كشف القيادي في فيدرالية اليسار الديمقراطي،  محمد الساسي، أن مشروع قانون المسطرة الجنائية الحالي يعكس تناقضًا واضحًا، حيث يجمع بين التشدد الداخلي والانفتاح الخارجي، في محاولة مرتبكة لتحقيق التوازن بين الالتزامات الدولية للمغرب في مجال حقوق الإنسان ومتطلبات ضبط النظام الداخلي.

وخلال مداخلته في ندوة نظمها حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي نهاية الأسبوع الجاري، أوضح الساسي أن المشروع يضم جوانب إيجابية، خاصة فيما يتعلق بتعزيز ضمانات المحاكمة العادلة، مثل حق الاتصال بالمحامي أثناء الحراسة النظرية، وتسجيل الاستماع بالصوت والصورة، وإمكانية حضور المحامي أثناء المثول أمام النيابة العامة.

غير أن الساسي اعتبر أن المشروع لم يأتِ بمعزل عن سياق أوسع، بل جاء مواكبًا لعدة مبادرات تشريعية، مثل مشروع قانون المسطرة المدنية، الذي وصفه بأنه يعاني من عدة اختلالات، وسحب مشروع قانون الإثراء غير المشروع، فضلًا عن استمرار التضييق على الحقوقيين والصحافيين.

وفيما يتعلق بمنظومة العدالة، أشار الساسي إلى أن هناك توجهًا نحو تسريع وتيرة البت في القضايا بأقل عدد ممكن من القضاة، وتقليص دور المحامين، معتبرًا أن هذه الإجراءات تعكس هاجس تقليص الكلفة الاقتصادية للمحاكمة العادلة.

وقال الساسي إن الدولة تحاول أيضاً من خلال مشروع قانون المسطرة الجنائية “إعادة التوازن في العلاقة مع المخزن، الذي تسعى الدولة لإرجاع هيبته بعد تطاول من محاكم إدارية” وأضاف“تتم إضافة عوائق تقوي النيابة العامة على حساب القضاة”.

وفي هذا السياق، استحضر الساسي تصريحًا سابقًا لمدير الشرطة القضائية محمد الدخيسي حول ملف تعذيب المعتقلين، منتقدًا فكرة تبرير خرق حقوق الإنسان ببشاعة الجرائم المرتكبة.

كما استعرض تطور قانون المسطرة الجنائية في المغرب، مشيرًا إلى أن أول قانون صدر بعد الاستقلال كان مستوحى بشكل كبير من التشريع الفرنسي، حيث تم نقل عدد من بنوده بشكل شبه حرفي.

وختم الساسي بأن هناك اليوم توجّهًا عامًا لتقليص زمن المحاكمة وتكلفتها، مع تقييد دور المحامي، وهو ما قد يؤثر سلبًا على ضمانات العدالة وحقوق المتقاضين.

كلمات دلالية الداكي الساسي القانون الجنائي المسطرة الجنائية النيابة العامة

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: الداكي الساسي القانون الجنائي المسطرة الجنائية النيابة العامة قانون المسطرة الجنائیة مشروع قانون المسطرة

إقرأ أيضاً:

النيابة تكشف تفاصيل العثور على جثة فتاة داخل شقة بأسيوط

تكثف النيابة العامة بأسيوط جهودها لكشف غموض العثور على جثة فتاة في شقة سكنية بمنطقة غرب البلد، حيث أمرت بتشريح الجثة وطلبت تحريات المباحث لكشف ملابسات الواقعة وتحديد ما إذا كانت الجريمة جنائية أم لا.

حيث أثار حادث العثور على جثة فتاة داخل شقة بمنطقة غرب البلد دائرة قسم أول أسيوط بمدينة أسيوط حالة من الجدل والحزن بين الأهالي، بعدما تلقت الأجهزة الأمنية إخطارا عاجلا من غرفة عمليات النجدة يفيد بالعثور على فتاة متوفاة داخل إحدى الشقق بالدور الثالث بجوار طابونة الغفير، وسط ظروف غامضة دفعت النيابة العامة لفتح تحقيق عاجل لكشف ملابسات الحادث الغامض

تفاصيل البلاغ وتحرك الأجهزة الأمنية

بدأت الواقعة عندما تلقى اللواء وائل نصار مدير أمن أسيوط بلاغا من اللواء محمد عزت مدير إدارة البحث الجنائي بالمديرية يفيد بورود إخطار من النجدة بعثور الأهالي على جثة فتاة داخل شقة بمنطقة غرب البلد، وعلى الفور انتقلت قوة من قسم أول أسيوط إلى موقع البلاغ برفقة فريق من النيابة العامة لمعاينة المكان ومباشرة التحقيقات الأولية

وخلال الفحص تبين أن الجثة تخص فتاة تدعى سلمى ع. أ. تبلغ من العمر سبعة عشر عاما، كانت ملقاة داخل غرفة نومها في وضع يثير الريبة، حيث لم ترصد آثار اقتحام واضحة على باب الشقة، بينما أظهرت المعاينة وجود بعض العلامات التي دفعت فريق التحقيق لعدم استبعاد وجود شبهة جنائية في الحادث

تحركات النيابة العامة وقراراتها

باشرت النيابة العامة التحقيق في الواقعة فور إخطارها بالحادث، وأصدرت قرارا بانتداب الطبيب الشرعي لتشريح الجثة وبيان سبب الوفاة بشكل دقيق، كما كلفت إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن أسيوط بسرعة إجراء التحريات اللازمة حول علاقات المجني عليها ومعرفة آخر من تواصل معها قبل وفاتها، إضافة إلى فحص محتويات الهاتف المحمول الخاص بها إن وجد داخل الشقة

وطلبت النيابة كذلك مراجعة كاميرات المراقبة القريبة من موقع الحادث لتحديد أي تحركات غريبة تمت في محيط الشقة خلال الساعات الأخيرة قبل اكتشاف الجثة، وأمرت بتفريغ تلك التسجيلات بمعرفة فريق فني متخصص من قسم الأدلة الجنائية، وذلك في إطار استكمال التحقيقات التي تهدف للوصول إلى الحقيقة

نقل الجثة وإجراءات التشريح

تم نقل جثمان الفتاة سلمى ع. أ. إلى مشرحة مستشفى الإيمان العام بأسيوط تحت تصرف النيابة العامة التي أوصت بتشريح الجثة بيانا لسبب الوفاة، كما وجهت بسرعة إعداد التقرير الطبي النهائي وإرفاقه بملف التحقيق، مع التحفظ على العينات التي قد تفيد في فحص المواد الحيوية أو أي آثار غير طبيعية على جسد الفتاة

تحقيقات البحث والتحريات الأولية

من جانبها تكثف مباحث قسم أول أسيوط جهودها برئاسة المقدم علي نصر الدين وتحت إشراف اللواء محمد عزت، إذ يجري ضباط المباحث حاليا استجواب عدد من الجيران وسكان العقار لمعرفة ما إذا كانوا قد لاحظوا أصواتا أو تحركات غير مألوفة في يوم الواقعة، كما يجري فحص سجل المكالمات الخاصة بالمجني عليها للتوصل إلى أي خيوط قد تكشف عن الملابسات المحيطة بالحادث

وأكدت مصادر أمنية أن التحريات تركز حاليا على تحليل العلاقات الاجتماعية والإنترنت الخاصة بالفتاة لمعرفة ما إذا كانت قد تعرضت لأي تهديدات أو ابتزاز خلال الفترة الأخيرة، وذلك في إطار العمل على تحديد الدافع وراء الواقعة

رد فعل النيابة بعد الفحص المبدئي

وبعد الاطلاع على المعاينة المبدئية للجثة، رجحت النيابة أن الوفاة قد حدثت منذ ساعات قليلة قبل اكتشافها، إلا أن القرار النهائي سيتحدد عقب استلام تقرير الطبيب الشرعي المفصل، الذي سيكشف ما إذا كانت الوفاة طبيعية أم ناتجة عن تدخل خارجي

كما شددت النيابة العامة على ضرورة التعامل مع الحادث بكل دقة وحذر حتى لا تضيع أي أدلة قد تقود إلى الجاني في حال ثبوت الشبهة الجنائية، ووجهت باستمرار التحريات لحين انتهاء فريق البحث من إعداد تقريره النهائي

مقالات مشابهة

  • النيابة تكشف تفاصيل العثور على جثة فتاة داخل شقة بأسيوط
  • نائب: قمة شرم الشيخ جسدت قدرة مصر على تحقيق التوازن الإقليمي والدولي
  • محافظ الأحساء يدشّن مشروع "أثر" للمسؤولية الاجتماعية للشركات
  • محافظ الأحساء يدشّن مشروع «أثر» للمسؤولية الاجتماعية للشركات
  • «كوشيب» مرآة منظومة الإنقاذ في السودان
  • مخالفات تتسبب فى إلغاء الترخيص المؤقت للمشروعات المتوسطة
  • وعود فشلت كبرى الشركات التقنية في تنفيذها
  • انطلاق مشروع "برجولا" بحديقة الطفل في العجوزة ضمن فعاليات مهرجان دي كاف
  • تأجيل دعوى إلزام المطابع الأميرية بنشر تعديلات قانون الإجراءات الجنائية لـ17 يناير
  • تركيا.. مشروع قانون لاستغلال المتنزهات يثير الجدل