ينتظر أن تبدأ اليوم الثلاثاء في الدوحة جولة جديدة من المحادثات لإنهاء مأزق اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بحضور المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، بينما تثير الاتصالات بين إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) غضبا متزايدا في إسرائيل.

ونقل موقع أكسيوس الإخباري عن مصدرين أن ويتكوف سيتوجه مساء اليوم إلى العاصمة القطرية للانضمام إلى المفاوضات.

وأفاد الموقع نقلا عن مصدر إسرائيلي أن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف أبدى استعداده للبقاء في المنطقة 3 أو 4 أيام للتوصل إلى اتفاق إذا وصلت المفاوضات مرحلة جدية.

وقال المصدر إن ويتكوف أكد أنه لن يلتقي مسؤولي حماس إلا إذا قدمت الحركة ما وصفها بتنازلات ملموسة.

وفي وقت سابق، توجه فريق إسرائيلي مكون من ممثلي الشاباك والموساد والجيش ومنسق شؤون الأسرى إلى الدوحة للمشاركة في المحادثات المرتقبة.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن الفريق تقني وسيتغيب عنه رئيس المفاوضين رون ديرمر، مشيرة إلى أن المفاوضين الإسرائيليين بالدوحة لم يُفوَّضوا للحديث عن إنهاء الحرب في قطاع غزة.

يشار إلى أن إسرائيل عطلت الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، ورفضت الالتزام ببنود أساسية بينها بدء الانسحاب من محور فيلادلفيا على الحدود الفلسطينية المصرية، كما أنها أوقفت المساعدات وقطعت الكهرباء عن القطاع.

روبيو قال إن بولر تواصل مع حماس مرة واحدة (الفرنسية) هدف المحادثات

وفي حين تضع إسرائيل شروطا للانتقال للمرحلة الثانية من الاتفاق، يسعى المفاوضون الأميركيون إلى تسوية قد تشمل اتفاقا جديدا.

إعلان

وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، أمس الاثنين، إن تواصل المبعوث الأميركي لشؤون "الرهائن" آدم بولر مع حماس كان مرة واحدة.

وأضاف روبيو أن بولر أتيحت له الفرصة للتحدث مباشرة مع من لديه سيطرة على "الرهائن" ولكن لم تؤت هذه المحاولة ثمارها.

وشدد الوزير الأميركي على أن وسيلة بلاده الأساسية في المفاوضات ستستمر من خلال المبعوث الخاص ستيف ويتكوف وعمله مع قطر.

وكان بولر قد أكد في حديث لشبكة "سي إن إن" أن الولايات المتحدة ليست عميلة لإسرائيل وأن لديها مصالحها الخاصة.

كما قال في مقابلة مع هيئة البث الإسرائيلية إن الاجتماع وتبادل وجهات النظر مع حركة حماس كان مفيدا للغاية، مضيفا أن المحادثات تركز على جميع الأسرى في غزة، وليس الأميركيين فقط.

وتابع أن حماس اقترحت تبادل جميع الأسرى ووقفا لإطلاق النار لمدة تتراوح بين 5 و10 سنوات، وألا تتدخل عسكريا أو سياسيا، ووصف اقتراح حماس بأنه جيد، مؤكدا أن التوصل إلى هدنة طويلة الأمد في غزة ممكن.

وأوضح أن اقتراح حماس الأولي كان جيدا، مشيرا إلى أن إطلاق سراح الأسرى سيستغرق بضعة أسابيع.

غضب إسرائيلي

في غضون ذلك، يتصاعد الغضب والاستياء داخل حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من تواصل إدارة الرئيس الأميركي مع حركة حماس.

ونقلت وول ستريت جورنال عن مسؤولين إسرائيليين أن نتنياهو لا يملك ترف الخلاف مع إدارة ترامب، مشيرين إلى أن ذلك يهدد العلاقة مع مورد الأسلحة الرئيسي لإسرائيل.

كما قال المسؤولون إن الخلاف مع ترامب يعني عدم قدرة نتنياهو على الحفاظ على ائتلافه الحاكم.

وقالت وول ستريت جورنال إن تصريح المبعوث الأميركي لشؤون "الرهائن" آدم بولر بأن حماس مستعدة لنزع سلاحها أغضب إسرائيل.

وأضافت أن المسؤولين الإسرائيليين اشتكوا من أن بولر كان يقدم عروضا لحماس يتعين على إسرائيل دفع ثمنها.

إعلان

وفي وقت سابق، قال موقع أكسيوس إن المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين يحاولون تخفيف حدة توتر استمر أياما بسبب محادثات واشنطن مع حماس.

وأفاد الموقع بأن وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر قال خلال اجتماع المجلس الوزاري الأمني إن محادثات بولر مع حماس لا تعكس موقف إدارة ترامب.

وفي الإطار نفسه، نقلت القناة الـ13 الإسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين كبار حديثهم عن شعور بالغضب إزاء سلوك واشنطن في المفاوضات، وعجز نتنياهو عن معارضة الرئيس الأميركي.

وأشارت المصادر الإسرائيلية إلى أنه سيصعب على نتنياهو إبداء الرفض إذا توصل ترامب إلى اتفاق مع حماس، وأن الأميركيين يعرفون ذلك.

يأتي ذلك بينما تتواتر احتجاجات عائلات الأسرى الإسرائيليين المتبقين في غزة للمطالبة بصفقة شاملة تعيدهم دفعة واحدة.

حماس تندد

في الجانب الآخر، نددت حركة حماس بخرق الاحتلال الإسرائيلي لاتفاق وقف إطلاق النار وعدم الالتزام بجدول الانسحاب المتفق عليه من قطاع غزة.

وقالت الحركة -في بيان لها أمس- إن الاحتلال لم يلتزم بالخفض التدريجي لقواته في محور فيلادلفيا خلال المرحلة الاولى، كما لم يلتزم ببدء الانسحاب منه في اليوم الـ42، حسبما ورد في الاتفاق.

وأضافت أنه كان من المقرر اكتمال الانسحاب بحلول اليوم الـ50 للاتفاق، وكان يُفترض أن يتم ذلك أمس الاثنين.

واعتبرت حركة حماس ما جرى انتهاكا صارخا وخرقا واضحا للاتفاق ومحاولة مكشوفة من الاحتلال الإسرائيلي لإفشاله وتفريغه من مضمونه.

وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي إغلاق معبر كرم أبو سالم جنوبي قطاع غزة لليوم العاشر على التوالي، مما أدى لوقف إدخال المساعدات الإنسانية والطبية والوقود للقطاع.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن تعليق إدخال الدعم الإنساني، بما في ذلك وقف إمدادات الكهرباء ومنشأة تحلية المياه الوحيدة في غزة، يهدد بانزلاق غزة إلى حالة طوارئ إنسانية حادة.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات المبعوث الأمیرکی إطلاق النار حرکة حماس مع حماس فی غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

وفدا الحكومة والحوثيين يصلان مسقط لبدء محادثات إطلاق سراح المحتجزين

من المتوقع أن تستضيف العاصمة العُمانية مسقط، الجمعة أو السبت، جولة جديدة من المفاوضات بين الحكومة اليمنية وميليشيا الحوثي الإيرانية، لبحث قضية المحتجزين والمختطفين، في محادثات تُعقد برعاية الأمم المتحدة في إطار الجهود الدولية لإنهاء ملف إنساني أثَّر بشكل مباشر على آلاف الأسر اليمنية منذ سنوات الصراع.

وأفادت تقارير إعلامية بوصول وفدا الحكومة والحوثيين إلى مسقط، تمهيداً لانطلاق الاجتماعات التي تهدف إلى التوصل إلى تفاهمات حول ترتيب إطلاق سراح المحتجزين من كلا الجانبين، في مؤشر على تحرك محتمل نحو خفض التصعيد وفتح مسارات إنسانية جديدة داخل عملية السلام الشاملة في اليمن.

وفي تعليق سياسي بارز، اعتبر وزير الخارجية الأسبق الدكتور أبو بكر القربي أن الاجتماع في مسقط يأتي في وقت حرج، مشيراً إلى أن جولة المفاوضات حول ملف الأسرى ليست مجرد خطوة إنسانية بقدر ما تمثل مؤشراً هاماً يفتح المجال أمام مسارات أوسع في الحل السياسي. وأكد القربي أن مشاركة الأطراف في الحوار دون شروط مسبقة وفي بيئة إقليمية مواتية يمكن أن يمهد الطريق لتفاهمات وحلول تُجنّب البلاد جولات جديدة من الصراع.

وترتبط هذه الجولة بجهود أممية متواصلة لإحلال حلول إيجابية لقضايا إنسانية ملحّة في اليمن، وتأتي ضمن سلسلة من اللقاءات السابقة التي قامت بها الأمم المتحدة في محاولة لكسر الجمود السياسي، وتخفيف آثار الحرب المتواصلة منذ أكثر من عقد، والتي كان أحد أبرز تداعياتها احتجاز المئات من المدنيين والأسرى والمختطفين لأطراف النزاع.

من المنتظر أن تركز مفاوضات مسقط على الترتيبات الفنية لعمليات الإطلاق والإفراج المتبادل، إضافة إلى آليات ضمان تنفيذ أي اتفاق يُتوصّل إليه، وذلك بحضور مبعوثين عن الأمم المتحدة وفِرق تفاوض رسمية من الحكومة والحوثيين. ويقع هذا التحرك في ظل ضغوط شعبية وإنسانية متزايدة داخل اليمن وخارجه، لحل ملف الأسرى الذي طال أمده وألحق معاناة كبيرة بعوائل اليمنيين.

ويُنظر إلى الجولة في مسقط، وهي الجولة التاسعة، كاختبار لمدى التزام الأطراف اليمنية بالعمل عبر القنوات الدبلوماسية والمفاوضات المباشرة، في ظل انقسامات سياسية مستمرة، وتصعيدات أمنية متقطعة في مختلف الجبهات. 

وخلال العامين الماضيين، واجهت مفاوضات تبادل الأسرى تعثرات متكررة؛ إذ كان من المقرر عقد الجولة التاسعة في 22 نوفمبر الماضي بمدينة جنيف، قبل أن تُرجأ إلى 26 من الشهر ذاته وتنقل إلى العاصمة الأردنية عمّان، ليتم تأجيلها لاحقًا دون تحديد موعد جديد.

وخلال ثماني جولات سابقة من المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة بين الطرفين، تم تبادل أكثر من 1100 أسير ومختطف في 2020، إضافة إلى 887 آخرين أُفرج عنهم خلال العام الجاري، وفق الإحصاءات الرسمية الصادرة عن اللجنة الحكومية المعنية بملف الأسرى والمختطفين.


مقالات مشابهة

  • من هو رائد سعد القيادي في "حماس" الذي أعلنت إسرائيل اغتياله؟
  • إسرائيل أبلغت واشنطن باغتيال رائد سعد بعد 20 دقيقة
  • مقتل مسؤول عسكري بارز لحماس في غزة بهجوم إسرائيلي
  • إسرائيل تتحدث عن قيادي بالقسام - شهداء في قصف إسرائيلي لمركبة جنوب غزة
  • مبعوث ترامب يزور بيلاروسيا ويجري مباحثات جديدة مع لوكاشينكو
  • أول تعليق لـحماس على المنخفض الجوي في غزة
  • ترامب: نحضر لمرحلة جديدة في غزة.. والسلام بالشرق الأوسط أقوى من أي وقت
  • واشنطن تطالب إسرائيل بإزالة الأنقاض والنفايات بقطاع غزة وتحمل التكلفة
  • وفدا الحكومة والحوثيين يصلان مسقط لبدء محادثات إطلاق سراح المحتجزين
  • واشنطن تلزم إسرائيل بدفع فاتورة دمار قطاع غزة