عُمان بين حملات التضليل وثبات الموقف
تاريخ النشر: 26th, March 2025 GMT
ناصر بن حمد العبري
في ظل التوترات والأحداث الجارية في المنطقة، تتجه الأنظار إلى المآسي التي ترتكب بحق الشعوب، وعلى رأسها المجازر التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة، إلى جانب التصعيد العسكري في اليمن، واستمرار مُعاناة الشعب الفلسطيني الشقيق من التدخلات الخارجية.
ووسط هذه التطورات، برزت حملات إعلامية ممنهجة تحاول الزج بسلطنة عُمان في قضايا لا تمتّ للواقع بصلة، في محاولة لصرف الانتباه عن الجرائم الحقيقية التي تُرتكب بحق الأبرياء.
لطالما اتسمت سلطنة عُمان بسياسة خارجية قائمة على التوازن والحياد الإيجابي؛ حيث تبنت نهجًا دبلوماسيًا هادئًا يسعى إلى تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة بعيدًا عن الاستقطابات والصراعات الإقليمية. ولكن في الآونة الأخيرة، نشطت بعض الجهات الإعلامية المشبوهة في اختلاق الاتهامات ضد السلطنة، بهدف زعزعة صورتها الناصعة في الساحة الدولية.و
هذه الحملات يقودها ما يُعرف بـ"الذباب الإلكتروني"، وهو جيش من الحسابات الوهمية والمأجورة التي تعمل وفق أجندات محددة لإثارة البلبلة ونشر الأكاذيب. الغرض الأساسي منها هو تشتيت الأنظار عن المآسي الحقيقية، مثل المجازر التي تُرتكب يوميًا في قطاع غزة؛ حيث يُقتل الأبرياء دون تمييز، وسط صمت دولي وتواطؤ مكشوف من بعض القوى العالمية والعربية.
لم يكن موقف سلطنة عُمان يومًا محل شك فيما يتعلق بالقضايا العربية والإسلامية العادلة، إذ دأبت على دعم الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة في إقامة دولته المُستقلة، كما سعت دومًا إلى تهدئة الأوضاع في اليمن وتقديم المساعدات الإنسانية دون الانحياز لأي طرف على حساب الآخر، ودون أي ضجيج إعلامي كما يفعل البعض.
في الوقت الذي تتعرض فيه بعض الدول لحملات تضليل متعمدة، تبقى عُمان ثابتة على مبادئها، مستمرة في نهجها القائم على عدم التدخل في شؤون الغير، كما أراد لها مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- مع الحرص على دعم الحوار كوسيلة لحل النزاعات.
إنَّ هذه السياسة لم تأتِ من فراغ؛ بل هي جزء من إرث دبلوماسي طويل جعل سلطنة عُمان رسول سلام وسيطًا مقبولًا في العديد من الأزمات الإقليمية.
وحملات التشويه التي تستهدف سلطنة عُمان لن تُغير من واقعها كدولة قائمة على الحياد الإيجابي، ولن تثنيها عن مواقفها الراسخة. وعلى الرغم من تصاعد هذه الهجمات الإعلامية، إلا أن السلطنة تعتمد على رصيدها من المصداقية الدولية، والذي لم يتأثر بمثل هذه المحاولات الفاشلة، فنحن عُرف عنا أننا أسياد البحار، ولنا رصيدنا من البطولات التي سطرها التاريخ لنا.
وأخيرًا.. تبقى الحقيقة واضحة أن هناك جرائم حرب تُرتكب في غزة، وأزمات إنسانية متفاقمة في اليمن، بينما تُحاول بعض الأطراف إلهاء الرأي العام بحملات دعائية واتهامات واهية، غير أن الوعي الشعبي يبرهن على أن المواطن بات أكبر من أن يقع في فخ هذه المخططات، وأن عُمان ستظل على موقفها الراسخ في دعم السلام والاستقرار، مهما تعالت أصوات التضليل والتشويه.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
مسير شعبي مسلح لـ3 آلاف من قوات التعبئة في جبل رأس بالحديدة
الحديدة|يمانيون
شهدت مديرية جبل رأس بمحافظة الحديدة اليوم مسيراً وعرضاً شعبياً لثلاثة آلاف من خريجي قوات التعبئة، إحياءً للذكرى الثانية لمعركة “طوفان الأقصى” وتأكيداً على الموقف اليمني المناصر للشعب الفلسطيني ومواجهة المشروع الصهيوني الأمريكي.
وعبّر المشاركون في المسير الذي جاب عددا من المناطق عن الفخر والاعتزاز بيوم السابع من أكتوبر الذي مثل يوماً مفصلياً خطّته المقاومة الفلسطينية بملحمة استثنائية حطّمت الأوهام التي رسمها العدو الإسرائيلي، وأفشلت مخططاته، وأعادت الصراع إلى حقيقته، واضعةً الاحتلال في مكانه الطبيعي ككيان استعماريٍّ سرطانيٍّ لا مستقبل له.
ورفع المشاركون في المسير العلمين اليمني والفلسطيني، والشعارات المعبرة عن الاعتزاز بعملية “طوفان الأقصى” التي أعادت للقضية الفلسطينية حضورها في صدارة الاهتمام العالمي بعد محاولات مستمرة تغييبها من المشهد، مؤكدين على الموقف الثابت للشعب اليمني تجاه قضية فلسطين، باعتبارها القضية الأولى والمركزية للأمة.
وأكدوا استمرار الالتحاق بدورات طوفان الاقصى تعبيراً عن الموقف الثابت والوعي الجمعي تجاه القضية الفلسطينية، مشددين بأن الخيار الوحيد لمواجهة العدو الصهيوني هو الجهاد من جميع الدول والعواصم العربية والاسلامية لتحرير فلسطين من هذا الكيان المجرم.
كما عبر المشاركون عن فخرهم واعتزازهم بموقف قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وبالعمليات التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية، لمناصرة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، مؤكدين أن فلسطين والقدس الشريف حاضرتان في ضمير كل يمني حرٍّ وشريف.
ونوّهوا بالصمود والثبات الأسطوري للمجاهدين الأبطال في فلسطين، الذين أذهلوا العالم بصبرهم وثباتهم ومنعوا العدو من تحقيق أي هدف يُذكر، مشيدين بموقف وصبر الأهالي في قطاع غزة وفي عموم فلسطين الذين تحمّلوا ما لا تتحمّله الجبال.
وأكدوا أن الانتصار الذي حققته المقاومة في غزة خلال العامين الماضيين يمثل تحوّلاً استراتيجياً في ميزان الصراع، إذ أُجبر العدو على الرضوخ وتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار تحت ضربات المجاهدين وصمود الشعب الفلسطيني.
وشدد المشاركون على جاهزيتهم العالية لمساندة القوات المسلحة اليمنية في تنفيذ أي خيارات تتخذها القيادة الثورية دفاعاً عن الوطن وانتصاراً لقضايا الأمة، مؤكدين استعدادهم الكامل لخوض أي مواجهة يفرضها الواجب الديني والوطني.
وجدد أبناء جبل راس الولاء لقائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، مؤكدين التفويض المطلق له في اتخاذ ما يراه مناسباً لمواجهة العدو الصهيوني وأدواته، ومواصلة المسار الجهادي في نصرة فلسطين والقدس الشريف متى ما اقتضت الضرورة.
وأكدوا أن ما تحقق من نصر في غزة يمثل انتصاراً للأمة بأكملها، ورسالة واضحة بأن الكيان الصهيوني أوهن من أن يصمد أمام إرادة الشعوب الحرة.