سركيس أبو زيد: حزب الله يغيّر استراتيجيته ويتجه نحو الحلول السياسية
تاريخ النشر: 23rd, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال سركيس أبو زيد، المحلل السياسي، إن نفي حزب الله أي علاقة له بإطلاق الصواريخ والتزامه بوقف إطلاق النار يعكس تحوّلًا في استراتيجيته، حيث بات يعتمد أكثر على الحلول السياسية والتموضع خلف الدولة اللبنانية في معالجة التصعيد، موضحًا أن حزب الله، بعد الخسائر التي تكبّدها والدمار الذي لحق بالبيئة التي ينطلق منها، وجد نفسه في وضع جديد يجبره على تقديم تنازلات والمشاركة في الحكومة، وهو نهج مختلف عمّا كان عليه في السابق.
وأشار أبو زيد، خلال مداخلة مع الإعلامية مارينا المصري، ببرنامج "مطروح للنقاش"، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، إلى أن موازين القوى داخل لبنان لم تعد كما كانت، حيث أثّرت الضربات الإسرائيلية المتكررة على قدرات حزب الله العسكرية، مما يفرض عليه قيودًا في التصعيد العسكري.
وأعرب عن قلقه من احتمال نشوء حركات مقاومة جديدة أو تصاعد أشكال مختلفة من العنف الثوري، مشيرًا إلى أن المقاومة لم تعد حكرًا على حزب الله، وقد تظهر تنظيمات أو مجموعات جديدة تتبنى نهجًا مختلفًا، مضيفًا أن هذا التصعيد قد لا يبقى محصورًا في لبنان أو المنطقة، بل قد يمتد إلى الخارج كما فعلت المقاومة الفلسطينية سابقًا بتنفيذ عمليات في أوروبا وأميركا.
وفيما يتعلق بدور الجيش اللبناني، شدد أبو زيد على أهمية تفعيل دوره ومنح الحكومة الجديدة الفرصة للقيام بمسؤولياتها، مشيرًا إلى أن استمرار إسرائيل في خرق وقف إطلاق النار - بأكثر من ألف خرق حتى الآن - يمنع الجيش من فرض سيطرته الكاملة، لافتًا إلى أن الثنائي الشيعي أبدى استعداده للحلول السلمية، لكن إسرائيل تسعى إلى الاستفادة من التصعيد سياسيًا وعسكريًا.
https://www.youtube.com/watch?v=YIEdsLtu9G0
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: حزب الله بإطلاق الصواريخ الحلول السياسية حزب الله أبو زید إلى أن
إقرأ أيضاً:
عن اغتيال "سعد".."خبير أمني لـ"صفا": "إسرائيل" تُطبق نظرية "جز العشب" بغزة لمنع نمو المقاومة
غزة - خاص صفا
لا يُعد اغتيال "إسرائيل" للقائد البارز في كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة "حماس"، رائد سعد، عملية رد على استهداف جنود، لكنها عملية "جز العُشب"، التي تنفذها بغزة، ضمن معادلات معينة.
واغتالت "إسرائيل" أمس السبت، القيادي سعد وثلاثة من مقاتلي "القسام"، باستهداف مركبته قرب شاطىء بحر غزة، بعملية مفاجئة، زعمت لاحقًا أنها رد على إصابة جنديين لها بجروح طفيفة.
ولكن الأمر يبعد كثيرًا عن خرق اتفاق وقف إطلاق النار، فـ"إسرائيل" تحاول أن تصل بطريقة معينة لأهدافها، قبل أن يتم الدخول بالمرحلة الثانية "التي تشكل ضررًا لها"، حسب خبير في الشأن الأمني والمقاومة.
استباق مرحلة "الضرر"
ويقول الخبير لوكالة "صفا"، "نحن في المرحلة الأولى من الاتفاق وهذه المرحلة دقيقة، خاصة في ظل الحديث عن قرب الدخول بالثانية، وهو ما تحاول إسرائيل، أن تصل قبله بطريقة ما لأهدافها حسب معادلات معينة".
ويوضح أن "إسرائيل"، تنفذ نظرية "جز العشب"، وهي معادلة موجودة في العقلية العسكرية والأمنية الإسرائيلية، ضمن منهجية تصير عليها، بالإضافة إلى أن هذه الطريقة هي من دروس "7 أكتوبر".
ويوضح أن "إسرائيل" لم تتمكن من الوصول بكل أهدافها في القضاء على المقاومة خلال حرب الإبادة، وبالتالي فإن المرحلة الثانية ستشكل ضررًا عليها، ما لم تذهب لاستهداف بعض الشخصيات.
وكما يقول "إسرائيل وضعت أهدافها في القضاء على المقاومة وضرب الإدارة السلطوية لحماس، وهي بذلك تذهب لضرب العاملين في الأجهزة الحكومية والأمنية وقيادات المقاومة في غزة"، مشيرًا إلى اغتيال ضابط الأمن الداخلي "زمزم" في المحافظة الوسطى صباح اليوم.
ويعزي ما حدث إلى أنها "تريد إحداث ضغط نفسي على المجتمع والناس وصناعة الإرباك والفوضى، لأن حالة الاستقرار التي نجحت الأجهزة بغزة في تثبيتها غير مريحة للاحتلال".
ولذلك، فإن "إسرائيل" تحاول بناء معادلات أمنية جديدة، تسمح لها بحرية الحركة في غزة، وتمنع نمو المقاومة وتأخير حالة الضبط والاستقرار التي ظهرت واضحة في المرحلة الأولى، يجزم الخبير الأمني.
مرحلة مُخاضة ستجتازها
ويشدد على أن "إسرائيل تستخدم أدوات مختلفة في ضرب الأمن بغزة، بين الاغتيال الجوي والعمليات الأمنية الخاصة عبر عملاء لها".
ويفسر ذلك بأنها "لا تريد أن تظهر بأنها تُمعن في انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار".
ويستطرد "هذه المسألة -عمليات الاغتيال عبر العملاء- يمكن للمقاومة أن تقضي عليها وتحبطها ، عبر الاستفادة من الدروس، خاصة وأن لها تجارب سابقة في التغلب عليها".
"بمعنى آخر الساحة في غزة مفتوحة ما بين الاستهداف العلني وبين العمليات السرية، وهذا قد يأخذ وقتًا ليس بالقليل إلى أن تتمكن المقاومة من إيجاد حلول وتثبيت معادلات في الميدان، كما جرى عامي 2004 وأواخر 2005".
ويعني الخبير الأمني بوجود تشابه بين تلك الفترة التي حاولت "إسرائيل" خلالها تنفيذ عمليات اغتيال بأدوات مختلفة بغزة، والمرحلة الحالية التي تشهدها، وهو ما يؤكد التغلب عليها مستقبلًا، كونها مُخاضة.
وإزاء ذلك، فإن الأهم من وجهة نظر الخبير، أن المجتمع الفلسطيني بغزة هو حاضن للمقاومة، ويعمل على حماية أبناءها، مضيفًا أنه أثبت تعاونه في كل محطات المقاومة السابقة.
كما يشدد على أن المطلوب في الوقت الراهن على المستوى الشعبي والأمني "الوعي وأخذ الحيطة وعدم الارتكان أو الاستهتار، لأن العدو لا ينام، ويُريد أن يُحدث معادلات ويخشى أن يخسر هذه المعركة".