AI Mode .. مستقبل بحث جوجل الجديد أم تهديد لمواقع الويب؟
تاريخ النشر: 8th, March 2025 GMT
قبل عام تقريبًا، أعلنت Google خلال مؤتمرها السنوي للمطورين عن تغييرات جذرية قادمة في نتائج البحث.
كانت الفكرة الأساسية أن المستخدم لن يضطر إلى تصفح عشرات المواقع بحثًا عن إجابة، لأن جوجل ستقوم بعملية البحث نيابة عنه، وتلخص النتائج في لمحة واحدة.
هذه الميزة، التي أطلقت تحت اسم AI Overviews، تمثل تحولًا استراتيجيًا لجوجل، حيث بدأت في دمجها مع الإعلانات لتحقيق المزيد من العائدات، لكنها شكلت تهديدًا خطيرًا لمواقع الويب التي تعتمد على حركة المرور من محرك البحث، إذ أصبح المستخدمون يكتفون بالإجابات المباشرة دون الحاجة إلى زيارة المواقع.
خلال الأشهر الماضية، كانت جوجل في المرحلة الأولى من إدخال الذكاء الاصطناعي في البحث، حيث قدمت ملخصات تعتمد على نماذج لغوية ضخمة جنبًا إلى جنب مع النتائج التقليدية.
لكن الآن، دخلنا المرحلة الثانية، حيث ستصبح الإجابات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي هي الطريقة الرئيسية التي يجيب بها جوجل عن معظم الاستفسارات، بينما سيتم تقليل أهمية الروابط التقليدية.
يعتبر "AI Mode"، الذي كشفت عنه جوجل هذا الأسبوع، هو معاينة مبكرة لما سيصبح عليه البحث في المستقبل، وهو متاح حاليًا لمشتركي خدمة Google One AI Premium.
يعتمد "AI Mode" على نسخة مخصصة من نموذج Gemini 2.0، مما يمنحه قدرات متقدمة في التفكير المنطقي والتحليل متعدد الوسائط.
على عكس البحث التقليدي، يمكنه جمع البيانات من عدة مواقع متعلقة بالموضوع في نفس الوقت، مما يمنح المستخدمين إجابات أكثر شمولية.
يمكن للمستخدم الاستمرار في الاستفسار عن نفس الموضوع للحصول على إجابات أكثر دقة وتخصيصًا.
رغم اعتماد الذكاء الاصطناعي، لا تزال جوجل تعرض روابط للمواقع، لكن التجربة الفعلية للمستخدمين أظهرت أنها أقل بروزًا مما ورد في العرض التوضيحي الرسمي.
هل سيقتل "AI Mode" حركة المرور إلى مواقع الويب؟المشكلة الكبرى التي تواجه الشركات وناشري المحتوى هي أن جوجل باتت قادرة على تقديم إجابات وافية دون الحاجة لنقر المستخدم على أي رابط.
على سبيل المثال، تأثرت شركة Chegg للتعليم الإلكتروني بشدة بعدما بدأت ChatGPT وجوجل في تقديم الخدمات التي كانت تبيعها مقابل 14.95 دولارًا شهريًا مجانًا.
في المقابل، هناك بعض المؤشرات الإيجابية، حيث لا تزال الروابط متاحة في "AI Mode"، حتى لو لم تكن بنفس الوضوح الذي ظهرت به في النسخة التجريبية.
تتجنب جوجل تقديم إجابات في المواضيع الحساسة مثل السياسة، حيث يكتفي بعرض روابط للمواقع الإخبارية بدلاً من تقديم إجابة مباشرة.
كما أثناء تجربة الخدمة، قدمت Gemini اقتراحات لقائمة طعام بتسميات تقنية مثل "Binary Code Caprese Skewers"، بينما قدم "AI Mode" إجابات أكثر واقعية وأقل مبالغة.
الخلاصة.. هل نحن أمام نهاية البحث التقليدي؟"AI Mode" ليس مجرد تجربة عابرة، بل هو مقدمة لما سيصبح عليه البحث في المستقبل.
قد يكون هناك نوع من التوازن بين الذكاء الاصطناعي والروابط التقليدية، لكن مع مرور الوقت، من المحتمل أن تصبح المواقع أقل أهمية للمستخدم العادي، مما قد يعيد تشكيل شبكة الإنترنت بالكامل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي المزيد الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
جوجل تختبر مستقبل التصفح الذكي عبر «ديسكو»
تواصل جوجل توسيع حدود استخدام الذكاء الاصطناعي داخل تجربة تصفح الإنترنت، عبر أحدث تجارب مختبراتها البحثية التي تحمل اسم «ديسكو»، وهو مشروع جديد يعكس رؤية الشركة لمستقبل المتصفحات المعتمدة على الفهم والسياق، وليس مجرد عرض الروابط.
في قلب هذه التجربة تأتي ميزة «جين تابز»، المبنية على نموذج الذكاء الاصطناعي المتقدم «جيميني 3»، لتقدم تصورًا مختلفًا لكيفية تفاعل المستخدم مع المعلومات على الويب.
على عكس علامات التبويب التقليدية التي تعتمد على فتح صفحات متفرقة والتنقل بينها يدويًا، تعتمد «جين تابز» على مفهوم أكثر ذكاءً وتكاملًا. فهي أدوات تفاعلية يتم إنشاؤها تلقائيًا من خلال دمج عدة عناصر، تشمل طلبات المستخدم، وعلامات التبويب المفتوحة بالفعل، إضافة إلى سجل المحادثات داخل المتصفح. هذا الدمج يسمح للذكاء الاصطناعي بفهم ما يبحث عنه المستخدم فعليًا، وليس فقط ما كتبه في شريط البحث.
وتُظهر النماذج التجريبية التي كشفت عنها جوجل إمكانات عملية لافتة. على سبيل المثال، يمكن لـ«جين تابز» إنشاء نموذج بصري مبسط لشرح مفهوم علمي معقد مثل الإنتروبيا، ليكون أداة مساعدة للطلاب أثناء المذاكرة. وفي سيناريو آخر، يمكنها جمع أفكار السفر المتناثرة عبر عدة مواقع وصفحات في شاشة واحدة منظمة، تساعد المستخدم على بناء خطة رحلة متكاملة دون الحاجة إلى التنقل المستمر بين التبويبات.
الميزة الأهم في «جين تابز» هي قدرتها على التطور التفاعلي. فالمستخدم لا يكتفي بما يقدمه النظام تلقائيًا، بل يمكنه تحسين النتائج وتعديلها باستخدام أوامر اللغة الطبيعية، تمامًا كما يتحدث إلى مساعد ذكي. ومع استمرار التفاعل، يبدأ النظام في تقديم اقتراحات سياقية لإضافات أو معلومات قد تكون مفيدة، اعتمادًا على الهدف الذي يعمل عليه المستخدم في تلك اللحظة.
وتؤكد جوجل في مدونتها الرسمية أن المحتوى الذي تعرضه «جين تابز» لن يكون معزولًا عن مصادره، حيث ستتضمن المعلومات روابط واضحة للمراجع الأصلية. هذه النقطة تحمل أهمية خاصة في ظل النقاشات المتزايدة حول دقة المعلومات التي تنتجها أنظمة الذكاء الاصطناعي، وضرورة الحفاظ على الشفافية وربط المستخدم بالمصدر الأساسي للمعلومة.
حتى الآن، تتيح جوجل تجربة «ديسكو» و«جين تابز» عبر قائمة انتظار مخصصة للراغبين في الاختبار، مع قصر الإتاحة الحالية على نظام macOS فقط. وكعادة مشاريع مختبرات جوجل، لا يوجد ضمان لوصول هذه التجربة إلى إصدار رسمي موجه لعامة المستخدمين، إذ تعترف الشركة صراحة بأن «جين تابز» لا تزال في مرحلة مبكرة وقد تحتوي على مشكلات تقنية أو سلوكيات غير متوقعة.
ورغم ذلك، تأتي هذه الخطوة في سياق سباق متسارع بين كبرى شركات التكنولوجيا لإعادة تعريف المتصفح بوصفه منصة ذكية، وليس مجرد أداة للوصول إلى المواقع. فخلال الأشهر الماضية، بات واضحًا أن الذكاء الاصطناعي أصبح عنصرًا أساسيًا في خطط تطوير المتصفحات، سواء عبر تلخيص المحتوى، أو تنظيم المعلومات، أو تقديم إجابات مباشرة مدعومة بالسياق.
تجربة «ديسكو» تعكس محاولة جوجل للانتقال من نموذج البحث القائم على الكلمات المفتاحية إلى نموذج يعتمد على الفهم الشامل لنية المستخدم. وإذا نجحت الشركة في تجاوز التحديات التقنية وتحقيق توازن بين الذكاء والدقة والشفافية، فقد تمهد هذه التجربة الطريق لجيل جديد من التصفح، يكون فيه المتصفح شريكًا في التفكير والتنظيم، لا مجرد نافذة على الإنترنت.
وبينما لا تزال «جين تابز» خطوة تجريبية، فإنها تقدم إشارة واضحة إلى الاتجاه الذي تسير فيه جوجل، وإلى مستقبل قد تصبح فيه علامات التبويب أدوات ذكية حية، تتغير وتتكيف مع احتياجات المستخدم لحظة بلحظة.