قدّم الشرع قطعة من كسوة الكعبة وعلّقها في رحاب المسجد، وهي هدية من الأمير السعودي محمد بن سلمان، وقد نُقِش عليها الآية القرآنية: "وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى".

بالزيّ العسكري، ألقى الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع خطابًا في المسجد الأموي بعد صلاة الفجر، بمناسبة مرور عام على سقوط نظام بشار الأسد، تعهّد فيه بإعادة بناء البلاد، "بما يليق بها".

وتوجّه الشرع إلى السوريين قائلًا: "أطيعوني ما أطعتُ الله فيكم، فوالله لن يقف في وجهنا أحد، مهما كَبُر أو عَظُم، ولن تعترض طريقنا العقبات، وسنواجه جميعًا كلَّ التحديات بإذن الله"، مستعينًا في ذلك بكلام الخليفة الأول للمسلمين بعد وفاة الرسول محمد، أبو بكر الصديق، والذي ورد في خطبته عند تولّيه الخلافة.

وأضاف الشرع أنه سيعيد سوريا "من شمالها إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها، قويةً ببناء يليق بحاضرها وماضيها، وسنعمل على إعمارها نصرةً للمستضعفين وإحقاقًا للعدالة بين الناس".

إلى ذلك، قدّم الشرع قطعة من كسوة الكعبة وعلّقها في رحاب المسجد، وهي هدية من الأمير السعودي محمد بن سلمان، وقد نُقِش عليها الآية القرآنية: "وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى".

وقال الرئيس الانتقالي: "بعد أن منَّ الله علينا بالنصر المبين، كانت أوّل زياراتنا الخارجية إلى المملكة العربية السعودية، وحرصنا يومها على زيارة بيت الله الحرام، وشَكَرنا اللهَ واعتمرنا له عز وجل، فأكرمنا سبحانه بدخول الكعبة المشرفة والصلاة داخلها. وعند عودتنا، تفضّل الأمير محمد بن سلمان بإهدائنا قطعة من ستار الكعبة".

Related ترامب يشيد بالشرع ويحذّر إسرائيل.. ما خلف رسالته غير المألوفة إلى تل أبيب بشأن سوريا؟الشرع يُقِرّ بأحقية الكثير من المطالب الشعبية: قيام سلطة مستقلة في الساحل أمر مستحيل"اتهامي بالإرهاب مسيّس".. الشرع خلال منتدى الدوحة: إسرائيل تصدّر الأزمات للهروب من المجازر في غزة احتفالات تعمّ سوريا والعالم

ومن المتوقَّع أن تُقام الاحتفالات بذكرى سقوط النظام في عدد من المناطق داخل سوريا. كما احتفلت الجاليات السورية في عدد من دول العالم، مثل ساو باولو البرازيلية والنمسا.

برقيات تهنئة وطوابع جديدة

ذكرت وكالة الأنباء السورية "سانا" أن الشرع تلقّى اليوم برقيات تهنئة من رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ومن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي، إضافة إلى برقية من الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس ديوان الرئاسة.

كما أفادت "سانا" بأن المؤسسة السورية للبريد أصدرت خمسة طوابع وبطاقة تذكارية احتفاءً بالذكرى السنوية الأولى لسقوط النظام، "وذلك في إطار دورها في توثيق أبرز المناسبات الوطنية عبر الإصدارات البريدية"، وفق قولها.

لحظة سقوط الأسد

وفي 8 ديسمبر من العام الماضي، تمكّنت الفصائل السورية المسلحة، بقيادة هيئة تحرير الشام التي كان يتزعمها الشرع آنذاك، أو أبو محمد الجولاني، من السيطرة على دمشق ودخولها بعد إطلاق عملية سموها "ردع العدوان"، وتمكّنوا خلالها من التقدّم من إدلب بدايةً باتجاه حماة وحمص بعد السيطرة على حلب، وتطويق العاصمة بسرعة خاطفة. وقد ترك أفراد الجيش السوري أسلحتهم وخلعوا بزّاتهم العسكرية، ليجري بعدها تسليم العاصمة دون قتال.

في المقابل، هرب بشار الأسد إلى روسيا من قاعدة عسكرية، في خطوة فاجأت الكثيرين، بما فيهم بعض حلفائه. ومنذ ذلك الحين، أصبح هذا اليوم التاريخَ الرسمي لما تسميه المعارضة "ذكرى تحرير البلاد".

ومع انتصاف شمس ذلك اليوم، أُعلن عن سقوط نظامه، وسيطرت المعارضة على مؤسسات الدولة، بما فيها قصر الشعب ووزارة الدفاع ورئاسة الأركان ومبنى الإذاعة والتلفزيون، وتدفّق الناس للعبث ومشاهدة مقتنيات آل الأسد الفاخرة، فيما أُسقطت تماثيل وصور حافظ الأسد ونجله، وسارعوا إلى إطلاق سراح المعتقلين والأسرى من السجون.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا إسرائيل غزة عيد الميلاد دونالد ترامب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا إسرائيل غزة عيد الميلاد دونالد ترامب سوريا محمد بن سلمان السعودية سقوط الأسد أحمد الشرع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا إسرائيل غزة عيد الميلاد دونالد ترامب حروب الصين حريق حركة حماس ألمانيا الضفة الغربية بن سلمان محمد بن

إقرأ أيضاً:

انسحاب إيران من سوريا قبل سقوط الأسد..كواليس الساعات الأخيرة

سحبت إيران بعثتها الدبلوماسية وقواتها من سوريا قبل يومين من الإطاحة بحكم حليفها الرئيس السابق بشار الأسد في الثامن من ديسمبر 2024، وفق ما أفادت ثلاثة مصادر متطابقة لوكالة "فرانس برس".

وقبل عام، وصلت فصائل بقيادة الرئيس السوري الحالي أحمد الشرع إلى دمشق، بعد هجوم مباغت انطلق من معقل المعارضة آنذاك في شمال غرب البلاد، ونجح خلال أيام بالإطاحة بالأسد الذي حكمت عائلته البلاد لأكثر من خمسة عقود.

وكانت طهران أبرز داعمي الأسد خلال سنوات النزاع (2011-2024)، إذ نشر الحرس الثوري الإيراني مستشارين وقوات في الميدان.

وانتشرت أيضا مجموعات موالية لإيران في سوريا أبرزها حزب الله اللبناني ومجموعات عراقية وأفغانية، لمساندة القوات الحكومية.

وقاتل عناصر هذه المجموعات بضراوة وكانوا يمسكون بمحاور قتالية أساسية في سوريا.

الانسحاب الإيراني

وقال ضابط سوري سابق عمل في أحد المقرّات الأمنية التابعة للحرس الثوري الإيراني في دمشق لوكالة فرانس برس من دون كشف هويته خوفا على سلامته، إنه تلقّى اتصالا من قيادته الإيرانية في الخامس من ديسمبر 2024، أي قبل ثلاثة أيام من سقوط الحكم السابق، طلبت منه فيه التوجّه إلى مقر العمليات في حي المزة فيلات شرقية في العاصمة صباح الجمعة في السادس من ديسمبر 2024 بسبب "أمر هام".

وأوضح أن القائد الإيراني المسؤول عن المجموعة حينها، والمعروف باسم الحاج أبو إبراهيم، أبلغ الحاضرين من ضباط وجنود سوريين يخدمون تحت إمرة الإيرانيين وعددهم نحو 20 شخصا، فور وصولهم بأنه "بعد اليوم لن يكون هناك حرس ثوري إيراني في سوريا"، مضيفا في خبر كان له وقع الصاعقة عليهم "نحن مغادرون".

وطلب المسؤول الإيراني، وفق الضابط، من العناصر "إحراق وثائق حساسة وتلفها أمامه، وسحب جميع الأقراص الصلبة من الحواسيب".

بعدها أُبلغوا بأن "كل شيء انتهى، ولن نكون مسؤولين عنكم بعد اليوم، وستصلكم هوياتكم المدنية بعد أيام".

وتابع الضابط "بدا الأمر وكأنه معدّ مسبقا. لكنه كان مفاجئا لنا. كنّا نعرف أن الأمور ليست على ما يرام، لكن ليس إلى هذا الحد"، في وقت كانت السلطة السابقة تتكبّد خسارات متتالية على الأرض من حلب وصولا إلى حماة.

وتلقى الضابط ورفاقه راتب شهر مسبق، قبل أن يتفرّق شملهم ويعودوا مذهولين إلى منازلهم.

وبعد يومين، انهار الحكم فجر الثامن من ديسمبر، وفرّ الأسد إلى روسيا.

انسحاب شامل

في رواية متقاطعة، قال موظفان سوريان سابقان في القسم القنصلي في السفارة الإيرانية في دمشق إن القنصلية أُخليت بالكامل مساء الخامس من ديسمبر 2024.

وغادرت البعثة الدبلوماسية البلاد متجهة إلى بيروت، بينما أُبلغ الموظفون السوريون بـ"ملازمة منازلهم"، وصُرفت لهم رواتب ثلاثة أشهر مقدما.

وذكر موظف لم يكشف عن هويته أن عددا من زملائه السوريين الذين "يحملون جنسية إيرانية غادروا معهم ليلا وبرفقتهم ضباط كبار من الحرس الثوري الإيراني".

وكانت مكاتب السفارة والقسم القنصلي وجميع المراكز الأمنية الإيرانية خالية تماما في اليوم التالي.

وتشير شهادات سائقين وموظفين على الحدود السورية اللبنانية في تلك الفترة إلى ازدحام غير مسبوق شهده معبر جديدة يابوس - المصنع يومي الخميس والجمعة، إذ تطلب العبور انتظار ثماني ساعات.

وشكّلت غرفة عمليات رئيسية للقوات الإيرانية جنوب مدينة حلب داخل قاعدة عسكرية، حيث يقول عنها العقيد محمد ديبو من وزارة الدفاع السورية لفرانس برس: "بعدما سقطت حلب، لم تقاتل إيران في مكان آخر"، مضيفا "اضطرت للانسحاب بشكل مفاجئ بعد الانهيار السريع".

وشكّل القسم الغربي من حلب مركز ثقل للقوات الإيرانية وقواعدها العسكرية والقوات التابعة لها مثل حزب الله اللبناني وفصائل عراقية، بالإضافة إلى ريف حلب الجنوبي وبلدتي نبل والزهراء ومطار النيرب العسكري في شرق المدينة.

وأكدت تقارير نشرتها وسائل إعلام إيرانية في نهاية نوفمبر 2024 مقتل عناصر من القوات الإيرانية في حلب، بينهم مستشار عسكري بارز هو سردار بور هاشمي، دُفن في طهران بحضور عدد كبير من مسؤولي الحرس الثوري.

وأوضح ديبو: "عندما دخلنا مقراتهم (في حلب) وجدنا وثائق شخصية من جوازات سفر وهويات تابعة لضباط إيرانيين، لم يكن لديهم الوقت لسحبها".

وأكد ديبو الذي رافق الفصائل المقاتلة المعارضة من إدلب وصولا إلى دمشق أنه بعد السيطرة على حلب "أُجلي قرابة 4000 مقاتل إيراني عن طريق قاعدة حميميم" الروسية التي كانوا لجأوا إليها، بينما فرّ آخرون باتجاه لبنان والعراق.

ويتقاطع ذلك مع ما يرويه الضابط السوري الذي رفض الكشف عن هويته، والذي يقول إن "قائدا إيرانيا معروفا باسم الحاج جواد، أُجلي" في الخامس من ديسمبر 2024، "برفقة عدد من المقاتلين والضباط الإيرانيين عبر قاعدة حميميم" إلى طهران.

وكان مصدر ميداني في حزب الله قال لفرانس برس فجر الثامن من ديسمبر، إن "الحزب أوعز لمقاتليه" بالانسحاب من مواقعهم في محيط حمص (وسط) وفي محيط دمشق.

وتمركزت المجموعات الموالية لطهران في مواقع حساسة داخل دمشق وريفها، لا سيما في المزة ومقام السيدة زينب ومحيط مطار دمشق، إضافة إلى نقاط في المناطق الحدودية مع لبنان ومع العراق، وأشرفت على عمليات عسكرية وتدريب وتنسيق مباشر مع قوات الحُكم السابق.

ومع تفاقم النزاع، وتراجع قدرات الجيش السوري خلال سنوات الحرب، توسّع النفوذ الإيراني ليشمل مراكز أمنية ومستودعات أسلحة وقواعد مشتركة مع الجيش استهدفتها خلال السنوات الماضية مئات الغارات الجوية الإسرائيلية.

وفي المقابل، كانت إسرائيل تؤكد رفضها تجذّر قوات موالية لطهران قرب حدودها.

مقالات مشابهة

  • ابن سلمان يهدي الشرع قطعة من كسوة الكعبة (شاهد)
  • بالفيديو والصور.. الشرع يظهر بالزي العسكري في ذكرى إسقاط نظام الأسد
  • هدية من ولي العهد.. الرئيس السوري يضع قطعة من كسوة الكعبة في المسجد الأموي
  • عام على سقوط الأسد.. ماذا حققت الحكومة السورية؟
  • السعودية تهدي سوريا قطعة من ستار الكعبة بمناسبة عيد التحرير
  • بالزي العسكري.. الشرع يشارك السوريين في احتفالات الذكرى الأولى لـالتحرير
  • الشرع يظهر بالزي العسكري في ذكرى سقوط الأسد ويخطب في الأموي (شاهد)
  • انسحاب إيران من سوريا قبل سقوط الأسد .. كواليس الساعات الأخيرة
  • انسحاب إيران من سوريا قبل سقوط الأسد..كواليس الساعات الأخيرة