ووفقا للخطيب فقد حاول بعض المستشرقين نسبة كلمة قرآن للعبرانية في محاولة لسلب العرب كل ما يخصهم من حضارة (لمتابعة الحلقة يرجى الضغط هنا).

لكن هذه الكلمة عربية ولها جذور عميقة في اللغة وهي مشتقة من "قرأ"، وقد استخدمها العرب قبل 100 عام من نزول القرآن الكريم، كما يقول الخطيب.

والسبب في تسمية القرآن بهذا الاسم -يضيف المتحدث- أن فعل "قرأ" له عدة مصادر من بينها "قرآن"، وقد ورد في قوله تعالى "إن علينا جمعه وقرآنه".

كما قال تعالى: "إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم"، وقال: "وقالوا لولا أنزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم".

لكن الإعجاز في التسمية كما يقول الخطيب، هي أنها تعني أن هذا الكتاب سيكون الأكثر قراءة على مر العصور، بين كل ما عرف الإنسان من كتب.

الأكثر قراءة ومبيعا عالميا

وعندما أجرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) إحصاء لأكثر الكتب قراءة عام 1985، وجدت أن القرآن هو الأكثر قراءة في الوجود. كما أن القرآن هو الأكثر مبيعا بـ3 مليارات نسخة، حسب الخطيب.

ومن الناحية الاصطلاحية، يقول الخطيب إن القرآن يعني آخر ما أنزل الله من الوحي على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وهو الذي يتعبد به المسلم إلى ربه.

إعلان

ويكشف الخطيب عن جانب آخر من جوانب إعجاز القرآن بقوله إنه يجمع بين ضبطين لأنه حفظ في الصدور وفي السطور، فكان الأكثر دقة على وجه الأرض لأنه لا يعتد بمكتوبه إذا خالف المحفوظ ولا يعتد بمحفوظه إلى خالف المكتوب.

كما أن القرآن -والكلام للخطيب- هو الكتاب الوحيد الذي يمكن لطفل حفظه كاملا ومن دون لبس في سن صغيرة، وهو أيضا الكتاب الوحيد الذي يحفظه غير الناطقين بالعربية عن ظهر قلب.

ولفت الخطيب إلى أن القرآن أحدث صدمة للعرب عندما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، بدليل أنهم لم يطعنوا في سلامته ولكنهم حاولوا التشكيك في كينونته فقالوا إنه يفعل فعل السحر لكنهم لم يجدوا فيه عيبا لغويا.

ونفى وجود ترادف في القرآن، مؤكدا أنه لا يمكن للفظة في القرآن أن تحل محل أخرى أو تعمل عملها لأن كل لفظة في القرآن لا تصح إلا في موضعها.

24/3/2025

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان أن القرآن

إقرأ أيضاً:

هل النظر في المصحف يحفظ البصر؟

قراءة القرآن لها فضل عظيم، فهو نور يضيء دروبنا بالإيمان، ونرفع به درجاتنا، فإن لقارئ القرآن الأجر العظيم من عند الرحمن، وكما ورد في حديث روي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف». أخرجه البخاري.

هل النظر في المصحف يحفظ البصر؟

ورد في فضل النظر في المصحف عدد من الأحاديث المرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن لم يصح منها شيء، بل منها الموضوع، ومنها الضعيف ضعفاً شديداً.

علي جمعة: عبادة بلا دعاء مسلوبة من الروح فلا تيأس واثبت على باب اللهدعاء المضمضة في الوضوء.. 10 كلمات تسقيك شربة لا تظمأ بعدها أبدا

ومثل هذه الأحاديث لا يستند إليها ولا يعول عليها في إثبات الأحكام الشرعية، لكن صح موقوفاً على ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: أديموا النظر في المصحف. رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، وابن أبي شيبة في مصنفه والبيهقي في شعب الإيمان، والطبراني في المعجم الكبير، وقال عنه ابن حجر في فتح الباري: إسناده صحيح.

والنظر المذكور في هذا الحديث الموقوف وفي غيره من كلام العلماء يقصد به: القراءة لا مجرد النظر، كما بين ذلك العلماء.

قال المناوي في فيض القدير: النظر في المصحف. أي: القراءة فيه نظراً. ا.هـ.

وقال ابن حجر في فتح الباري: وقد صرح كثير من العلماء بأن القراءة من المصحف نظراً، أفضل من القراءة عن ظهر قلب. ا.هـ.

وقد قال العلماء بأفضلية القراءة من المصحف، لما في ذلك من الإعانة على القراءة الصحيحة، وتجنب اللحن والخطأ.

وقال المناوي في فيض القدير: فإن القارئ في المصحف يستعمل لسانه وعينه فهو في عبادتين، والقارئ من حفظه يقتصر على اللسان. ا.هـ.

هذا إذا كان الناظر في المصحف يقرأ ما ينظر إليه، أما إذا كان الناظر يقرأ غير ما ينظر إليه، أو كان يُقلب الصفحات دون نظر فيها وهو يقرأ -كما هو حال السائل- فلا نرى مانعاً من ذلك، ما لم يصل إلى درجة العبث أو اللهو بأوراق المصحف، لأن الأصل إباحة مس المصحف للمسلم المتطهر.

هل قراءة القرآن من المصحف تحفظ النظر؟

قال العلماء بأفضلية القراءة من المصحف، فقد ورد ما يدل على فضيلة القراءة عن ظهر قلب، كما رواه الدارمي في سننه موقوفاً على أبي أمامة أنه قال: "اقرؤوا القرآن، ولا يغرنكم هذه المصاحف المعلقة، فإن الله لن يعذب قلباً وعى القرآن". وعزاه ابن حجر لابن أبي داود وقال: بإسناد صحيح.

وهذا يدل على أن الأفضلية بالنسبة لكل من القراءتين نسبية، ولذلك قال ابن حجر في الفتح: والذي يظهر أن ذلك يختلف باختلاف الأحوال والأشخاص. ا.هـ.

يعني: أن الحافظ المُجيد لو قرأ عن ظهر قلب لكان أفضل، والذي لا يحفظ جيداً فالأفضل في حقه أن يقرأ من المصحف، وهكذا.

فقد رويت آثار عن بعض السلف فيها الحث على النظر في المصحف، فقد روى ابن أبي شيبة بسنده عن ابن مسعود قال: أديموا النظر في المصحف.

وكثير من أهل العلم يفضل القراءة من المصحف على القراءة عن ظهر قلب.

قال النووي -رحمه الله- في شرح المهذب: القراءة في المصحف أفضل من القراءة عن ظهر قلب، لأنها تجمع القراءة والنظر في المصحف وهو عبادة أخرى. كذا قاله القاضي حسين وغيره من أصحابنا، ونص عليه جماعات من السلف، ولم أر فيه خلافاً. ولعلهم أرادوا بذلك في حق من يستوي خشوعه وحضور قلبه في الحالين، فأما من يزيد خشوعه وحضور قلبه وتدبره في القراءة عن ظهر قلب فهي أفضل في حقه انتهى كلامه رحمه الله.

وقال صاحب كتاب مطالب أولي النهى الحنبلي: وتسن القراءة بمصحف لاشتغال حاسة البصر بالعبادة.

وكان أبو عبد الله -أي الإمام أحمد رحمه الله- لا يكاد يترك القراءة فيه انتهى كلامه.

والذي يظهر من كلام أهل العلم أن النظر في المصحف إنما يكون عبادة إذا كان مقصوداً، وصاحبه التعظيم ونوع التدبر.

طباعة شارك قراءة القرآن لها فضل عظيم هل قراءة القرآن من المصحف تحفظ النظر قراءة القرآن

مقالات مشابهة

  • ثواب عظيم في دقيقتين.. آيتين من سورة البقرة كل ليلة
  • ملتقى التفسير بالجامع الأزهر: يستعرض دلائل حديث الإعجاز القرآن عن الخيل
  • الحكمة من النهي عن قراءة القرآن أثناء الركوع والسجود
  • لماذا سميت صلاة المغرب بهذا الإسم؟.. بسبب صلاة سيدنا جبريل بالنبي
  • وزير الصحة: لا نخفي وجود أي فيروس.. والإنفلونزا الأكثر انتشاراً
  • ملتقى التفسير بالجامع الأزهر يناقش وجوه الإعجاز في خلق الخيل.. اليوم
  • هل النظر في المصحف يحفظ البصر؟
  • نقيب أطباء الأسنان: الفتاة الراقصة ليست طبيبة أسنان.. الاسم غير موجود في سجلاتنا
  • “سد مارب”.. الإعجاز الهندسي الذي يثبت عظمة الهوية اليمنية في القرآن والتاريخ
  • هل يجوز قراءة القرآن الكريم في غير اتجاه القبلة؟ «الإفتاء» تجيب