قول باذخ الطهر زاهي اللون
تاريخ النشر: 18th, March 2025 GMT
د. قاسم بن محمد الصالحي
في يوم من أيامي التي خصصتها لحفيدي "القاسم" تجمّعت في ذهنه صور طرقات وشوارع المدن والقرى بألبستها الزاهية المشكلة من ألوان الطبيعة، وقد تعممت هالاتها المليئة بالتخطيط والتنمية الحضرية المتسارعة، وحمل كل زقاق بين أرصفته حصته من التجميل بالأشجار والأزهار المليئة بالحياة..
إن انتشاء حفيدي بمنظر المعدّات والشاحنات بصورة عشوائية على جانبي الطريق، بالنسبة له ممتع ومصدر سعادة، ففي كل صباح يلعب بمجسماتها في البيت وينثر عليها حياته الطفولية، لكن لم يمر وقت طويل حتى وصلنا إلى وجهتنا، أنزلته ليلعب مع الأطفال، وجلست انتظره احتسي فنجان قهوة، لحظات؛ خلسة تدخل سؤال حفيدي ليسرق شيئاً من تفكيري مسكت قلمي، قلت مهلًا.. لقد شد تأثير وقوف المعدّات الثقيلة في المناطق السكنية والتجارية انتباهي، لأن وقوفها يمثل تحديًا كبيرًا نظرًا للكثافة السكانية والحركة التجارية النشطة، ومظهر يشوه جهود خدمات البلديات التي تهذب الحالة الرمادية في العمران.
هذه المناطق تتطلب ضمان السلامة وجودة الحياة، دون تأثير على الحياة الاجتماعية والنشاط الاقتصادي، وأصوات المعدات الثقيلة وانبعاثاتها تؤثر سلبًا على راحة السكان وجودة الهواء، وتشكل خطرًا على الأطفال والمشاة، خاصة بالقرب من المدارس والمرافق العامة، كما أن الأرصفة والطرق السكنية ليست مصممة لتحمل الأوزان الثقيلة، مما يؤدي إلى هبوط الطرق وتلفها، وتؤثر على المظهر الجمالي للحي السكني، مما يقلل من قيمته العقارية.. وقوف المعدّات الثقيلة يعيق حركة المتسوقين والموردين، مما قد يضر بأنشطة الأعمال، وتعيق انسيابية حركة المرور في الشوارع التجارية المزدحمة، ما يؤدي إلى تأخير العملاء وتقليل المبيعات، وتضييق ممرات الطوارئ، مما قد يعيق وصول الخدمات مثل الإسعاف والدفاع المدني.
كل تلك التأثيرات السلبية أثارت قلمي وجعلتني أجول في حلول تنظيمية لتطوير وقوف المعدات الثقيلة العشوائية المنتشرة في المناطق السكنية والتجارية على واجهات الشوارع العامة والأحياء السكنية والتجارية معروضة وكأنها سلعة للبيع والشراء، في حين أن هذه المعدات مكانها مساحات محددة مخصصة لوقوفها، وانطلاق عملها منها، وتحديد أوقات التشغيل والوقوف، ومنع وقوفها في المناطق السكنية خلال ساعات الليل أو أوقات الذروة، مما يتطلب فرض غرامات مالية صارمة على المخالفين مع استخدام التكنولوجيا لمراقبة الالتزام، وتطوير لوائح تنظيمية خاصة بكل منطقة، تراعي طبيعتها السكنية أو التجارية، وزيادة حملات توعية السائقين والمقاولين، وضبط استخدام المعدات الثقيلة وفقًا للقوانين.
إن قول "باذخ الطهر، زاهي اللون"، الذي أثاره حفيدي؛ جعلني أطرح معالجة مشكلة وقوف المعدات الثقيلة العشوائية في المناطق السكنية والتجارية وهي "ظاهرة لا تليق بجمالية مدننا"، وتتطلب حلولًا وتعاونًا مجتمعيًا ومؤسسيًا لضمان الامتثال وتحقيق التنمية المستدامة.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
لبنان.. اعتراض دورية لليونيفيل في عيناتا لدخولها إلى أحد الأحياء السكنية
أفادت وسائل لبنانية بأنه تم اعتراض دورية لليونيفيل في عيناتا لدخولها إلى أحد الأحياء السكنية”.
وذكرت صحيفة “النهار” اللبنانية أن عددا من أهالي شقرا جنوبي لبنان، اعترضوا اليوم "الثلاثاء"، دورية لـ”قوات حفظ السلام” (اليونيفيل).
ويأتي ذلك بعد سلسلة من الحوادث المشابهة في بلدات جنوبية، حيث أقدم أهالي عدد من البلدات سابقًا على اعتراض اليونيفيل بسبب دخولها إلى مناطق من دون مؤازة من الجيش اللبناني، وذلك مع استمرار الاعتداءات الإسرائيلية اليومية على لبنان.
ويعد آخر هذه الحوادث كانت في 16 مايو الحالي بين اليونيفيل وأهالي بلدة الجميجمة، حيث أقدم عناصر اليونيفيل على إطلاق النار في الهواء، في حين قالت اليونيفيل في بيان لها إنّ “مدنيين هاجموا دورية تابعة لنا بين الجميجمة وخربة سلم والجيش تدخّل فورًا ورافق الدورية إلى قاعدتها”.
ولاحقا، وبعد أن تم تداول مقطع فيديو يظهر إشكالاً بين قوات من اليونيفيل وأهالي في بلدة الجميجمة جنوبي لبنان، علّقت قوات اليونيفيل على الحادثة ببيان أكدت فيه عدم وقوع إصابات في صفوفها.
وأشار المتحدث باسم اليونيفيل أندريا تيننتي الي انه أثناء قيام دورية تابعة لليونيفيل بنشاط عملياتي روتيني بين قريتي الجميجمة وخربة سلم، قامت مجموعة كبيرة من الأفراد بلباس مدني بمواجهة الدورية.
وأتم: حاول هؤلاء الأفراد إيقاف الدورية باستخدام وسائل عنيفة، شملت استخدام العصي المعدنية والفؤوس، مما أدى إلى إلحاق أضرار بآليات الدورية. ولحسن الحظ، لم تُسجّل أي إصابات”.