مقارنة بين وقوف الغرب مع أوكرانيا وموقف العرب من فلسطين
تاريخ النشر: 17th, March 2025 GMT
محمد الموشكي
ماذا عن حرب روسيا مع أوكرانيا، هذه الحرب التي دخلت عامها الرابع؟ ما سبب اندلاعها وما هي المصالح المترتبة عليها، بعيدًا عن الهالة الإعلامية الغربية والرواية الغربية ذاتها؟
حرب أوكرانيا مع روسيا اندلعت في سياق خدمة الغرب، والغاية منها هي إضعاف روسيا واختبار قدرتها العسكرية. وإلا فما هي مصلحة أوكرانيا في معادَاة روسيا، وهي التي تجمعها بهما أغلب الثقافات والعادات، فضلًا عن المصالح المشتركة بين الشعبين والبلدين؟
هنا، لم يتخذ الغرب موقف الحياد ولو بمظهر بسيط وشكلي.
وقفت أغلب الدول الأُورُوبية مع أوكرانيا، وهي تدرك جيِّدًا أن موقفها هذا قد يكلفها خسارة مصالح مشتركة كبيرة جِـدًّا مع روسيا، وقد تتحمل عواقب سلبية على اقتصادها، وهذا ما يتجلى بالفعل في آثار انقطاع الغاز والنفط والقمح الروسي عن بعض الدول الغربية.
ومع ذلك، لم يمنع هذا الدول الغربية من دعم أوكرانيا، بل وقامت بمقاطعة روسيا في جميع المجالات، حتى الرياضية.
أمام هذا الموقف الحازم من الغرب، يتعين علينا أن نقارن موقف الدول العربية والإسلامية مع فلسطين، القضية الفلسطينية العادلة التي لا يختلف حولها اثنان. فهي قضية شهد العالم أجمع بأنها قضية عادلة القضية التي عمرها يزيد عن 80 عامًا من الظلم والاضطهاد والقتل والتشريد والاحتلال لأهلها وأرضها.
ومع كُـلّ هذه الوضوح وهذه المظلومية وهذه القضية العادلة، نجد الموقف المخزي والمحرج الذي اتخذته الدول العربية والإسلامية تجاه هذه القضية. موقف لم يرتقِ حتى إلى مستوى التحريض ضد هذا الاحتلال،
مما جعل جميع الأمم تستهين بهذه الأُمَّــة التي اختارت التخاذل، بل والخيانة، والتفريط في هذه القضية العادلة صُلب موقفها.
إن عدم التحَرّك بشكل جاد من قبل الدول العربية والإسلامية يعكس تخاذلًا يتجاوز الوصف، حَيثُ يرون أغلب الأمم الأُخرى أُمَّـة تمتلك كُـلّ القدرات التي تؤهلها لمواجهة هذا الاحتلال، خاضعة وخانعة وغير قادرة حتى على إدخَال شاحنة واحدة من القمح لأكثر من مليونَـــي مسلم وعربي محاصرين في غزة.
بينما نجد أن هذه الدول العربية والإسلامية ومن العجيب العجاب سارعت في الوقوف، منذ اللحظة الأولى، إعلامين وسياسيين وماديين مع أوكرانيا، وهي الدولة التي ليست عربية، ولا يجمعنا بها أي دين أَو ثقافة أَو مصالح أَو حدود مشتركة، ومع ذلك، كانوا الأكثر حرصًا على إيقاف الحرب في أوكرانيا ودماء الأوكرانيين وبعض أوقات الروس.
إنها بالفعل أُمَّـة ضحكت من جهلها وتخاذلها وخنوعها الأمم.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الدول العربیة والإسلامیة مع أوکرانیا
إقرأ أيضاً:
أوكرانيا تضرب قاعدة جوية في روسيا.. والأخيرة تشن هجوما صاروخيا
قال الجيش الأوكراني، إنّ القوات الخاصة الأوكرانية، اليوم السبت، قد استهدفت مطار بوريسوجليبسك العسكري الروسي، المتواجد في منطقة فارونيش، فيما أصابت مستودع قنابل انزلاقية وطائرة تدريب.
وأضاف الجيش، في في بيان له، نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، أنه: "من المحتمل أن تكون طائرات أخرى قد لحقت بها أضرار أيضا"، وذلك دون ذكر أي تفاصيل إضافية.
وفي السياق نفسه، ذكر البيان أنّ: "هذا المطار هو القاعدة الرئيسية لطائرات العدو من طراز سو-34 وسو-35إس وسو-30إس.إم".
إلى ذلك، كتب حاكم فارونيش، ألكسندر جوسيف، على قناة "تيليجرام" أنّ: "أكثر من 25 طائرة مسيرة دُمرت فوق المنطقة خلال الليل". مضيفا أنّ: "خط كهرباء تضرر مؤقتا"، لكنه لم يذكر شيئا عن هجوم على مطار عسكري.
وفي ليل الخميس- الجمعة، كان قد أصيب 23 شخصا على الأقل، في ما وصفته أوكرانيا بأنه "أحد أكبر الهجمات الروسية على البلاد". بينما يأتي الهجوم الروسي بالمسيرات "فور انتهاء" المكالمة الهاتفية بين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بحسب كييف، والتي أعلن ترامب بعدها عدم إحراز أي تقدم.
أيضا، كان ترامب قد ندّد الخميس الماضي، بـ"عدم إحراز أي تقدم لتسوية النزاع في أوكرانيا"، وذلك في إقرار بما وصف بـ"العجز" الذي نادرا ما يبدر عنه. فيما أكد الرئيس الروسي أنّ: "موسكو لن تتخلى عن أهدافها".
وأطلق حوالي 550 مقذوفا باتجاه أوكرانيا ليلا، بينها 539 مسيرة وصواريخ بعضها باليستي. واستهدفت المقذوفات العاصمة كييف خصوصا، فضلا عن دنيبرو وسومي وخاركيف وتشيرنيغيف.
من جهته، قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إنّ: "الليل كان عنيفا لا نوم فيه. وكانت العاصمة الهدف الرئيسي للهجوم الروسي"، مشيرا إلى سقوط 23 جريحا على الأقل. وأكد الناطق باسم الجيش الأوكراني، يوري إيغنات، أنه: "أكبر عدد من المسيّرات استخدم في هجوم واحد لروسيا منذ اندلاع الحرب في شباط/ فبراير 2022".
واعتبر وزير الخارجية الأوكراني، أندريه سيبيها، أنّ: "الهجوم الروسي ينم عن ازدراء فلاديمير بوتين التام بالولايات المتحدة". فيما أعلنت أوكرانيا عن إسقاط 270 مقذوفا وتحييد 208 بالتشويش الإلكتروني. وأفادت السلطات باندلاع عشرات الحرائق بفعل الضربات، خصوصا في كييف.