الجامع الأزهر كامل العدد في ختام الثلث الأول من شهر رمضان
تاريخ النشر: 10th, March 2025 GMT
في رحاب الجامع الأزهر، كعبة العلم وقبلة العلماء، اجتمع آلاف المصلين، اليوم الاثنين، في الليلة الحادية عشرة من شهر رمضان المبارك لعام 1446هـ، ليؤدوا صلاتي العشاء والتراويح في بيتٍ من بيوت الله، التي اصطفاها لنشر نوره وهداه، مستشعرين نفحات الشهر الكريم ومتقربين إلى الله في أجواء من الخشوع والسكينة.
. كفيف يؤم المصلين في الجامع الأزهر ويصبح حديث الملايين |فيديو
وامتلأت أروقة الجامع الأزهر بالمصلين من مختلف المحافظات، إضافة إلى الطلاب الوافدين الذين قدموا من داخل مصر وخارجها، ليشهدوا هذه الأجواء الإيمانية المتميزة، حيث ترددت أصوات التلاوة بالقراءات المتواترة، وارتفعت القلوب خاشعة بين يدي الله، في مشهد يجسد وحدة المسلمين حول كتاب الله وبيوته الطاهرة.
وتقدَّم المصلين في هذه الليلة المباركة عدد من قيادات وعلماء الأزهر الشريف، في مقدمتهم الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، والدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، والدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف السابق، والدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، والدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، والدكتور محمد عبد المالك، نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه القبلي، والشيخ أيمن عبدالغني، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، والدكتور أتى خضر، رئيس قطاع مكتب شيخ الأزهر، إضافة إلى عدد من أساتذة جامعة الأزهر وطلابها.
امامة المصلينورفع أذان العشاء الشيخ محمد فوزي البربري، القارئ والإمام بالجامع الأزهر، فيما يؤمّ المصلين في صلاة العشاء الشيخ محمد أحمد حسن، الطالب بمعهد أبي قير الأزهري، قارئًا برواية الإمام ورش عن الإمام نافع المدني، ومتلوًا من سورة التوبة.
وتنطلق أصوات التلاوة بخشوع من سورتي التوبة ويونس في صلاة التراويح، حيث يتقدم لإمامة المصلين الشيخ رضا رمضان عبد الجواد، مدرس القراءات بمنطقة المنيا الأزهرية، قارئًا برواية الإمام قالون عن الإمام نافع المدني، والدكتور أسامة هاشم الحديدي، مدير عام مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، قارئًا برواية الإمام السوسي عن الإمام أبي عمرو البصري، والشيخ أحمد محمد جعفر، عضو إدارة الرواق الأزهري بالإسكندرية، قارئًا برواية الإمام روح عن الإمام يعقوب الحضرمي.
أما صلاة الشفع والوتر، فيؤمّ المصلين فيها الشيخ محمد فوزي البربري، فيما يؤمّ صلاة الفجر فجر الثلاثاء الشيخ أحمد محمد جعفر، وتكون القراءة في صلاتي الشفع والوتر وصلاة الفجر من سورة يونس.
وينقل المركز الإعلامي للأزهر الشريف صلاتي العشاء والتراويح يوميًّا عبر منصات الأزهر الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى بثها عبر عدد من القنوات الفضائية، من بينها القناة الأولى، القناة الفضائية المصرية، قناة الناس، وإذاعة القرآن الكريم.
وفي ظل هذه النفحات الإيمانية، يواصل الجامع الأزهر خطته العلمية والدعوية لشهر رمضان المبارك، بتوجيهات ورعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والتي تتضمن: مقارئ قرآنية، ملتقيات دعوية عقب الصلوات، دروسًا علمية بين التراويح، صلاة التهجد في العشر الأواخر، موائد إفطار يومية للطلاب الوافدين، إضافة إلى احتفالات خاصة بالمناسبات الرمضانية، وذلك في إطار دور الأزهر الشريف الدعوي والتوعوي لنشر العلوم الشرعية وترسيخ القيم الإسلامية السمحة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: التراويح العشاء القراءات القرآن الكريم الجامع الأزهر المزيد الجامع الأزهر الأزهر الشریف المصلین فی إضافة إلى عن الإمام
إقرأ أيضاً:
في ذكرى رحيله.. أول من حمل لقب الإمام الأكبر الشيخ محمود شلتوت
تحل في الثالث عشر من ديسمبر ذكرى وفاة أحد أعلام الفكر الإسلامي والتجديد الديني في العصر الحديث، الإمام الأكبر الشيخ محمود شلتوت، شيخ الأزهر الشريف الأسبق، وأول من حمل لقب الإمام الأكبر، والذي ترك بصمة فكرية عميقة في مسيرة الأزهر، وأسهم إسهامات غير مسبوقة في تطوير الخطاب الديني، وترسيخ منهج الوسطية، والتقريب بين المذاهب الإسلامية.
وُلد الشيخ محمود شلتوت بمحافظة البحيرة عام 1893م، في زمن شهد ميلاد عدد كبير من رواد الإصلاح الديني والفكري، ونشأ في بيئة علمية جعلته يتجه مبكرًا إلى طلب العلم الشرعي، حتى أصبح أحد أبرز علماء الأزهر الشريف في القرن العشرين.
رحل الشيخ شلتوت عن عالمنا عام 1963م عن عمر ناهز السبعين عامًا، بعد رحلة علمية وفكرية حافلة بالعطاء، شغل خلالها مناصب علمية رفيعة، أبرزها مشيخة الأزهر الشريف، وكان نموذجًا للعالم المجدد الذي جمع بين أصالة التراث ووعي العصر.
لم يقتصر دور الشيخ محمود شلتوت على الساحة المحلية، بل امتد إلى المحافل العلمية الدولية، حيث اختير عضوًا في الوفد الذي شارك في مؤتمر “لاهاي” للقانون الدولي المقارن عام 1937م، وقدم خلاله بحثًا علميًا مهمًا بعنوان: «المسؤولية المدنية والجنائية في الشريعة الإسلامية».
نال البحث استحسان المشاركين في المؤتمر، وأكدوا من خلاله صلاحية الشريعة الإسلامية للتطور ومواكبة العصر، واعتبارها مصدرًا أصيلًا من مصادر التشريع الحديث، لا تابعًا ولا مقتبسًا من القوانين الوضعية، وهو ما مثّل آنذاك شهادة دولية مهمة في زمن كانت تعاني فيه الأمة الإسلامية من الاستعمار والتشكيك في تراثها التشريعي.
يُنسب إلى الشيخ محمود شلتوت عدد من الأفكار التنويرية الجريئة، حيث كان من أوائل من نادوا بضرورة إنشاء مكتب علمي متخصص للرد على الشبهات المثارة حول الإسلام، وتنقية كتب التراث من البدع والخلط، وهي الدعوة التي مهدت لاحقًا لإنشاء مجمع البحوث الإسلامية.
كما دعا إلى تجديد الفقه الإسلامي من داخل أصوله، دون قطيعة مع التراث، مؤكدًا أن التجديد لا يعني الهدم، وإنما الفهم العميق للنصوص في ضوء مقاصد الشريعة ومتغيرات الواقع.
في عام 1958م، صدر قرار تعيين الشيخ محمود شلتوت شيخًا للأزهر الشريف، ليصبح أول من حمل رسميًا لقب الإمام الأكبر. وخلال فترة توليه المشيخة، بذل جهودًا كبيرة للتقريب بين المذاهب الإسلامية، وكان مؤمنًا بأن الخلاف المذهبي لا ينبغي أن يكون سببًا للفرقة أو الصراع.
كما أدخل لأول مرة دراسة المذاهب الإسلامية المختلفة في مناهج الأزهر، سعيًا لترسيخ ثقافة التعدد وقبول الآخر، والعمل على وحدة الصف الإسلامي.
شهد عهد الشيخ شلتوت صدور قانون إصلاح الأزهر الشريف عام 1961م، وهو من أهم القوانين المنظمة للأزهر في العصر الحديث، حيث توسعت الدراسة الأزهرية لتشمل العلوم الحديثة إلى جانب العلوم الشرعية، ولم تعد مقتصرة على التعليم الديني فقط.
كما أُنشئت في عهده كليات جديدة، وارتفعت مكانة الأزهر العلمية عالميًا، وتعزز دور شيخ الأزهر كرمز ديني وفكري له ثقله في العالم الإسلامي.
خلّف الإمام الأكبر محمود شلتوت تراثًا علميًا غنيًا، من أبرز مؤلفاته:
فقه القرآن والسنة
مقارنة المذاهب
القرآن والقتال
يسألونك (مجموعة فتاوى)
منهج القرآن في بناء المجتمع
القرآن والمرأة
تنظيم العلاقات الدولية في الإسلام
وقد تُرجمت العديد من مؤلفاته إلى لغات مختلفة، ما أسهم في نقل صورة الإسلام المعتدل إلى العالم.