هاكرز فى الظل.. المحتال الرقمى سرقة بلا أثر
تاريخ النشر: 29th, March 2025 GMT
في عالم تحكمه التكنولوجيا، هناك من يتخفّى في الظلام، يترصد الثغرات، ويحول الشفرة الرقمية إلى سلاح فتاك.
هؤلاء هم قراصنة العصر الحديث، الذين لا يحتاجون إلى أقنعة أو أسلحة، بل مجرد سطور برمجية قادرة على إسقاط أنظمة، وسرقة مليارات، وكشف أسرار حكومية خطيرة.
في هذه السلسلة، نكشف أخطر عمليات الاختراق الحقيقية، كيف نفّذها القراصنة؟ وما العواقب التي غيرت مسار شركات وحكومات؟ ستكتشف أن الأمن الرقمي ليس محكمًا كما تظن، وأن الخطر قد يكون أقرب مما تتخيل… مجرد نقرة واحدة تفصل بينك وبينه!.
ـ الحلقة الثامنة والعشرون
"لم يكن بحاجة إلى أقنعة أو أسلحة… فقط شاشة، ولوحة مفاتيح، وبعض الأكواد السرية. من وراء ستار الإنترنت، كان يسرق أموال ضحاياه دون أن يشعروا، يتحرك في الظل، ويترك خلفه حسابات مصرفية فارغة وأصحابها في حيرة".
استهدف هذا المحتال بيانات بطاقات الدفع الإلكتروني لعملاء البنوك، مستخدمًا رسائل احتيالية مصممة بإتقان، تخدع الضحايا وتمنحه مفاتيح حساباتهم. لم يقتصر نشاطه على الداخل، بل امتدت يده إلى الخارج، حيث استخدم شفرات وتقنيات متطورة تمكنه من سرقة بيانات بطاقات أجنبية، ثم استغلالها في شراء منتجات فاخرة من مواقع إلكترونية شهيرة.
لم يكن يترك أثراً.. كان يستلم المشتريات في الشارع بعيدًا عن الكاميرات، ثم يبيعها مجددًا ليحول الأرقام الافتراضية إلى أموال حقيقية.. ظن أنه أذكى من أن يتم الإيقاع به، لكن عيون الشرطة كانت تراقبه بصمت، تدرس خطواته، وتنتظر اللحظة المناسبة للقبض عليه".
وفي عملية محكمة، سقط أخيرًا وضبطوه متلبسًا، بحوزته هاتفان محمولان مليئان بالأدلة الرقمية، ومبالغ مالية كبيرة من حصيلة جرائمه. اعترف بكل شيء، ليجد نفسه خلف القضبان، حيث لا يوجد إنترنت ولا حسابات يعبث بها.
مشاركة
المصدر: اليوم السابع
كلمات دلالية: هاكر في الظل
إقرأ أيضاً:
هل كانت الهدنة في غزة مجرد مقلب؟
حين تساءلنا هنا قبل أسابيع: "ما الذي دُبر لغزة في ليل شرم الشيخ؟"، اتهمنا البعض بالسوداوية وسوء الظن وبأننا من أنصار نظرية المؤامرة، فها هو سيد البيت الأبيض "يروج" لشعاراته العريضة حول "تحقيق السلام في الشرق الأوسط"، وعلى نفس النغمة يرقص "أتباعه" من الأنظمة العربية التي لا تتجاوز نطاق "التصديق" و"التأشير" على كل بريد يحمل طابع وخاتم الإدارة الأمريكية، دون تفكير ولا تدبير.
لكن دعونا نتناول الواقع على الأرض بالورقة والقلم وبعيدا عن الكلام المعلب الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، ونحن على مشارف الخمسين يوما مما يسمى "الهدنة المزعومة"، فهل فعلا توقفت آلة القتل الصهيونية ليوم واحد فقط؟
المنظمات الإنسانية والحقوقية الموثوقة تؤكد أن عدد الشهداء تجاوز 374 حتى كتابة هذه الأسطر، ويجدر بنا ترك القوس مفتوحا لأن هؤلاء السفاحين شراهتهم للدم الفلسطيني لا تتوقف ولا تنضب، وبين هذا العدد السالف الذكر هناك 136 طفلا شهيدا في غارات جوية تشمل نسف المنازل واغتيالات ميدانية، مع تقييد شبه كامل لدخول المساعدات الإنسانية والغذاء والدواء والوقود، كل هذا وما زلنا نقرأ ونشاهد ونسمع عن "تبجيل" لاتفاق وقف إطلاق النار وهدنة برعاية عربية ودولية، على من يضحك هؤلاء يا ترى؟
ظل شعار "المرحلة الثانية" معلقا ومجهولا ويكتنفه الغموض من كل الأطراف؛ لأنه بالأساس الغرض الأصلي منها هو وهْم نزع سلاح المقاومة والبحث عن حلول للتخلص منها
من لبنان إلى غزة:
من الواضح أن السفاح نتنياهو وعصابته وبعد "التجربة الناجحة" في لبنان، حيث تتواصل الغارات نهارا جهارا ودون رادع، ولعل أوقحها ما حدث مؤخرا باستهداف القيادي اللامع في "حزب الله" هيثم علي الطبطبائي المعروف بـ"أبو علي" في حارة حريك بقلب الضاحية الجنوبية لبيروت.. كل هذه المؤشرات "الإيجابية" في بلاد الأرز دفعته لقبول خطوة "الهدنة" مؤقتا في غزة، وبالتالي امتصاص الغضب الشعبي العالمي العارم ضد الكيان الغاصب وممثليه، لكن على أرض الواقع لن يتغير الكثير، فمسلسل الإجرام متواصل، والفرصة الذهبية أن الأضواء تخفت وهو ما يستثمره جيدا لصالحه لتحقيق مكتسبات إضافية عجز عن الوصول إليها سابقا بفضل تماسك المقاومة وقوتها وأيضا للوعي الشديد لأبناء القطاع الصامد، مما أفشل العديد من المخططات الصهيونية، وتلك حقائق يقر بها إعلام وحتى بعض قيادات جيش العدو أيضا.
فخ شرم الشيخ:
اليوم لم يعد ممكنا الاختباء وراء مصطلحات منمقة للتغطية عن الحقيقة الساطعة؛ التي تقول بأن الكثيرين كانوا "متواطئين" في مسرحية شرم الشيخ التي كان الهدف الرئيس منها هو مصلحة أسرى العدو وضمان سلامتهم وتسليمهم، لذلك ظل شعار "المرحلة الثانية" معلقا ومجهولا ويكتنفه الغموض من كل الأطراف؛ لأنه بالأساس الغرض الأصلي منها هو وهْم نزع سلاح المقاومة والبحث عن حلول للتخلص منها، وهو ما لا تخفيه العديد من الأطراف العربية كذلك دون حياء ولا خجل.
ولعل آخر من انبرى لوضع النقط على الحروف دون مواربة هو وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الذي أكد أثناء زيارته إلى لبنان "دعم مصر الكامل لقرار الحكومة اللبنانية لحصر السلاح، ونقوم بجهد كبير لتجنيب لبنان أي مخاطر أو ميول عدوانية ضد أمنه وسلامته، وهذه الجهود لن تتوقف".
طبعا هذا الكلام "الرسمي" أمام الكاميرات ووسائل الإعلام، إلا أن هناك مصادر صحفية متعددة وصفت زيارة عبد العاطي لقصر بعبدا بأنها "رسالة إسرائيلية" مفادها أن عدم تسليم "حزب الله" لسلاحه وانسحابه من الجنوب يعني حربا إسرائيلية وشيكة على لبنان قبل نهاية العام الجاري، والملفت أن الاعلام الصهيوني احتفل وهلل بما جاء على لسان الوزير المصري.
المؤكد أن استمرار هذا العبث (الذي يسمى هدنة) وادعاء الحرص على عدم خرقه سواء في لبنان وقطاع غزة بات يتطلب تحركات مغايرة
طبعا من الضروري ربط الحديث بما يحدث في الجنوب اللبناني بغزة، لأن كل الخيوط متشابكة، والهدف واحد يتجلى في رفع الراية البيضاء على كل الساحات التي ما زالت تصر على صون الكرامة والوقوف ضد العدو الغاصب وجحافله، لكن الطامة الكبرى التي نحياها أن من يعبد الطريق أمام هذا الوحش المفترس لالتهام ما بقي من الأراضي العربية يدعي زورا وبهتانا أنه ينتمي لنفس الأمة ويردد ما تؤمن به.
ماذا عن القادم؟
لا بد أن للمقاومة التي قدمت دروسا على ساحات القتال وفي قاعات الديبلوماسية؛ أوراقها التي ستراهن عليها في قادم الأيام، وهي تدرك منذ اللحظة الأولى حقول الألغام المعدة للإيقاع بها على هيئة مؤتمرات "راقية" وشعارات جذابة، مثل إعادة الإعمار وإحلال السلام، وغيرها من الكلمات المتهالكة التي لم تعد تنطلي على طفل صغير، لكن المؤكد أن استمرار هذا العبث (الذي يسمى هدنة) وادعاء الحرص على عدم خرقه سواء في لبنان وقطاع غزة بات يتطلب تحركات مغايرة، وبالأخص من لدن الطرف اللبناني، ونقصد "حزب الله" تحديدا، الذي بات في مفترق طرق وأمام تحد مفصلي حاسم.
والمثير للسخرية حقا هو كم التصريحات المتناقضة الصادرة عن الرئاسة اللبنانية التي لا تخجل من رفع يافطة الاستسلام التام وعودة نتنياهو وزمرته لرفع العلم الإسرائيلي في ساحات بيروت، وهي نفس الأُمنية التي تنتاب العديد من الأنظمة العربية اليوم لإرضاء الإدارة الأمريكية وانتظار فرصة الاستفراد بها واحدا تلو الآخر، كما علّمتنا دروس التاريخ التي لا يملك أصحاب المشاريع الخرافية الوقت الكافي لقراءتها والتمعن في نتائجها..