الثورةنت/محمد المشخر

نظمت الهيئة النسائية الثقافية العامة بمحافظة البيضاء اليوم أمسية ثقافية رمضانية بذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام للعام الحالي1446هجرية، وتضامنًا مع الشعب الفلسطيني.

وفي الأمسية التى نظمت بعنوان “شهيد المحراب” وحضرتها رئيسة الهيئة النسائية الثقافية العامة بالمحافظة بشرى المؤيد، القيت عدد من الكمات التي اكدت على أهمية استلهام الدروس والعبر من سيرة الإمام علي عليه السلام وترجمتها في الواقع العملي.


واستعرضت الكلمات بعضا من مواقف الإمام علي التي ينبغي الاستفادة منها في هذه الذكرى التي كان لها تأثير كبير على الأمة..مؤكدا أن الإمام يعد القائد الشجاع الذي تحققت على يديه الكثير من الفتوحات،كما أنه شخصية جامعة للأمة ينبغي الاقتداء بها.

وأشارت الكلمات إلى أن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام مدرسة في الفداء والشجاعة والصبر والبذل والتضحية في مواجهة الطغاة.

فيما استعرضت الكلمات خلال الأمسية التى أقيمت في مدينة رداع،جانبا من مناقب الإمام علي عليه السلام التي يجب على الأمة الاستفادة منها في بناء الأجيال،موضحه،أن هذه الذكرى تتزامن مع استمرار العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني،ما يستدعي تعزيز الوعي بمركزية القضية الفلسطينية في وجدان الأمة.

ونوهت الكلمات بعظمة الموقف اليمني المشرف في نصرة غزة رغم الآلام والمعاناة التي تكبدها الشعب جراء العدوان الأمريكي، السعودي والإماراتي،على مدى عشر سنوات.

و أكدت ضرورة أخذ الدروس والعبر من ذكرى يوم الفرقان غزوة بدر الكبرى يوم نصر الله الإسلام على الكفر والطغيان في شهر رمضان الفضيل،وهي اشارة للحشد والاستعداد والتعبئة والتحرك لمواجهة أعداء الله..مؤكده،أن الأمة اليوم بحاجة للعودة إلى نهج الإمام علي في تحمل المسؤولية تجاه قضاياها الكبرى،وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي تتعرض لمؤامرة كبيرة تهدف إلى تصفية وجودها وهويتها.

كما استعرضت،عظمة شهر رمضان وأهمية اغتنامه في التقرب إلى الله بالطاعات والعبادة وأعمال البر والإحسان الإنفاق والتكافل والتراحم والتحرك والجهاد والتزود بهدي الله،من خلال الاستماع إلى دروس السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: الإمام علی علیه السلام

إقرأ أيضاً:

سليمان عليه السلام.. التمكين الرباني بين الوحي والعلم والحكمة

تُجسد شخصية سليمان عليه السلام نموذجًا فريدًا للقيادة التي تستند إلى توازن دقيق بين التمكين الإلهي والقدرة العلمية والحكمة العملية، مما يبرز كيف أن التمكين الحقيقي لا يقوم فقط على القوة المادية أو النفوذ السياسي، بل على استناده إلى دعامة الإيمان والتوحيد والعدل. في هذا السياق، يقدم القرآن الكريم صورة مشرقة لدولة سليمان التي تأسست على أسس إيمانية راسخة، عززتها العلوم والنبوة، ما يجعل من سيرته درسًا خالدًا في كيفية بناء دولة قوية قائمة على الحكمة والعدل والتقوى، قادرة على مواجهة تحديات الزمن وتحقيق نهضة شاملة في إطار الارتباط الوثيق بالله والوعي بالمسؤولية.

هذا ما يبرزه لنا الدكتور علي محمد الصلابي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في هذا المقال الخاص لـ"عربي21"، الذي يعرض رؤية معمقة لسيرة سليمان عليه السلام ودروسها في التمكين والقيادة الحكيمة.

العلم والحكمة

تسلم سليمان عليه السلام قيادة الدولة القوية التي أسست على الإيمان والتوحيد وتقوى الله تعالى، لقد أوتي سليمان عليه السلام الملك الواسع والسلطان العظيم بحيث لم يؤت أحد مثلما أوتي، ولكنه أعطى قبل ذلك عطاء أعظم وأكرم، هيأه لأن يكون شخصية فريدة متميزة في التاريخ، لقد أعطي النبوة، ومُنح العلم وأوتي الحكمة، وذلك مثلما أعطي أبوه من قبل، قال تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالاَ الْحَمْدُ للهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ .. وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ) النمل: 16،15.

إن سليمان عليه السلام لم يرث عن أبيه مالاً أو دارًا أو عقارًا، وإنما ورث عنه العلم والحكمة وورث النبوة والحكم، وأعطاه الله تعالى نعمًا وهبات خاصة به لم يعطها أحدًا بعده فقد سأل الله عزَّ وجل أن يخصه بعطاء لا يصل إليه أحد, وقال: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لاَّ يَنبَغِي لأحَدٍ مِّن بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ) [ص:35]، يعني: أعطني ملكًا لا يكون لأحد من البشر من بعدي مثله (1).

وإننا ونحن نمضي مع ما يحكيه القرآن عن سليمان عليه السلام، فإننا نعيش مع أنصع الصفحات المشرقة من عصور بني إسرائيل الذهبية أيام كانوا على الدين الصحيح.

إن سليمان عليه السلام لم يرث عن أبيه مالاً أو دارًا أو عقارًا، وإنما ورث عنه العلم والحكمة وورث النبوة والحكم، وأعطاه الله تعالى نعمًا وهبات خاصة به لم يعطها أحدًا بعده فقد سأل الله عزَّ وجل أن يخصه بعطاء لا يصل إليه أحد, وقال: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لاَّ يَنبَغِي لأحَدٍ مِّن بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ) [ص:35]، يعني: أعطني ملكًا لا يكون لأحد من البشر من بعدي مثله.يحدثنا القرآن أنه عليه السلام أقام مملكته على أسس من الإيمان بالله والإسلام له، ولهذا اعتبر سليمان مُلكه مفخرة عن ملك بلقيس ليس لامتداده وسعته وتفوقه فحسب، ولكن لأن ملك سليمان قام على العلم وأسس على الإيمان فقال: (وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ  وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ) [النمل: 43،42).

وإننا لنلمح من خلال القرآن أن دولة سليمان عليه السلام كانت مفعمة بالحيوية، مائجة بالحركة، وكان عليه السلام قائمًا بواجب العبودية إلى جانب القيام بمهام الملك ومسئوليات الحكام وإعمار الدنيا بطاعة الله، حتى دانت له الأرض جميعًا، وجاء على المعمورة وقت لم يكن فيها لسليمان ندٌّ منازع في الحكم والملك ولا شبيه مماثل في العلم والحكمة.

لقد تحدثت الآيات الكريمة عن صفات وأحوال سليمان الحكيم، فهي صفات وأحوال تحكي مواقف حاكم مسئول عن إدارة شئون الأرض، لما عليها من مخلوقات، فهل كانت هذه المسئوليات الهائلة التي تكاد تتصور في عصرنا، هل كانت عقبة أمام سليمان في سلوك المنهاج القيم للحكم، والطريق الناجح في الإدارة ؟ بالقطع لا. بل كان عليه السلام يدير هذه المملكة الشاسعة أحسن ما يدير الفرد شئونه مع أسرته في  بيته الصغير.

ومن خلال هذا السياق القرآني لسيرة سيدنا سليمان عليه السلام نستخلص دروسًا وعبرًا في كيفية المحافظة على دولة الإيمان، وما وظائفها في الحياة، وما هي وسائل قوتها.

إن قصة سليمان عليه السلام وردت في القرآن الكريم في ثلاثة مواضع، في سورة النمل وص وسبأ, وكانت الآيات الكريمة في سورة النمل تتحدث عن حلقة من حلقات حياة سليمان عليه السلام؛ حلقة قصته مع الهدهد وملكة سبأ، يمهد لها السياق القرآني بما يعلنه سليمان على الناس من تعليم الله له منطق الطير، وإعطائه من كل شيء، وشكره لله على فضله المبين، ثم مشهد موكبه مع الجن والإنس والطير، وتحذير نملة لقومها من هذا الموكب، وإدراك سليمان لمقالة النملة، وشكره لربه على فضله, وإدراكه أن النعمة ابتلاء، وطلبه من ربه أن يجمعه على الشكر والنجاح في هذا الابتلاء، لقد أشارت الآيات الكريمة إلى بداية التمكين، ومظاهر التمكين، وكيفية المحافظة على التمكين، وصفات القيادة الربانية الممكن لها (2).

المصادر والمراجع:

1 ـ  تفسير ابن كثير (4/40).
2 ـ فقه النصر والتمكين، علي محمد الصلابي، ط1، مكتبة التابعين، القاهرة، 2001، ص 149 ـ 163.

*الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

مقالات مشابهة

  • أمسية بمديرية خدير في تعز بذكرى المولد النبوي الشريف
  • سليمان عليه السلام.. التمكين الرباني بين الوحي والعلم والحكمة
  •  فعالية ثقافية في مديرية معين بذكرى المولد النبوي
  • فعاليات ثقافية لعدد من مدارس الأمانة احتفاءً بذكرى المولد النبوي
  • ندوة ثقافية توعوية بذكرى المولد النبوي الشريف
  • فعاليات وأمسيات بمحافظة صنعاء احتفاءً بذكرى المولد النبوي
  • الهيئة النسائية في القطاع الجنوبي بصنعاء تناقش تحضيرات الاحتفال بذكرى المولد النبوي
  • الهيئة النسائية في الجراحي تنظم وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني
  • كيفية صيام سيدنا داود عليه السلام.. تعرف عليه
  • فعالية لإدارة أمن محافظة ذمار بذكرى المولد النبوي الشري