تحشيد عسكري بين الحكومة والحوثيين.. هل تدق طبول الحرب مجددا باليمن؟
تاريخ النشر: 8th, December 2025 GMT
يشهد اليمن حالة من التحشيد العسكري وسط تصاعد لافت في الخطاب السياسي وتبادل الاتهامات بين الحكومة المعترف بها دوليا وجماعة الحوثي، فيما تواصل الأمم المتحدة جهودها لدفع عملية السلام في البلد الذي يعاني واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية بالعالم.
ففي حين دعت الحكومة قواتها إلى رفع مستوى الجاهزية القتالية على مختلف الجبهات، عقدت جماعة الحوثي اجتماعات ناقشت خلالها خطط التعبئة والتحشيد العسكري، محذّرة من تداعيات "تفجير الحرب" من جديد باليمن الذي يعاني حربا وصراع نفوذ منذ سبتمبر/أيلول 2014.
هذا التصعيد يهدد حالة التهدئة الحذرة التي يعيشها اليمن منذ أبريل/نيسان 2022، رغم تسجيل اشتباكات متقطعة بين قوات الحكومة وقوات الحوثيين من حين لآخر في عدد من المناطق.
*رفع الجاهزية القتالية
والسبت، عقد عضو مجلس القيادة الرئاسي سلطان العرادة، "اجتماعا موسعا للقيادات العسكرية في مدينة مأرب النفطية (وسط)، بحضور رئيس هيئة الأركان العامة وهو أيضا قائد العمليات المشتركة الفريق الركن صغير بن عزيز"، حسب وكالة الأنباء الرسمية (سبأ).
خلال اللقاء، حث العرادة الجيش على "رفع الجاهزية القتالية، وتعزيز الانضباط العسكري، والتنسيق والتكامل بين الوحدات العسكرية، وتكثيف العمل الاستخباراتي في هذه المرحلة".
وأبلغ العرادة القادة العسكريين بأن "مليشيات الحوثي الإرهابية تسعى لإحداث أي اختراقات، وتحقيق أي مكاسب ميدانية"، مشددا على "ضرورة التأهب واليقظة العالية، والاهتمام بالأفراد واستدعاء الروح الوطنية الخالصة، للوقوف أمام تلك التحديات".
والعرادة هو أيضا محافظ مأرب النفطية (يتقاسم الحوثيون والحكومة السيطرة عليها) التي شهدت خلال السنوات الماضية أعنف قتال بين القوات الحكومية والحوثيين، على مستوى جبهات اليمن، حسب رصد مراسل الأناضول.
وفي سياق حديثه، قلل العرادة من قدرات الحوثيين إذا اتحدت الجهود الحكومية، قائلا: "مأرب كسرت المشروع الفارسي الإيراني وهو في أوج قوته بفضل الله وتضحيات أحرار اليمن".
وأكمل: "لا يمكن لأي قوة أن تنال من عزيمة أبطال القوات المسلحة والأمن والمقاومة الشعبية ما داموا موحدين الهدف وثابتين على المبدأ ومتجردين للوطن وقضايا الشعب".
*تحضير القوات لمواجهة الحوثي
وبالتوازي، ومن مدينة المخا التابعة لمحافظة تعز (جنوب غرب)، والمطلة على مضيق باب المندب جنوبي البحر الأحمر، شدد عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح "على جاهزية المقاومة الوطنية (يقودها وموالية للحكومة) لدعم وإسناد أي جبهة تقاتل مليشيات الحوثي في جميع المحافظات".
حديث صالح جاء خلال لقائه السبت، مع قيادات المقاومة الوطنية، "لتقييم الجاهزية القتالية لهذه القوات خلال العام الجاري، ومراجعة الخطط التدريبية وبرامج الإعداد، ورفع مستوى الاستعداد العملياتي للمرحلة القادمة، بما يتوافق مع متطلبات المعركة الحاسمة"، بحسب وكالة (سبأ) الرسمية.
واتهم صالح الحوثيين بأنهم "يحشدون مجاميعهم في مختلف الجبهات، لاسيما في الساحل الغربي وتعز، ما يفرض على جميع القوات في هذا المسرح الحربي تكثيف جهودها وتنسيقها ومواجهة هذا التهديد المشترك".
ونبه إلى أن "المقاومة الوطنية مستمرة في تحضير قواتها وتجهيز عتادها لمواجهة المليشيات الإرهابية في معركة الخلاص الوطني بكل ثبات وانضباط"، مشددًا على أن "الحوثي هو العدو الرئيسي والأوحد".
وأضاف "نعمل على إعادة ترتيب الخطط القتالية للمرحلة القادمة، وخياراتنا العملياتية الآن أفضل من أي وقت مضى، لضمان إنجاز المعركة بشكل حاسم وفاصل".
صالح دعا "كل شركاء المعركة في مختلف الجبهات والمحاور إلى أن تكون المعركة القادمة شاملة لاستعادة جميع المناطق التي تسيطر عليها المليشيات (يقصد جماعة الحوثي)".
واعتبر أن "الظروف الراهنة في صالح حسم معركة اليمنيين، مع وصول الناس إلى قناعة باستحالة التعايش مع هذه المليشيا"، حسب تعبيره.
*الحوثيون يبحثون التعبئة والتحشيد
في المقابل، عقدت السلطات المحلية التابعة للحوثيين في محافظة الحديدة (غرب) التي تسيطر عليها الجماعة، الأحد، "اجتماعا برئاسة المحافظ المعين من الجماعة عبدالله عطيفي".
الاجتماع "جرى خلاله مناقشة مستوى الجهوزية الأمنية والميدانية، إلى جانب خطط التعبئة والتحشيد استعدادا لمتطلبات المرحلة القادمة"، بحسب "موقع 26 سبتمبر" الناطق باسم وزارة دفاع الجماعة.
وتناول المجتمعون "مستوى التنسيق بين الأجهزة الأمنية والعسكرية، واستعراض ما تحقق من إنجازات خلال الفترة الماضية في مجال حفظ الأمن والاستقرار، وتعزيز الجاهزية للتعامل مع أي طارئ".
وأوصى الاجتماع الحوثي "بأهمية رفع الوعي بخطورة المرحلة وضرورة الاستعداد لأي تصعيد محتمل".
بالتزامن، بثت قناة "المسيرة" الفضائية التابعة للحوثيين، الأحد، تقريرا اتهمت فيه القوات الحكومية "بالحشد نحو تفجير الحرب من جديد والدفع نحو معركة كبيرة مع صنعاء (قوات الجماعة)".
وتعليقا على خطابي عضوي مجلس القيادة الرئاسي سلطان العرادة وطارق صالح، اعتبر التقرير الحوثي ذلك بأنه "تأكيد واضح على استكمال استعداد (القوات الحكومية) للدخول في المعركة، بناء على المعطيات المرسومة على الأرض".
*وساطة أممية تواجه تحديات كبيرة
هذه التطورات تأتي بينما الأمم المتحدة واصلت مؤخرا جهودها من أجل إقناع طرفي النزاع بعقد مشاورات جديدة لحل الأزمة.
ففي 27 نوفمبر /تشرين الثاني الماضي، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في بيان، أن" جهود الوساطة تتعرض لتحديات كبيرة"، مشددا على "أهمية استمرار وتنسيق الجهود الإقليمية والوطنية دعماً لمسار سياسي في اليمن".
بيان غروندبرغ حينها جاء عقب عقده لقاءات إقليمية متعددة للدفع بالسلام في اليمن، شملت وزيري خارجية سلطنة عُمان بدر بن حمد البوسعيدي، وإيران عباس عراقجي.
كما التقى غروندبرغ وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد بن عبدالعزيز الخليفي، وكذلك عدد من المسؤولين اليمنيين، بينهم نائب وزير الخارجية مصطفى النعمان، وفقا للبيان ذاته.
وسبق أن أعلن غروندبرغ في 23 ديسمبر/ كانون الأول 2023، التزام الحكومة والحوثي بحزمة تدابير ضمن "خارطة طريق" تشمل بنودا أبرزها وقفا شاملا لإطلاق النار، وتحسين ظروف معيشة المواطنين.
وحتى اليوم لم يتم تنفيذ خارطة الطريق، وسط اتهامات متبادلة بين الحكومة والحوثيين بشأن التسبب بعدم إحراز تقدم بهذا المسار.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: الجاهزیة القتالیة
إقرأ أيضاً:
درع الوطن.. أول قوة عسكرية أنشأها مجلس القيادة الرئاسي باليمن
أول قوة عسكرية ينشئها مجلس القيادة الرئاسي، الذي تولى المسؤولية في أبريل/نيسان 2022، وأعلن عنها أوائل 2023 بهدف "إحلال السلام في اليمن"، وعيّن العميد بشير سيف قائدا لها، ويقع مقرها الرئيس في قاعدة العند بمحافظة لحج في الجنوب الشرقي للعاصمة صنعاء.
النشأة والتأسيسيرجع تأسيس هذه القوات إلى المراحل الأولى لتشكيل قوات "العمالقة" التي أُعلن عنها رسميا منتصف عام 2022 تحت اسم "قوات اليمن السعيد".
وعقب ذلك أُعيدت تسميتها إلى "قوات العمالقة الجديدة"، لكن هذا الاسم أثار اعتراضات من أطراف عسكرية أخرى، فغُيّر اسمها في سبتمبر/أيلول 2022 إلى "قوات درع الوطن"، التي صارت امتدادا للقوات الحكومية الرسمية.
وكُشف عن هذه القوات في منتصف يوليو/تموز 2022، تزامنا مع الذكرى السابعة لـ"تحرير عدن" من الحوثيين. وفي بيان الإعلان للقوات على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أكدت أنها "قوات مستقلة" جرى تشكيلها بالتنسيق مع مختلف القوى السياسية والعسكرية، وأنها تعمل "تحت قيادة التحالف العربي".
وفي 29 من يناير/كانون الثاني 2023، أصدر رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رشاد العليمي قرارا رسميا بإنشاء "قوات درع الوطن"، وعيّن العميد بشير سيف الصبيحي قائدا عليها.
ووفق المادة الثانية لقرار رئيس مجلس القيادة، فإن "القائد الأعلى للقوات المسلحة هو المنوط بتحديد عدد القوات ومهامها ومسرح عملياتها في أمر عملياتي يصدر عنه".
ويعني ذلك وضع هذه القوات تحت تبعية مباشرة لرئيس مجلس القيادة، بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة اليمنية، وبذلك صارت بديلا عن ألوية الحماية الرئاسية التي كانت تتبع للرئيس السابق عبد ربه منصور هادي.
ويتيح هذا التفويض مرونة في تحديد نطاق عملياتها، بحيث لا تُقيَّد بمنطقة عسكرية محددة، وبما يمكّن من توظيفها في مهام متنوّعة ضمن كامل مسرح العمليات الخاضع للقوات المسلحة.
ونصت المادة الثالثة على أن "تلزم هذه القوات بقانون الخدمة في القوات المسلحة والقوانين ذات الصلة وبتوجيهات القائد الأعلى للقوات المسلحة".
العميد بشير سيفأُوكلت قيادة قوات درع اليمن إلى العميد بشير سيف قائد غُبير الصبيحي، وهو من مواليد منطقة الصبيحة رأس العارة في محافظة لحج الجنوبية. وهو شخصية سلفية تلقّت تعليمها الديني في معهد "دماج"، الذي أسّسه مقبل بن هادي الوادعي، أحد أبرز رموز التيار السلفي بصعدة في ثمانينيات القرن الـ20.
إعلانوشارك الصبيحي في القتال ضد جماعة الحوثي في عدن، وأسهم في السيطرة على قاعدة "العند" عام 2016.
المهام والأهدافووفق وحدة الدراسات الميدانية التابعة لمعهد المخا للدراسات الإستراتيجية، فقد تكون الغايات من وراء تشكيل هذه القوات تقويض نفوذ المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي أعاق تنفيذ "اتفاق الرياض"، وشلَّ حركة مجلس القيادة الرئاسي بعدما أجبره على مغادرة عدن، وأعاق عمل اللجنة العسكرية والأمنية في عدد من المحافظات، إلى جانب أهمية تعزيز نفوذ مجلس القيادة وحلفائه جنوب اليمن، وتأمينه تمهيدا لتسوية مع جماعة الحوثي.
وشدد رئيس هيئة الأركان العامة الفريق الركن صغير بن عزيز على أن "قوات درع الوطن تشكّل جزءا لا يتجزأ من القوات المسلحة"، وذلك استنادا إلى قرار رئيس مجلس القيادة الرئاسي ووفق المرجعيات وإعلان نقل السلطة.
وأضاف ابن عزيز في تغريدة على حسابه في منصة "إكس" أن هذه القوات ستُعدّ "رافدا قويا" في المعركة ضد جماعة الحوثي.
تخضع قوات درع الوطن بشكل كامل لهيئة إدارة القوات اليمنية ضمن إطار تنظيمي مستقل يضمن لها مرونة القرار وانسيابية القيادة. وتتخذ القيادة العامة لهذه القوات من قاعدة العند في محافظة لحج مقرا رئيسيا لتوجيه العمليات وإدارة المهام.
ويقود القوات العميد بشير سيف غُبير المضربي بصفته القائد العام والمسؤول عن إصدار القرارات والتعيينات والأوامر، ويعاونه في ذلك المستشار العسكري العميد محمد صالح عبيد باعيسى. وتعمل القوات وفق هيكل إداري متكامل يضم إدارة عامة وإدارات تخصصية متفرعة، في حين تُدار العمليات عبر مركز قيادة وسيطرة.
وتعزز القوات عملها من خلال غرفة عمليات مشتركة وتنظم التعاون مع مختلف التشكيلات المناوئة لجماعة الحوثي، إضافة إلى شبكة تنسيق مع فروع القوات المشتركة في المحافظات والمحاور العسكرية.
أما على مستوى القدرات القتالية، فتمتلك قوات درع الوطن تسليحا نوعيا يشمل العربات المصفحة والمدرعات والمدفعية الميدانية والمضادات المختلفة، إلى جانب منظومة من الأسلحة الثقيلة.
وتعتمد قوات درع الوطن على هيكل عملياتي واسع يتكون من 3 فرق رئيسية، تندرج تحت كل منها مجموعة من الألوية والوحدات القتالية. وتنتشر هذه القوة على رقعة جغرافية متنوعة تمتد من عدن ولحج وأبين والضالع، وصولا إلى وادي حضرموت وصحرائه، ثم أطراف مأرب والجوف ومحافظة المهرة.
ويقود الفرقة الأولى العقيد علي الشمي راشد علوان المنتمي إلى منطقة الصبيحة في لحج، وهو أحد القادة السابقين في ألوية العمالقة. وتتخذ الفرقة من عدن مقرا رئيسيا لها، وتتبعها 9 ألوية تنتشر في عدن ولحج والضالع وأجزاء من أبين، إضافة إلى مناطق متقدمة في أطراف مديريات تعز.
ويشرف على الفرقة الثانية العقيد فهد سالم عيسى بامؤمن من حضرموت، الذي يقود أيضا اللواء الخامس درع. وتضم هذه الفرقة 5 ألوية قتالية يعتمد معظم قوامها البشري على أبناء حضرموت وشبوة، وتتوزع قيادتها بين منطقة الوديعة ومدينة سيئون.
إعلانوتنتشر الألوية في وادي وصحراء حضرموت والمناطق الممتدة بين الجوف ومأرب، كما استلمت مواقع مراقبة على الطريق الدولي الرابط بين العبر والوديعة، وانتشرت في مناطق غربي مديرية زمخ ومنوخ.
وتشرف الفرقة الثالثة على 5 ألوية قتالية وتتخذ من منطقة الوديعة الحدودية مقرا لقيادتها. وتنتشر وحداتها في محافظتي أبين والمهرة. ففي أبين، يتمركز اللواء الرابع في المنطقة الوسطى ومنطقة لودر المحاذية لمحافظة البيضاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، ويقودها اللواء العميد أحمد علي الدماني ومساعده أحمد العميري.
أما في المهرة، فتنتشر وحدات أخرى تحت قيادة عبد الله بن سديف الجدحي، وتتخذ من قشن مركز قيادة لها، وتشمل كتائب مصنّفة ضمن اللواءين الخامس والسادس.
وتعتمد قوات درع الوطن على قوة بشرية كبيرة تقدَّر بنحو 45 ألف مقاتل، بينما شكّلت نواتها الأولى أكثر من 14 ألف جندي في أشهر التأسيس الأولى، معظمهم من محافظات الجنوب، مع دمج عناصر من محافظات شمالية في لواءين متمركزين قرب مأرب والجوف، إلى جانب استقطاب جنود من القوات النظامية.
وقد شهدت القوات توسعا متسارعا في غضون فترة وجيزة، إذ شكّلت 7 ألوية تأسيسية تم البناء عليها لاحقا بهدف تطوير منظومة تضم 22 لواء.
انتشار وتوسعوفي الخامس من ديسمبر/كانون الأول 2025 وسّعت قوات "درع الوطن" انتشارها في المحافظات الشرقية، في خطوة تأتي بالتوازي مع إعلان "حلف قبائل حضرموت" مقتل 6 من عناصره في اشتباكات مع قوات "المجلس الانتقالي الجنوبي" في المحافظة.
وأوضحت "درع الوطن" أن التوسّع الميداني يجري عبر 3 خطوات رئيسية هي:
تأمين مطار الغيضة الدولي في محافظة المهرة لضمان انتظام الحركة الجوية وتوحيد إجراءات التفتيش والمراقبة. تثبيت السيطرة الأمنية على خطي العبر/الخشعة والعبر/الوديعة في حضرموت، وفق معايير وضوابط تهدف إلى حماية المسافرين وتأمين الطرق الحيوية. تسلُّم اللواء 23 ميكانيكي والمواقع العسكرية التابعة له في مديرية العبر، في عملية قالت القوات إنها تمت بسلاسة وبإجراءات رسمية لترتيب الوضع العسكري في نقاط إستراتيجية شرقي اليمن.وجاء هذا الانتشار في لحظة حساسة تتقاطع فيها التحركات العسكرية مع تصاعد الخلافات بين القوى المحلية، مما جعل المناطق الشرقية مسرحا مفتوحا لإعادة رسم موازين القوة.