ناصر بن حمد العبري

في ظل التوترات والأحداث الجارية في المنطقة، تتجه الأنظار إلى المآسي التي ترتكب بحق الشعوب، وعلى رأسها المجازر التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة، إلى جانب التصعيد العسكري في اليمن، واستمرار مُعاناة الشعب الفلسطيني الشقيق من التدخلات الخارجية.

ووسط هذه التطورات، برزت حملات إعلامية ممنهجة تحاول الزج بسلطنة عُمان في قضايا لا تمتّ للواقع بصلة، في محاولة لصرف الانتباه عن الجرائم الحقيقية التي تُرتكب بحق الأبرياء.

لطالما اتسمت سلطنة عُمان بسياسة خارجية قائمة على التوازن والحياد الإيجابي؛ حيث تبنت نهجًا دبلوماسيًا هادئًا يسعى إلى تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة بعيدًا عن الاستقطابات والصراعات الإقليمية. ولكن في الآونة الأخيرة، نشطت بعض الجهات الإعلامية المشبوهة في اختلاق الاتهامات ضد السلطنة، بهدف زعزعة صورتها الناصعة في الساحة الدولية.و

هذه الحملات يقودها ما يُعرف بـ"الذباب الإلكتروني"، وهو جيش من الحسابات الوهمية والمأجورة التي تعمل وفق أجندات محددة لإثارة البلبلة ونشر الأكاذيب. الغرض الأساسي منها هو تشتيت الأنظار عن المآسي الحقيقية، مثل المجازر التي تُرتكب يوميًا في قطاع غزة؛ حيث يُقتل الأبرياء دون تمييز، وسط صمت دولي وتواطؤ مكشوف من بعض القوى العالمية والعربية.

لم يكن موقف سلطنة عُمان يومًا محل شك فيما يتعلق بالقضايا العربية والإسلامية العادلة، إذ دأبت على دعم الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة في إقامة دولته المُستقلة، كما سعت دومًا إلى تهدئة الأوضاع في اليمن وتقديم المساعدات الإنسانية دون الانحياز لأي طرف على حساب الآخر، ودون أي ضجيج إعلامي كما يفعل البعض.

في الوقت الذي تتعرض فيه بعض الدول لحملات تضليل متعمدة، تبقى عُمان ثابتة على مبادئها، مستمرة في نهجها القائم على عدم التدخل في شؤون الغير، كما أراد لها مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- مع الحرص على دعم الحوار كوسيلة لحل النزاعات.

إنَّ هذه السياسة لم تأتِ من فراغ؛ بل هي جزء من إرث دبلوماسي طويل جعل سلطنة عُمان رسول سلام وسيطًا مقبولًا في العديد من الأزمات الإقليمية.

وحملات التشويه التي تستهدف سلطنة عُمان لن تُغير من واقعها كدولة قائمة على الحياد الإيجابي، ولن تثنيها عن مواقفها الراسخة. وعلى الرغم من تصاعد هذه الهجمات الإعلامية، إلا أن السلطنة تعتمد على رصيدها من المصداقية الدولية، والذي لم يتأثر بمثل هذه المحاولات الفاشلة، فنحن عُرف عنا أننا أسياد البحار، ولنا رصيدنا من البطولات التي سطرها التاريخ لنا.

وأخيرًا.. تبقى الحقيقة واضحة أن هناك جرائم حرب تُرتكب في غزة، وأزمات إنسانية متفاقمة في اليمن، بينما تُحاول بعض الأطراف إلهاء الرأي العام بحملات دعائية واتهامات واهية، غير أن الوعي الشعبي يبرهن على أن المواطن بات أكبر من أن يقع في فخ هذه المخططات، وأن عُمان ستظل على موقفها الراسخ في دعم السلام والاستقرار، مهما تعالت أصوات التضليل والتشويه.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

أحمد موسى: نتنياهو يحاول تزييف الحقائق بشأن معبر رفح وتحميل مصر مسؤولية حصار غزة

اتهم الإعلامي أحمد موسى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمحاولة تضليل الرأي العام وتصدير صورة مغلوطة عن الموقف المصري من معبر رفح، وذلك عبر الادعاء بأن مصر تعرقل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

وخلال تقديمه حلقة اليوم من برنامج “على مسؤوليتي” على قناة صدى البلد، شدد موسى على أن الحقائق على الأرض تثبت عكس ذلك تمامًا، مؤكدًا أن الاحتلال الإسرائيلي هو الطرف الوحيد الذي يتحكم فعليًا في جميع المعابر المؤدية إلى غزة، بما في ذلك معبر رفح من الجهة الفلسطينية، والذي يخضع بشكل غير مباشر لسيطرة تل أبيب.

وأشار موسى إلى أن نتنياهو لا يتحرك بمفرده في هذا الإطار، بل يعتمد على “كتائب إلكترونية” منظمة تعمل على ترويج مزاعمه وتضليل الرأي العام العربي والدولي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، موضحًا أن بعض هذه المجموعات تنسق فيما بينها لنشر الأكاذيب وتشويه الموقف المصري.

وأكد أن هذه الحملة الممنهجة تستهدف الضغط على مصر وخلق انقسام داخلي، إلا أن وعي المواطنين وإدراكهم لطبيعة ما يجري يحول دون نجاح هذا المخطط.

وأضاف موسى أن مصر، قيادة وشعبًا، لن تنجر وراء هذه الحملات المشبوهة، مشيرًا إلى أن الشعب المصري يقف صفًا واحدًا خلف قيادته السياسية وقواته المسلحة، التي تمثل الدرع الرئيسي في حماية الوطن والتصدي لأي تهديدات إقليمية.

كما لفت إلى أن دور الجيش المصري لا يقتصر على حماية الحدود، بل يمتد ليشمل التصدي للمؤامرات التي تستهدف أمن واستقرار المنطقة بأكملها.

وفي سياق متصل، كشف موسى عن وجود ما وصفه بـ”تعاون واضح” بين حكومة نتنياهو وجماعة الإخوان الإرهابية، مؤكدًا أن هذا التنسيق ليس جديدًا، لكنه أصبح أكثر وضوحًا في الآونة الأخيرة، حيث وصف نتنياهو بـ”المرشد الأعلى” للجماعة في الخارج، في إشارة إلى تقاطع المصالح بين الجانبين رغم التباين الظاهري في الأيديولوجيات.

واختتم موسى حديثه بدعوة الإعلاميين والجمهور إلى التحقق من صحة المعلومات المتداولة وعدم الانسياق وراء الشائعات، مشددًا على أهمية دعم الموقف الوطني المصري بكل وضوح في مواجهة الحملات المضللة.

طباعة شارك مجاعة حقائق نتنياهو غزة مصر

مقالات مشابهة

  • فوضى الإعلام الرقمي في الأردن: غياب هيئة الإعلام وحضور التضليل تحت غطاء التسويق”
  • ضبط 210 قضايا مخدرات فى حملات أمنية خلال 24 ساعة
  • مستشار عسكري: ارتباك في الموقف الأمريكي بسبب السياسات الإسرائيلية في غزة |فيديو
  • برلمانية: مصر قادرة على التأثير في وقف العدوان على غزة وتعزيز السلام الإقليمي
  • القضية الفلسطينية في ضمير ووجدان السيد القائد!!
  • التضليل الإعلامي .. حرب على القيم والهوية والأمن والاستقرار
  • تنظيم حملات نظافة واسعة عبر الوطن
  • قراءة أولية في بيان إعلان قواتنا المسلحة البدء في المرحلة الرابعة من الحصار البحري
  • نقيب الإعلاميين: كلمة الرئيس السيسي بشأن غزة رد عملي على حملات التضليل
  • أحمد موسى: نتنياهو يحاول تزييف الحقائق بشأن معبر رفح وتحميل مصر مسؤولية حصار غزة