في حياته، قائلًا: “كنت في الـ25 من عمري، وأول أجر تقاضيته كان 1000 جنيه.” وأضاف: “المال يجعل الحياة أسهل، لكنه لا يُقاس بالسعادة.”
وعن الأرقام المفضلة لديه، أكد أنه لا يهتم باختيار تواريخ مميزة، لكنه يحرص على تذكر أعياد ميلاد والدته وأفراد عائلته، بينما يقوم بتدوين التواريخ الأخرى لتذكرها.
رأيه في “الترند” وتأثير السوشيال ميديا
تطرّق عمرو يوسف إلى مفهوم “الترند”، معبرًا عن استيائه من الطريقة التي يتم استخدامها بها حاليًا، حيث قال:
“لا أحب كلمة ترند، فقد أصبحت تُستخدم بشكل سيّئ.”
وأضاف أن نجاح أي عمل فني يُقاس بأرقام الإيرادات، وليس بالشائعات حول من هو الأعلى أجرًا أو من يتصدر الترند، معتبرًا أن هذه الأحاديث مجرد أكاذيب، بينما المعيار الحقيقي هو تطوير الفنان لنفسه باستمرار.
كما أشار إلى أن أرقام الجمهور على السوشيال ميديا مهمة، لأنها تعكس القاعدة الجماهيرية، إلى جانب أهمية اختيار توقيت عرض أي عمل لضمان نجاحه.
مشاريعه السينمائية الجديدة
يواصل عمرو يوسف خلال الأيام المقبلة تصوير فيلمه الجديد “درويش”، الذي قطع شوطًا كبيرًا في تصويره، تمهيدًا لعرضه في صيف 2025. الفيلم من تأليف وسام صبري، وإخراج وليد الحلفاوي، ويشارك في بطولته دينا الشربيني، تارا عماد، مصطفى غريب، محمد شاهين، وخالد كمال. وتدور أحداثه حول مغامرات محتال ذي شخصية جذابة، يواجه تحديات ومخاطر مثيرة.
كما يستعد لتصوير الجزء الثاني من فيلم “السلم والثعبان”، الذي يأتي بعنوان “أحمد وملك”، ويجمعه مجددًا بالفنانة منة شلبي. الفيلم من تأليف أحمد حسني وإخراج طارق العريان، ويأتي بعد 24 عامًا من عرض الجزء الأول، الذي قام ببطولته هاني سلامة، حلا شيحة، وأحمد حلمي، وحقق نجاحًا كبيرًا نقديًا وجماهيريًا.
View this post on InstagramA post shared by Amr Youssef (@amryoussefofficial)
main 2025-03-07Bitajarodالمصدر: بتجرد
كلمات دلالية: عمرو یوسف
إقرأ أيضاً:
الطمأنينة.. المعنى الحقيقي للحياة
في خصم السنوات المتعاقبة التي يقضيها الإنسان في الركض خلف تفاصيل الحياة، يظن نفسه أنه يبحث عن أشياء محددة: النجاح، مكانة، أو انتصارات تمنحه شعورًا مؤقتًا بالإنجاز.
لكن مع مرور الوقت، يكتشف المرء أن كل تلك المساعي لم تكن يومًا كفيلة بملء الفجوات الداخلية العميقة، وأن ما يبحث عنه حقا ليس أمرا ماديا، بل حالة من السلام الداخلي، "هدوء يتكئ عليه" حين تضيق به الحياة، وروح قادرة على التمسك بأشيائها مهما أثقلتها الظروف.
هذا الإدراك لا يأتي فجأة، بل ينضج من خلال تجارب يمر بها الإنسان، فيعتاد الركض وراء كل ما يظن أنه سيحدث فرقا في حياته، ثم يفهم لاحقا أن كل هذا الركض لم يكن سوى محاولة لتسكين قلق داخلي عميق. ومع هذه التقلبات، يصبح الهدوء والبساطة والطمأنينة غاية لمشروع حياة كاملة.
ومن بين أكثر ما يكتشفه الإنسان حاجته إلى علاقة تمنحه الأمان، وعلاقة إنسانية مستقرة لا تركز على المثالية ولا على الوعود الكبيرة، بل على دعم حقيقي ووجود شخص يرى ما وراء الضعف، فيتحمل العثرات، وشخص تكون لديه الأسباب الكافية للمحبة حتى في الأوقات التي يفشل فيها المرء في إيجاد سبب ليحب نفسه. فالأمان ليس مجرد كلمة، بل وجود قادر على تهدئة الفوضى الداخلية، بنظرة صادقة وكلمة مطمئنة.
وحين يبدأ الإنسان بالاقتراب من هذا النوع من الراحة الداخلية، يتحول المنزل الذي يعود إليه إلى أكثر من مجرد جدران، فيصبح مكانًا يحتضن قلقه اليومي وتعبه، ومساحة تتسع لانفعالاته دون أن يضطر لإخفائها أو تبريرها.
ولم يعد بحاجة إلى الهروب إلى الخارج أو التشتت ليخفف عن نفسه، بل يكفيه أن يعود إلى زاوية دافئة تحتضنه، قادرة على المداواة مما أثقل قلبه.
ومع هذا الصفاء الإنساني، تتلاشى فكرة التشتت الداخلي بين "أنا" بالأمس و"أنا" اليوم، فيبدأ الإنسان بفهم ذاته والأحاديث التي يجريها مع نفسه والخطط التي يرسمها، وحتى لحظات الصمت التي يقف فيها متأملا تصبح مسارا واحدا يحاول حمايته والحفاظ عليه.
ومع مرور الوقت، يكتشف أن السكينة التي يبحث عنها ليست في العالم الخارجي، بل في انسجامه مع ذاته.
وفي نهاية كل يوم، حين يعود التعب، تتحول لحظات الصمت إلى مساحة آمنة يخفف فيها الإنسان عن نفسه، ولا يبحث عن حلول خارقة، ولا ينتظر أن يتغير العالم من حوله، بل يكفيه أن يجد داخل نفسه ما يستند إليه ليواصل الطريق. تلك القدرة على مواساة الذات تصبح الخط الفاصل بينه وبين قسوة الحياة.
وفي الصباح، عندما تستيقظ على أيام هادئة، قد تبدو للبعض أنها أيام عادية جدًا، لكنها مكسب كبير؛ فالقيمة الحقيقية ليست في الأيام الصاخبة ولا الأحداث الكبيرة، بل في تلك اللحظات التي يشعر فيها أن قلقه أخف وأن روحه أكثر طمأنينة.
ومع مرور الوقت، يتعلم الإنسان أن أعظم ما يحظى به خلال مسيرته هو العلاقة الصادقة مع ذاته، وهذه علاقة لا تبنى على المثالية، بل على فهم عميق لاحتياجاته وحدوده. فالعالم مليء بالضجيج، لكن امتلاك مساحة آمنة في الداخل هو المكسب الأكبر للمرء، وهو الإنجاز الذي يستحق الاحتفاء كل يوم.
ومع النضج، يدرك أن السلام ليس مكانًا يسافر إليه، ولا حياة فاخرة، ولا إنجازًا يُعلق على الجدار. السلام الحقيقي هو أن يجد في داخله ما يطمئنه حين تضطرب روحه، وأن يبقى قريبًا من ذاته حتى في اللحظات التي يظن فيها أنه لا يستحق الهدوء، فهو يختار نفسه من جديد كل يوم، رغم الصعوبات وتحديات الحياة.
وفي نهاية المطاف، يظل اليقين بأن الطمأنينة لا تُشترى ولا تأتي صدفة؛ إنها تُبنى بهدوء، بخطوات ثابتة، وبقلب يعرف أن الحياة، مهما أثقلت كاهله، تصبح أخف، عندما يقدر الإنسان القدرة على احتواء نفسه وفهمها، ومنحها ما تحتاجه لتواصل المسير بثبات.