مرايا الوحي: المحاضرة الرمضانية (11) للسيد القائد 1446
تاريخ النشر: 11th, March 2025 GMT
(المحاضرة الرمضانية الحادية عشر )
استدراك :
ستظل شخصيات الدكتور أحمد ونجليه صلاح ومُنير تتواجد في جزئية محاضرات القصص القرآنية؛ لاتساقها مع موضوع المحاضرة وعدم تشتيت انتباه القارئ.
"الدكتور أحمد أستاذ الفقه المقارن في كلية العلوم الإسلامية بجامعة الجزائر.
أما نَجَلاه صلاح ومُنير، فيدرسان في كلية الطب بالجامعة ذاتها وكذلك حازم ابن شقيقه طالب الهندسة المعمارية "
انها الليلة الحادية عشر من شهر رمضان المبارك
الدكتور احمد ونجليه ونجل شقيقه وزميله الدكتور نضال ينتظرون انطلاق المحاضرة الرمضانية لهذه الليلة والتي انطلقت الآن :-
نبي الله إبراهيم "عَلَيْهِ السَّلَامُ" حقق نتائج مهمة:
في مقدمتها: كسر الحاجز الكبير، الذي كان ما بينه وبين أن يبدأ معهم مشوار الدعوة إلى الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، والإبلاغ لرسالة لله، والدعوة إلى التوحيد لله.
ولفت أنظارهم إلى مبدأ التوحيد.
وكذلك سعى لنسف الشرك من أذهانهم كمعتقد، من خلال ترسيخ مبدأ الكمال المطلق لله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، وأنه المبدأ الأساس في الاستحقاق للألوهية.
وقام بعملية استعراض تأملي في قصة التأمل للكوكب، وللقمر، وللشمس، ووصل بهم إلى أن بهتوا؛ لأنهم لا يمتلكون الحُجَّة لرد ما عرضه عليهم من البراهين النَيِّرة والحجج الواضحة التي آتاه الله إياها، لكن تشبثهم الشديد واعتيادهم على حالة الشرك يحتاج إلى المزيد من المقامات، والتَّرقِّي في الاستدلال وفي قوة الموقف.
- تحدث الدكتور نضال قائلاً : هذا هي النتائج المهمة لرحلة دعوة سيدنا ابراهيم عليه السلام لقومه كما سردها السيد عبدالملك .
يعرض لنا القرآن الكريم في (سورة الشعراء) مقاماً آخر، يتميز بالصراحة أكثر من المقام السابق، وهذا في سياق التَّرقِّي، وفي توسيع نطاق الاستدلال ومضامينه، وفي قوة الموقف أكثر، لما لذلك من أهمية في زجرهم عمَّا هم عليه من الشرك، وكذلك باستخدام أسلوب المساءلة التي تستنطق الحقيقة، وتلجئهم إلى الاعتراف بها..
الإنسان في خلقه، ووجوده، وحياته، وهدايته، وغذائه، ورزقه، وأجله، مفتقرٌ في ذلك كله إلى الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، ومحتاجٌ إليه، ولا مصدر له في ذلك إلا الله، وفي جلب النفع، وفي دفع الضر، وفي النعم كلها، إضافةً إلى مستقبل الإنسان الأبدي والكبير والمهم في الآخرة
فلماذا يتَّجه بالعبادة إلى غير الله تعالى، ويتولاه بديلاً عن التولي لله تعالى، والله هو الذي يملك من الإنسان، ويملك للإنسان، ما لا يملكه إلَّا هو، وأنعم على الإنسان مما لم ينعم به عليه غيره، وهذه مسألة مهمة .
الدافع الكبير في مسألة العبادة والتَّوجُّه بالعبادة هي هذه الحالة من الافتقار، والشعور بالعجز والحاجة، والارتباط من خلال احتياجات الإنسان ومتطلبات حياته بناءً على ذلك، فهو يتَّجه بالعبادة بناءً على ذلك.
- تساؤل هام طرحه السيد عبدالملك وجزئية هامة حول عبادة الله وتوليه .. هكذا تحدث الدكتور احمد .
{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ}
نبي الله إبراهيم "عَلَيْهِ السَّلَامُ" الذي يلتقي الجميع على تعظيمه، وعلى رمزيته، بما في ذلك المشركون من العرب، ومقدمتهم قريش، الذين هم من نسل نبي الله إسماعيل بن إبراهيم "عَلَيْهِ السَّلَامُ"، فتلاوة نبأه عليهم هذا الخبر المهم والمفيد له أهميته، يعني:
- من حيث رمزية وتعظيم إبراهيم "عَلَيْهِ السَّلَامُ" لديهم، إلى درجة أنهم يدَّعون الانتماء إلى نهجه.
- من حيث الإيضاح لحقيقة ما كان عليه نبي الله إبراهيم "عَلَيْهِ السَّلَامُ".
- من حيث ما تضمنه هذا الخبر في تفاصيله من براهين عظيمة مقنعة، وحجج دامغة، ودلائل واضحة على بطلان الشرك.
ولذلك يأتي الأمر للنبي "صلوات الله عليه وعلى آله " وهو في أداء مهمته في إبلاغ الرسالة الإلهية، وإنقاذ الناس من الشرك، ودعوتهم إلى الإيمان بالله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، بوحدانيته وبالعبادة له، يأتي الأمر له: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ}، لما لهذا من أهمية وتأثير، وإقامة للحُجَّة عليهم.
- كيف عدد السيد عبدالملك اهمية تلاوة نبأ سيدنا ابراهيم عليه السلام بطريقة روحانية تربوية .. هكذا تحدث الدكتور نضال .
نبي الله إبراهيم "عَلَيْهِ السَّلَامُ" استخدم أسلوب الاستنتاج للحقيقة والمسائلة، التي تلجئهم إلى الاعتراف بها، فاتَّجه إليهم ويتضح أنه اتَّجه إليهم في حال اجتماع لهم، إمَّا أن يكون ذلك في المعبد الذي فيه أصنامهم ويجتمعون فيه، أو في مقام هم مجتمعون فيه؛ فلذلك كان يخاطبهم، ويتحاور معهم، ويبيِّن لهم، ويسائلهم في جوٍ جماعي.
[إبراهيم] ابتدأ معهم بهذا السؤال: (مَا تَعْبُدُونَ؟). العبادة هي المفهوم الذي يحكم حياة الإنسان ومصيره، وهو المفهوم الذي يحدد طبيعة ونوع علاقتنا مع الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"
العبادة هي في الأساس: الخضوع المعبِّر عن العبودية، وهذا الخضوع المُعَبِّر عن العبودية يأتي له أشكال، يعني: هو ينطلق من حالة نفسية لدى الإنسان في حالة الخوف، والرجاء، والخضوع، والتذلل، والشعور بالحاجة والافتقار من واقع الاعتراف بالعبودية، من واقع الشعور بأنه عبد، وهذا الشعور لدى الإنسان بأنه عبد، هو شعورٌ فطريٌ راسخ، لا يمكن أن يزول من الإنسان.
الإنسان في تكوينه- كما شرحنا في الدروس الماضية- وفي فطرته، وفي واقعه وواقع حياته، يشعر بحاجته إلى الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، وبأنه عبدٌ استمد وجوده في هذه الحياة، ويستمد كل النعم عليه في هذه الحياة ومتطلبات حياته الأساسية إلى الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، فالعبادة هي هذا الشعور، هذا الخضوع المعبِّر عن العبودية، والذي يترجمه الإنسان في أشكال عملية يُعبِّر بها عن هذا الخضوع ويتَّوجه بما هو عبادة، بما يُعبِّر به عن كونه عبداً، فالإنسان هو في الأساس وفي واقع الحال هو عبدٌ لله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، مهما فعل لا يخرجه ذلك عن كونه عبداً لله .
ليس باستطاعتك أن تنتزع ملكية الله لك وتتخلص منها، لا يمكنك ذلك، مهما يكون فأنت في واقع الحال عبدٌ لله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، هو المالك لك، هو الذي خلقك، هو الذي ربَّاك، هو المنعم عليك، وهو المالك لك، والمالك لكل ما في السماوات والأرض، وهو رب العالمين، فهو ربك "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى".
- كيف عرف السيد عبدالملك العبادة بطريقة متفردة مسنودة بهذي الله وآياته وقصة نبي الله ابراهيم عليه السلام .
الإنسان لديه الاحتياج الروحي، لديه الاحتياج الروحي كحاجة فطرية فيه، يعني: يحتاج إلى أن يتوجَّه بخضوعه، بخشوعه، بدعائه، بتضرره، بطلبه، إلى من يعتقد أنه جديرٌ بذلك، في الأساس هي فطرة توجِّهنا إلى الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، لكنَّ الإنسان هو ينحرف عن فطرته، ينحرف عن فطرته.
هذه الحاجة الروحية في شرع الله، وفي نهج الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" ما يوجهها في الاتِّجاه الصحيح إلى الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" وهي مصدر مهم جداً للشعور بالسكينة، والشعور بالاطمئنان؛ لأنها- كما قلنا- حاجة فطرية، الإنسان في مقام العبادة، هو يتضرع إلى الله، ويقبل على الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، ويتوجه إليه بالذكر، بالمناجاة... بأشكال العبادة، كحالة الصلاة لله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، وبذلك هو يُحِسّ بالطمأنينة يُحِسّ أنه قريبٌ من الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"
ولـذلك هذا يلفت نظرنا إلى أهمية هذه المسألة، وإنما هم كانوا ينحرفون في اتِّجاه خاطئ، واتِّجاه باطل، عندما يتوجَّهون بتلك الطقوس الباطلة إلى أصنامهم.
الأصنام من الواضح أنَّها لا تملك لهم ما يطلبونه منها ويعبدونها لأجله، في عبادتهم لها، في تضرعهم، في دعائهم، يعني: لا تملك لهم لا نفعاً، ولا دفع ضر
- يقدم السيد عبدالملك مقاربات مهمة للاحتياج الروحي لله عز وجل . . هكذا تحدث الدكتور احمد
توجَّه ليسألهم سؤالاً آخر، وهو سؤال مُحرجٌ لهم بشكلٍ كبير: {قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (72) أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّون}[الشعراء:72-73]، وهذا سؤال كبير ومحرج بالنسبة لهم، وهم لم يستطيعوا أن يدَّعوا لها أياً من ذلك، يعني: لم يستطيعوا أن يدَّعوا لها أنها تسمعهم، أثناء دعائهم وهم يدعونها، ويتضرَّعون إليها، وتقرَّبون إليها، ولا أنها تنفعهم، ولا أنها تدفع عنهم الضُرّ
فلـذلك هم لم يجدوا لهم أي حُجَّة ولا برهان، ولجأوا في جوابهم إلى الاستناد إلى مسألة أخرى، إلى اعتبار آخر، ودافع آخر لعبادتهم لها، وهو: العادات والتقاليد الموروثة، والاستناد إلى ما كان عليه آباؤهم في ذلك: {قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ}[الشعراء:74]، فهم حاولوا أن يستندوا إلى ذلك، وأن يُقَدِّسوا ما كان عليه آباؤهم في ذلك.
ولـذلك نجد الفارق بين الاعتزاز بما كان عليه الآباء والأجداد، والاعتزاز بالانتماء إليه إن كان حقاً فعلاً، وبين الحالة المختلفة: الاعتزاز والتَّشبُّث به إن كان باطلاً، فالمسألة ليست مطلقة، يعني: لا ينبغي الاعتزاز مطلقاً والاستناد إلى ذلك حتى لو لم يكن حقاً، ولا يعني ذلك أنه حينما يكون حقاً ألَّا يكون هناك اعتزاز بالانتماء إليه، واستمرارية، وتأكيد على الثبات في ذلك النهج، فالمسألة تعود في أصلها- كما قلنا- إلى ما عليه ذلك: إن كان حقاً، فهو الأساس؛ إن كان باطلاً، فلا ينبغي.
وهذه مسألة مهمة؛ لأننا نجد الفارق- مثلاً- فيما ذكره الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" في القرآن الكريم عن نبيه يوسف "عَلَيْهِ السَّلَامُ"، حينما قال: {وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ}[يوسف:38]، له أن يعتزّ بهذا الانتماء، وبهذا الاتِّباع، وأن يؤكِّد استمراره على ذلك النهج؛ لأنه نهج حق، عليه أنبياء الله وأوليائه.
ونجد- مثلاً- في القرآن الكريم حينما يخاطب الله قرشاً، يقول لهم: {مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ}[الحج:78]، هذا هو النهج الذي كان عليه أبوكم، لماذا لا تَتَّبِعونه؟ لأن أبوهم هو نبي الله إبراهيم "عَلَيْهِ السَّلَامُ" الذي كان على الحق، رسول من الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، رمزٌ للهداية، رمزٌ للهداية، وليس رمزاً للضلال .
- لاحظوا اهمية هذه الجزئية كيف قدمها وشرح مقارنتها السيد عبدالملك وهي الفارق بين الاعتزاز بما كان عليه الآباء والأجداد، والاعتزاز بالانتماء إليه إن كان حقاً فعلاً، وبين الحالة المختلفة: الاعتزاز والتَّشبُّث به إن كان باطلاً .
ولذلك نجد أهمية الوعي بهذه المسألة، بمعنى: حينما يكون الآباء والأجداد على نهج الحق، ورموزهم التي اتَّجهوا معها في طريق الحق من الهداة، الذين يهدون بهدى الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، فمن حقنا أن نعتزَّ بانتمائنا إلى نهجهم، وأن نؤكِّد ثباتنا على ذلك النهج، واستمرارنا عليه.
مثلاً: في واقعنا، عندما نقول في اليمن: رسول الله "صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم" قال: ((الْإِيْمَانُ يَمَانٍ، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَّةٌ))، الآباء والأجداد لهم تاريخٌ عظيم في انتمائهم الإيماني، في اتِّجاههم في طريق الإيمان، لهم أصالة في انتمائهم الإيماني، على مدى الأجيال، وصولاً إلى عصر رسول الله "صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم"، وإلى الأنصار، وهناك في هذا الامتداد التاريخي رموزٌ عظماء، اتَّجهوا بشعبنا العزيز في طريق الهداية ونهج الهداية، فهذا الاعتزاز، هذا الانتماء، في مَحَلِّه؛ لأن أصل المسيرة والطريق التي ساروا فيها هي طريق الإيمان؛ إنما نسعى إلى تنقية ما يكون قد أُدْخِل على هذا المسار التاريخي والامتداد، مما يُخالف أصالته، مما يخالف نقاءه، أي شوائب تكون أُدْخِلت من هنا أو هناك لأي فرق الضلال نسعى إلى تنقيتها، هذا الانتماء انتماء أصيل وعظيم، لا إشكال فيه
لأن البعض- مثلاً- في الهجمة والغزو التكفيري الذي استهدف بلدنا، ويحاول أن يسيء إلى كل هذا الامتداد الأصيل على النهج الإيماني لشعبنا العزيز، إلى عهد رسول الله "صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم"، والإيمان به، ويحاول أن يصوِّر للشعب اليمني أن ما كان عليه الآباء والأجداد هو ضلال، يأتي بعض مطاوعة التكفيريين ليستدلوا بمثل هذه الآيات، عمَّا كان عليه الآباء والأجداد، لكنه استدلال في غير مَحَلِّه، كما وضَّحنا بهذا التفصيل.
- نلاحظ كيف قدم السيد عبدالملك اهل اليمن ومواقفهم العظيمة واصالتهم في انتماءهم الايماني .. هكذا تحدث الدكتور نضال .
ولهذا نجد أيضاً في القرآن الكريم- مثلاً- في هذه المسألة: حينما كان البعض من المشركين يحاولون أن يتشبَّثوا بما هم عليه من شرك برموزهم من المضلين، ومن آبائهم، يقول القرآن: {أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ}[البقرة:170]، يعني: هذه هي المشكلة: أن آباؤهم لم يكونوا يعقلون شيئاً (وَلَا يَهْتَدُونَ): ولم يكونوا على هدىً، لو كانوا على هدىً كان لا بأس باتِّباعهم.
هذا يعطينا درساً أيضاً في الموروث الفكري والثقافي للأُمَّة، والمعيار لما هو صحيحٌ في ذلك، لكن- حتى لا نطيل- نكتفي بهذا المقدار.
- انتهت المحاضرة وجميعهم تلوح على وجوههم مشاعر الارتياح والامتنان . .
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: نبی الله إبراهیم السید عبدالملک القرآن الکریم ما کان علیه الإنسان فی العبادة هی ت ع ال ى س ب ح ان ه إلى الله على ذلک ما یکون فی واقع إن کان فی ذلک ا یکون
إقرأ أيضاً:
عشر ذي الحجة 2025 اقتربت.. الإفتاء توصي بـ9 عبادات من الليلة
تعد عشر ذي الحجة 2025 ، هي أول عشرة أيام من شهر ذي الحجة آخر شهور السنة الهجرية، ولأن ختامها بعيد الأضحى المبارك، والذي يكون باليوم العاشر من الشهر الفضيل، كما أن عشر ذي الحجة 2025 تتضمن يوم عرفة وهو تاسع أيامها ويوافق وقفة العيد، والمعرف بأنه يوم الدعاء المستجاب وأكبر أبواب الفرج، فضلاً عن وصايا رسول الله -صلى الله عليه وسلم - باغتنام فضل عشر ذي الحجة 2025 في كثير من الأحاديث النبوية الشريفة، بصيامها والإكثار من الأعمال الصالحة من أول أيام عشر ذي الحجة 2025 حتى فجر يوم العيد، ولعل هذا ما يفسر بحث المسلمين في هذا الوقت من العام، وكثرة سؤالهم عن متى عشر ذي الحجة 2025 حيث تحدد متى نبدأ الصيام في شهر ذي الحجة وكذلك موعد العيد الكبير 2025 ؟ .
تستطلع دار الإفتاء المصرية هلال شهر ذي الحجة لعام 1446 هجريا، بعد صلاة مغرب اليوم الثلاثاء الموافق 29 من شهر ذي القعدة الهجري ، و27 من مايو لعام 2025 ميلاديًا، وبناء عليه يتم تحديد عشر ذي الحجة 2025 وما إذا كان يوم الأربعاء هو المتمم لشهر ذي القعدة أم أنه 1 ذي الحجة وأول أيام عشر ذي الحجة 2025 ، فإذا تبين أن شهر ذي القعدة ثلاثون يومًا فإنه من المقرر أن يكون الخميس الموافق 29 مايو 2025 هو 1 ذي الحجة .
وحيث إن هذه العشر المباركة اقتربت كثيرًا ، من هنا نصحت دار الإفتاء المصرية، بتسعة أمور على المسلمين اتباعها والعمل بها خلال أيام عشر ذي الحجة 2025 ، وهي : ( الصوم وكثرة الذكر والتهليل والتكبير والدعاء يوم عرفة وصيامه، وذبح الأضحية ولبس الحسن من الثياب).
1. كثرة الذكر: يُستحبُّ الإكثار من الذكر في العشر من ذي الحجة، قال الله عز وجل: ﴿وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ﴾ [الحج: 28]
2.التهليل والتكبير والتحميد: قَالَ النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمَ عِنْدَ اللَّهِ وَلاَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الْعَمَلِ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْرِ فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ» رواه الإمام أحمد.
3. الصوم: يُسن صوم أول تسعة أيام من ذي الحجة، «وكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ، وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَثَلاَثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ أَوَّلَ اثْنَيْنِ مِنَ الشَّهْرِ وَالْخَمِيسَ» رواه أبو داود.
4. يُستحب لمن أراد أن يضحي، ألا يأخذ شيئًا من شعره أو أظفاره.
5. صيام يوم عرفة: قَالَ النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ» رواه مسلم.
6. الدعاء يوم عرفة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له»، موطأ مالك.
7. لبس الثياب الحسن يوم العيد فهو من الأمور المستحبة: عن الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما قال: «أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في العيدين أن نلبس أجود ما نجد، وأن نتطيب بأجود ما نجد، وَأَنْ نُضَحِّيَ بِأَسْمَنِ مَا نَجِدُ» مستدرك الحاكم.
8. ذبح الأضحية: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «ما عمل آدميٌّ من عمل يوم النحر أحب إلى الله من إراق الدم، إنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها -أي: فتوضع في ميزانه - وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع من الأرض فطيبوا بها نفسًا» رواه الترمذي.
9. حافظ على نظافة الأماكن العامة والطرق والحدائق.
متى بداية عشر ذي الحجة 2025من المقرر أن تحدده دار الإفتاء المصرية من خلال استطلاع هلال شهر ذي الحجة لعام 1446 هجريا، بعد صلاة المغرب اليوم الثلاثاء الموافق 29 من ذي القعدة 1446 هـ، و27 من مايو 2025 م، من خلال استطلاع هلال شهر ذي الحجة الهجري لعام 1446 هـ.
و ينبغي التنويه بأن دار الإفتاء هي المنوط بها تحديد متى عيد الأضحى 2025 في مصر ، حيث يحل موعد عيد الأضحى في اليوم العاشر من شهر ذي الحجة في التقويم الهجري من كل عام، وبذلك فهو يحل هذا العام يوم 10 ذي الحجة 1446 هجريًا، وبناء عليه فدخول الشهر يثبت كغيره من الشهور العربية القمرية برؤية الهلال، ويُستطلع بغروب شمس يوم التاسع والعشرين من شهر ذي القعدة الهجري، والذي يوافق اليوم الثلاثاء 27 مايو لعام 2025م، فمن خلالها فقط سيتم التبين ما إذا كانت عدة ذي القعدة 29 يومًا أم 30 يومًا، حيث إن الاعتماد على الرؤية البصرية هو الأصل في الشرع، مع الاستئناس بالحساب الفلكي، فيؤخذ به في نفي إمكانية طلوع الهلال، ولا عبرة بدعوى الرؤية على خلافه، ولا يعتمد عليه في الإثبات أيضًا، حيث يؤخذ في إثبات طلوع الهلال بالرؤية البصرية عندما لا يمنعه الحساب الفلكي.
تاريخ عشر ذي الحجة 2025ورد بحسب الحسابات الفلكية أن تواريخ العشر الأوائل من ذي الحجة 2025 تبدأ من غد الأربعاء إلى الخميس ، على النحو التالي:
الأربعاء 28 مايو 2025 ويوافق 1 ذي الحجة 1446 فلكيا.الخميس 29 مايو 2025 ويوافق 2 ذي الحجة 1446 فلكيا.الجمعة 30 مايو 2025 ويوافق 3 ذي الحجة 1446 فلكيا.السبت 31 مايو 2025 ويوافق 4 ذي الحجة 1446 فلكيا.الأحد 1 يونيو 2025 ويوافق 5 ذي الحجة 1446 فلكيا.الإثنين 2 يونيو 2025 ويوافق 6 ذي الحجة 1446 فلكيا.الثلاثاء 3 يونيو 2025 ويوافق 7 ذي الحجة 1446 فلكيا.الأربعاء 4 يونيو 2025 ويوافق 8 ذي الحجة 1446 فلكيا يوم التروية.الخميس 5 يونيو 2025 ويوافق 9 ذي الحجة 1446 يوم وقفة عرفات.الجمعة 6 يونيو 2025 ويوافق 10 ذي الحجة 1446 هـ، أول أيام عيد الأضحى المبارك.متى عشرة ذي الحجة 2025ورد في إجابة متى عشرة ذي الحجة 2025 ، أو بصيغة أخرى أول أيام عيد الأضحى ، فمن المقرر أن يكون يوم الجمعة (6 يونيو) هو تاريخ عيد الأضحى 2025، وهو آخر الأيّام العَشر الأولى منه، والتي تُعَدّ من أعظم الأزمنة والأوقات؛ فقد فضّلها الله، وأَفردَها عن غيرها من الأوقات، ومَيّزها عن أوقاتٍ أخرى بالعديد من الفضائل والميّزات؛ شَحذاً للهِمَم والعزائم، وسَعياً إلى زيادة الأجور والحَسنات؛ إذ تجتمع فيها أمّهات العبادات؛ من صلاةٍ، وصيامٍ، وحجٍّ، وغيرها، ولا يكون ذلك في غير العَشر من أيّام السنة، وقد بيّن العلماء أنّ أيّام العشر من ذي الحجّة أفضل من الأيّام العشر الأخيرة من شهر رمضان، أمّا ليالي العشر الأخيرة من شهر رمضان فهي أفضل من ليالي العَشر من ذي الحِجّة.
حكم صيام العشر من ذي الحجةذهب الفقهاء إلى استحباب صيام الأيام العشر الأوائل من ذي الحجة باستثناء يوم عيد الأضحى المبارك؛ أي يوم النحر؛ وهو اليوم العاشر من ذي الحجة؛ إذ يحرم على المسلم أن يصوم يوم العيد باتفاق الفقهاء، الذين استدلوا على ذلك بعموم أدلة استحباب الصوم وفَضله، وكون الصوم من الأعمال التي حث عليها النبي -صلى الله عليه وسلم-.
فضل العشر من ذي الحجةفُضِّلت الأيّام العَشر من ذي الحِجّة على غيرها من أيّام السنة من عدّة وجوهٍ، وبيان هذه الوجوه فيما يأتي:
أقسم الله -عزّ وجلّ- بها في القرآن الكريم، والله -تعالى- لا يُقسم إلّا بشيءٍ عظيمٍ؛ قال الله -تعالى-: (وَالْفَجْرِ*وَلَيَالٍ عَشْرٍ)، والمقصود بالليالي العَشر؛ العشر من ذي الحِجّة على الصحيح ممّا ورد عن المُفسِّرين والعلماء، و تشمل الأيّام العشر من ذي الحجّة أفضل الأيّام، مثل: يوم عرفة؛ وهو يوم الحَجّ الأكبر الذي تُغفَر فيه الذنوب والخطايا، وتُعتَق فيه الرِّقاب من النار، ومنها أيضاً يوم النَّحر؛ لقَوْل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّ أعظمَ الأيَّامِ عندَ اللَّهِ تبارَكَ وتعالَى يومُ النَّحرِ ثمَّ يومُ القُرِّ).
وتُؤدّى فيها فريضة الحجّ التي تُعَدّ من أعظم الفرائض. شَهِدَ لها رسول الله -عليه الصلاة والسلام- بأنّها أعظم أيّام الدُّنيا؛ إذ قال: (ما مِن أيَّامٍ أعظَمُ عِندَ اللهِ ولا أحَبُّ إليه مِن العَمَلِ فيهنَّ مِن هذه الأيَّامِ العَشرِ، فأكثِروا فيهنَّ مِن التَّهليلِ والتَّكبيرِ والتَّحميدِ)، و تجتمع فيها أمّهات العبادات فيها؛ كما أخرج الإمام البخاريّ عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما-: (ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذِه؟ قالوا: ولَا الجِهَادُ؟ قَالَ: ولَا الجِهَادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بنَفْسِهِ ومَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بشيءٍ).
تُعَدّ الأيّام العَشر من ذي الحِجّة الأيّامَ المعلومات الواردة في قَوْل الله -تعالى-: (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّـهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ). فَضْل العمل في الأيّام العَشر من ذي الحِجّة وردت العديد من الأحاديث النبويّة التي تُبيّن فَضْل العمل في العَشر الأولى من ذي الحِجّة عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، ومنها: قَوْله: (ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذِه؟ قالوا: ولَا الجِهَادُ؟ قَالَ: ولَا الجِهَادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بنَفْسِهِ ومَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بشيءٍ)؛إذ دلّ الحديث على أنّ العَشر من ذي الحِجّة أفضل أيّام السنة، وأنّ العمل الصالح فيها أحبّ إلى الله من العمل في غيرها من أيّام السنة، وقوله -صلّى الله عليه وسلّم- في حديثٍ آخر: (ما من عملٍ أزكى عند اللهِ ولا أعظمَ أجرًا من خيرٍ يعملُه في عَشرِ الأَضحى)، وقوله أيضاً: (ما مِن أيَّامٍ أعظَمُ عِندَ اللهِ ولا أحَبُّ إليه مِن العَمَلِ فيهنَّ مِن هذه الأيَّامِ العَشرِ، فأكثِروا فيهنَّ مِن التَّهليلِ والتَّكبيرِ والتَّحميدِ).
أعمال عشر من ذي الحجةورد عن أعمال عشر من ذي الحجة ، هناك عباداتٌ مُستحَبّةٌ في الأيّام العَشر من ذي الحِجّة يجدر بالمسلم استغلال الأيّام العَشر من ذي الحِجّة بالعديد من العبادات، والأعمال الصالحة، يُذكَر منها: أداء شعائر الحَجّ والعُمرة، وذلك أفضل ما يُؤدّى من العبادات في ذي الحِجّة؛ إذ ثبت في الصحيح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (العُمْرَةُ إلى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِما بيْنَهُمَا، والحَجُّ المَبْرُورُ ليسَ له جَزَاءٌ إلَّا الجَنَّةُ).
وجاء من أعمال عشر من ذي الحجة ، الصيام، ويُخَصّ منه صيام يوم عرفة، وقد ورد في فَضْل صيامه قَوْل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ). التكبير، والتحميد، والتهليل، والذِّكر؛ فهي الأيّام المعلومات التي ورد الحضّ فيها على ذلك. التوبة، والاستغفار، والإقلاع عن الذنوب والمعاصي.
كما ورد من أعمال عشر من ذي الحجة ،التقرُّب إلى الله بالصلاة، والدعاء، والأمر بالمعروف، والنَّهي عن المُنكَر. الأُضحية؛ اقتداءً بالنبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ إذ ثبت أنّ أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: (ضَحَّى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ أقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُما بيَدِهِ، وسَمَّى وكَبَّرَ، ووَضَعَ رِجْلَهُ علَى صِفَاحِهِمَا). الحرص على أداء صلاة العيد. أداء مختلف الأعمال الصالحة؛ من الصدقات، وقراءة القرآن، وإكرام الضيف، وصِلَة الرَّحِم، وحِفظ اللسان، وبِرّ الوالدين، والدعاء لهما، والحرص على صلاة السُّنَن الرواتب، وإدخال السرور على قلوب الآخرين، وغير ذلك من صالح الأعمال.
وقفة عيد الأضحى 2025تحين وقفة عيد الأضحى 2025 في يوم التاسع من شهر ذي الحجة لعام 1446 هجريًا ، فمن المقرر لها فلكيًا أن تكون يوم الخميس 5 يونيه ويكون العيد في اليوم التالي الجمعة 6 يونيه وهو يوم العاشر من ذي الحجة ، وتسمى وقفة عيد الأضحى 2025 وقفة عرفات أو يوم عرفة ، وهو اليوم الذي يسبق يوم النحر، وفيه يقف حجاج بيت الله الحرام على جبل عرفة؛ يذكرون الله تعالى ويتضرعون إليه بأن يغفر ذنوبهم ويعتقهم من النار، ويطلَق عليهم أهل الموقف، لهذا سميت وقفة عيد الأضحى 2025 بوقفة عرفات، لأنّ الحجيج يقفون في هذا اليوم على جبل عرفة.
وقفة عرفات1- يوم إتمام النعمة وإكمال الدين على المسلمين من الله عز وجل، قال تعالى: «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا».
2- وقد أخبر سيدنا عمر رضي الله عنه أنّ هذه الآية الكريمة نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم يومَ الجمعة وهو قائم بعرفة.
3- غفران الذنوب في هذا اليوم والعتق من النيران.
4- مباهاة الله تعالى ملائكةَ السماء بأهل عرفات.
5- قسم الله سبحانه وتعالى بهذا اليوم: «وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ»، والله العظيم لا يقسم إلا بعظيم.
6- يوم أخذ الله تعالى الميثاق من ذرية آدم عليه السلام. صيام هذا اليوم سبب لتكفير ذنوب سنتين؛ سنة قبل وسنة بعده.