أثار توقيع الرئاسة السورية وقوات "سوريا الديمقراطية" (قسد) اتفاقا يقضي باندماج هذه القوات ضمن مؤسسات الجمهورية تساؤلات كثيرة بشأن مدى مساهمة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في التوصل إلى هذا الاتفاق.

وفي هذا الإطار، قال المحلل السياسي والباحث في معهد الشرق الأوسط حسن منيمنة إن واشنطن كانت تسير في اتجاهين متناقضين بشأن المشهد السوري.

وحسب حديث منيمنة للجزيرة، فإن الاتجاه الأول كان يرتكز على تعزيز الحكومة المركزية، في حين كان الاتجاه الآخر يعتقد أن حكومة دمشق لن تتمكن من السيطرة على كامل سوريا، وبالتالي دعم توجه إسرائيل بأن البلاد قابلة للتقسيم والتفكيك.

وأعرب عن قناعته بأن اتفاق دمشق و"قسد" يحسم أي توجه ينبغي على واشنطن السير فيه، واصفا هذا الاتفاق بالوجودي.

وكان ترامب أفاد -قبيل سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي- بأن الجيش الأميركي يجب أن يبقى بعيدا عن سوريا، مؤكدا أن واشنطن ستتخذ قرارا بشأن سوريا فيما يتعلق ببقاء قوات بلاده هناك.

وأشار منيمنة إلى أن الاتفاق يساهم بتعزيز الدولة المركزية، وكذلك يدعم التوجه نحو نظام تمثيلي يعبر عن الجميع، لافتا إلى أن أطراف الاتفاق من شأنها أن تؤثر على قرار واشنطن في ظل الانقسام داخلها بين داعم وممتعض.

إعلان

ومساء الاثنين، أعلنت الرئاسة السورية توقيع اتفاق يقضي باندماج قوات سوريا الديمقراطية ضمن مؤسسات الدولة، والتأكيد على وحدة الأراضي السورية ورفض التقسيم.

وأوضحت الرئاسة أن الاتفاق جاء بعد اجتماع بين الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، موضحة أن الاتفاق ينص على ضمان حقوق كل السوريين في التمثيل والمشاركة السياسية.

وأشارت إلى أن الاتفاق ينص كذلك على دمج المؤسسات المدنية والعسكرية شمال شرقي سوريا ضمن إدارة الدولة السورية.

وبشأن توجه الإدارة الأميركية، أكد منيمنة أن لدى إدارة ترامب اعتبارين اثنين، الأول يدعم الاستقرار، مستندا إلى أن مؤسسات الحكومة الأميركية كانت من أوائل من أرادوا التواصل مع الإدارة الجديدة في سوريا.

لكن يبرز اعتبار آخر -وفق منيمنة- وهو أن إسرائيل بحاجة ألا تكون معرضة للخطر، وهو ما دفع إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن وخليفته ترامب إلى القبول بالتوغل الإسرائيلي في الجنوب السوري وغض النظر عنه.

وخلص إلى أن واشنطن تراقب كيف تجري الأمور، وتسعى إلى استقرار المنطقة "في حال استتبت الأوضاع في سوريا"، لكنه شدد على أن هذا الأمر يتعارض مع المصلحة الإسرائيلية المعلنة.

وينص الاتفاق بين دمشق و"قسد" على وقف إطلاق النار في كافة الأراضي السورية، ويؤكد على أن المجتمع الكردي مكون أصيل في الدولة وحقه مضمون في المواطنة والدستور.

وفي ظل هذه التطورات، قالت مصادر للجزيرة إن رتلا من وزارة الدفاع السورية سيتوجه إلى الحسكة بالتنسيق مع قوات سوريا الديمقراطية، مشيرة إلى أن قوات وزارة الدفاع ستعمل على استلام السجون من قوات سوريا الديمقراطية.

وتأسست قوات "سوريا الديمقراطية" في شمال شرق سوريا في أكتوبر/تشرين الأول 2015 من اتحاد تشكيلات وفصائل عسكرية مختلفة، ويغلب عليها المكون الكردي.

إعلان

وتتلقى هذه القوات دعما مباشرا من الولايات المتحدة، واستعانت بها في حربها ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان أن الاتفاق إلى أن

إقرأ أيضاً:

ترامب يكشف عن مصير الاتفاق النووي بعد حرب إسرائيل على إيران

أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن إيران أضاعت الفرصة لإبرام اتفاق، والآن قد تتاح لها فرصة أخرى.
وردًا على سؤال عن رغبة إيران بالتوصل لصفقة بعد الهجوم الإسرائيلي، قال ترامب: الإيرانيون يتواصلون معي، بحسب تصريحاته لـ "إن بي سي".الاتفاق النووي بعد الحرب الإسرائيلية على إيرانوردًا على سؤال عن هوية المتصل الإيراني كشف أيضا قائلًا: أشخاص عملنا معهم سابقا وكثير منهم ماتوا الآن.
أخبار متعلقة الصراع يتصاعد.. الجيش الإسرائيلي يعلن مواصلة ضرب أهداف داخل إيرانتحرك عسكري أمريكي بعد الضربات الإسرائيلية على إيرانوفي وقت سابق وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الضربات الإسرائيلية على إيران بأنها "ممتازة" وأشار إلى المزيد من الهجمات، وذلك في مقابلة مع شبكة "إيه بي سي نيوز".
وذكر ترامب: "أعتقد أن الأمر كان ممتازًا. منحناهم فرصة ولم يستغلوها، لقد تلقوا ضربة قاسية، قاسية جدًا، تلقوا نفس الضربة التي ستتلقاها. وهناك المزيد، المزيد والمزيد في المستقبل".
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } ترامب يكشف عن مصير الاتفاق النووي بعد حرب إسرائيل على إيرانحرب إسرائيل على إيرانوأكد ترامب أنه منح إيران فرصة تلو الأخرى لإبرام صفقة، قائلًا: قلت لهم، بأشد العبارات، "افعلوا ذلك فحسب"، ولكن مهما حاولوا، ومهما اقتربوا من ذلك، لم يتمكنوا من إنجازه.
وتابع: يجب على إيران إبرام صفقة، قبل أن يضيع كل شيء، وإنقاذ ما كان يُعرف سابقًا بالإمبراطورية الإيرانية، لا مزيد من الموت، لا مزيد من الدمار، فقط افعلوا ذلك قبل فوات الأوان.

مقالات مشابهة

  • في يوم عيد ميلاد ترامب.. أمريكا تستعد لاحتجاجات واسعة رفضًا لعسكرة الديمقراطية و"سياسة الملياردير"
  • وكيل تعليم البحر الأحمر توجه بمراعاة الدقة والتأني في تصحيح إمتحانات الإعدادية
  • تشكيل اللجنة العليا لـ«انتخابات مجلس الشعب».. خطوة حاسمة في مسار الديمقراطية السورية
  • ترامب يكشف عن مصير الاتفاق النووي بعد حرب إسرائيل على إيران
  • ترامب: اقتربنا من الاتفاق مع إيران والتدخل الإسرائيلي سيفسد الأمور
  • ترامب: من المرجح جدًا أن توجه إسرائيل ضربة لـ إيران
  • "إيه بي سي نيوز": إسرائيل قد توجه ضربة عسكرية لإيران في الأيام المقبلة
  • الداخلية السورية تحذر : التوغل الإسرائيلي بأراضينا لن يجرّ إلا المزيد من التوتر والاضطراب
  • بكين تؤكد التوصل إلى اتفاق تجاري مع واشنطن
  • "يشبه الـيونيكورن".. هكذا وصّف حاخام وزعيم إنجيلي أحمد الشرع بعد لقائهما به في سوريا