«صمود» يجيز رؤية سياسية لإنهاء الحروب وتأسيس الدولة
تاريخ النشر: 16th, June 2025 GMT
تحالف «صمود» قال إنه يطرح رؤيته لإنهاء الحروب واستعادة الثورة وتأسيس الدولة إلى الشعب السوداني آملاً أن تتم مناقشتها، مرحباً بأية ملاحظات نقدية حولها.
الخرطوم: التغيير
أعلن التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة (صمود)، عن إجازة وثيقة الرؤية السياسية لإنهاء الحروب واستعادة الثورة وتأسيس الدولة في السودان، والتي توافقت عليها مكونات التحالف، وسيتم طرحها للرأي العام.
ومنذ مارس الماضي، أعلن تحالف صمود- عقب حل تنسيقية (تقدم) في فبراير- عزمه طرح رؤية سياسية جديدة وخارطة طريق تهدف إلى إنهاء الحرب المندلعة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ ابريل 2023م، واستعادة مسار الثورة والتأسيس للدولة السودانية.
وقال الناطق باسم التحالف عبد الكريم صالح في تصريح صحفي، الأحد، إن التحالف أجاز الوثيقة التي توافقت عليها مكونات التحالف، وبعث بها إلى عدد من الكتل والتنظيمات السياسية.
وأضاف أنه تم إرفاق خطابات تضمنت دعوة لمناقشة الرؤية بينها وتحالف صمود، وأنه سيتم إرسال الرؤية السياسية لصمود إلى المجموعات النسوية والشبابية وكافة القوى المدنية السودانية.
وأشار صالح إلى أن تحالف صمود يعكف على الإعداد لطرح الرؤية للرأي العام من خلال مؤتمر صحفي مقرر عقده اليوم الاثنين 16 يونيو.
وتابع: “يطرح تحالف صمود رؤيته للشعب السوداني آملاً أن تتم مناقشتها ويرحب بأية ملاحظات نقدية حولها، وذلك تأكيدًا لالتزام التحالف بالمساهمة في تشكيل أوسع تيار مدني لإيقاف الحرب والتوافق على مشروع وطني مشترك يعبر عن تطلعات الشعب السوداني”.
يذكر أن تحالف (صمود) نشأ على إثر حل تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) لنفسها في فبراير الماضي عقب نشوب خلافات بين مكوناتها حول تشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع، ليتشكل تحالف (صمود) الرافض لقيام الحكومة أو دعم طرفي الحرب بقيادة رئيس الوزراء السابق د. عبد الله حمدوك.
الوسومإيقاف الحرب استعادة الثورة التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة (صمود) الجيش الدعم السريع السودان الوثيقة السياسية تأسيس الدولة تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية «تقدم» د. عبد الله حمدوك عبد الكريم صالح عبد الله جمدوكالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: إيقاف الحرب استعادة الثورة التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة صمود الجيش الدعم السريع السودان الوثيقة السياسية تأسيس الدولة تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية تقدم د عبد الله حمدوك عبد الكريم صالح تحالف صمود
إقرأ أيضاً:
الشرق الأوسط على صفيح ساخن
أنيسة الهوتية
الشرق الأوسط ليس مُجرد جغرافيا؛ بل هو مسرح ملتهب لتاريخ طويل من الحروب، والصراعات، والتنافس على السلطة والثروات. منذ فجر الحضارة، وهذه الأرض لا تهدأ، وكأنها قد كُتبت عليها الفوضى بمداد النفط والدم.
هنا، اندلعت أولى الحروب في التاريخ بين الممالك السومرية والأكادية، ومرّت جيوش الفرس والرومان، ثم الفتوحات الإسلامية، فالحملات الصليبية، فالحروب العثمانية الصفوية، فالاستعمار الأوروبي، حتى وصلنا إلى الحروب الحديثة.
في القرن العشرين وحده، شهدت المنطقة أكثر من 30 حربًا كبرى، منها:
النكبة الفلسطينية (1948)، ثم النكسة (1967)، وحرب أكتوبر (1973)، وسلسلة من الحروب الإسرائيلية على غزة، خلفت مجتمعة أكثر من 400,000 قتيل وملايين اللاجئين. الحرب العراقية الإيرانية (1980–1988)، استمرت 8 سنوات، وأودت بحياة نحو مليون شخص. غزو العراق للكويت (1990)، وما تبعه من حرب الخليج، ثم الغزو الأمريكي للعراق (2003)، الذي خلّف أكثر من 650,000 قتيل حتى عام 2011.4 - الحرب الأهلية اللبنانية (1975–1990)، أسفرت عن 150,000 قتيل.
الحرب الأهلية السورية (منذ 2011)، قتلت ما لا يقل عن 500,000 إنسان، وهجّرت أكثر من نصف الشعب. الحرب في اليمن، دخلت عامها العاشر، وأنتجت واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية، مع أكثر من 370,000 قتيل.إضافة إلى نزاعات في السودان، ليبيا، أفغانستان، والاحتلال المستمر في فلسطين.
هذا الصفيح الساخن تغذّيه عوامل متشابكة: جغرافيًا، تتحكم المنطقة بمضائق بحرية حيوية وتربض على أكبر احتياطي نفطي في العالم. تاريخيًا، هي مهد الديانات السماوية، ومركز تقاطع حضارات قديمة. سياسيًا، أصبحت ملعبًا لصراعات إقليمية ودولية، حيث تتحارب القوى الكبرى بالوكالة على أراضٍ لا تخصها.
والنفط، بدلًا من أن يكون نعمة، أصبح لعنة، وكلما اشتد الصراع على الموارد، ازداد نزيف الدم.
أما الدين، فقد استُخدم كثيرًا كذريعة للحروب الطائفية والسياسية. ما يفترض أن يكون وسيلة للوحدة والسلام، تحوّل إلى أداة للتمزيق، من خلال تأجيج الصراع السني الشيعي، واستغلال الخطاب الديني لتبرير العنف.
لكن خلف كل هذه المعادلات، يظل الضحايا هم الشعوب.. هم الأطفال الذين ماتوا جوعًا أو تحت الأنقاض، والنساء اللاتي شُرّدن، والملايين الذين وُلدوا لاجئين، وكأن الحرب قدرهم الأبدي.
الشرق الأوسط سيبقى على صفيح ساخن ما دامت العدالة غائبة، والثروات محل صراع، والقرارات مرهونة بقوى لا ترى في الإنسان سوى رقم في معادلة سياسية، ولعل السلام الحقيقي يبدأ حين يُعاد للإنسان حقه في الحياة، لا الموت.
على حكماء العالم أن يهبوا لنجدة الإنسانية، ونزع فتيل الحرب التي توشك أن تأكل الأخضر واليابس، وعندئذٍ لن تستطيع قوة- كائنة من تكون- مواجهة التداعيات الخطيرة، ولن تنعم دولة في العالم بالأمن والأمان، الذي ربما كان البعض يتندر به، لكنه أصبح اليوم نقطة ارتكاز أساسية، وحجر الزاوية في حياة ملايين البشر، إن لم يكن المليارات. والحديث عن السلام لن يكون من خلال التهديد بالقوة العسكرية الغاشمة، ولكن من خلال أولًا: وقف أي عمل عسكري عدواني، وثانيًا: إتاحة المجال أمام الدبلوماسية لطرح الحلول، وثالثًا: إبرام اتفاقيات مُلزمة للجميع، دون استثناء، لإحلال السلام، ورابعًا: عودة الحقوق لأصحابها وإقامة العدل في الأرض. وغير ذلك فلا أفق مطلقًا أمام سلام حقيقي تنعم به شعوب المنطقة التي تكتوي بنيران الحروب منذ عقود طويلة، وتحلم باليوم التي تجد فيه نفسها ودولها تعيش في أمن وسلام واستقرار.
رابط مختصر