أجواء أول عيد فطر في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد: بين الأمل والتحديات
تاريخ النشر: 28th, March 2025 GMT
يقول أحد سكان دمشق في حديثه ليورونيوز: "العيد الأكبر بالنسبة لنا هو سقوط نظام بشار الأسد، أما عيد الفطر فله طعم خاص هذا العام"
تستعيد العاصمة السورية دمشق شيئاً من روحها التي كادت أن تتلاشى بعد سنوات طويلة من الحرب. مع سقوط نظام بشار الأسد، بدأت المدينة تتنفس مجدداً، لتعيش أجواء تحضيرات عيد الفطر هذا العام بنكهة خاصة مفعمة بالرمزية والمعاناة المشتركة.
الأسواق التي كانت يوماً مقصداً للحركة والحياة، عادت اليوم لتكتظ بالمارة الذين يتسابقون لشراء مستلزماتهم العيدية، على الرغم من التحديات الاقتصادية المستمرة التي لا تزال تلقي بظلالها الثقيلة على حياة السوريين.
يقول أحد سكان دمشق في حديثه ليورونيوز: "العيد الأكبر بالنسبة لنا هو سقوط نظام الأسد، أما عيد الفطر فله طعم خاص هذا العام". ويضيف المواطن الذي فضّل عدم ذكر اسمه: "الأسواق تعج بالناس، وعناصر الأمن منتشرة في كل مكان لتأمين الحماية، ما يوفر شعوراً بالأمان. صحيح أن الوضع الاقتصادي صعب للغاية هذه الأيام، لكننا نأمل أن تنفرج هذه الأوضاع قريباً".
Relatedشاهد: في إدلب.. متطوعات سوريات يعرضن حلاقة مجانية لأطفال المخيمات قبل العيد شروط أمريكية على سوريا مقابل رفع جزئي للعقوبات... هل يستطيع الرئيس السوري تلبيتها؟ مليون لاجئ عادوا إلى سوريا منذ بداية 2025.. تحديات الحاضر ومفارقات الماضيمحاولات استعادة الحياة الطبيعية تبدو واضحة في كل زاوية من المدينة. الأسواق التي كانت بالأمس تعاني الركود والخوف، أصبحت اليوم تعج بالمارة والباعة الذين ينادون على زبائنهم بصوت عالٍ، وكأنهم يريدون تعويض سنوات الصمت والانقطاع.
والبسطات الصغيرة التي تعرض الملابس والحلويات التقليدية والبالونات الملونة تتنافس مع المحال التجارية الكبيرة، مما يضفي على المشهد حيوية لم تشهدها المدينة منذ زمن طويل.
من جانبه، يتحدث، أحد الباعة في سوق شارع الحمراء ليورونيوز، عن التغيير الملحوظ في حركة البيع والشراء هذا العام. يقول: "الوضع أفضل بكثير مما كان عليه خلال السنوات الأخيرة. هناك حركة واضحة في الأسواق، والناس يشعرون بالراحة أكثر عند النزول للتسوق. الاستقرار الأمني هو العامل الأساسي الذي أحدث هذا الزخم؛ فالناس لم تعد تخشى الخروج ليلاً أو التنقل بين المناطق كما كان الحال في السابق".
إلا أن هذا الاحتفاء بالعيد والأمل لا يخفي التحديات الاقتصادية الجسيمة التي لا تزال تثقل كاهل السوريين. ارتفاع أسعار السلع الأساسية وصعوبة تأمين فرص عمل تظل عقبات كبيرة تقف أمام محاولات إعادة بناء الحياة الطبيعية.
ويأتي هذا العيد بعد سقوط نظام بشار الأسد واستلام هيئة تحرير الشام للحكم في سوريا بقيادة أحمد الشرع، حيث تم تشكيل حكومة انتقالية شهدت انفتاحاً سياسياً كبيراً غير مسبوق منذ عقود.
وخلال شهر رمضان، شوهد الرئيس أحمد الشرع وهو يشارك الناس في صلاة الفجر في أكثر من جامع، مما رسّخ صورة جديدة عن الزعامة القريبة من الشعب.
وما يميز هذا العيد أيضاً هو عودة أكثر من مليون و200 ألف لاجئ ونازح سوري إلى بلدهم وفقاً لإحصائيات أممية وذلك بعد سنين من الهروب من بطش النظام السابق.
ومن بين العائدين، إيناس، الشابة التي هاجرت إلى السويد عام 2015، وعادت اليوم لحضور العيد مع أسرتها وأصدقائها بعد انقطاع دام ثماني سنوات. وتحمل إيناس ذكريات غنية عن شوارع دمشق القديمة ومقاعد الدراسة، وتخطط لزيارة الأماكن التي كانت تلتقي فيها بأصدقائها، بالإضافة إلى الساحل السوري الذي يحمل مكانة خاصة في قلبها.
عند عودتها، لاحظت إيناس أن سوريا اليوم ليست كما تركتها قبل سنوات. صحيح أن آثار الحرب ما زالت واضحة في بعض الأبنية المهدمة والشوارع التي تحتاج لإعادة تأهيل، لكن الروح الجديدة التي تسود البلاد لا يمكن إنكارها. تقول إيناس: "دمشق الآن مختلفة. هناك حرية لم نشعر بها من قبل، والناس يتحدثون بثقة عن مستقبلهم. الأسواق تعج بالحياة، والأطفال يلعبون في الشوارع دون خوف، وهذا شيء لم يكن ممكناً في الماضي".
ومن المقرر أن يكون لهذا العيد طابع خاص آخر، حيث سيتم رصد هلال العيد من فوق قمة جبل قاسيون، في مشهد رمزي يعكس الروح الجديدة التي تسود البلاد. سيجتمع المئات من المواطنين على الجبل لمشاهدة هذه اللحظة التاريخية، التي ستكون بمثابة رسالة أمل ووحدة وطنية بعد سنوات من المعاناة.
بهذه الأجواء، يعبر السوريون عن أملهم الكبير في مستقبل أفضل، حيث يحتفلون بهذا العيد كمحطة تاريخية ترمز إلى الحرية والعودة إلى الحياة الطبيعية في بلدهم الذي استعادوه بتضحياتهم وجهودهم.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية "نتوقع الاحترام": جزيرة بالي تضيّق الخناق على السياح "المشاغبين" بقواعد جديدة صارمة بسبب تهديد إرهابي محتمل... وزيرا الداخلية الألماني والنمساوي يلغيان زيارة إلى سوريا المنظمة الدولية للهجرة تحذر: تجاهل الاستثمار في سوريا قد يؤدي إلى موجات هجرة جديدة عيد الفطرسوريادمشقالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل الحرب في أوكرانيا سوريا روسيا حزب الله فولوديمير زيلينسكي إسرائيل الحرب في أوكرانيا سوريا روسيا حزب الله فولوديمير زيلينسكي عيد الفطر سوريا دمشق إسرائيل الحرب في أوكرانيا سوريا روسيا حزب الله فولوديمير زيلينسكي صوم شهر رمضان عيد الفطر صاروخ سياحة فساد اعتقال سقوط نظام بشار الأسد هذا العام هذا العید
إقرأ أيضاً:
الأردن يستضيف الثلاثاء اجتماعاً سورياً أميركياً لدعم دمشق
عمان (الاتحاد)
يستضيف الأردن الثلاثاء اجتماعاً مشتركاً مع سوريا والولايات المتحدة للبحث في سبل دعم «عملية إعادة بناء سوريا»، حسبما أعلنت وزارة الخارجية الأردنية أمس.
وجاء في بيان للخارجية أن الاجتماع، الذي يشارك فيه الوزير أيمن الصفدي ونظيره السوري أسعد الشيباني والمبعوث الأميركي الخاص لسوريا توم برّاك، «سيبحث الأوضاع في سوريا وسبل دعم عملية إعادة بناء سوريا على الأسس التي تضمن أمنها واستقرارها وسيادتها، وتلبي طموحات شعبها الشقيق وتحفظ حقوق كل السوريين».
وعلّق برّاك عبر منصة إكس: «يؤكد هذا الالتزام تصميمنا الجماعي على التحرك نحو مستقبل يمكن لسوريا وجميع شعبها من أن يعيشوا فيها بسلام وأمن وازدهار». ويأتي اجتماع الثلاثاء استكمالاً لمباحثات عقدها المسؤولون الثلاثة في عمّان الشهر الماضي، بحسب الخارجية.
واتفق الأطراف الثلاثة خلال الاجتماع الذي عقد في 19 يوليو، على «خطوات عملانية تستهدف دعم سوريا في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في محافظة السويداء السورية».
وتضمنت الخطوات في حينه «مواضيع تتعلق بتثبيت وقف إطلاق النار، ونشر قوات الأمن السورية في محافظة السويداء، وإطلاق سراح المُحتجَزين لدى كل الأطراف وجهود المصالحة المجتمعية في المحافظة، وتعزيز السلم الأهلي، وإدخال المساعدات الإنسانية».