الثورة نت:
2025-12-14@00:04:43 GMT

أربعة أيام.. لأن العدو لا يفهم إلا لغة القوة!

تاريخ النشر: 10th, March 2025 GMT

 

حين ينطقُ القائدُ بكلمة، فإنها لا تسقطُ في الريح، بل تتحولُ إلى فعل، إلى موقفٍ، إلى زلزالٍ يضربُ أوكارَ الطغاة. لم يكن إعلان مهلة الأربعة أيام للعدو الصهيوني مجرد خطابٍ في زحمة البياناتِ العربية التي اعتادت أن تُولد ميتة، بل كان إنذاراً نارياً، رسم خطوطاً جديدةً على خارطة المواجهة، ورفع سقف الإرادة في وجه كيانٍ احترفَ الغدر والمكر والمجازر.


لأول مرة في تاريخ الصراع العربي-الإسرائيلي، يتجرأُ قائدٌ عربيٌ على وضعِ حدٍ زمنيٍ مُحددٍ لإرغام الكيان الصهيوني على الانصياع، لا عبر التوسل، ولا عبر استجداء العواصم الغربية، بل عبر معادلة القوة التي فرضها اليمن بدماء أبطاله ومواقف قيادته.
في زمنِ الخنوع، حيثُ الزعماء العرب يتسابقون على موائد التطبيع، ويرتمون تحت أقدام الصهاينة، يأتي القائدُ القرآني، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، ليعلن للعالم أجمع أن فلسطين ليست قضيةً ثانوية، ولا شعارًا للاستهلاك الإعلامي، بل هي جوهرُ الصراع، ومفتاحُ العزة، وميدانُ اختبارِ الإرادات.
لماذا أربعة أيام؟ لأن الصهاينة لا يفهمون إلا لغةَ التهديدِ المقرونِ بالفعل. لأن العدو الإسرائيلي، المدعومَ من أقوى قوى العالم، لم يعتد أن يسمعَ لغةَ الإنذار من طرفٍ عربي، خصوصاً في زمنِ الضعفِ والتخاذل.
أربعة أيامٍ، ليست فرصةً للعدو، بل هي فرصةٌ للوسطاء كي يُدركوا أن مرحلةَ الإملاءات قد انتهت، وأن الزمن الذي كانت فيه فلسطين تُباعُ في صفقاتِ العار قد ولى، وأن اليمن، برغم ما يواجهه من حصارٍ وعدوان، لا يزالُ أمينًا على قضايا الأمة، لا يخون، ولا يبيع، ولا يهادن.
“سنُقابلُ الحصارَ بالحصار”… بهذه الكلمات الحاسمة، اختصر السيد القائد – يحفظه الله- معادلةَ الردع الجديدة، وأكد أن اليمن لا يقفُ موقفَ المتفرج على جريمةِ تجويع غزة، بل يواجهُها بكل الوسائل. إن قرار استئناف العمليات البحرية لم يكن مجرد استعراضٍ للقوة، بل هو جزءٌ من التزامٍ دينيٍ وأخلاقي، تجاه شعبٍ يذبحه الصهاينة في وضح النهار، بينما يتواطأُ العالمُ بالصمتِ والتواطؤ.
في الوقت الذي يفرضُ فيه بعضُ الأنظمة العربية شروطاً مذلّةً على المقاومة مقابل دعمٍ سياسيٍ فارغ، كان موقفُ السيد القائد مختلفاً تماماً. فبدلاً من فرضِ الإملاءات، كان الدعمُ بلا قيود، وبدلاً من البحثِ عن المكاسب، كان الالتزامُ بالمبدأ، وبدلاً من المتاجرة بالقضية، كان الانخراطُ في المواجهة.
شتان بين قيادةٍ تستمد شرعيتها من القرآنِ والسنة، وبين قياداتٍ تستمد بقاؤها من حماية الغرب، شتان بين من يؤمن أن فلسطين جزءٌ من عقيدة الأمة، وبين من يراها عبئاً يجبُ التخلصُ منه في مؤتمراتِ التطبيع والخيانة.
منذ انطلاق العمليات اليمنية في البحر الأحمر، لم تعد الحربُ مقتصرةً على غزة وحدها، بل توسعت دائرة الاشتباك، واهتزت الحساباتُ الإسرائيلية، وتضاعفت المخاوفُ الغربية. لأول مرة، يجدُ العدو نفسه محاصرًا في البحر، مكشوفاً أمام صواريخ لم يكن يتوقعها.
لقد فرضت صنعاء -بعون الله وتوفيقه- قواعدَ جديدةً للصراع، ونجحت في إعادة فلسطين إلى صدارة المشهد، بعدما كادت أن تُمحى تحت ركام المؤامرات العربية والدولية.
دخلنا التاريخ، وفرضنا المعادلات
ليس شعاراً، بل حقيقةٌ تشهدُ عليها شواطئ البحر الأحمر، وأعماقُ المضائق، ومساحاتُ الرعب التي تضاعفت في قلوب الصهاينة. ليس يوتوبيا، بل واقعٌ تصنعه صواريخُ اليمن وطائراتُه المسيرة التي وصلت إلى عمق الأراضي المحتلة، في الوقت الذي لا تزال فيه بعضُ العواصم العربية تتوسلُ لقاءاتٍ مع الصهاينة.
القائد الذي إذا قال فعل
حين يقول السيد القائد شيئاً، فإنه ليس كلماتٍ للاستهلاك الإعلامي، ولا تصريحاتٍ دبلوماسية تُلقى ثم تُنسى. أربعة أيامٍ فقط، مهلةٌ صنعتها يدُ الثقة بالله، والعزمُ الراسخ، واليقينُ بالنصر.
اليمن اليوم ليس دولةً على الهامش، بل هو محورٌ رئيسٌ في معادلة الصراع، وهو القلعةُ التي تقفُ شامخةً بينما تسقطُ عروشُ العملاء. أما الأنظمةُ العربية التي تراهنُ على التوسلاتِ والبياناتِ الفارغة، فهي لن تُنتجَ إلا مزيدًا من الهزائم، بينما تصنع صنعاءُ الانتصاراتِ بأفعالها لا بأقوالها.
الكلمةُ عنده فعل، والوعدُ عنده عهدٌ لا يُنكث
هذا هو اليمن، وهذه قيادته، وهذه بوصلته التي لا تنحرف، وهذه رسالته إلى العالم: “نحنُ هنا… وسنبقى حتى تتحررَ فلسطين، ويُكسر قيدُ آخر أسير، ويُطهَّر المسجد الأقصى من دنس المحتلين”.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

ذكريات الميدان … وصدى الملك و الرجال.

صراحة نيوز- بقلم : الدكتور يوسف عبيدالله خريسات.

و الميدان شاهد والتراب يعرف الخطى والجبال تحفظ أسماء الرجال هنا تختبر القلوب وهنا يضع الوطن امتحانه الحقيقي ويقف الرجال في مواجهة أنفسهم قبل مواجهة العدو.
في هذا المكان وقف جلالة الملك عبدالله الثاني القائد الأعلى للقوات المسلحة بين رجال خدموا معه في القوات الخاصة فلم يحمل اللقاء شكليته المعتادة وانما كان عودة إلى الذاكرة وإلى الأرض التي تعرفه ويعرفها وإلى الساعات التي تمر ثقيلة كأنها الجبال.
نظر القائد إلى الوجوه التي شاركته الطريق وجوه رسمت عليها الشمس خطوط الصبر ورسم الليل عليها ظلال التعب. رجال يعرفون ما يعني أن تحمل الوطن على كتفيك وأن تنام وأنت تحرس حلمه ومستقبله وتستيقظ وأنت تحمي حدوده.
ابتسامة القائد كانت صادقة عفوية وكانت أعمق من أي خطاب وقالت لهم بصمت أنتم رجال الميدان وأنا واحد منكم والميدان يتكلم والذكريات تنطق وجمال الذكريات في حفظ التفاصيل.
تذكر الجنود خطواتهم الأولى في الخنادق وصوت الأوامر وصرير الصخور تحت أحذيتهم والصمت الذي يسبق الاشتباك واليقين الذي كان يجمعهم أن القائد بينهم لا خلفهم رجل يعرف قيمة الجندي ويعرف معنى أن تقف وحيدا في الظلام وتحمل مسؤولية وطن بأكمله في قلبك.
ولقد كان حظكم أيها الجنود وافرا وأكبر من حظنا فنحن لم نخدم بين صفوف أبطال الميدان فأنتم تعرفون التراب والصخور والغبار وتعرفون الملك الجندي عن قرب وتعرفون معنى أن يكون القائد رفيق الدرب.
لقاؤكم كان تجديدا للذاكرة حفظا السردية الوطن وكان استدعاء للرجولة في أنقى صورها وكان تذكيرا أن الشرف لا يشترى وأن الوفاء لا يزول وأن من وقف في الميدان مرة لن يغادره أبدا حتى لو ترك البزة العسكرية.
عندما مد الملك القائد يده لرجاله شعر كل واحد منهم أن السنين كلها تلخصت في تلك المصافحة وأن الميدان لا يموت أن الخطى القديمة تدق ذكرياتها في القلب وأن صوت الوطن في الميدان حاضر
فالميدان مدرسة يعلمك الصبر ويعلمك الثبات حين ترتجف الأرض ويعلمك الفرق بين رجل يقود ورجل يتقدم فالقائد الحقيقي كما يعرفه الرجال هو من يمشي على التراب نفسه الذي مشوا عليه
هكذا يبقى اللقاء وهكذا تبقى الذاكرة رجال وقائد جمعهم الميدان وصنع بينهم رباطا لا تقطعه السنين

مقالات مشابهة

  • آيفون 2026.. أربعة إصدارات تبدأ من 859 ألف دينار عراقي
  • استشهاد أربعة فلسطينيين في قصف إسرائيلي غرب مدينة غزة
  • استشهاد أربعة فلسطينيين وإصابة آخرين بقصف العدو الصهيوني مركبة غرب غزة
  • حين تتحدث الأرقام… مؤشرات الأداء كمرآة للمؤسسة
  • جلالةُ السُّلطان المُعظّم القائدُ الأعلى يُقيم حفلَ عشاءٍ بقصر العلم العامر
  • منتخب السعودية يحسم القمة العربية ويعبر إلى نصف نهائي كأس العرب بفوز مثير على فلسطين «فيديو»
  • «جونا عربي».. شعار «أيام العربية» ينبض بالحياة ببرنامج حافل
  • الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: مقاومة العدو الاسرائيلي حق أصيل وخيار وطني لابديل عنه
  • “لجان المقاومة في فلسطين”: الجبهة الشعبية شكّلت علامة مضيئة في مسيرة الكفاح الوطني الفلسطيني
  • ذكريات الميدان … وصدى الملك و الرجال.