بدأ الحديث عن الملوك ولكل حديث بقية تحدثنا عن جت فيجيب أن لا نغض النظر عن نسله في رحلة سرد قصص وحكايات ملوك مصر الفرعونية القديمة وفى مواصلة للحديث عن نسل الملك جت وقع الاختيار علي الملك دن أو حور دن، ابن الملك جت والملكة ميرنيث هو اسم حورس لفرعون من الأسرة المصرية الأولى.
وفقًا للسجلات الأثرية، في بداية حكمه، كان على دن أن يتقاسم العرش مع والدته ميرنيث لعدة سنوات.
ويبدو أنه كان أصغر من أن يحكم بنفسه لذلك، حكمت الملكة ميرنيث الملكة الأم بصفتها الوصية أو الفرعون الفعلي لبعض الوقت.
ولم يكن مسار العمل هذا غير عادي في التاريخ المصري القديم .
وعندما كبر الملك دن وأشتد عودة أستلم العرش وأصبح الملك المطلق تزوج الملك دن من كلا من الملكة ات والملكة سمات ونخت نيث وايضا قا نيث .
كانت عائلة الملك دن موضوعًا هام للبحث والمعرفة .
فكانت والدته هي الملكة مير نيث كما ذكرنا سابقاً و هذا الاستنتاج مدعوم بطبعات الأختام المعاصرة والنقش الموجود على حجر پالرمو.
أما عن زوجات الملك دن هن الملكات سمات، ناخت-نعت. كوا-نعت، وربما قاي نيت. كما كان له أبناء كثيرون.
من الممكن أن يكون خلفاؤه المحتملون الملك عنجي إب والملك سمر خت.
كما كانت عائلة دن الملكية محل بحث جيد وهام للكثير من الباحثين.
تمت قراءة اسم ميلاد دن بشكل خاطئ في عصور رعامسة . تحتوي قائمة أبيدوس على كلمة "سپاتجو" مكتوبة برمزين لكلمة "مقطع". هذا مستمد من رمزي الصحراء اللذين استخدمهما دن في الأصل.
تشير قائمة تورين للملوك إلى "Qenentj"، وهو أمر يصعب ترجمته. لا يزال أصل الهيروغليفية المستخدمة في قائمة تورين للملوك غير معروف. لوحة سقارة تحذف دن تمامًا بشكل غامض.
بالرغم من أن الملك دن أكثر الفراعنة القدامى آثارًا وحكم الملك دن خلال هذه الفترة الأسرة المصرية الأولى وحكم حوالى 42 علم 2970 قبل الميلاد .
كما أنه صاحب عهد الملك دن ازدهارًا كبيرًا لمملكته، في العديد من الابتكارات والتطوير تنسب إلى عهده.
و كان الملك دن أول من استخدم لقب ملك مصر السفلى ومصر العليا، وهو اللقب الذي يعرف باسم التتويج.
وايضا هو أول من صوّر وهو ويرتدي التاج المزدوج (الأحمر والأبيض).
و شيدت أرضية مقبرته في أم العقاب بالقرب من أبيدوس من الجرانيت الأحمر والأسود.
وهي المرة الأولى في مصر التي استخدم فيها هذا الحجر الصلب كمادة بناء. خلال فترة حكمه الطويلة أسس العديد من أنماط الطقوس والتي استخدمها الحكام من بعده.
يسمى دن ويسمى ديمون، و دن و سيمتي ، وأول من اتخذ لقب نسوت و بيتي. هو الملك السادس من ملوك الأسرة الأولى.
وكان الملك دن له العديد من الإنجازات من أهمها أنه أعاق قطاع الطرق الذين كانوا يغيرون على سكان الدلتا الغربية. وهو أول ملك فكّر في تنظيم مياه النيل وفيضانه في منطقة الفيوم.
وكان أيضا هو أول من حبس الأوقاف على المعابد و دفن في العرابة المدفونة في مقبرة كسيت أرضيتها بقطع من الجرانيت.
و أسس بعض الطقوس وأسس اتخاذ لقب التتويج «نيسوت - بيتي» وبقي من بعده هذا اللقب إلى عصر الحكم الرومان. كما يرجع إليه لقب اسم نبتي لفرعون وهذا اللقب يعني ملك الوجه القبلي والبحري.
وهو صوّر في حجر باليرمو مرتديا التاج الأبيض، رمز الوجه القبلي ثم مرتديا التاج الأحمر رمز الوجه البحري.
وقد كشف في سقارة عن مقبرة لوزيره حماكا بها أقراص من الحجر والنحاس والخشب والعاج ومحلاة بمناظر بديعة وبعضها مطعم بقطع من المرمر .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مصر الفرعونية قدماء المصريين المزيد أول من
إقرأ أيضاً:
منال الشرقاوي تكتب: التتر السينمائي.. حكاية ما قبل البداية وما بعد النهاية
دعني أسألك سؤالًا بسيطًا: متى كانت آخر مرة شاهدت فيها تتر فيلم دون أن تضغط زر "تخطٍ"؟ هل تتذكر شكل الخط؟ اسم المصور؟ أو حتى صوت الموسيقى التي تنساب مع ظهور الأسماء واحدًا تلو الآخر؟ الأغلب – وأقولها بلا لوم – لا يفعل.
التتر صار شيئًا يشبه التحية الواجبة التي نقفز فوقها، كما نقفز فوق مقدمة كتاب مليئة بالإهداءات أو تنويهات الناشر.
لكنني أصدقك القول: التتر ليس مجرد قائمة أسماء.
إنه لحظة تأمل، جسر زجاجي بين الواقع والفيلم، بداية صامتة – أو صاخبة – تقول لك: "اجلس. سنبدأ رحلة صغيرة. تفضل واهدأ." وربما، فقط ربما، يكون التتر هو أجمل ما في الفيلم كله.
في زمن صارت فيه المتعة تُختصر، والقصص تُقضم بسرعة الوجبات السريعة، يظل التتر وفياً لطبيعته المتأنية.
هنا، لن نكتفي بالنظر إلى التتر من الخارج كغلاف أنيق، لكننا سنتسلل إلى قلبه، نفك خيوطه، ونتأمل في تلك اللحظات التي لا يتوقف عندها أحد... إلا من يحب السينما حقًا.
التتر – أو كما يسميه أهل الصناعة "الكريدتس" – هو ذلك المشهد الهادئ نسبيًا، الذي يظهر عادة في البداية أو النهاية، تتوالى فيه أسماء الأشخاص الذين قضوا شهورًا، وربما سنوات، في صناعة الفيلم الذي شاهدته.
أسماء تمر أمامك بسرعة، المخرج، الكاتب، مدير التصوير، مهندس الصوت، مساعد المخرج الثاني، وحتى من أحضر القهوة في الكواليس... الجميع يمر من أمامك، كأنها طوابير الجنود العائدين من المعركة.
لكن الغريب حقًا؟ أنك لا تتذكر معظمهم. وفي الحقيقة، لا أحد يلومك.
التتر لم يُخلق لكي يُحفظ، وإنما وُجد ليكرم من ساهموا في العمل الفني. مثل لوحة تذكارية على جدار طويل، لا يتوقف عندها أحد إلا إذا كان يبحث عن اسمه.
هناك من التترات ما يظهر في البداية، ويهيئك نفسيًا للدخول إلى عالم الفيلم. يضبط الإيقاع، يلعب بالموسيقى والألوان، يخبرك أنك على وشك أن تُفلت الواقع. وهناك تترات تأتي في النهاية، تتدفق معها الأسماء كموجة شكر جماعية، تضع يدها على كتف كل من ساهم في بناء الحلم.
في بدايات السينما، لم يكن هناك ما يُعرف بالتتر على النحو الذي نعرفه اليوم. السينما الصامتة كانت مشغولة بما هو أعقد، كيف تحكي دون صوت؟ كيف تُفهم دون شرح؟ فكانت أسماء الطاقم مجرد معلومات عابرة، بلا فن، بلا اهتمام.
ثم جاء عصر هوليوود الذهبي، وبدأ كل شيء يتغير.
صارت الأسماء تُعرض بخط جميل، والموسيقى ترافقها، وصار هناك إدراك بأن اللحظات الأولى في الفيلم لا تقل أهمية عن أي مشهد درامي داخله.
ثم أتى سول باس (Saul Bass)، رجل لم يكن مخرجًا لكنه غير شكل التتر إلى الأبد. مصمم جرافيك أعاد تعريف البداية السينمائية. جعلها تتحرك، تنبض، وتقول شيئًا من دون كلام. أعماله لأفلام هيتشكوك وكوبريك مثال يُدرس في تحويل التتر إلى قصيدة بصرية قصيرة.
ومع التطور التكنولوجي، بدأ المخرجون يستخدمون التتر كمساحة للتجريب.
في السبعينيات والثمانينيات، صار التتر لوحة فنية مستقلة. وفي التسعينيات، ومع دخول المؤثرات الرقمية، بدأت الألوان تتراقص، والخطوط تنكسر وتعود، والرسائل الخفية تختبئ خلف الصور المتحركة.
اليوم، في زمن المنصات الرقمية، صار التتر يصرخ كي يُرى. لم يعد أمرًا مفروغًا منه، وإنما محاولة للفت الانتباه وسط زحام "تخطِ المقدمة".
بعض التترات تهمس لك بما سيحدث، دون أن تفسد عليك المفاجأة. تأتي كالنبوءة الصامتة، لا تفهمها إلا بعد أن ينتهي كل شيء.
أحيانًا تكتشف بعد مشاهدة الفيلم أن التتر كان يحكي القصة من البداية، لكن بلغة رمزية. مشاهد سريعة، رموز، صور، موسيقى تتغير فجأة... كلها إشارات بأن الفيلم بدأ قبل أن تعرف أنت ذلك.
في بعض الأفلام، التتر هو المشهد الأول بالفعل. لا تمهيد، لا مقدمات... فقط إيقاع بصري وسمعي يأخذك من يدك، ويرميك في قلب الفيلم. وأحيانًا يكون وسيلة المخرج لقول ما لا يستطيع قوله في السيناريو. همسة سرية للمشاهدين الذين يعرفون أن السينما تُقرأ كما تُشاهد.
التتر لن يغيّر العالم، لكنه يظل، في هدوئه، من أصدق لحظات الفيلم.
هو تحية لكل من آمن بالقصة، وعمل على إخراجها للنور.
أن تُشاهد التتر، يعني أنك تُكمل الحكاية حتى آخر كلمة... حتى آخر نبضة.
ولربما، في زمن السرعة والتخطي، أن تكون من الذين ينتبهون للتتر... هو فعل نادر.
في المرة القادمة، قبل أن تضغط زر "تخطٍ"، جرب أن تبقى... فقط دقيقة…
في البداية يُرحب بك التتر، وفي النهاية يودعك... وبين الترحيب والوداع، هناك فيلم، وهناك روح… لا يراها إلا من اختار أن يُشاهد كل شيء، حتى الأسماء.