الجزيرة:
2025-12-07@21:31:12 GMT

كيف تلقت واشنطن نبأ مصرع بريغوجين قائد فاغنر؟

تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT

كيف تلقت واشنطن نبأ مصرع بريغوجين قائد فاغنر؟

واشنطن- التجاهل الجماعي كان الرد الرسمي الأميركي على أنباء وفاة قائد مجموعة فاغنر الروسية يفغيني بريغوجين إثر تحطم طائرة في روسيا أمس الأربعاء.

وامتنع المسؤولون الأميركيون عن التعليق على أنباء وظروف إسقاط طائرة على متنها بريغوجين، مؤكدين أن الجميع يعرفون أن هذه هي النتيجة المحتملة لتمرده الفاشل ضد موسكو في يونيو/حزيران الماضي، وأن ما جرى لن يغير الحسابات الأميركية بشأن روسيا أو حربها في أوكرانيا.

ونبع الموقف الأميركي من ضبابية المشهد داخل روسيا وسط غموض بين الدوائر السياسية والأمنية القريبة من الرئيس فلاديمير بوتين.

وتُقدر بعض التقارير أعداد قوات "فاغنر" بـ50 ألف مقاتل، بعضهم من قدامى المحاربين المتشددين، والباقون من المتطوعين من السجناء في المعتقلات الروسية.

ميت يمشي

رجل ميت يمشي، هكذا نظرت واشنطن إلى بريغوجين منذ قيامه بمحاولة انقلاب قصيرة الأجل ضد قادة الجيش الروسي قبل شهرين حين سيطرت قواته على المنشآت العسكرية في مدينة روستوف جنوبي روسيا، وأعلن لاحقا أن قواته في طريقها إلى العاصمة موسكو.

ومثلما فوجئت واشنطن بأنباء تمرد قوات فاغنر وتحركاتها، فإنها فوجئت أيضا بالتوصل إلى اتفاق لحل الأزمة بعد صفقة توسط فيها رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، المعروف بقربه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومن بريغوجين نفسه، وبمقتضاها يسقط الكرملين جميع تهم "التمرد" ضد بريغوجين ومقاتليه، على أن ينتقل بريغوجين إلى بيلاروسيا، إلا أن واشنطن لم تستبعد مقتل بريغوجين.

وقبل 5 أسابيع، وفي رده على سؤال أثناء مشاركته في نقاش بمنتدى معهد آسبن الأمني الذي يعقد بولاية كولورادوا سنويا، شكك مدير وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه" وليام بيرنز، في مصير زعيم جماعة فاغنر الروسية يفغيني بريغوجين.

وتوقع بيرنز أن بريغوجين ربما لم ير نهاية غضب بوتين بعد، وقال بيرنز، الذي سبق له العمل سفيرا لبلاده في موسكو، ويجيد اللغة الروسية، إن ما نراه "هو رقصة معقدة للغاية بين بريغوجين وبوتين، أعتقد أن بوتين يؤمن بالانتقام، لذلك سيحاول تسوية الوضع إلى أقصى حد ممكن، ولكن مرة أخرى، من واقع خبرتي، سأكون مندهشا إذا نجا بريغوجين من العقاب على ما قام به".

ورجح الخبير الأمني الأميركي جيل دوغيرتي بشبكة "سي إن إن" أن يكون الرئيس بوتين هو من أعطى أمر التخلص من بريغوجين، قائلا "هذا هو ما يمكن التنبؤ به، وكان الكثير من الناس يتوقعون أنها كانت مجرد مسألة وقت، ولا يعرفون بالضبط كيف سيحدث ذلك".

في حين يؤمن خبير الشؤون الأمنية باتون والش، بأن بوتين أعطى هذا الأمر، وأضاف "بوتين لم يكن ليغفر الإذلال من قبل بريغوجين في تمرد يونيو/حزيران الفاشل حين تحركت دبابات ومركبات فاغنر باتجاه وسط موسكو".

وردا على سؤال خلال عطلته في بحيرة تاهو، الواقعة على الحدود بين ولايتي كاليفورنيا ونيفادا، عما إذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقف وراء تحطم طائرة بريغوجين، قال الرئيس الأميركي جو بايدن "ليس هناك الكثير مما يحدث في روسيا دون علم بوتين، لكنني لا أعرف ما يكفي لمعرفة الإجابة".

ومن جانبه، صرح السيناتور الديمقراطي من ولاية فرجينيا ورئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ مارك وارنر معقبا على خبر مقتل بريغوجين، "لا ينبغي لأحد أن يحزن على وفاة بريغوجين"، مضيفا أنه "تذكير آخر بوحشية نظام بوتين، ولماذا يجب علينا مواصلة دعمنا لأوكرانيا في كفاحها من أجل الحرية".

نهاية فاغنر

ورجح بعض الخبراء أن يؤدي وفاة زعيم فاغنر إلى المزيد من الاضطرابات الداخلية في روسيا، وهو ما قد يُعقد من حرب بوتين على أوكرانيا مما يعطي كييف دفعة مع تعثر هجومها المضاد ويلهم الثقة في داعمي أوكرانيا الغربيين لزيادة ضخ الأسلحة في القتال.

وحذر عدد من الخبراء من التسرع والاحتفال باختفاء بريغوجين، إذ ذكر صموئيل شاراب من مؤسسة راند البحثية، أن "واشنطن ستواجه مجموعة فاغنر مختلفة الآن بعد رحيل بريغوجين، وما حدث هو نهاية فاغنر كما عرفناها، لكن من المتوقع أن تسمح موسكو للمرتزقة بالتصرف باستقلال (زائف) في أفريقيا تحت قيادة شخصية أكثر هدوءا من شخصية بريغوجين".

وفي حديث للجزيرة نت، قال خبير الشؤون الدفاعية مايكل بيك، إن "السؤال الآن يجب أن يتمحور حول تأثير اغتيال بريغوجين على الفعالية العسكرية الروسية، فقد كان له أتباع كثيرون في روسيا، وكان مرتزقة مجموعة فاغنر من الفصائل الروسية الأكثر فعالية في ساحات القتال".

القوائم السوداء

وقد أدرجت وزارتا الخارجية والخزانة الأميركيتان مجموعة فاغنر وزعيمها بريغوجين في قوائم عقوبات مختلفة بموجب أوامر تنفيذية متعددة، وفي يناير/كانون الثاني 2023، صنفت إدارة بايدن فاغنر منظمة إجرامية عابرة للحدود، وأدرجتها في الوقت نفسه بموجب برنامج عقوبات يتعلق بجمهورية أفريقيا الوسطى.

وأشارت دراسة حديثة صدرت بداية الشهر الجاري عن خدمة أبحاث الكونغرس، إلى أن زعيم فاغنر يخضع لعقوبات أميركية ويواجه لائحة اتهام بالعديد من الأنشطة، بما في ذلك التدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2016. ونفى بريغوجين تورطه أو جماعته في هذه الانتخابات.

وفرضت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب على مجموعة فاغنر عقوبات مالية وقيودا على دخول الولايات المتحدة، وهناك مشاريع قوانين تطلب من وزير الخارجية تصنيف مجموعة فاغنر منظمة إرهابية أجنبية، وقد يكون لمثل هذا التصنيف تداعيات على علاقات الولايات المتحدة مع روسيا أو الدول الأخرى التي تعاقدت حكوماتها مع خدمات مليشيات فاغنر.

وعلى مدار ساعات الماضية، كان السؤال الأكثر إلحاحا في واشنطن يدور حول "مصير مليشيات فاغنر"، وإذا ما كان غياب زعيمها سيغير من طبيعة علاقتها بالأجهزة العسكرية الروسية، خاصة تلك القوات التي تقاتل في أوكرانيا مع استمرار احتلالها لبعض المناطق. وبدت إدارة جو بايدن كمن لا يمتلك أي إجابات شافية لأي من الأسئلة المهمة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: مجموعة فاغنر فی روسیا

إقرأ أيضاً:

بوتين متحدياً الضغوط الأميركية بعد لقاء مودي: نفط روسيا سيصل إلى الهند بلا انقطاع

تتعرض نيودلهي منذ أشهر لضغوط من الولايات المتحدة التي تتهمها بالمساهمة في تمويل المجهود الحربي الروسي من خلال شراء النفط الخام بأسعار مخفضة.

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، أنّ بلاده ستواصل تزويد الهند بالنفط رغم العقوبات الأميركية المفروضة على نيودلهي بذريعة أنّ واردات النفط الروسية تُسهم في تمويل الحرب في أوكرانيا.

وقال بوتين خلال لقائه رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إنّ "روسيا مزوّد موثوق للنفط والغاز والفحم وكل ما يلزم لتطوير الطاقة في الهند"، مضيفاً أمام الصحافيين عقب الاجتماع: "نحن مستعدون لمواصلة توريد النفط دون انقطاع لاقتصاد الهند سريع النمو".

ومن دون الإشارة مباشرة إلى النفط الروسي، شكر مودي ضيفه على ما وصفه بـ"الدعم الراسخ للهند"، مؤكداً أن "أمن الطاقة ركيزة أساسية وقوية" في الشراكة بين البلدين.

ضغوط أميركية وتصعيد تجاري

وتتعرض نيودلهي منذ أشهر لضغوط من الولايات المتحدة التي تتهمها بالمساهمة في تمويل المجهود الحربي الروسي من خلال شراء النفط الخام بأسعار مخفضة.

وفي نهاية أغسطس، فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوماً جمركية إضافية بنسبة 50% على الصادرات الهندية بالتزامن مع مفاوضات تجري حول اتفاقية تبادل حر.

وأكد ترامب لاحقاً أنه حصل على تعهد من مودي بوقف واردات النفط الروسي، والتي تشكّل 36% من إجمالي النفط المكرر في الهند.

وأظهرت بيانات منصة "كبلر" Kpler تراجعاً في مشتريات الهند من النفط الروسي، رغم عدم صدور أي تأكيد رسمي من نيودلهي. كما أعلنت مجموعات هندية عدة تنويهاً بالتوقف عن الاعتماد على الواردات من موسكو.

Related "إس-400" في مقدّمة الملفات.. بوتين يزور نيودلهي لتعزيز الشراكة الروسية-الهندية وسط ضغوط أمريكيةبسجاد أحمر وعشاء خاصّ.. مودي يستقبل بوتين قبل انطلاق القمة الروسية - الهنديةواشنطن تمنح الهند ستة أشهر إضافية لتسوية استثماراتها في ميناء جابهار الإيراني قبل سريان العقوبات حفاوة استقبال ورسائل سياسية

واستقبل مودي الرئيس الروسي شخصياً مساء الخميس في مطار نيودلهي، قبل أن يستضيفه على مأدبة عشاء خاصة، ومنذ بداية الزيارة، تبادل الجانبان عبارات المديح، مؤكدين على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين.

ووصف مودي ضيفه بـ"الصديق الحقيقي"، معبّراً عن تفاؤله بإمكان التوصل إلى تسوية للنزاع في أوكرانيا، قائلاً: "علينا جميعاً العودة إلى طريق السلام".

وكتب مودي في منشور على منصة X، باللغتين الإنجليزية والروسية: "سعيد بترحيب صديقي الرئيس بوتين في الهند. أتطلع إلى محادثاتنا هذا المساء وغدًا. صداقة الهند وروسيا صداقة راسخة عبر الزمن وقد أفادت شعبينا كثيرًا".

ورحب بوتين بـ"جهود الهند الرامية إلى إيجاد تسوية"، مشيداً بـ"العلاقات العميقة تاريخياً" و"الثقة الكبيرة في التعاون العسكري والتقني" بين البلدين.

ويعمل الجانبان على إعادة التوازن إلى المبادلات التجارية الروسية الهندية التي بلغت مستوى قياسياً وصل إلى حوالي 68.7 مليار دولار خلال 2024-2025.

وتجنّبت الهند حتى الآن إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا صراحةً، مع حفاظها في الوقت نفسه على علاقاتها مع أوروبا والولايات المتحدة.

وكان مودي قد عبّر للمرة الأولى عن موقفه خلال لقاء مع بوتين عام 2022 في أوزبكستان عندما دعا إلى وقف الحرب "في أسرع وقت ممكن". كما أكد لاحقاً تمسكه بنظام عالمي "متعدد الأقطاب"، رغم ضغوط الغرب لعدم التعامل مع موسكو.

صفقات أسلحة مرتقبة

ومن المتوقع أن تُعلن، عقب المحادثات، اتفاقات جديدة بين الهند وروسيا خصوصاً في مجال التسليح.

ورغم توجه نيودلهي مؤخراً نحو موردين آخرين مثل فرنسا، وتفضيلها الأسلحة المصنعة محلياً، تبقى موسكو من أبرز مزوديها.

وأبدت الهند، بعد اشتباكات مايو مع باكستان، اهتماماً بشراء أنظمة دفاع جوي روسية متقدمة من طراز إس-400. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن هذا الملف سيُبحث خلال الزيارة. كما كشفت الصحافة الهندية عن رغبة الجيش الهندي في الحصول على مقاتلات سوخوي-57.

ومن المقرر أن يعود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى موسكو مساء الجمعة، مختتماً زيارة حملت رسائل سياسية واقتصادية واضحة حول متانة الشراكة الروسية – الهندية رغم التوترات الدولية.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • مصرع قائد الدراجة النارية المصاب فى حادث النائبة آيات حداد بالواحات
  • قائد الجيش الأوكراني: بلادنا أصبحت درع أوروبا في مواجهة الحرب الروسية
  • روسيا تُحذر من أي إجراءات أوروبية ضد الأصول الروسية المجمدة
  • بوتين: التبادل التجاري بين روسيا والهند بلغ مستوى قياسي وسجّل 64 مليار دولار في 2024
  • بوتين: التجارة بين روسيا والهند وصلت إلى مستوى قياسي
  • روسيا: بوتين بعث برقية تهنئة إلى الشرع بمناسبة مرور عام على التغيير
  • بوتين متحدياً الضغوط الأميركية بعد لقاء مودي: نفط روسيا سيصل إلى الهند بلا انقطاع
  • بوتين: حجم التسويات المالية بين روسيا والهند بلغ 96%
  • روسيا: قد يتم عقد لقاء بين بوتين وترامب في المستقبل القريب
  • بوتين: التعاون العسكري التقني بين روسيا والهند قائم على الثقة