مرموش يقود السيتي إلى نصف نهائي كأس إنجلترا
تاريخ النشر: 30th, March 2025 GMT
تأهل نادي مانشستر سيتي إلى نصف نهائي كأس إنجلترا، اليوم الأحد، بعد فوزه الصعب على نظيره بورنموث 2-1، ضمن منافسات ربع نهائي المسابقة.
.المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل عيد الفطر غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عمر مرموش مانشستر سيتي بورنموث
إقرأ أيضاً:
الجيل الخامس يقود أخطر حرب لإيران ضد إسرائيل
في تعليقه على سلسلة الاغتيالات التي نفَّذها الجيش الإسرائيلي لعدد من العلماء النوويين والشخصيات البارزة في النظام الإيراني، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن اجتماعا كان من المنتظر أن يُعقد بين إدارته وعدد من القيادات الإيرانية، غير أنه لم يتبق أحد منهم!
ومع السخرية الطافحة من هذا التعليق، إلا أن ترامب قد يكون أصاب في شيء واحد، أن طهران ستضطر إلى توريث مشروعها إلى جيل جديد يحمله ويحمي مصالحها في المنطقة من التهديد الإسرائيلي الذي يضرب في العمق منها بعد سنوات من التهديد والوعيد.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هل اقتربت إسرائيل من تدمير المشروع النووي الإيراني؟list 2 of 2كيف تمكنت إيران من خداع الدفاع الجوي الإسرائيلي؟end of listجاء الرد الإيراني قويا، لكن هذا لا ينفي أن النظام الإيراني ينزف دما ورجالا بعد أن فقد الكثير منهم خلال الأشهر والسنوات الأخيرة، وأن ثمة جيلا جديدا يستلم الراية الآن تحت وهج النيران.
ضربة في سويداء القلبتعلم إسرائيل، ولا تُخفي، أنها ليست قادرة على إنهاء المشروع النووي الإيراني عسكريا، وذلك لأن قدراتها لن تتمكن من تفجير جميع النقاط الحيوية التي نثرتها إيران في كامل ترابها وفي أعماق أرضها. لكنها مع ذلك تتبع إستراتيجية موازية قائمة على استهداف الزاد البشري الذي يقود هذا المشروع ومشاريع إيران في المنطقة، في خضم مساعيها لتصبح قوة إقليمية رئيسية، أو القوة الرئيسية الوحيدة بالأحرى.
إعلانفي يوم 13 يونيو/حزيران الجاري جاء الإعلان من علي خامنئي، المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، يخبر الإيرانيين بأن الانفجارات التي هزت مواقع عديدة في البلاد تسببت في مقتل العديد من القادة العسكريين والعلماء الإيرانيين، مؤكدا أن زملاءهم سيستأنفون مهامهم فورا.
عند البحث في قائمة الشخصيات التي اغتالتها إسرائيل داخل إيران، نرى جديا أنها ضربت في سويداء القلب، وأول الذين وصلت إليهم إسرائيل هو حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري الإيراني، واللواء الذي كان من بين الأسماء الواردة في قائمة العقوبات الأميركية في أبريل/نيسان 2019.
في القائمة نفسها محمد حسين باقري، القيادي العسكري البارز الذي سطع نجمه خلال الحرب العراقية الإيرانية، وتولى العديد من المناصب العسكرية الرفيعة، وانتهى رئيسا لهيئة أركان القوات المسلحة خلفا للواء حسن فيروز آبادي، بقرار من المرشد الأعلى علي خامنئي، وقد ورد اسمه هو الآخر في سلسلة من العقوبات الدولية بعد اتهامه بالتورط في هجمات في لبنان والأرجنتين.
ضمت قائمة القتلى أيضا اللواء غلام علي رشيد، الذي قاد الأركان العامة للقوات المسلحة لمدة 17 عاما، وقائد مقر خاتم الأنبياء المركزي منذ عام 2016، واللواء داوود شيخيان، قائد الدفاع الجوي في القوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري، وأحد الذين شاركوا في تصميم الإستراتيجيات العسكرية لمواجهة التهديدات الجوية، خصوصا عقب اغتيال اللواء قاسم سليماني.
قبل 8 أشهر من سقوط نظام الأسد في سوريا، كانت إيران على موعد مع ضربة موجعة للغاية في قلب دمشق، حينما أقدمت إسرائيل على استهداف قنصلية طهران في دمشق. أدى الاستهداف إلى مقتل قائديْن في الحرس الثوري هما محمد رضا زاهدي، أحد قادة فيلق القدس البارزين، ومساعده العميد محمد هادي حاج رحيمي، و5 مستشارين عسكريين آخرين.
إعلانشكَّل اغتيال زاهدي صفعة لطهران، فقد كان الرجل أحد أبرز قادة الحرس الثوري المكلفين بسوريا ولبنان، وأحد المسؤولين عن ملف التسليح والتنسيق مع حزب الله وحلفاء إيران في المنطقة، لذلك كانت تصفيته ثاني أكبر ضربة تتلقاها إيران منذ اغتيال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس السابق، في بغداد مطلع عام 2020 على يد الولايات المتحدة الأميركية.
بعد هذا الحادث تغيرت قواعد الاشتباك بين إيران وإسرائيل، إذ خرج آية الله علي خامنئي معزيا ومتوعدا بالثارات، فيما اعتبرت هيئة البث الإسرائيلية هذه الضربة بمنزلة رسالة مباشرة إلى حزب الله اللبناني. فالجيش الإسرائيلي كان دقيقا في هذه العملية، إذ انتظر خروج القنصل الإيراني قبل القصف بناء على عمليات استخباراتية دقيقة. ونتيجة لذلك، قصفت إيران إسرائيل لأول مرة بالصواريخ والمسيرات في عملية أطلقت عليها "الوعد الصادق".
لم يستمر التصعيد، لكن الإستراتيجية الإسرائيلية في استهداف رجال طهران المهمين وقادتها البارزين تواصلت بدموية شديدة. ففي 27 سبتمبر/أيلول 2024، أسقطت إسرائيل 80 قنبلة ثقيلة خارقة للتحصينات فوق مبنى في حيّ حارة حريك يحتوي على مقر أرضي تابع لحزب الله. تسبب هذا الهجوم في تدمير المبنى كاملا، وأسفر عن قتل أكثر من 30 شخصا، كان أبرزهم حسن نصر الله، الأمين العام للحزب، ولعله أهم قيادات ما يُعرف بمحور المقاومة، وألد أعداء إسرائيل.
ومع "نصر الله"، فقدت إيران رجلا مهما آخر لم يُسلط الضوء كثيرا عليه، وهو اللواء عباس نيلفوروشان، الرجل الثاني للحرس الثوري في لبنان، والقائد عمليا لفيلق القدس هناك. فيما بدا أنه مواصلة لرغبة إسرائيل في تصفية الجيل الرابع من قادة الحرس الثوري، لكن ما الجيل الرابع؟
الحرس الثوري: يد إيران الثقيلةلنعد قليلا إلى الوراء لنرسم صورة أكثر وضوحا حول الحرس الثوري وأجياله السابقة حتى نفهم موقع المؤسسة اليوم.
إعلانبدأ تشكيل الحرس الثوري أو "حرس الثورة الإسلامية" في الثاني من أبريل/نيسان عام 1979 بأمر مباشر من آية الله الخميني، كانت نواة الحرس الأولى من مجموعات ثورية شبابية تعمل على حماية وتأمين بعض المناطق والأحياء في مواجهة قوات الشاه، ثم بعد ذلك أضحت هذه المجموعات مسؤولة عن أمن الإمام الخميني وتلبية احتياجاته بعد استقراره في المدرسة العلوية.
تختلف الروايات حول الفترة الأولى التي جرى فيها تشكيل الحرس الثوري، بيد أن الباحثة فاطمة الصمادي، المتخصصة في الشأن الإيراني، تقول إن المرجح أن لجنته التأسيسية الأولى تكونت من 12 شخصا، بعد أن كان الخميني قد أصدر قرارا بتكليف حجة الإسلام لاهوتي بتشكيل هذه المؤسسة، وكان الهدف واضحا، لم يكن الخميني يثق تماما في الجيش، لذلك كان يريد العمل على تشكيل جيش ثانٍ، منافس للجيش النظامي، جيش يتكون من شباب مؤمن بالثورة في الوقت الذي يجري فيه تطهير الجيش الإيراني من مؤيدي الشاه.
لذلك كان أعضاء الحرس الثوري الأوائل من الشباب المتدين، الذين جُندوا بسرعة لحماية المسار الثوري. وخلال عام واحد، توسعت مهامهم لتشمل الاستخبارات ومكافحة التمرد والتلقين الأيديولوجي. وفي أوائل الثمانينيات، أصبحوا جيشا موازيا ينفذ مهام أمنية وعسكرية كبرى.
تذكر فاطمة الصمادي أن أول اجتماع لأعضاء من المجموعات الثورية كان قد جرى في 28 مارس/آذار 1979، في قاعدة "عباس آباد"، خلال هذا الاجتماع اختير "علي دانش منفرد" أول قائد للحرس الثوري قبل تدوين نظامه الأساسي، حسب ما جاء في مذكرات محسن رفيق دوست وزير الحرس الثوري السابق، وبجانب علي دانش، اختير غلام علي أفروز مسؤولا للموارد البشرية، وعلي محمد بشارتي مسؤولا للاستخبارات، ومرتضى الويري مسؤولا للعلاقات العامة.
بعد صياغة النظام الأساسي للحرس الثوري، اتُّفِق على أن هذه المؤسسة تعمل تحت إشراف المجلس الثوري على أن يُنَصَّب قائد هذا الجهاز من قِبل المرشد الأعلى مباشرة، وشمل مجلس الحرس الثوري 12 عضوا ذُكرت أسماؤهم في وثيقة النظام الأساسي، وبينهم يرد اسم أكبر هاشمي رفسنجاني، الرئيس لاحقا، باعتباره ممثلا لمجلس الثورة.
بعد عملية تدوين النظام الأساسي لحرس الثورة، أُعلِن عن تعيين جواد منصوري أول قائد للحرس الثوري، سيُصدر منصوري في أول مايو/أيار 1979 بيانا يعلن فيه 8 مواد تنظم عمل الحرس الثوري الإيراني، وسيقوده بنفسه حتى فبراير/شباط 1980، ليستقيل بعد ذلك ويعمل في وزارة الخارجية، وجاءت هذه الاستقالة احتجاجا على وصول أبو الحسن بني صدر للرئاسة، إذ لم يثق منصوري في أول رئيس إيراني بعد الثورة، بل اتهمه بالجاسوسية والعمل لصالح أطراف خارجية، لذلك لم يكن على استعداد للعمل معه.
إعلانستنتقل قيادة الحرس الثوري بعد ذلك إلى عباس دوزدوزاني، الذي لم يصمد إلا 3 أشهر بسبب خلافات مع الرئيس الإيراني، ثم جاء عباس أقا زماني، الذي استقال هو الآخر بعد شهر واحد، وفي 13 يوليو/تموز 1980، أصدر بني صدر قرارا بتعيين مرتضى رضايي قائدا للحرس الثوري، بيد أن الأخير رفض قبول المنصب، ثم قبل على مضض بعد تكليفه مباشرة من آية الله الخميني، لكنه استقال سريعا للأسباب نفسها.
حينها استعان الخميني بعلي خامنئي، المرشد الحالي للثورة الإسلامية، لقيادة الحرس، حتى عُيِّن محسن رضائي الذي تسلم المنصب عقب إقالة الخميني لبني صادر في سبتمبر/أيلول 1981 على خلفية رغبته وقف الحرب العراقية الإيرانية من جانب طهران. وقد استفاد الحرس الثوري كثيرا من الخبرة الفائقة التي تلقاها من الحرب التي استمرت ثماني سنوات مع العراق.
تأسست بعدها أفرع الحرس الجوي والبحري والصاروخي، وبدأت ببناء صناعات لوجستية ودفاعية في الداخل. وبحلول 1989، بعد وفاة الخميني، كان الحرس قد ترسخ في الحياة الإيرانية عسكريا، واقتصاديا، وسياسيا.
حافظ رضائي خلال فترته على الصبغة الأيديولوجية للحرس الثوري الإيراني، وشهدت المؤسسة توسعا عبر أذرع جديدة من قبيل إنشاء قوات حماية الاستخبارات في الحرس الثوري الإيراني، وإنشاء جامعة الإمام الحسين، وإنشاء جامعة بقية الله للعلوم الطبية، وافتتاح كلية القيادة ومجمع خاتم الأنبياء الذي صار فيما بعد أهم المؤسسات الاقتصادية التابعة للحرس. بجانب كل هذه المؤسسات، عرفت فترة رضائي تشكيل إحدى أهم أوراق إيران الخارجية بعد ذلك، فيلق القدس.
استقال رضائي عام 1997، وعُيِّن رحيم صفوي مكانه بقرار من الخميني، وهو أستاذ الجغرافيا السياسية، تميزت مرحلته بقرار تعزيز القدرة الصاروخية للحرس الثوري، وعرفت فترة صفوي أيضا توترات داخلية كثيرة وخلافات مع الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي، لدرجة أن 24 من قادة الحرس الثوري وجّهوا رسالة للرئيس الإيراني في يوليو/تموز عام 1999 لإخباره بأن صبرهم أوشك على النفاد، لكن رحيم صفوي استمر في منصبه لعشر سنوات.
إعلانفي فترات رفسنجاني وخاتمي الرئاسية في التسعينيات وأوائل الألفية الجديدة، تحوّل الحرس إلى تأسيس التوسع الاقتصادي عبر شبكة حملت اسم "خاتم الأنبياء" للإعمار، وأصبحت الذراع الهندسي الرئيسي للحرس الثوري الإيراني وأحد أكبر المقاولين في المشاريع الصناعية والإنمائية، وتقوم بإدارة مشروعات نفطية، وبناء مشاريع البنية التحتية والاتصالات وغيرها.
يمكن القول إن الجيل الثاني للحرس الثوري انتهى مع تعيين محمد علي جعفري، المعروف بـ"عزيز"، قائدا للحرس عام 2007. كان جعفري قد تولى مجموعة مناصب مهمة، منها مسؤول مقر قيادة العمليات المشتركة، ونائب قائد القوات البرية للحرس الثوري مدة 12 عاما، وقائد معسكر ثأر الله في طهران، بجانب تأسيس ورئاسة مركز الأبحاث الإستراتيجية التابع للحرس في 2005.
شهدت فترة جعفري، التي امتدت حتى أبريل/نيسان 2019، تعزيزا للدور الخارجي للحرس، حيث تدخلت إيران في عدد من المناطق، وباتت في مناطق منها صاحبة اليد العليا، كما هو الوضع في عراق ما بعد صدام حسين، وسوريا الأسد، واليمن أيضا بالتحالف مع الحوثيين، وفي لبنان الذي ينشط فيه حزب الله، الذراع الأيمن للإيرانيين.
بجانب ذلك، شهدت هذه الفترة سلسلة عقوبات مؤلمة على إيران، ثم التفاوض وتوقيع الاتفاق النووي، ثم انسحاب ترامب من هذا الاتفاق، وانتهت فترة جعفري بإعلان الحرس الثوري مؤسسة إرهابية، القرار الذي أصدره ترامب وأكده بايدن لطمأنة قلب إسرائيل.
جيل رابع لم يعمر طويلافي أبريل/نيسان عام 2019، أعلن آية الله علي خامنئي تعيين حسين سلامي قائدا عاما للحرس الثوري، وذلك بعد ترفيعه لرتبة لواء. كان سلامي قبل ذلك قد تبوأ مناصب عديدة، منها قيادة سلاح جو الحرس الثوري، وعضو هيئة التدريس في الجامعة العليا للدفاع الوطني، ثم نائب القائد العام للحرس الثوري منذ عام 2009.
لا يحدد النظام الأساسي للحرس الثوري أي مُدَد لقائد هذه المؤسسة، بيد أن الباحثة فاطمة الصمادي تقول إن العُرف هو أن يظل القائد 10 سنوات، بيد أن حسين سلامي لم يكمل العقد الذي كان منتظرا، فقد وصلت إليه النيران الإسرائيلية بعد ستة أعوام.
إعلانفي الواقع، لم تكن هنالك اختلافات جوهرية في التوجهات بين سلامي وبين سلفه جعفري، بل إن الأخير هو الذي طالب بتغيير قيادة الحرس الثوري لضخ دماء جديدة، بيد أن هناك فرقا جوهريا بين الرجلين، هو الحِدّة.
لم يكن سلامي يحب التصريحات المنمقة الدبلوماسية، بل كان رجلا يستخدم خطابا تهديديا واضحا وصريحا، فأبرز التهديدات التي صدرت عن الحرس الثوري، حتى في عهد جعفري، صدرت على لسان سلامي نفسه، فقد هدد بإغلاق مضيق هرمز في 4 مايو/أيار 2016، كما هدد إسرائيل بالزوال وعدم إيجاد مكان لدفن القتلى إذا ما واصلت حماقاتها.
أما أحد أبرز معالم مسيرة سلامي، فقد كان دوره الفاعل في البرنامج الصاروخي الإيراني، لذا كان تعيينه رسالة واضحة من طهران إلى أعدائها.
هدَّد سلامي الأوروبيين أيضا، ففي فبراير/شباط 2019 كان قد وجَّه عبر التلفزيون الرسمي تحذيرا قال فيه إن أوروبا إنْ قررت الإصرار على نزع السلاح الصاروخي لإيران، فهذا سيدفع طهران إلى تغيير إستراتيجيتها، وبعد الهجمات التي عرفتها إيران في الأحواز عام 2018 وأسفرت عن مقتل 25 من العسكريين والمدنيين، أصدر سلامي تهديدات صريحة لدول في المنطقة.
جيل خامس يحمل الصواريخ وعبء الثورةالآن، بعد اغتيال القادة الإيرانيين في طهران، سارع خامنئي إلى الإعلان عن تعيين محمد باكبور قائدا جديدا للحرس الثوري، وهو أستاذ حاصل على دكتوراه في الجغرافيا السياسية، وسبق أن شغل منصب قائد القوات البرية في الحرس، وشارك في الحرب الإيرانية العراقية، كما تولى قيادة عدة فرق ميدانية. عيّن المرشد أيضا علي شادماني قائدا جديدا لمقر خاتم الأنبياء المركزي، المسؤول عن تنفيذ العمليات المشتركة والتخطيط والتنسيق بين الجيش والحرس الثوري، وذلك خلفا للواء غلام علي رشيد.
وعلى مستوى الجيش، اختار خامنئي اللواء سيد عبد الرحيم موسوي رئيسا لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة خلفا للجنرال محمد باقري، وقد كان الرجل من قدامى ضباط الجيش الإيراني، وشارك في الحرب الإيرانية العراقية، كما سبق أن شغل رئاسة أركان الجيش وقيادة الدفاع الجوي.
إعلانهذه التعيينات إذن قد أدخلت إيران وحرسها الثوري خصوصا في ما أسمته فاطمة الصمادي بالجيل الخامس من القيادة، في هذه المرة لم يكن التغيير عقب قرار داخلي، بل هجمات إسرائيلية أثبتت اختراقات عميقة في النظام الإيراني.
سيكون مصير الحرس مرهونا بتماسك القيادة الجديدة. ففي أعقاب تصفية جزء كبير من قيادته، تسعى طهران إلى إعادة تجميع هيكل القيادة: محمد باكبور يخلف سلامي، بينما يتولى علي شادماني إعادة تنظيم العمليات، ويقود عبد الرحيم موسوي العلاقات بين الجيش النظامي والحرس.
يواجه هؤلاء الثلاثة تحديا مزدوجا: استعادة الروح المعنوية، وضبط التوجهات التقنية والأيديولوجية للحرس. نجاحهم في ضبط الأداء العسكري وتجديد الثقة بين الضباط والجنود -وسط إحساس بالاختراق وضعف الثقة الاستخباراتية- سيحدد إن كان الجيل الخامس قادرا على إعادة بناء الثقة رغم مخاوف التصدع الداخلي.
لذلك فإن الإيرانيين على موعد مع تحدٍّ كبير؛ رد العدوان الإسرائيلي، ومعالجة المشكلات الاستخباراتية، وإعادة بناء المؤسسة على ضوء التوجهات الجديدة بقيادة خامنئي، آية الله، ومرشد الثورة الذي حذَّر الإسرائيليون من أنه لن يكون خارج نطاق الاستهداف. نعم، الآن يتقلد أبناء الجيل الخامس الرتب القيادية، لكنهم لا يحملون على ظهورهم الصواريخ الباليستية فحسب، بل عبء الثورة الإسلامية التي تدخل اليوم أكثر مراحلها التاريخية تعقيدا وتهديدا.