التحول الرقمي يعتمد على تطوير المهارات وتدريب المواهب
تاريخ النشر: 8th, March 2025 GMT
خلال المحاضرة أدارت مقدمة المحاضرة شذى الشامسي، مستشارة استراتيجية في «إي واي بارثينون»، نقاشاً مع نخبة من الخبراء وهم هناء الرستماني، الرئيس التنفيذي لمجموعة «بنك أبوظبي الأول»، وعبدالله المنصوري، الشريك الإداري في «آي ثري إتش للاستثمار»، وفراس جلبوت «المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «بركة»، حيث قالت هناء الرستماني حول التحدي الأكبر الذي تواجهه البنوك التقليدية في التكيف مع الذكاء الاصطناعي، نجد أن التكنولوجيا والتحول الرقمي يمثلان مبادرة استراتيجية رئيسية مدرجة في خطط جميع المؤسسات، ويُقدر أن 175 ملياراً في الإمارات سيتم إنفاقها خلال السنوات الخمس القادمة من قبل البنوك والمؤسسات المالية، إنه استثمار ضخم.
وأضافت أعتقد أن هناك ثلاثة اعتبارات رئيسية تنظر فيها المؤسسات، الأول هو التكنولوجيا ودمج نماذج الذكاء الاصطناعي في رحلة التحول، والثاني هو المواهب فهي التي تجعلنا مستعدين للمستقبل، ولكل هذا التحول واعتماد كل هذه التكنولوجيا والقدرات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، لتمكيننا من المنافسة في المستقبل وأن نكون مستعدين حقاً للمستقبل، والأمر كله يتعلق بتطوير المهارات وتدريب المواهب وكذلك استقطاب المواهب المناسبة، والركيزة الثالثة هي بيئة التشغيل من حيث الأمن، خصوصية البيانات والتأكد من عدم وجود أي إساءة استخدام في اعتماد هذه التقنيات الذكية.
وحول الفرص التي يراها في المشهد التنظيمي وفي ما يتعلق بالسياسات الحالية بتعزيز الشمول المالي واعتماد الذكاء الاصطناعي في الأسواق المالية وأسواق رأس المال، قال عبدالله المنصوري، أعتقد أنه من الضروري تسليط الضوء على التحديات مؤكداً أننا ما نقوم به في الإمارات استثنائي، مشيداً بما يقوم به المصرف المركزي وما يستحق الثناء فيه هو الإطار الزمني الذي يستغرقونه لتحقيق ودمج تسع ركائز معقدة بالكامل في إطار زمني مدته ثلاث سنوات من 2023 إلى 2026، وقد حققوا بالفعل ما يقرب من 85٪ على الأقل من الفئات الفرعية ضمن تلك الركائز التي تغطي وتنمي وتطور بالفعل البنية التحتية الرقمية لتطوير الخدمات المالية في جزأين أولاً، نحن بصدد التحول إلى مجتمع أو اقتصاد غير نقدي حيث ستسيطر المعاملات الرقمية، ويتم ذلك من خلال ثلاث ركائز رئيسية نسميها منصات الدفع الفوري، ومنها النظام الذي تم إطلاقه مؤخراً وهو نظام البطاقات المحلي، حيث ستتم معالجة المدفوعات في شبكة محلية وهذا يضيف طبقة من الأمان.
وقال إنه عندما يتعلق الأمر بالشمولية في دولة الإمارات، فمثلاً أبوظبي تحديداً بنية قائمة على المجتمع، مشيراً إلى التوجه للانتقال من مجرد لوائح بسيطة إلى ممكنين للأعمال وهي وسائل تجارية تولد الإيرادات والتي ستدفع الاقتصاد بالتأكيد إلى الأمام وتغير مشهد قطاع الخدمات المالية، وكذلك «الصناديق الرملية»، التي يتم إطلاقه وتنفيذها بسرعة وبشكل متكرر، واليوم أصبحت عاصمة رأس المال، حيث أسواق أبوظبي المالية العالمية وكذلك في مجالات أخرى داخل الدولة، وعندما نتحدث عن الشمولية، الأمر يتعلق بالشركات، الشركات الصغيرة، أعتقد أن هذا هو الاتجاه الذي نسير فيه أيضاً في الإمارات، واليوم لدينا بالفعل وزير للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، وكل ذلك سيعيد تشكيل قطاع الخدمات المالية لدينا وهو عمل جماعي ونحن ناجحون جداً في ذلك.
فيما قال فراس جلبوت، إنني أؤمن بأن مشاركة المستثمرين في أسواق رأس المال يمكن أن تكون أداة رائعة لخلق الثروة، ومشاركة المستثمرين تساهم في تحقيق المزيد من النمو، وتعزز المرونة المالية، وعندما يشعر الناس بمزيد من الأمان المالي، فإنهم يساهمون في الابتكار ويخلقون قيمة أكبر لمجتمعهم.
وأضاف، نحن نعلم أن استثمارات أسواق رأس المال تاريخياً، تفوقت على النقد والعقارات ومع ذلك، ما تزال مشاركة المستثمرين في بعض الاقتصادات منخفضة، وهنا في الإمارات، تبنى صانعو السياسات سياسة جديدة وهي تشجيع المزيد من الشركات الخاصة على الإدراج العام.
وقال: على صعيد الذكاء الاصطناعي هناك تحول كبير في كيفية استخدام التكنولوجيا للوصول إلى الخدمات المالية، وهذا التغيير يخلق فرصة هائلة لظهور علامات تجارية ومنتجات جديدة، وهذا مهم بشكل خاص لأن حوالي 80 تريليون دولار من الثروات المتوقع أن يتم انتقالها إلى الجيل القادم خلال العشرين عاماً القادمة من الأجيال الأكبر سناً إلى المستهلكين الجدد، .
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات التكنولوجيا الذکاء الاصطناعی الخدمات المالیة فی الإمارات رأس المال
إقرأ أيضاً:
حين يتحوّل الزميل الرقمي إلى منافس.. هل دخلنا عصر استبدال البشر بالذكاء الاصطناعي؟
لم يعد الخوف من استبدال الموظفين مجرّد هاجس، بل تجربة مرّ بها أشخاص وجدوا أنفسهم خارج شركات أفنوا سنوات في تطويرها. اعلان
في مشهدٍ يلخّص التحوّل الجذري الذي يعيشه سوق العمل، وجد كيفن كانتيرا نفسه ضحية لتقنيةٍ ساهم هو نفسه في إدخالها إلى شركته. بعد 17 عامًا قضاها موظفًا في شركة تعليمية (EdTech) في مدينة لاس كروسس بولاية نيو مكسيكو، استيقظ ذات يوم ليجد نفسه خارج الشركة، مستبدلًا بنموذج لغوي ضخم.
قصة كانتيرا التي نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" بدأت حين شجّع مديره فريق العمل على استخدام ChatGPT لتحسين الإنتاجية. استجاب الرجل بحماس، وبدأ يستعين بالذكاء الاصطناعي كمساعد فعلي في الكتابة والبحث. يقول: "كان أداة مذهلة بالنسبة إليّ ككاتب.. كنت أعتبر النموذج اللغوي زميلًا في العمل. كانت إنتاجيتي مذهلة".
ولكن سرعان ما تبيّن أن هذا "الزميل" كان شريكًا خفيًا للمدير، إذ جرى الاستغناء عن كانتيرا وعدد من زملائه بعد تأكيدات قاطعة بأن الذكاء الاصطناعي لن يهدّد وظائفهم.
ما حدث لكانتيرا ليس استثناءً، فإنّ شركات عدة حول العالم سارعت إلى استبدال موظفيها بوكلاء ذكاء اصطناعي، أو قلّصت عدد العاملين وأجبرت من تبقى على سدّ الفجوة بالاعتماد على الأدوات التوليدية، إلا أنّ نتائج هذه الموجة لم تكن دائمًا كما هو متوقّع، فالكثير من تلك الشركات اضطرت إلى إعادة توظيف البشر بعدما تبيّن أن الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي أدّى إلى انخفاض جودة الإنتاج.
أظهرت دراسة من معهد MIT أن الذكاء الاصطناعي لا يضمن مضاعفة الأرباح كما يُشاع، إذ بيّنت أنّ 95% من الشركات التي دمجته في عملياتها لم تشهد أي نمو ملموس في الإيرادات. كما كشفت أبحاث أخرى أنه ساهم في خلق بيئات عمل مربكة وغير فعّالة، يتبادل فيها الموظفون مخرجات ضعيفة الجودة صادرة عن الذكاء الاصطناعي، ما يحمّل زملاءهم عبء تصحيحها وإعادة إنتاجها بالشكل الصحيح.
ويتساءل كانتيرا اليوم عن مصير الشركة التي كان يعمل بها قائلاً: "أخشى أنهم يعتمدون الآن على المخرجات بلا أي مراجعة من خبراء حقيقيين، وهو أمر مرعب فعلاً".
Related لا تسخر... قد تقع في حب ذكاء اصطناعي دون أن تدري! "الأولى من نوعها في العالم".. شركة سويدية لحقوق الموسيقى توقع اتفاقية ترخيص مع شركة ذكاء اصطناعيمايكروسوفت تكشف عن نظام ذكاء اصطناعي "يتفوق على الأطباء" في تشخيص الحالات المعقدة وظائف تحت التهديدقدّر تقرير لمنظمة التجارة والتنمية "أونكتاد" أن الذكاء الاصطناعي قد يؤثر على 40% من الوظائف حول العالم، مؤكدًا أن هذا التأثير قد يأخذ أشكالًا عدة: من الإحلال الكامل للعمالة البشرية، إلى التكامل أو التوسع في الأتمتة، أو حتى خلق وظائف جديدة في مجالات البحث والتطوير.
وتتوالى تحذيرات المؤسسات البحثية، أبرزها دراسة لمايكروسوفت خلصت إلى أنّ الذكاء الاصطناعي يشكّل تهديدًا مباشرًا لفئات واسعة من الوظائف المكتبية، في حين تبدو المهن اليدوية منخفضة الأجور أقل تأثرًا بهذا التحوّل. وذكر الباحثون ان المهن الأكثر عرضة للأتمتة هي: المترجمون، المؤرخون، الكتّاب، مندوبي المبيعات، وممثلو خدمة العملاء.
وفي السياق ذاته، كشفت دراسة لمنظمة العمل الدولية (ILO) والمعهد الوطني للبحوث الرقمية في بولندا (NASK) أنّ الوظائف التي تشغلها النساء، خاصة في الدول ذات الدخل المرتفع، أكثر عرضة للاستبدال مقارنة بتلك التي يشغلها الرجال، وإن كانت الدراسة تتحدث عن تقديرات محتملة لا عن خسائر فعلية حتى الآن.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة