أبوظبي: سلام أبوشهاب

شهد سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، المحاضرة الأولى التي استضافها مجلس محمد بن زايد في جامع الشيخ زايد الكبير بأبوظبي، أمس الأول، ضمن الموسم الرمضاني الحالي، والتي ألقاها جيم ماروس مؤسس التقرير المصرفي الرقمي، وحضرها عدد من الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين.


وأكد المحاضر، أننا على أعتاب الثورة الصناعية الخامسة، وهي فترة أصبح فيها الذكاء والبصيرة والتعلم في متناول أيدينا، وهناك تحديات، وقضايا شائكة مطروحة، ومشكلات تتعلق بتوقعات العملاء، فالمستهلك أصبح يريد أكثر مما كان يريد في السابق ويتوقع منا أن نتصرف مثل الصناعات الأخرى التي تواجه مخاطر أقل بكثير، وعلينا أن ندرك أن توقعات المستهلك تتطور يومياً، ويريد من مؤسسته المالية أن تتفهم احتياجاته لتحسين رفاههم المالي، مشيداً بما يحدث في دولة الإمارات من تطور في التحول الرقمي، وفي تحول المؤسسات المالية.
قال جيم ماروس علينا أن ندرك أكثر من أي وقت مضى أن الابتكار يحدث بسرعة ونطاق لم نشهدهما من قبل ويجب أن يتحرك الابتكار بهذه السرعة وأن نسعى إلى تحديثات شهرية، والأمر يتعلق باستخدام التكنولوجيا وجعل البشر يساعدون الآلات في اتخاذ قرارات أفضل، ولن يتمّ استبدالك إذا كنت تتعلم باستمرار، وإذا كنت تتبنى التغيير المستمر، وإذا استخدمت أدوات الذكاء الاصطناعي المتاحة للتعلم يومياً.


وأضاف: في الواقع، كان الحساب الجاري هو العلاقة المالية الأساسية بالنسبة للعديد من الأشخاص، وقطاع البنوك يتغير، وعلينا أن نتغير معه، والتقنيات الناشئة تغير كل شيء، لكن التكنولوجيا وحدها لن تكون كافية، ويمكنك الاستثمار في التكنولوجيا كما تشاء، ولكن ما لم يكن لديك القيادة وما لم يكن لديك أشخاص يتمتعون ببعد النظر، وتبنّي مستقبل الذكاء الاصطناعي والرؤية والتحول فلن نستطيع التقدم حتى مع توافر أفضل التقنيات.
التطبيقات المصرفيةأكد جيم ماروس، أن الأنظمة القديمة لا تواكب ما يجب علينا القيام به في واجهة التطبيق، وتمكننا من إنشاء تطبيقات مصرفية للهواتف المحمولة يقيمها معظم المستهلكين على درجة عالية جداً، والمشكلة أن الأنظمة الخلفية لا تستطيع دعم التحول الذي نتحدث عنه وهو الذكاء الاصطناعي والقدرة على التنبؤ بسلوك المستهلكين، وفي كل يوم عندما نستيقظ، قد يتغير السوق في لحظة، وإذا لم نحصل على ثقة المستهلك فلن نتمكن من تغيير الطريقة التي يتعاملون بها مع البنوك، وحيثما توجد تحديات، توجد فرص. وأضاف، في حياتنا اليومية، هل نتبنى الفرص التي يتيحها الذكاء الاصطناعي لتوفير التعليم المستمر والدائم لنا حتى لا نتخلف عن الركب؟ علينا أن ندرك أن المستقبل هو الآن، وثورة التكنولوجيا المصرفية تمنحنا الفرصة للتحرك، وكنا نعلم أنه كلما كانت المؤسسة أكبر، كانت مجهزة بشكل أفضل للمستقبل ولم يعد هذا هو الحال الآن، وأفضل المؤسسات في العالم ليست الأكبر بل في كثير من الأحيان الأصغر والتي استخدمت الحلول للتقدم لأن قيادتها مستعدة لتبني التغيير في مجال غير مريح لهم، والبيانات هي مفتاح الفرص في المستقبل، والعالم الرقمي يتيح لنا الحصول على بيانات متوافرة فوراً ومتسعة بشكل يتجاوز تصوراتنا.
وأكد أن البيانات المتوافرة الآن في السوق يمكنها أن تدفعنا إلى الأمام بسرعة وحجم لم يسبق لهما مثيل، ولكن فقط إذا استخدمناها لصالح المستهلك ولصالح الآخرين، وأن إتاحة البيانات للجميع ستوفر إمكانيات هائلة، وأفضل المؤسسات في السوق المالي اليوم تجعل البيانات متاحة بشكل فوري والتي كان يستغرق الحصول عليها حوالي ستة أو تسعة أشهر.


فهم الاحتياجات
قال ماروس، إن المستهلك يريد من مؤسسته المالية أن تعرف العميل وأن تفهم احتياجاته، وتقدم حلولاً بشكل استباقي، والتحدي يكمن في أن القيادة في معظم المؤسسات المالية تشعر بعدم الارتياح عند التقدم على نطاق واسع بسبب المخاطر الكامنة.
وأوضح أن الذكاء الاصطناعي التوليدي حديث العهد جداً، فقد ظهر في نوفمبر عام 2022، ومع ذلك، أصبح أكثر التقنيات الاستهلاكية استخداماً في حياتنا، وتم تطبيقه بشكل أسرع مما حدث مع الهاتف المحمول، وأوصي الجميع هنا ببدء يومهم أو إنهائه أو كلاهما بطرح الأسئلة على ChatGPT أو Cloud AI أو Perplexity أو أي أداة ذكاء اصطناعي توليدية، لأن مجموعة مهاراتك ستعتمد ليس على الإجابات التي يمكنك الحصول عليها، بل على الأسئلة التي يمكنك طرحها.
كما أكد أن التكنولوجيا أمر لا مفر منه، مهما دفعت من القدرة على تقديم الخدمات التي يريدها المستهلك، وعلينا أن ندرك أن مفتاح النجاح هو في الواقع تحقيق التغيير، وهناك تحول جذري في ما تعلمته من الماضي، عليك أن تحدد، هل أنت مستعد لتقبل التغيير؟ وهل أنت مستعد لتحمل المخاطر؟
ورداً على سؤال حول ما سيحدث إذا لم يتم تبني التغيير سواء كأفراد أو كشركات، قال المحاضر، إن التحدي الآن هو، إذا لم تستغل هذه الفرصة، هناك خطر أن يتم استبدالنا، وسنتخلف عن الركب، ولدينا جميعاً خوف مما قد يجلبه الذكاء الاصطناعي.


سؤال للحضورفي بداية المحاضرة، طرح ماروس سؤالاً على الجمهور وهو: «ما مدى احتمالية أن تدع وكيل ذكاء اصطناعي يدير شؤونك المالية نيابةً عنك خلال السنوات الخمس القادمة؟» وطلب من الحضور إرسال الإجابة عبر أجهزة التصويت، وفي نهاية المحاضرة تم التعرف الى إجابة الحضور عن السؤال، وذلك على مقياس من واحد إلى خمسة، حيث يمثل الرقم خمسة الأكثر احتمالاً، وكانت على النحو التالي: 37% أجابوا بدرجة 5 و26% أجابوا بدرجة 4 و14% أجابوا بدرجة 3 و15% أجابوا بدرجة 2 و8% أجابوا بدرجة 1.
شهد سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، المحاضرة الأولى التي استضافها مجلس محمد بن زايد في جامع الشيخ زايد الكبير بأبوظبي، أمس الأول، ضمن الموسم الرمضاني الحالي، والتي ألقاها جيم ماروس مؤسس التقرير المصرفي الرقمي، وحضرها عدد من الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين.
وأكد المحاضر، أننا على أعتاب الثورة الصناعية الخامسة، وهي فترة أصبح فيها الذكاء والبصيرة والتعلم في متناول أيدينا، وهناك تحديات، وقضايا شائكة مطروحة، ومشكلات تتعلق بتوقعات العملاء، فالمستهلك أصبح يريد أكثر مما كان يريد في السابق ويتوقع منا أن نتصرف مثل الصناعات الأخرى التي تواجه مخاطر أقل بكثير، وعلينا أن ندرك أن توقعات المستهلك تتطور يومياً، ويريد من مؤسسته المالية أن تتفهم احتياجاته لتحسين رفاههم المالي، مشيداً بما يحدث في دولة الإمارات من تطور في التحول الرقمي، وفي تحول المؤسسات المالية.
المحاضر في سطور
جيم ماروس خبير عالمي في استشراف المستقبل والتحولات في مجال الأنظمة المالية، أكثر الشخصيات تأثيراً في مجال البنوك والخدمات المالية، وجرى تصنيفه أحد المؤثرين الرواد في مجال الخدمات المصرفية لأكثر من عقد من الزمان، وعضو فريق نشر مطبوعة «ذا فاينانشال براند»، ومؤسس تقرير Digital Banking Report، ومقدم بودكاست Banking Transformed.
وألقى ماروس محاضرات في أكثر من 50 دولة، حول كيفية استجابة الأفراد والمؤسسات للتحول الرقمي، ومرجع في مشكلات صناعة الخدمات المالية، وقدم المشورة إلى البيت الأبيض بشأن السياسة المصرفية.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات ولي عهد أبوظبي أبوظبي الذکاء الاصطناعی محمد بن زاید أن ندرک أن وعلینا أن فی مجال

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي يتنبأ بسكر الدم!

في خطوة رائدة نحو تحسين إدارة مرض السكري، أعلنت شركتا IBM وRoche عن تطوير حل ذكي مشترك يُعالج واحدة من أكثر التحديات الصحية تعقيدًا: العبء اليومي المستمر لمراقبة مستويات السكر في الدم.
جاءت النتيجة على شكل تطبيق مبتكر يحمل اسم Accu-Chek SmartGuide Predict، يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بمستويات الجلوكوز قبل حدوث التغييرات المفاجئة، ما يمنح المستخدمين فرصة استباق الأحداث واتخاذ قرارات صحية مبنية على التوقع لا رد الفعل.

تنبؤ بسكر الدم... كما تتنبأ بالأحوال الجوية
يأخذ التطبيق مفهوم مراقبة السكري إلى بُعد جديد، إذ لا يكتفي بإظهار مستوى السكر الحالي، بل يرسم خريطة لتوجهاته المستقبلية. تمامًا كما تعتمد على نشرة الطقس لتخطط ليومك، يمكنك الآن الاعتماد على هذا التطبيق للتخطيط لمستويات سكر في الدم خلال الساعات المقبلة.
ويعمل التطبيق بالتكامل مع جهاز الاستشعار المستمر للجلوكوز من Roche، حيث يعالج البيانات لحظيًا باستخدام الذكاء الاصطناعي، ليمنح المستخدم رؤى دقيقة تساعده على تفادي التقلبات المفاجئة والخطيرة في مستويات الجلوكوز.

ثلاث ميزات رئيسية تحدث فرقًا حقيقيًا
يمتاز تطبيق SmartGuide Predict بثلاث وظائف رئيسية، كل منها يستهدف قلقًا شائعًا لدى مرضى السكري:
* Glucose Predict: ميزة تعرض تصورًا لمسار مستوى الجلوكوز خلال الساعتين المقبلتين، ما يمنح المستخدم وقتًا كافيًا لتعديل نظامه الغذائي أو أخذ جرعة إنسولين وقائية.
* Low Glucose Predict: بمثابة نظام إنذار مبكر، ينبّه المستخدم باحتمال حدوث انخفاض حاد في السكر قبل 30 دقيقة تقريبًا من وقوعه—وقت كافٍ لاتخاذ إجراء تصحيحي سريع.
* Night Low Predict: خاصية تُعد الأهم لكثير من المرضى، إذ تتنبأ بخطر انخفاض السكر أثناء النوم وهو أكثر الأوقات خطورة. التطبيق يقيم المخاطر قبل النوم ويقترح ما إذا كانت وجبة خفيفة ليلية ضرورية.
يقول موريتز هارتمان، رئيس قسم حلول المعلومات في شركة Roche: «من خلال تسخير قوة التكنولوجيا التنبؤية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، يمكن لتطبيق Accu-Chek SmartGuide Predict أن يمنح مرضى السكري قدرة أكبر على اتخاذ قرارات استباقية لإدارة حالتهم الصحية بثقة ووعي».

الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل أبحاث السكري
تتجاوز فوائد التعاون بين IBM وRoche الجانب العلاجي، لتصل إلى مجال الأبحاث السريرية. فقد طوّرت الشركتان أداة ذكية مدعومة بمنصة watsonx من IBM، تعيد تعريف كيفية تحليل البيانات في التجارب السريرية.
بدلًا من العمليات اليدوية البطيئة، تقوم الأداة الجديدة برقمنة وتصنيف وترجمة البيانات السريرية المجهولة الهوية، وربطها تلقائيًا بمعلومات أجهزة مراقبة السكر ونمط حياة المشاركين في الدراسة.
والحصيلة؟ اكتشاف أنماط وارتباطات دقيقة في وقت قياسي ما يمكن أن يُحدث نقلة نوعية في فهم المرض وتطوير أساليب العلاج، وربما يكون أكثر تأثيرًا على المدى البعيد من التطبيق ذاته. 

تحالف فريد بين التكنولوجيا والصحة
يجمع هذا التعاون بين قوتين من عالمين مختلفين: خبرة IBM التقنية والذكاء الاصطناعي من جهة، وخبرة Roche في علوم الحياة والرعاية الصحية من جهة أخرى. وهو نموذج ناجح لتكامل الصناعات لخدمة احتياجات صحية حقيقية.
يقول هارتمان: «شراكتنا طويلة الأمد مع IBM تعكس الإمكانات الكبيرة للابتكار بين الصناعات في تقديم حلول فعّالة لاحتياجات صحية غير ملبّاة، وتسريع الوصول إلى نتائج علاجية أفضل».
وأضاف كريستيان كيلر، المدير العام لـIBM في سويسرا: «التعاون مع Roche يُبرهن على قوة الذكاء الاصطناعي عندما يُستخدم لهدف واضح: دعم المرضى في إدارة حالاتهم بشكل أفضل. نحن نوفر بيئة تقنية موثوقة، آمنة، ومخصصة تُعزز الابتكار في مجال الرعاية الصحية». 

دلالات الابتكار لمستقبل التكنولوجيا الصحية؟
بعد سنوات من متابعة التكنولوجيا الصحية، يمكن القول إن هذه الشراكة مختلفة. فهي لا تقدم وعودًا فضفاضة، بل تركز على حل واضح وملموس لمشكلة تؤثر على أكثر من 590 مليون شخص حول العالم يعيشون مع مرض السكري.
إنّ التحول من الإدارة التفاعلية إلى الإدارة التنبؤية لا يُعد مجرد تحسين، بل تغيير في قواعد اللعبة. فبدلًا من انتظار المشكلة، أصبح بالإمكان توقعها ومنعها. الذكاء الاصطناعي هنا لا يستبدل الإنسان، بل يزوّده بالمعلومة في الوقت المناسب ليحسن اتخاذ القرار.
التطبيق متاح حاليًا فقط في سويسرا، وهي خطوة مدروسة لاختبار فعالية النظام قبل تعميمه عالميًا. ومن المتوقع أن يتابعه قطاع الرعاية الصحية عن كثب.
إذا أثبتت هذه التجربة نجاحها، فقد تفتح الباب أمام حلول مشابهة لأمراض مزمنة أخرى، مثل أمراض القلب، الربو، أو حتى اضطرابات الجهاز العصبي كمرض باركنسون.
وفي الوقت الراهن، يبقى الهدف الأساسي هو منح مرضى السكري القدرة على عيش حياة أكثر راحة واستقرارًا حتى أثناء نومهم. وهو هدف إنساني نبيل، يستحق أن يُسخّر له الذكاء الاصطناعي بكل إمكاناته.

أخبار ذات صلة تعليم نماذج الذكاء الاصطناعي ما لا تعرفه "واتساب" يختبر ميزة إنشاء مساعد مدعوم بالذكاء الاصطناعي

مقالات مشابهة

  • بتوجيهات حمدان بن زايد.. «بيئة أبوظبي» تحقِّق نسبة 97.4% في مؤشر الصيد المستدام
  • الذكاء الاصطناعي يتيح للأطباء الدردشة مع السجلات الطبية
  • هجوم حاد على راشد الماجد لاستخدامه الذكاء الاصطناعي في أغنيته الجديدة.. فيديو
  • جامعة القاهرة تتصدّر أبحاث الذكاء الاصطناعي في مصر بـ2,191 بحثًا
  • «شرطة دبي» تنظم ورشة تعريفية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي
  • محافظ الجيزة يشهد توزيع 9 أطنان من لحوم الأضاحي على 5268 أسرة
  • خلال محاكمة.. الذكاء الاصطناعي يحيل إلى مرجع غير موجود
  • الذكاء الاصطناعي يتنبأ بسكر الدم!
  • تعليم نماذج الذكاء الاصطناعي ما لا تعرفه
  • نقابات العمال الأمريكية تبدأ معركتها ضد الذكاء الاصطناعي