اتجاهات مستقبلية
الأزمات الدولية والعولمة الاقتصادية
تُهدد الأزمات الدولية العولمة الاقتصادية، لتنكمش حركة السلع ورأس المال والخدمات والتكنولوجيا. ومن نماذج هذه الأزمات جائحة كورونا، عندما أغلقت الدول على نفسها مع انتشار الإصابات بالفيروس، ونموذج آخر هو الحرب في أوكرانيا، عندما أثرت على سلاسل التوريد، لارتباط التحديات اللوجستية بالصراع العسكري.
ومن المعروف أن أبعاد العولمة تتعدد، ما بين اجتماعية واقتصادية وسياسية وثقافية، إلّا أن البُعْد الاقتصادي ربما يتحمل العبء الكبير من الانتقادات، خاصة من الدول النامية. فبالرغم من تحرر وتوسع التجارة الدولية على مدى العقود الماضية، وبالتالي ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي للدول، تعتبر بعض الدول النامية أنها أُجبرت على انفتاح اقتصادي غير مخطَّط له، كما تواجه بعراقيل من الدول المتقدمة أمام حركة العمالة، في مقابل استقطاب العمالة الماهرة من الدول النامية، مع حرية خروج رؤوس الأموال، ناهيك عن عدم قدرة العولمة على تحسين حياة الإنسان، بل ربما زادت حدة الفقر على المستوى العالمي.
وعلى أرض الواقع تنخرط معظم دول العالم، بما تبقَّى لها من نُظُم التخطيط المركزي، في سياسات معولمة، وتتفاخر بارتفاع معدلات التبادل التجاري مع العالم، لكن عند تبدأ الأزمات الكبرى تتغير الأوضاع، وتتجه الدول إلى “التخندق” حول ذاتها. وقد كان للعولمة دور في انتشار جائحة كورونا، دخل العالم نتيجة لها في مرحلة ركود اقتصادي، وبدأت الدول -خاصة الكبرى- تبحث عن ذاتها فقط، مع تعطل الحياة والإنتاج في أوقات الأزمات، وزادت حالة القلق واللايقين في المستقبل.
ونتيجة للتقدم السريع في الاتصالات والنقل، والاتفاقيات التجارية الدولية، استفادت بعض الدول من تسهيلات العولمة، فيما كانت استفادة الدول الأفريقية أقل من بلدان آسيا وأمريكا اللاتينية. وقد فتحت العولمة الطريق للشراكة في التصنيع بين أكثر من دولة لنفس المنتج، نظرًا لتوفر عناصر الإنتاج أو قلة التكلفة، ثم القيام بتجميعها وتركيبها بعد ذلك كوحدة متكاملة جاهزة للبيع، كما رسخت العولمة من وجود منظمات دولية تنظم التجارة والعمل وغيرها.
وفي جانب الاستهلاك، نوعت العولمة من المنتجات، وقللت من التكاليف، وحسّنت من الجودة، لكنها رسّخت ثقافة الاستهلاك حتى في المجتمعات الفقيرة، فيما أسهمت حرية انتقال الأموال في التقلبات الفجائية باقتصاديات الدول النامية، مع اتجاه رأس المال بشكل كبير إلى البلدان العظمى. وفي نفس الوقت تعرضت البنوك للأزمات، ولعل الأزمة المالية العالمية في 2008 -وهي نتيجة لأزمات بنكية أمريكية- تحولت إلى أزمة تجوب العالم كله.
وبغض النظر عما سبق، شكلت العولمة عالم اليوم على مستوى تبادل الأفكار والثقافات، والتكامل الاقتصادي بين الدول والتكتلات، والاعتماد المتبادل بين الدول في السلع والخدمات والتقنيات ورؤوس الأموال في جميع أنحاء العالم، وباتت إحدى سمات عصر العولمة، لكن يبدو أننا أوشكنا على الاقتراب من النهاية.
في كل الأحوال لن تتوقف حركة التجارة الدولية، ولن تتراجع معظم مظاهر العولمة المختلفة. لكن، مع وجود احتمال الأزمات الدولية من المُتوقع أن يُفضي تَوَجُّه بعض القوى الكبرى نحو الانعزالية إلى مجتمعات أقل تشابكًا في الأسواق الدولية. ومن الواضح أن السياسات الحمائية الأمريكية تتجه نحو هذا المسار، ولاسيّما مع العودة إلى سياسات تضع قيودًا كبيرة على حركة التجارة مع الحلفاء والأعداء، انطلاقًا من سياسة “الدولة أولًا”، أو “لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى”، وهي سياسة إن أفضت إلى حرب تجارية فقد تذهب بنا إلى ركود عالمي.
إن بعض الأزمات قد تدفع باتجاه انحسار العولمة الاقتصادية، مع تسارع وتيرة الأزمات الدولية؛ كالحرب الروسية في أوكرانيا، وجائحة كورونا، والمنافسة الجيوسياسية بين الولايات المتحدة والصين، وخاصة أن الأزمات تكشف مدى الهشاشة في النظام الاقتصادي الدولي، من اعتماد متبادل في خطوط الإنتاج، والاستيراد والتصدير، والمشاركة في الأفكار. وعلينا ترشيد سُبُل التعاون الدولي من خلال أداء المنظمات الاقتصادية الدولية دورًا تنظيميًّا أكبر في عملية العولمة الاقتصادية، وعدم الانغلاق على الذات، فالدول الكبرى تحتاج إلى العالم حتى تبقى كبيرة.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: العولمة الاقتصادیة الأزمات الدولیة الدول النامیة
إقرأ أيضاً:
الأزمات والتحديات.. طرح برومو فيلم «السلم والثعبان 2»
كشفت الشركة المنتجة لـ فيلم «السلم والثعبان 2»، عن البرومو الدعائي الأول للعمل، تمهيدًا لطرحه في دور العرض خلال الفترة المقبلة الموسم السينمائي.
برومو فيلم «السلم والثعبان 2»وسلط البرومو الضوء على الأجواء الدرامية التي يتناولها الفيلم، حيث تدور أحداثه في إطار رومانسي اجتماعي، حول قصة حب معقدة تجمع بين عمرو يوسف وأسماء جلال، اللذان يمران بسلسلة من الأزمات والتحديات التي تهدد استقرارهما العاطفي.
أبطال فيلم السلم والثعبان 2ويشارك في بطولة الجزء الثاني بجانب الفنان عمرو يوسف، كوكبة من نجوم الفن أبرزهم أسماء جلال، وهو من تأليف أحمد حسني، وإخراج طارق العريان، حيث يسجل الفيلم التعاون الرابع بين «يوسف» و«العريان» وذلك بعد تعاونهما في فيلم ولاد رزق 3 الذي عرض ضمن موسم أفلام عيد الأضحى 2024.
الجزء الأول من فيلم «السلم والثعبان»ويذكر أن الجزء الأول من فيلم «السلم والثعبان» كان من بطولة عدد من الفنانين أبرزهم هاني سلامة، حلا شيحة، وأحمد حلمي، ودارت أحداثه في إطار رومانسي تشويقي، قدم خلاله هاني سلامة شخصية حازم وهو شاب مستهتر، فشل في أن يكون زوجًا جيدًا، وفشل فى أن يصبح أبًا جيدًا، لكن حياته تبدأ في العودة للمسار السليم بعد أن تدخل ياسمين حياته وقدمت دورها حلا شيحة، والتي تعيش قصة حب مع هاني سلامة مع تتابع الأحداث.
آخر أعمال عمرو يوسف واسماء جلالشارك الثنائي عمرو يوسف واسماء جلال مؤخرا في فيلم ولاد رزق 3، الذي عرض ضمن أفلام موسم عيد الأضحى 2024، وشارك فيه عدد من نجوم الفن أبرزهم: أحمد عز، وأحمد الفيشاوي، وكريم قاسم، ومحمد لطفي، وآسر ياسين، وسيد رجب، ونسرين أمين، ومحمد ممدوح، وأحمد داود، وعلي صبحي، ومن أبرز ضيوف الشرف الملاكم العالمي تايسون فيوري، وكريم عبد العزيز، والعمل من تأليف صلاح الجهيني، وإخراج طارق العريان.
أحداث فيلم ولاد رزق 3ودارت أحداث فيلم ولاد رزق 3 حول سرقة أبطال العمل شيء ثمين من تايسون فيوري، الأمر الذي سوف يقلب حياتهم رأسا على عقب، حيث يتسبب في دخولهم العديد من الصراعات التي ستدور في إطار من الأكشن والدراما.