عربي21:
2025-06-08@02:27:53 GMT

مشروع تقسيم سورية.. تهديدات جدية أم تهويلات إعلامية؟

تاريخ النشر: 18th, March 2025 GMT

مشروع تقسيم سورية.. تهديدات جدية أم تهويلات إعلامية؟

بعد سقوط نظام آل الأسد بات الحديث عن تقسيم الأراضي السورية إلى أربع دويلات، سنية ودرزية وعلوية وكردية متداولا على نطاق واسع، وهو ما يشكل، وفق باحثين تحديا حقيقيا وجديا للإدارة السورية الجديدة برئاسة الرئيس السوري للفترة الانتقالية، أحمد الشرع.

 ومن اللافت أن الحديث عن تقسيم سوريا غالبا ما يجري باستحضار مشروع قديم أعده المؤرخ والمستشرق البريطاني، برنارد لويس في ثمانينيات القرن الماضي، يهدف إلى تفكيك وحدة الدول العربية والإسلامية إلى دويلات عرقية ومذهبية وطائفية.



ووفقا لمراقبين فإن مشاريع التقسيم التي تستهدف تقسيم المقسم أصلا، مطلب أمريكي وصهيوني، تُمكن الولايات المتحدة الأمريكية من تعديل حدود سايكس بيكو بما يخدم مصالحها ومصالح الكيان الصهيوني، في إطار استراتيجية الفوضى الخلاقة المثيرة للجدل، التي يجري استخدامها وتوظيفها لتفكيك دول المنطقة، والسيطرة على شعوبها.

وبخصوص مشروع تقسيم سورية إلى أربع دويلات، الذي كَثر الحديث عنه في الآونة الأخيرة، ثمة إشكالات وتساؤلات تُثار حول ذلك، فما طبيعة ذلك التقسيم، ومن الذي يروج لهذا المشروع ويقوم على نشره وإشاعته؟ وهل ثمة مخاوف حقيقية وجدية على وحدة سوريا وتماسكها في ظل الإدارة السورية الجديدة أم أنها قادرة على إفشاله وتجاوزه؟

الكاتب والمحلل السياسي السوري، الدكتور عرابي عبد الحي عرابي يرى أن "سيناريوهات تقسيم سوريا على الرغم من الترويج لها في بعض الأوساط الغربية والإقليمية، إلا أن الوقائع على الأرض تشير إلى أن وحدة البلاد ليست مجرد شعار، بل ضرورة استراتيجية لمختلف الأطراف".

وقال عرابي في تصريحاته لـ"عربي21": "الإدارة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع تواجه تحديا مركبا، إعادة بناء الدولة وضمان عدم تحول النزاع إلى نموذج شبيه بالحالة الليبية" مضيفا "ومما لا شكل فيه أن قوة المؤسسات، والتوافق الداخلي، والدعم الإقليمي المتوازن، ستكون هي العوامل الحاسمة في إفشال مخططات التقسيم".

وتابع "المرحلة القادمة ستحدد ما إذا كانت سورية ستعيد إنتاج نموذج الدولة المركزية القوية، أم أنها ستواجه مزيدا من التشظي تحت وطأة التدخلات الخارجية".

وردا على سؤال بشأن أبرز الجهات التي تروج لفكرة تقسيم سورية، لفت الكاتب والمحلل السياسي عرابي إلى أنها "تشمل عدة جهات دولية مثل بعض مراكز الأبحاث الغربية، ودوائر القرار في الولايات المتحدة وإسرائيل، التي ترى في تقسيم سوريا وسيلة لتقليل وإضعاف تأثيرها الجيوسياسي في المنطقة".


                                          د. أحمد عرابي كاتب ومحلل سياسي سوري

وأردف "كما أن بعض الميليشيات في الجنوب السوري والجماعات المسلحة مثل بعض الفصائل الدرزية، وبعض مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وبعض الفصائل المدعومة من أطراف خارجية، قد ترى في استمرار عدم الاستقرار فرصة للحصول على حكم ذاتي، أو دعم دولي لمطالبها الانفصالية".

وعن أداء الإدارة السورية الجديدة، رصد عرابي "عدة مؤشرات تُظهر قدرة الإدارة الجديدة برئاسة أحمد الشرع على إفشال مخططات التقسيم، من جملة تلك المؤشرات الخطاب الوطني الجامع الذي يؤكد على وحدة الأراضي السورية، ويرفض التدخلات الخارجية، ومبادرة الاتفاق مع قسد لدمج المناطق الخارجة عن السيطرة سابقا ضمن مؤسسات الدولة".

وتابع: "وكذلك عدم الانحياز التام لأي محور إقليمي أو دولي يساعد في تحقيق استقرار نسبي، لكن ثمة تحديات عديدة، من أبرزها المصالح المتضاربة للقوى الإقليمية والدولية، وهذا يتطلب استراتيجية دقيقة تمنع استغلال الطوائف والأقليات لتشكيل مظلة حلول تقسيمية، وهذه تحديات حقيقية ما زالت قائمة".

من جانبه قال الأكاديمي والباحث السوري، الدكتور سليمان الطعان "ثمة تهويل مبالغ فيه لمسألة تقسيم سورية، وأظن أن حضوره في وسائل التواصل الاجتماعي أكثر منه على أرض الواقع، فقد انقلب الحال في السنوات الماضية بحيث باتت وسائل التواصل الاجتماعي وكأنها هي الواقع الاجتماعي، وهو ما أراه خطأ كبيرا".

وأضاف: "فالقضية أكبر من منشورات وتغريدات يقولها أصحابها دون أن يعوا ماذا يعني تقسيم بلد وإنشاء بلدان جديدة، ولو أخذنا مثلا للتوضيح فالسويداء، مثلا أو الساحل السوري، فما مقومات الدولة في الساحل السوري؟ وما مقومات الدولة في السويداء"؟

وردا على سؤال "عربي21" عن الجهات والقوى التي تقف وراء الحديث عن تقسيم سورية، أكدّ الطعان "وقوف جهات عديدة وراء ذلك، لكنها تدرك استحالة تطبيقه عمليا، وقد يكون هدفها من وراء ذلك هو الوصول إلى صيغة حكم تشبه صيغة الحكم القائم في العراق أو لبنان، وهي صيغة تقوم على تعطيل الحياة السياسية والاقتصادية" على حد قوله.

وأشاد بأداء الإدارة السورية الجديدة التي "أثبتت حتى الآن، أنها قادرة على تقديم أطروحات وصيغ تستوعب الجميع، وعلينا أن نتوقف قليلا لنتذكر أن العفو الذي أصدرته الإدارة عن كثير من عناصر النظام السابق لا يمكن أن تقوم به إدارة أخرى ذات توجه علماني على سبيل المثال، فالإدارة الحالية، بخلفيتها السلفية الجهادية لديها قدرة على المناورة أكثر من أي إدارة أخرى، إذ لا يمكن لأحد أن يزاود عليها في مسألة الدماء التي سالت من عناصرها في الجبهات وفي المعتقلات".


                                        د. سليمان الطعان أكاديمي وباحث سوري

وتابع "وهذا أمر يفوت الكثيرين ممن يعتقدون أن المشكلة في السلطة، في حين أن أحداث الساحل الأخيرة أثبتت أن السلطة تقف على يسار ـ إن جاز التعبير  ـ  جزء كبير من حاضنتها الاجتماعية".

وعن الاعتراضات ضد السلطة الجديدة، أشار الطعان إلى أن "الكثيرين من المثقفين في سوريا لا تعجبهم السلطة الجديدة، لكونها إسلامية، لذا ستبقى الاعتراضات قائمة ضدها، وتاريخيا فالمثقفون في سوريا ينتمون إلى منبتين قومي ويساري، وهذان الجذران لا يجدان في السلطة الحالية ما يعجبهم، لكنها تمثل في الواقع شريحة كبيرة جدا من السوريين العاديين، ولو دخلت أي انتخابات الآن لفازت بنسبة مريحة جدا".

وختم الطعان حديثه بالقول "مع الاتفاق مع قسد، ومع الاتفاق مع الهيئات المدنية في السويداء والذي رفضه الهاجري، أرى أن السلطة تسعى بكل جهدها لتوحيد الناس وإيجاد قواسم مشتركة بينهم بدلا من لغة الإقصاء والإبعاد، وعلى الآخرين ألا ينظروا إلى أنفسهم على أنهم أنداد للسلطة من ناحية التمثيل العددي للسوريين".

بدوره رأى الباحث السياسي المصري، أحمد مولانا أن من أبرز الجهات التي تقف وراء دعوات تقسيم سوريا، وتقوم على تروج ذلك "الإعلام الصهيوني، ومسؤولون إسرائيليون لأنه يعد بالنسبة لهم صمام أمان لدولتهم، دولة الاحتلال، وفي الوقت نفسه يضعف الدولة السورية الجديدة".


                                                       أحمد مولانا باحث سياسي مصري

وواصل حديثه لـ"عربي21" بالقول "المخاوف من مشروع التقسيم حقيقية، فجيش الاحتلال دمر الأسلحة الثقيلة المتبقية من عهد النظام، وأعلن منطقة محرمة على الجيش السوري بعمق 65 كيلو مترا من الحدود مع فلسطين، واستولى على كامل جبل الشيخ، ويحرض المكونات الدرزية ضد دمشق كما يتواصل مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)".

وختم مولانا حديثه منوّها "بالجهود التي يقوم بها الشرع لإحباط محاولات التقسيم، بتوظيف بعض الأطراف داخل المكون الواحد ضد المكونات الأخرى الداعمة للتقسيم، بحيث يظهر عدم وجود إجماع بين الأقليات على التقسيم، لكن نجاحه يتطلب دعما إقليميا ودوليا برفع العقوبات كي يتسنى البدء في إعادة الإعمار، وتلبية احتياجات السوريين مما يعزز شرعية الإدارة الجديدة".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير تقارير تقسيم سوريا مخاوف سوريا تقسيم مخاوف آراء تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإدارة السوریة الجدیدة تقسیم سوریا الحدیث عن إلى أن

إقرأ أيضاً:

بـ 10 لغات.. 36 مرشدًا سعوديًا يطلقون حملة إعلامية دعمًا لموسم الحج

أعلن 36 مرشداً من المملكة العربية السعودية عن إطلاق حملة إعلامية واسعة تهدف إلى تسليط الضوء على جهود المملكة في خدمة حجاج بيت الله الحرام خلال موسم حج 1446هـ للعام الثالث على التوالي.
وتركز الحملة على نشر وترجمة محتوى توعوي وتعريفي بعدد ١٠ لغات (العربية، الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية، الصينية، التركية، الإسبانية، الإندونيسية ، اليابانية، والأردية)، عبر وسم موحد: #حج_1446_بعيون_العالم.
أخبار متعلقة "نسك وعناية".. كشافة المملكة يرشدون التائهين في مشعر منىنيابة عن الملك.. ولي العهد يصل إلى منى ليشرف على راحة الحجاجوتهدف الحملة إلى الوصول إلى 1000 تغريدة توثق جوانب متعددة من رحلة الحج، وتسهم في إبراز الصورة المشرّفة لخدمة الحجاج، انطلاقاً من روح التطوع والانتماء، وتأكيداً لدور المواطن في دعم الجهود الوطنية في هذا الحدث الإسلامي العالمي.خدمة ضيوف الرحمنوقال عبدالعزيز بن محمد رفيع الدين بخش رئيس مجلس إدارة جمعية اتحاد المرشدين السياحيين: "في هذه الأيام المباركة وقدوم ضيوف الرحمن لأداء فريضة الحج، يشرفني ويسعدني أن أكون ضمن كوكبة المرشدات والمرشدين السياحيين من مختلف مناطق ومحافظات ومدن المملكة لإبراز جهود الوطن - قيادة ومواطنين
لخدمة ضيوف الرحمن وتسهيل أداء مناسكهم بكل أمن وأمان ويسر وسهولة، من خلال تسع لغات يتحدث بها الحجاج".
عبدالعزيز بن محمد رفيع الدين بخش
وتابع: "هذه المبادرة هي امتنان وعرفان ووفاء لولاة أمرنا وقيادتنا ولوطن السلام والمحبة والخير للعالم أجمع، ولما قدمته وتقدمه من منجزات أمنية وحضارية واجتماعية وصحية، خلال العام وخاصة موسم الحج، كل ذلك ليتفرغ الحاج لأداء الشعائر الدينية دون التفكير أو الإنشغال بأي أمر آخر ".
وأضاف: "أتشرف بأن أكون أحد الناقلين للعالم أجمع هذا العمل، سألين الله سبحانه وتعالى أن يحفظ لنا قيادتنا وولاة أمرنا وأن يحفظ بلادنا وأمنها وأمانها".موسم الحج 1446وقال عادل الشبعان مرشد سياحي من محافظة الأحساء: "كلي فخر واعتزاز أن أقوم على هذه المبادرة الوطنية وأن أكون جزءاً منها والتي تجمعني بإخواني وأخواتي المرشدين من مختلف مناطق المملكة، في رسالة سامية هدفها إبراز جهود وطننا الغالي في خدمة ضيوف الرحمن".
عادل الشبعان
وأضاف: "نحن نعمل ابتغاء الأجر والثواب، ووفاءً لهذا الوطن المعطاء وقيادته الحكيمة، وتقديراً للجهود المباركة التي تُبذل في موسم الحج، إنها مسؤولية عظيمة وشرف كبير أن نكون سفراء لهذا العمل النبيل بعيون تنقل الصورة للعالم بلغاته المتعددة."
وقالت ابتسام السملق مرشدة سياحية (لغة فرنسية) من منطقة الرياض: يشرفني بكل فخر وامتنان أن أكون ضمن هذه المبادرة الوطنية، التي تجمعني بإخواني وأخواتي المرشدين من مختلف مناطق المملكة، تحت هدف مشترك ونبيل يتمثل في إبراز جهود وطننا الغالي في خدمة ضيوف الرحمن".إيصال المعلومة الصحيحةوتابعت: "مشاركتي في هذا العمل تمثل لي أكثر من مجرد واجب، بل هي رسالة أعتز بأدائها، نابعة من إيماني العميق بعظمة هذا الوطن وقيادته، وبأهمية الدور الذي نقوم به في موسم الحج.
وأضافت: "نؤدي عملنا بإخلاص واحتساب، وفاءً لهذا الوطن المعطاء، وتقديرًا للثقة الغالية التي أُنيطت بنا، سعيًا لإيصال الصورة المشرّفة للمملكة وقيمها النبيلة، إلى العالم بلغاته وثقافاته المتنوعة".
وقالت تغريد بدوي الشريف، مرشدة سياحية (لغه صينية) من تبوك: "بكل فخر وامتنان، أكون جزءا ً من مبادرتنا التي انطلقت من روح المسؤولية ورسالة التيسير لضيوف الرحمن، بهدف إيصال المعلومة الصحيحة بلغة القلب والفهم".
وتابعت: "جاءت هذه المبادرة لتعكس صورة المملكة المشرقة في خدمة الحجاج، من خلال تقديم محتوى تعريفي وتوعوي بـ ١٠ لغات عالمية، يجمع بين بساطة الأسلوب وعمق الرسالة، لنُسهِم في حج آمن، واعٍ، ومفعم بالطمأنينة، فأشكر كل من آمن بهذه الفكرة ودعمها، وأجدد العهد بأن نواصل العطاء بما يليق بمكانة الحج، ويُجسّد اهتمام قيادتنا الرشيدة بالحاج منذ لحظة قدومه حتى عودته".روح التطوع والانتماءوقالت رحمه محمد الغامدي مرشدة سياحية (لغة صينية) من ينبع: "شرف عظيم لي أن أكون أحد أفراد هذا الفريق المبدع، الذين نذروا أنفسهم لإبراز الجهود المشرفة التي تبذلها المملكة العربية السعودية في خدمة حجاج بيت الله الحرام، تحت قيادة حكيمة تولي الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن بالغ العناية والرعاية".
وأضافت: "هذه المبادرة المباركة، تعكس روح التطوع والانتماء، وتسهم في نقل صورة مشرّفة عن موسم الحج إلى عيون العالم، نسأل الله أن يتقبل هذا العمل، وأن يكتب لنا الأجر، وأن يديم على وطننا الأمن والاستقرار والريادة في خدمة الإسلام والمسلمين".

مقالات مشابهة

  • كيفية تقسيم وتوزيع لحم الأضحية على الأقارب والفقراء
  • ظهور جديد لزوجة الرئيس السوري خلال استقبال وفد نسائي من محافظات سورية.. صور
  • يستهدف 2940 عائلة.. مركز الملك سلمان للإغاثة يطلق مشروع “أضاحي سوريا”
  • لا طعم للعيد بمناطق سيطرة قسد في سوريا بسبب ارتفاع الأسعار
  • ما تأثير دمج الخوذ البيضاء في الحكومة السورية الجديدة؟
  • وزير الأوقاف: نسأل الله عز وجل أن يتقبل منهم حجهم ويجعله حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً وذنباً مغفوراً، وفي هذا المقام نتقدم بأصدق آيات التهنئة والمباركة إلى شعبنا السوري الكريم وإلى رئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع وفقه الله عز وجل وسدد خطاه
  • مباحثات سورية أوروبية: التحضير لاتفاقية شراكة جديدة بين سوريا والاتحاد الأوروبي
  • بـ 10 لغات.. 36 مرشدًا سعوديًا يطلقون حملة إعلامية دعمًا لموسم الحج
  • عقبات أمام حُلم إسرائيل بتقسيم سوريا
  • ترامب يدافع عن قيود السفر الجديدة: لن نسمح بتكرار هجمات الإرهابيين الأجانب