حليف “فاغنر” وضحيتها.. من هو “جنرال يوم القيامة” سيرغي سوروفيكين؟
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
لم يكن نائب قائد العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا سيرغي سوروفيكين يعلم أنّه سيكون ضحية حليفه قائد مجموعة “فاغنر” شبه العسكرية يفغيني بريغوجين.
ومنذ انتهاء تمرّد “فاغنر” على القوات الروسية في يونيو/ حزيران الماضي، اختفى الجنرال المعروف بأساليبه الوحشية وإستراتيجيته العسكرية الصارمة في أوكرانيا وقبلها في سوريا، عن الأنظار.
إلا أنّ الإعلام الرسمي الروسي أعلن الأربعاء إعفاء سوروفيكين من منصبه، بزعم إجراء تغييرات في هيكلية الجيش.
ورجّح المدوّن العسكري “ريبار” الذي يتابعه أكثر من 1.2 مليون مشترك، أن يكون إعفاء سوروفيكين من مهامه تمّ عمليًا مباشرة في أعقاب تمرّد فاغنر، مشيرًا إلى أنّ ذلك ليس بالضرورة “إدانة” له، بل قد يكون إجراء موقتًا.
من هو سوروفيكين؟
يُعدّ سوروفيكين (56 عامًا) من القادة الروس المخضرمين، حيث شارك في قيادة الكثير من الحروب التي خاضتها موسكو، بدءًا من الاجتياح السوفيتي لأفغانستان، وحرب الشيشان الثانية مطلع القرن الحادي والعشرين، مرورًا بالتدخل العسكري في سوريا إلى جانب قوات نظام الرئيس بشار الأسد ما أكسبه لقب “الجزّار السوري”، وصولًا إلى الحرب على أوكرانيا المستمرة منذ فبراير/ شباط 2022.
وخلال تمرّد “فاغنر” ليل 23-24 يونيو، ظهر “الجنرال هرمغدون” في مقطع فيديو بشكل مثير للريبة، وبدون شارات عسكرية، حيث حثّ مقاتلي “فاغنر” على التراجع بعدما دعاهم بريغوجين الى التمرد.
ووضع الجنرال الحليق الرأس المعروف بتعابير وجهه المتجهّمة، بندقية على فخذه، وقال: “أتوجه الى مقاتلي مجموعة فاغنر وقائدها، دمنا واحد، نحن مقاتلون. أطلب منكم التوقف ووضع حد للتمرد المسلّح قبل فوات الأوان”.
وبعد أقلّ من 24 ساعة، عادت قوات “فاغنر” التي كانت قد بدأت التوجه نحو موسكو، أدراجها منهية التمرّد بعد اتفاق مع الكرملين برعاية الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو. ومنذ ذلك الحين، غاب سوروفيكين عن الأنظار، ما أثار تكهّنات بشأن توقيفه أو إقالته.
ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مصادر في الاستخبارات الأميركية قولها، إنّ سوروفيكين كان على علم مسبق بمخططات بريغوجين، وأنه قد يكون اعتُقل. لكن الكرملين نفى المعلومات من دون أن يلغي ذلك الغموض الذي يلفّ مصيره.
وفي يوليو/ تموز الماضي، قال رئيس لجنة الشؤون الدفاعية في الدوما أندري كارتابولوف إنّ سوروفيكين “يرتاح الآن، ويتعذّر الاتصال به في الوقت الحالي”.
أوثق حلفاء “فاغنر”
ويُعتبر الجنرال الطويل القامة وذو البنية الجسدية الضخمة، أوثق حلفاء “فاغنر” في وزارة الدفاع، حتى حين كان بريغوجين يصعّد من انتقاداته العلنية للوزير سيرغي شويغو ورئيس الأركان فاليري غيراسيموف، ويتّهمها بعدم الكفاءة في إدارة حرب أوكرانيا.
في مايو/ أيار، عُيّن وسيطًا رسميًا بين الجيش ومجموعة “فاغنر”، في أعقاب اتهام بريغوجين للقيادة العسكرية بالإخفاق في تزويد مقاتليه الذخيرة التي يحتاجونها للقتال في أوكرانيا. في أكتوبر/ تشرين الأول 2022، عيّن سوروفيكين قائدًا للقوات الروسية في أوكرانيا، في خطوة لاقت ترحيب بريغوجين. لكن هذه المهمة لم تدم سوى ثلاثة أشهر، قبل أن يُعهد بقيادة هذه القوات إلى رئيس الأركان غيراسيموف.
في نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، وتحت إمرة سوروفيكين، انسحبت القوات الروسية من مدينة خيرسون والضفة اليمنى لنهر دنيبرو في جنوب أوكرانيا، في انتكاسة عسكرية ثقيلة لموسكو.
واختار سورفيكين الجو مجالًا للرد على خسارة الميدان، فكان مهندس حملة من القصف الجوي والصاروخي خلال الخريف والشتاء طالت بنى تحتية أوكرانية. وأطلقت عليه وسائل الإعلام الغربية لقب “جنرال يوم القيامة”.
وذكر موقع “باتلفيلد إنسايتس” أنّ لقب سوروفيكين داخل القوات المسلحة الروسية هو “آكل لحوم البشر”، حيث أنّه معروف بـ”قسوته وشدّته”.
وأشار محللون إلى أنّ سوروفيكين قاد حتى الخريف الماضي، القوات الروسية في جنوب أوكرانيا وحقّق النجاحات الأبرز في الميدان منذ بدء الحرب. وقال خبير عسكري روسي لوكالة فرانس برس إنّ سوروفيكين “معروف جدًا، ولديه سمعة بأنه قائد مجنون، ومصاب بصدمات الحرب، وقاس”.
وأضاف الخبير الذي طلب عدم ذكر اسمه، أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “يوقّره. وفي سوريا طرد الضباط من هيئة الأركان العامة ليذهب هو ويقود الهجمات”.
عام 2020، قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” إنّ سوروفيكين كان من بين الضباط الروس “الذين قد يتحملون مسؤولية” الانتهاكات في سوريا، بما في ذلك الهجمات على المدارس والمستشفيات.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، كشف تحقيق استقصائي لموقع “إذاعة أوروبا الحرة”، تورّط سوروفيكين بصفقات فساد في سوريا شملت أعمالًا تجارية لزوجته، وصفقات في مناجم الفوسفات، وتلقّي رشاوى من رجل أعمال مرتبط بالكرملين.
تلفزيون العربي
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: فی أوکرانیا الروسیة فی فی سوریا
إقرأ أيضاً:
زيلينسكي: أوكرانيا تضرب عمق الطاقة الروسية.. أزمة وقود تلوح في الأفق؟
قال الرئيس الأوكراني: "بحسب بياناتنا، فقدت روسيا ما يصل إلى 20% من إمداداتها من البنزين بعد ضرباتنا الأخيرة"، ولم يصدر أي تعليق رسمي من موسكو حول أزمة الوقود المحتملة. اعلان
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الضربات التي شنتها بلاده مؤخرًا على المنشآت النفطية الروسية باستخدام صواريخ ومسيرات بعيدة المدى مطوّرة محليًا، تسببت في نقص حاد في إمدادات الوقود داخل روسيا، فيما تمكن الهجوم الأوكراني المضاد على الجبهة الشرقية من عرقلة خطة موسكو للسيطرة على أجزاء من دونيتسك.
وأوضح زيلينسكي في مؤتمر صحفي أن الصاروخ الجديد من طراز "باليانتسيا" (Palianytsia) أصاب عشرات المستودعات العسكرية الروسية، بينما استهدفت المسيرة "روتا" (Ruta) منصة نفطية روسية في عرض البحر على بُعد أكثر من 250 كيلومترًا، واصفًا العملية بأنها "نجاح كبير" للسلاح الجديد.
Related مكوّنات غربية في الأسلحة الروسية... زيلينسكي يكشف تفاصيل الهجوم الواسع الذي استهدف بلاده فجر الأحدروسيا تقصف محطة قطار بأوكرانيا.. وزيلينسكي يطالب الغرب بتحويل وعوده إلى أفعالالكرملين يصف تهديد زيلينسكي بـ"غير المسؤول".. ميدفيديف: نملك أسلحة لا تحميها الملاجئ ضربات مكثفة على منشآت الطاقة الروسيةوأضاف الرئيس الأوكراني أن أسرابًا من الطائرات المسيّرة بعيدة المدى من طرازي "ليوتيي" (Liutyi) و"فاير بوينت" (Fire Point)، بلغ عددها في بعض العمليات نحو 300 طائرة، استهدفت منشآت الطاقة الروسية بشكل متزامن، فيما استخدمت القوات الأوكرانية منظومات صواريخ "نيبتون" (Neptune) و"فلامنغو" (Flamingo) ضد مواقع روسية أخرى.
وأشار زيلينسكي إلى أن نقص الوقود في الأسواق الروسية وزيادة الواردات يشكلان دليلًا واضحًا على نجاح العمليات الأوكرانية، موضحًا أن موسكو زادت وارداتها من بيلاروسيا ستة أضعاف وألغت الرسوم الجمركية، إلى جانب استيراد وقود من الصين.
وقال: «بحسب بياناتنا، فقدت روسيا ما يصل إلى 20% من إمداداتها من البنزين بعد ضرباتنا الأخيرة».
ولم يصدر أي تعليق رسمي من موسكو حول أزمة الوقود المحتملة.
تطور نوعي في الصناعات الدفاعية الأوكرانيةويُعد هذا النجاح محطة بارزة في مسار الحرب، إذ يعكس ثمار استثمارات كييف في تطوير منظومة تسليح محلية متقدمة جعلتها خلال فترة وجيزة مركزًا عالميًا للابتكار الدفاعي.
ورغم استمرار تلقيها دعمًا عسكريًا من الغرب، ما زالت أوكرانيا تبدي استياءها من القيود الأميركية والأوروبية التي تمنعها من تنفيذ ضربات عميقة داخل الأراضي الروسية خوفًا من تصعيد الصراع.
زيلينسكي يطالب بصواريخ "توماهوك"وخلال المؤتمر، دعا زيلينسكي الولايات المتحدة إلى تزويد بلاده بصواريخ "توماهوك" (Tomahawk) الأميركية الصنع، القادرة على حمل رؤوس حربية كبيرة وضرب أهداف بعيدة بدقة عالية.
وأشار إلى أنه لم يسمع «كلمة لا» خلال اجتماعه الأخير مع المسؤولين الأميركيين، مضيفًا أن واشنطن وافقت على دراسة المسألة على المستوى الفني.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد صرّح في وقت سابق هذا الأسبوع بأنه «اتخذ قراراً إلى حد كبير» بشأن إرسال صواريخ توماهوك إلى أوكرانيا، دون أن يفصح عن تفاصيل إضافية.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه يرغب في معرفة ما تخطط له أوكرانيا بشأن استخدام صواريخ "توماهوك" الأميركية الصنع قبل الموافقة على تزويدها بها، موضحاً أنه لا يريد تصعيد الحرب ضد روسيا.
وفد حكومي إلى واشنطن لبحث الدعم العسكري والاقتصاديومن المقرر أن تتوجه بعثة أوكرانية برئاسة رئيسة الوزراء يوليا سفيريدينكو إلى الولايات المتحدة مطلع الأسبوع المقبل لإجراء مباحثات حول تعزيز الدفاع الجوي، والتعاون في قطاع الطاقة، والعقوبات المفروضة على روسيا، واستخدام الأصول الروسية المجمدة لتمويل المجهود الحربي الأوكراني.
نجاح ميداني في دونيتسك وإفشال خطة موسكوميدانيًا، أكد زيلينسكي أن أعنف المعارك تدور حاليًا حول مدينتي بوكروفسك ودوبروبيليا في منطقة دونيتسك، حيث أطلقت القوات الأوكرانية هجومًا مضادًا وصفه بأنه “صعب للغاية لكنه ناجح وفي الوقت المناسب”.
وقال إن العملية أفشلت الحملة الهجومية الصيفية الروسية، مشيرًا إلى أن خطة موسكو للاستيلاء على معظم دونيتسك بحلول نوفمبر قد فشلت.
وأضاف أن القادة الروس تلقوا أوامر «باقتحام بوكروفسك بأي ثمن»، وفقًا لاتصالات عسكرية روسية تم اعتراضها.
خطط طوارئ لحماية منشآت الغازوفي ختام كلمته، كشف زيلينسكي أن الحكومة الأوكرانية أعدت خطة مزدوجة لحماية البنية التحتية للغاز الطبيعي، التي تعرضت مؤخرًا لهجمات روسية مكثفة مع اقتراب الشتاء.
وقال: «لدينا خطة أولى تعتمد على زيادة الإنتاج المحلي، وخطة ثانية تقوم على التحول إلى الاستيراد عند الضرورة. نحن ندرك حجم الواردات المطلوبة وتكلفتها ومصادر تمويلها».
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة