أسعار الكحول في أوروبا: ما هي الدول الأغلى؟
تاريخ النشر: 8th, December 2025 GMT
تتباين أسعار المشروبات الكحولية في أوروبا على نحو كبير، وغالبا بسبب الضرائب الرامية إلى الحد من الأضرار المرتبطة بالكحول.
في المتوسط، يورو ونصف من كل 100 يورو تنفقها الأسر على السلع والخدمات في الاتحاد الأوروبي تُوجَّه إلى المشروبات الكحولية، وفقاً لـ"يوروستات". ويُعد مؤشر مستوى الأسعار وسيلة جيدة لرصد الفروقات في تكلفة الكحول، إذ يقارن سعر السلة نفسها من المشروبات عبر أوروبا.
اعتباراً من 2024، تُعدّ آيسلندا أغلى بلد للكحول بين 36 دولة أوروبية (دول الاتحاد الأوروبي، ودول مرشحة، ودول "إيفتا")؛ ففي آيسلندا، يدفع السكان 285 يورو مقابل مشروبات تكلف في المتوسط 100 يورو داخل الاتحاد الأوروبي، أي أعلى بنسبة 185٪ من المتوسط. وفي ترتيب الأسعار نفسها، تبلغ الكلفة 226 يورو في النرويج، و210 يورو في فنلندا، و203 يورو في تركيا، ما يعني أن المشروبات الكحولية هناك أغلى من ضعفي متوسط الاتحاد الأوروبي. أما أيرلندا، فكلفة السلة فيها 198 يورو، وهي قريبة جداً من هذا المستوى. وتأتي البلدان الثلاثة الأعلى سعراً جميعها في الإقليم الشمالي الأوروبي، فيما تقع بلدان الشمال الأخرى أيضاً فوق متوسط الاتحاد الأوروبي: السويد (146 يورو) والدنمارك (125 يورو).
أرخص الكحول في إيطاليا وألمانيا والنمساتُسجَّل أرخص أسعار الكحول في إيطاليا وألمانيا والنمسا؛ فسلة المشروبات التي تكلف 100 يورو في الاتحاد الأوروبي لا تتجاوز 84 يورو في إيطاليا، أي أدنى بنسبة 16٪ من المتوسط. وتبلغ الأسعار 87 يورو في ألمانيا و90 يورو في النمسا، وفي إسبانيا يدفع الناس 91 يورو للسلة نفسها. وهذا يعني أن الكحول أرخص عموماً في اقتصادات الاتحاد الأوروبي الأربع الكبرى مقارنة بمتوسط الاتحاد، إذ إن فرنسا وحدها فوق المتوسط عند 102 يورو، أي أعلى بنسبة اثنين في المئة فقط.
الدخل غير مُحتسب رفع الضرائب يزيد إيرادات الحكومةالدخل أو الأرباح لا تدخل في مقارنات الأسعار، ما يعني أن التصنيف لا يأخذ الأجور أو مقاييس الدخل الشخصي الأخرى في الحسبان. وقال الأستاذ كولين أنغوس من جامعة شيفيلد لـ"Euronews Business": "هناك فارق مهم بين سعر الكحول وبين القدرة على تحمّل كلفته". قد يكون البلد منخفض الأسعار لكنه منخفض الدخول المتاحة للإنفاق، فتظل القدرة على الشراء محدودة، والعكس صحيح أيضاً. وأضاف أنغوس: "الضرائب عامل أساسي يقود فروقات [الأسعار]... فالضرائب الأعلى على الكحول تُعد من أهم محركات ارتفاع أسعار الكحول في بعض الدول الأوروبية، ولا سيما في شمال أوروبا". وأشار إلى أنه في مناطق شمال أوروبا مثل إسكندنافيا وأيرلندا والمملكة المتحدة، تُعد معدلات الضرائب المرتفعة عموماً استجابةً لمستويات استهلاك مرتفعة ولأضرار مرتبطة بالكحول. في 2020، وهو آخر عام كانت فيه المملكة المتحدة ضمن المقارنة، بلغ مؤشرها 139 بينما كان متوسط الاتحاد الأوروبي 100. وأضاف: "معظم الدول المتوسطية تسجّل حالياً مستويات أقل بكثير من استهلاك الكحول وأضراره، وبالتالي تقل الحاجة إلى معدلات ضرائب أعلى لردع الشرب المفرط".
شدّد الدكتور ياكوب مانثي من جامعة هامبورغ أيضاً على أن ارتفاع معدلات الرسوم الانتقائية على بعض المشروبات الكحولية هو المحرّك الرئيسي لفروقات الأسعار. فعلى سبيل المثال، في 2020، كانت البلدان الخمسة في إقليم منظمة الصحة العالمية الأوروبي ذات أعلى حصة من ضرائب الكحول ضمن سعر بيع الجعة هي فنلندا وتركيا والنرويج وإستونيا وآيسلندا، وقد تراوحت الحصص الضريبية بين 28٪ و39٪، وهي أكبر بالنسبة للمشروبات الروحية (قد تصل إلى 50٪ أو أكثر)، فيما تبلغ الحصة عشرة في المئة أو أقل في البلدان منخفضة الضرائب. وقال مانثي لـ"Euronews Business": "تُظهر هذه البيانات أن جزءاً كبيراً من سعر التجزئة تحدده الرسوم الانتقائية". وأوضح أنه عندما تُرفع الضرائب، لا يرتبط ذلك فقط بتراجع الاستهلاك؛ "رفع الضرائب يزيد أيضاً إيرادات الحكومة". وشرح كولين أنغوس أن عاملاً مهماً آخر في تحديد معدلات ضرائب الكحول يبدو أنه الإنتاج نفسه، لا سيما بالنسبة للنبيذ؛ فالدول الأوروبية التي تنتج النبيذ بكميات كبيرة تكون لديها في الغالب معدلات ضريبة معدومة أو منخفضة جداً على النبيذ، بينما تميل الدول غير المنتجة للنبيذ إلى فرض ضرائب أعلى عليه.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا إسرائيل غزة عيد الميلاد دونالد ترامب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا إسرائيل غزة عيد الميلاد دونالد ترامب ضرائب إرتفاع الأسعار أخبار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا إسرائيل غزة عيد الميلاد دونالد ترامب حروب الصين حريق حركة حماس ألمانيا الضفة الغربية متوسط الاتحاد الأوروبی المشروبات الکحولیة الکحول فی یعنی أن یورو فی
إقرأ أيضاً:
روسيا: العقوبات الغربية كبدت الاقتصاد الأوروبي 1.6 تريليون يورو
أكدت وزارة الخارجية الروسية أن الاقتصاد الأوروبي خسر ما يصل إلى 1.6 تريليون يورو خلال الفترة من 2022 إلى 2025 نتيجة العقوبات المفروضة ضد روسيا.
وجاء في بيان صادر عن الوزارة بمناسبة اليوم الدولي لمكافحة الإجراءات القسرية أحادية الجانب، ضمن تقرير للجمعية العامة للأمم المتحدة: "في السنوات الأخيرة، تعرضت روسيا لإجراءات غير مسبوقة للضغط الاقتصادي من قبل الدول الغربية. ومع ذلك، أظهر الاقتصاد الروسي مرونة عالية وقدرة على التكيف، واستمر في النمو بثبات، بينما أصبح واضحًا أن هذه الإجراءات تلحق ضررًا كبيرًا بمصدريها أنفسهم".
وأضاف البيان أن موسكو ترى في هذه الوسائل عقبة أمام تشكيل نظام عالمي متعدد الأقطاب وعادل ومتساو، واصفة العقوبات بأنها جزء من سياسة "الغرب الجماعي" الاستعمارية الجديدة، التي تهدف إلى الحفاظ على الهيمنة المطلقة وحرمان دول الأغلبية العالمية من الحق في اتخاذ قرارات سياسية مستقلة وكبح تطورها التكنولوجي والصناعي.
وأشارت الوزارة إلى أن روسيا ستواصل، بالتعاون مع الأعضاء المسؤولين في الأغلبية العالمية، الكفاح ضد الإجراءات الأحادية غير القانونية وجميع مظاهر الاستعمار الجديد.