اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 60 فلسطينيا أثناء توجههم إلى المسجد الأقصى المبارك، في حين اقتحمت عدة مدن في الضفة الغربية المحتلة، وصعدت من استهدافها للنساء بما في ذلك اعتقالهن بذريعة "التحريض".

وقالت محافظة القدس إن شرطة الاحتلال أعلنت اعتقال 60 فلسطينيا من الضفة من حافلة كانت متوجهة إلى المسجد الأقصى، ولا تتوفر حتى اللحظة أسماؤهم.

وفي القدس أيضا، سلّمت سلطات الاحتلال الصحفية لطيفة عبد اللطيف قرارا بالإبعاد عن المسجد الأقصى المبارك لمدة أسبوع، مع إمكانية تجديد الإبعاد.

وكانت سلطات الاحتلال قد اعتقلت الصحفية عبد اللطيف الأحد الماضي، من منزلها في البلدة القديمة.

كما تواصل قوات الاحتلال منذ ساعات إغلاق الحاجز العسكري، الذي يفصل بلدتي الرام وجبع، ويعتبر المدخل الرئيسي لمحافظتي رام الله والبيرة والقدس، مما تسبب بأزمة مرورية خانقة في الرام، ومخيم قلنديا، وكفر عقب، في حين تقوم آلية عسكرية بإغلاق الطرق الفرعية المحيطة بالحاجز، والتي يستخدمها المواطنون عادة كمسارات بديلة أثناء الإغلاقات.

في غضون ذلك، أفادت مصادر للجزيرة بأن قوات الاحتلال اقتحمت مخيم الدهيشة وقرية حوسان، في بيت لحم جنوبي الضفة الغربية، واعتقلت عددا من الفلسطينيين.

إعلان

كذلك أصيب فلسطينيان، أحدهما طفل، برصاص الاحتلال خلال اقتحام بلدة بيت فوريك، شرق مدينة نابلس شمالي الضفة.

وذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيانين متتابعين، أن طواقمها نقلت إلى المستشفى شابا (19 عاما) أصيب بالرصاص الحي في الحوض والفخذ والركبة والقدم، إضافة إلى طفل (16 عاما) أصيب بالرصاص في الصدر والقدم.

وكانت اقتحمت قوة إسرائيلية بلدة بيت فوريك وسط إطلاق كثيف للرصاص الحي، وانتشرت في عدة مناطق داخل البلدة.

الاحتلال اعتقل أكثر من 15 ألف فلسطيني من الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر (الفرنسية) اعتقال النساء

بالتزامن مع ذلك، قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين (حكومية) ونادي الأسير الفلسطيني (أهلي)، الأربعاء، إن جيش الاحتلال صعّد بشكل "ممنهج" من استهدافه للنساء الفلسطينيات، بما في ذلك اعتقالهن بذريعة "التحريض" على شبكات التواصل الاجتماعي.

وقالت المؤسستان إن سلطات الاحتلال تواصل التصعيد من استهداف النساء عبر عمليات الاعتقال الممنهجة، حيث بلغ عدد الأسيرات 25 أسيرة.

وأكدت المؤسستان أن جيش الاحتلال يستخدم الاعتقالات كوسيلة ضغط على العائلات الفلسطينية.

وأشارتا إلى أن عشرات النساء جرى اعتقالهن كرهائن بهدف إجبار أفراد من عائلاتهن على تسليم أنفسهم، وهي سياسة تصاعدت بشكل كبير منذ بدء الحرب الإبادة.

ولفت البيان إلى أن محكمتي عوفر وسالم العسكريتين (وسط وشمالي الضفة الغربية) قررتا تمديد اعتقال 5 أسيرات، بينهن 3 من محافظة الخليل، اثنتان منهن شقيقتان.

وأضاف أن غالبية الأسيرات محتجزات في سجن الدامون شمالي إسرائيل، ومن بينهن: سهام أبو سالم من غزة، وطفلة، وأسيرة حامل في شهرها الثالث، و3 معتقلات إداريا، إضافة إلى أسيرة مصابة بمرض السرطان.

وبلغ عدد حالات الاعتقال بين صفوف النساء منذ بدء حرب الإبادة على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 نحو 500 امرأة، وفق المؤسستين.

ومنذ بدئه حرب الإبادة، صعّد الاحتلال ومستوطنوه عدوانهم على الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 937 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف شخص، واعتقال 15 ألفا و700، وفق معطيات فلسطينية رسمية.

ويرتكب الاحتلال بدعم أميركي، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 161 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، إضافة إلى دمار هائل.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الضفة الغربیة

إقرأ أيضاً:

محللان سياسيان: التوسع الاستيطاني يمهد لتهويد الضفة الغربية

حذر محللان سياسيان -تحدثا لبرنامج "ما راء الخبر"- من خطورة القرار الإسرائيلي ببناء وشرعنة 22 مستوطنة جديدة بالضفة الغربية، واعتبرا هذه الخطوة محاولة لتكريس الأمر الواقع بضم الضفة بالكامل وتهجير الفلسطينيين من أرضهم، كما شددا على ضرورة أن يتحرك العرب والمجتمع الدولي بشكل جدي وعملي لردع الاحتلال.

وفي وقت سابق، وصف وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قرار إقامة وشرعنة بناء 22 مستوطنة جديدة بالضفة، بأنها "خطوة تاريخية لمسيرة الاستيطان". وقال -خلال زيارة لإحدى المستوطنات التي شملها القرار- إن تعزيز الاستيطان رسالة واضحة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وحلفائه الذين ينوون الاعتراف بدولة فلسطينية.

ومن جانبه، يرى الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي أن الاحتلال الإسرائيلي يمهد الطريق -كما يقر بذلك- لضم وتهويد الضفة بالكامل، مشيرا إلى أن هناك اليوم ما بين 300 و400 مستعمرة استيطانية، وإضافة 22 مستوطنة أخرى، مما يعني إحداث تغيير نوعي وجذري لتكريس السيطرة الإسرائيلية.

واعتبر الدكتور البرغوثي أن إقامة وشرعنة بناء 22 مستوطنة جديدة بالضفة يهدف إلى تغيير الواقع لتصبح الضفة كأنها أرض إسرائيلية، بينما تصبح المدن والقرى الفلسطينية مجرد كيانات مقطعة الأوصال.

إعلان

ومن جهته، قال مدير مركز القدس للدراسات السياسية عريب الرنتاوي إن الحكومة الإسرائيلية تسعى لتقويض أي فرصة لقيام دولة فلسطينية في الضفة والقطاع أو اعتراف العالم بها، مشيرا إلى أن إسرائيل تعمل بشكل منظم على تقويض أركان هذه الدولة الثلاثة: أرض وسكان ونظام سياسي، فهي تقوم بابتلاع الأرض الفلسطينية وتهجير سكانها وتقويض سلطتها، أي السلطة الوطنية الفلسطينية.

ووصف قرار بناء 22 مستوطنة جديدة بأنه غير مسبوق منذ احتلال الضفة، وتطور نوعي خطير وجسيم، وذكر أن هذا القرار سبقه قبل أسابيع قليلة قرار أشد خطورة، حيث حولت كل قضايا تسجيل الأراضي والعقارات والممتلكات في المنطقة "ج" إلى القسم المدني بوزارة الدفاع الإسرائيلية، والذي يتولاه وزيرالمالية بتسلئيل سموتريتش.

وحسب الرنتاوي، فإن الخلاف داخل إسرائيل الآن يدور بين فرقين، الأول يريد ضم الضفة كلها، والثاني يريد البدء بمنطقة "ج" التي تشكل 62% من الضفة، مشيرا إلى أن الاستيطان ينتشر اليوم في كامل الضفة، كما يسعى الاحتلال إلى فصلها عن الأردن وعن عمقها العربي وتحويل مدنها وتجمعاتها السكانية إلى جيوب داخلية معزولة.

وعن خطورة مخطط الاستيطان على قيام الدولة الفلسطينية، أوضح الرنتاوي -في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر"- أن الاحتلال الإسرائيلي يهدف إلى منع قيام دولة فلسطينية بالكامل، وهي إستراتيجية مدعومة داخليا، بدليل أن آخر استطلاع للرأي يظهر أن 82% من المستطلعين مع تهجير سكان قطاع غزة، و56% منهم مع تهجير فلسطينيي 48.

ورغم هذا الواقع الإسرائيلي، يقول الرنتاوي إن بعض العرب لا يريد أن يصدق ومازال يطارد السراب ويتحدث عن حل الدولتين الذي قال إنه تم تقويضه منذ سنوات طولية.

ومن جانبه شدد البرغوثي على أن الاحتلال ليس لديه الاستعداد لا للقبول بدولة فلسطينية ولا بفكرة دولة واحدة ولا بفكرة حل الدولتين، لأنه يريد أن يأخذ كل فلسطين ويهجر السكان الفلسطينيين الذين يفوق عددهم عدد الإسرائيليين.

إعلان الخطوات المطلوبة

وبشأن الخطوات المطلوبة فلسطينيا وعربياً ودوليا لإجهاض محاولات إسرائيل المستمرة لقضم الضفة وتقويض حلم الدولة الفلسطينية، قال الرنتاوي إن الموقف العربي يجب أن يركز على المطالبة بدولة فلسطينية على القطاع والضفة وعاصمتها القدس الشرقية وتثبيت الفلسطينيين في أرضهم، داعيا الدول العربية التي لديها علاقات مع الاحتلال أن تقوم بقطعها أو تجميدها أو تعليقها لبعث رسالة قوية له.

وحذر من إمكانية نجاح الاحتلال الإسرائيلي في تطبيق مخططه الاستيطاني إذا استمر الوضع على حاله، في ظل وجود ضعف بأداء السلطة الفلسطينية، وموقف عربي متخاذل ومجتمع دولي متواطئ، حيث لم تصل الصحوة الغربية إلى ممارسة ضغط حقيقي على الاحتلال.

كما طالب البرغوثي بفرض عقوبات على إسرائيل كما فعل المجتمع الدولي سابقا مع جنوب أفريقيا، وأن تلغي البلدان العربية كل اتفاقيات التطبيع مع دولة الاحتلال.

مقالات مشابهة

  • قوات الاحتلال تقتحم مناطق عدة في الضفة الغربية
  • محللان سياسيان: التوسع الاستيطاني يمهد لتهويد الضفة الغربية
  • كاتس يوجه رسالة إلى ماكرون من مستوطنة بالضفة ومصابون برصاص الاحتلال
  • المزارع الاستيطانية تغزو الضفة الغربية للاستيلاء على أراضي الفلسطينيين
  • البرلمان العربي يدين مصادقة الاحتلال على بناء مستوطنات جديدة بالضفة الغربية
  • كيف عوّضت الأرض فلسطينيا بعد فقدان عمله خلال الحرب؟
  • المجلس الوطني يدين قرار سلطات الاحتلال ترحيل 4 مقدسيين إلى الضفة
  • توتر أمني في الضفة الغربية.. قوات الاحتلال تقتحم منزل فلسطيني
  • الاحتلال يصادق سرا على إقامة 22 مستوطنة بالضفة.. والسلطة الفلسطينية تدين
  • قوّات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 11 فلسطينيًا وتقوم بعمليات هدم وتخريب واسعة بالضفة الغربية