«الثلث الجلي».. الحرف إشراقة جمال
تاريخ النشر: 9th, March 2025 GMT
الشارقة: عثمان حسن
يواصل الخطاطون العرب والمسلمون تجريب قدراتهم في إتقان كافة أنواع الخطوط المعروفة، خاصة خلال مشاركاتهم في ملتقيات الخط العربية والدولية، وتبرز هذه المشاركات في كل حين إبداعات خطية لا نظير لها على صعيد تجويد الخطوط والالتزام بقواعدها وموازينها، ناهيك عن تقديم تصاميم وتكوينات جديدة لم تكن معرفة من قبل على مستوى الشكل والمضمون.
ومن هؤلاء الخطاطين يبرز اسم الإندونيسي شهريار سراج الدين الذي شارك في الدورة العاشرة في معرض دبي الدولي للخط العربي من خلال أكثر من لوحة في الثلث الجلي، وهو من نوع الخطوط التي سبق وحصل شهريار على الجائزة الأولى فيه في الدورة الثانية من مسابقة «خطاط المستقبل» التي أقيمت في إسطنبول، ومن بين هذه اللوحات واحدة كتب فيها الآية القرآنية (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)، من سورة البقرة. هذه الآية التي بحسب إجماع المفسرين، صارت واحدة من الأدعية المأثورة والمحببة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
حيث يحتوي هذا الدعاء على جوامع الكلم الطيب، مع عظيم المعاني، فجمع كل خير يتمناه العبد في الدنيا والآخرة، حيث يبدأ بالنداء (ربنا) إقراراً بربوبيته سبحانه وتعالى، طلباً للحسنة في الدنيا، تمهيداً للحصول على حسنة الآخرة وهي الجنة، بصفتها أعلى الحسنات وأفضلها ثواباً ومآلاً.
*تصميم
أول ما يلفت النظر في هذه اللوحة، هو تلك الطريقة المبتكرة التي عالج من خلالها شهريار خط الثلث الجلي، أولاً هناك الشكل الهندسي البيضوي، حيث منحه هذا الخط إمكانات هائلة في التنفيذ والإتقان، وفق معطيات الانسجام والتوازن ومطاوعة الحرف، وإمكانية تداخل وتشابك وتقاطع الحروف، على النحو الذي تتناعم فيه أو تتواشج هذه الحروف مع بعضها بعضا، كما هو ظاهر بشكل جلي في هذه اللوحة آسرة الجمال.
لقد حرص شهريار في هذه اللوحة على أن يبرز خصائص ومميزات الثلث الجلي في نواح كثيرة، وكما قلنا أكثر من مرة، فهذا النوع من الخطوط، هو سبب شهرة كثير من الخطاطين العرب والإسلاميين، فهم يقبلون على تجويده في كافة الملتقيات الخاصة بالخط العربي، وذلك لإبراز العناصر الجمالية في هذا الخط أكثر من غيره من الخطوط المعروفة، حيث استطاع شهريار في هذه اللوحة الخطية أن يتجلى في تكوين علاقات بنائية داخل بنية حروف هذا الخط، منسجماً مع طواعية هذه الحروف واتجاهاتها وحركتها البنيوية، وما يتبع ذلك من مد الحروف والتفافها واستدارتها وتداخلها واتصالها، وغير ذلك من السمات التي يمكن الوقوف عندها وقراءتها بصرياً.
*تفاصيل
يمكن الوقوف عند كثير من ملامح الجمال، حيث يبرز تناسق الحروف في اللوحة في أكثر من موقع، ولنا مثلاً أن نتتبع، كلمة (في) التي ترد في هذه الآية الكريمة مرتين كما هو في أعلى ومنتصف اللوحة، حيث تناسق حرف (الياء) في (في) الأولى، مع ياء (في) الثانية، على النحو الظاهر في اللوحة، كما مد الخطاط شهريار نهاية الياء في الأولى لتشمل عرض التكوين الخطي، ولتتوازى مع نظيرتها الثانية التي مدها الخطاط بحجم أكبر، تبعاً لتدرج الشكل البيضوي وميله إلى الكبر، نزولاً إلى أسفل.
نتتبع هذا الجمال في حرف الخاء في كلمة (الآخرة) والحاء في كلمة (حسنة)، ويمكن الاستمرار في تتبع هذا التناسق في تكوين وبناء أو تصميم الحاء المشبوكة في السين في (حسنة)، وأيضا في تكوين وبناء الخاء المشبوكة في الراء في (الآخرة).
ويمكن ملاحظة توازي وتناسق الألفات في (ربنا) و( آتنا) في رأس الصفحة، وأيضاً توازي وتناسق الألفات في كلمتي (عذاب) و (النار) في أسفل اللوحة الخطية.
*تناغم
الشكل الهندسي البيضوي للآية الكريمة، بالخط الأخضر، هو من مظاهر الجمال في هذه اللوحة، فثمة تشبيك زخرفي من تدرجات اللون البني، داخل إطار باللون البني، وكل هذا داخل إطار أكبر باللون الأخضر موشى مرة أخرى بزخرفة نباتية من تدرجات البني، على نحو يشرق بالجمال البصري والروحي، جمال لا تخطئه عين المشاهد، الذي يرى مثل هذا التكوين الحروفي والبناء الشكلي الذي يريح النفس، ويرتفع بها إلى درجات من الرقي الروحي والوجداني.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الخط العربي فی هذه اللوحة أکثر من
إقرأ أيضاً:
الخطوط السعودية تحتفي بتدشين رحلاتها المنتظمة بين الرياض وموسكو
البلاد (الرياض)
دشنت الخطوط السعودية أولى رحلاتها المباشرة والمنتظمة إلى العاصمة الروسية موسكو انطلاقًا من الرياض بالتعاون مع الهيئة السعودية للسياحة وبرنامج الربط الجوي، واحتفت بهذه المناسبة في صالة كاتريون بمطار الملك خالد الدولي بالرياض بحضور معالي مدير عام مجموعة السعودية المهندس إبراهيم بن عبدالرحمن العُمر، وسفير روسيا الاتحادية لدى المملكة سيرجي كوزلوف، وممثلي الهيئة السعودية للسياحة، إلى جانب لفيف من الجهات ذات العلاقة بقطاع الطيران والسياحة والإعلام. ونوّه العُمر بأهمية تشغيل الرحلات المباشرة بين المملكة وروسيا، التي ستسهم في تعزيز العلاقات الوثيقة بين البلدين في العديد من المجالات، لا سيما الاقتصادية والتنموية، كما تفتح الآفاق أمام الشعبين السعودي والروسي لاستكشاف والتعرف على أصالة الثقافتين العريقتين، إلى جانب الإسهام في تمكين مختلف المستهدفات المنضوية تحت رؤية المملكة 2030، وبخاصة ما يرتبط بقطاع الطيران عبر ربط المملكة بأكثر من 250 وجهة دولية. وأشار إلى أن “السعودية”، من خلال تدشين المسار الجوي الجديد، تواصل تنفيذ إحدى أبرز مضامين إستراتيجيتها عبر جذب العالم للمملكة للاستمتاع بفعالياتها ومناسباتها المتنوعة، علاوة على تسهيل وصول الحجاج والمعتمرين، وكذلك الضيوف المواصلين على رحلات “السعودية” الداخلية والدولية. وأضاف أن إستراتيجية التوسع في الوجهات الدولية مدعومة بخطة واضحة المعالم لتنمية وزيادة الأسطول، ويواكب ذلك برنامج طموح لتطوير تجربة السفر والارتقاء بها إلى آفاق أرحب. وقال السفير سيرجي كوزلوف: “تأتي الرحلات الجوية المباشرة بين الرياض وموسكو التي تشغّلها الخطوط السعودية في إطار نهج البلدين الصديقين الرامي إلى المضي قدمًا في تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية، كما تتيح المجال أمام مواطني البلدين الراغبين في السفر، وتسهم في رفع مستوى التبادل السياحي بين المملكة العربية السعودية وروسيا الاتحادية”. وتضمن الاحتفاء بالتدشين توديع الضيوف من قبل فريق عمل يضم ممثلين من كافة القطاعات التشغيلية، ثم انطلقت أولى رحلات “السعودية” بالرقم SV0283 بطائرة من طراز B787-10، المتميزة بالكفاءة التشغيلية العالية، في حين رحّب مطار شيريميتييفو الدولي بهبوط أول رحلة على مدرجها بتقليد رش الطائرة بالمياه، وكان في مقدمة مستقبلي أول رحلة سعادة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى روسيا الاتحادية الأستاذ سامي بن محمد السدحان. وسيتم الاحتفاء بمغادرة أولى الرحلات بالرقم SV0282 من موسكو إلى الرياض وتوديع الضيوف. وستنظم “السعودية” حفلًا رسميًا في مدينة موسكو تحت شعار “أجنحة التواصل”، احتفاءً بتدشين المسار الجوي الجديد الذي يربط البلدين، والذي سيقام بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين لدى روسيا الاتحادية سامي السدحان، وبحضور معالي مدير عام مجموعة السعودية المهندس إبراهيم العُمر، ومدير عام مطار شيريميتييفو الدولي بموسكو ميخائيل فاسلينكو، والنائب الأول لرئيس ديوان عمدة موسكو ورئيس لجنة السياحة في المدينة يفغيني كوزلوف، إلى جانب القطاع الدبلوماسي والعديد من الجهات الحكومية في البلدين في مجالات الاستثمار والسياحة والثقافة وقطاع السفر والطيران. يشار إلى أن “السعودية” قد خصصت 3 رحلات أسبوعيًا من الرياض إلى موسكو، وتُعد إضافة لشبكة وجهاتها التي تصل إلى أكثر من مئة وجهة في أربع قارات حول العالم.