سودانايل:
2025-12-12@22:30:44 GMT

عَرْضَة البُرْهَان الأخِيرة

تاريخ النشر: 2nd, April 2025 GMT

استنادا إلى تغريدة النور حمد الحصيفة والتي ذكر فيها أن "الجيش الإخواني الذي ظل يتلقى الهزائم بصورة متتالية على مدى عام ونصف، رغم أنه هو الذي أشعل الحرب، أضطر إلى أن يستجدي نصرا يبيض به وجهه لدى مصر وإريتريا وتركيا وإيران، من جهة، ولدى السعودية من الجهة الأخرى. وقد تكرم هؤلاء، كل من جهته، وبطريقته، بمنحه ذلك النصر الممسرح الباهت.

" اود مناقشة أصحاب العقول النيرة في السيناريوهات القادمة.

بإمكان البرهان أن يدغدغ مشاعر الجماعة المغيبين أو المغفلين لكنه لن يستطيع أن يتلاعب بعقول اللاعبين الدوليين. بالنظر إلى "الشربكة" الحاصلة فإن البرهان لن يستطيع أن يفي باشتراطات المجتمع الدولي إلا إذا قرر الكيزان الإنحناء للعاصفة وقنعوا بتمرير أجندة الدولة القديمة عبر "صمود" التي لا تنظر للثورة كمشروع "تأسيس" ولكن كمقايضة تهيئ "الليغ السياسي القديم" للاستمرار في الحكم عبر ألاعيبه المعتادة التي كادت أن تمر عبر أحبولة "الهبوط الناعم" التي أعدها صلاح غوش بالتعاون مع الرأسمالية النهبوية.

إذا لم يفئ البرهان بهذه الاشتراطات والتي تتضمن إخراج الكيزان من الحكم وتسليم المطلوبين للجنائية الدولية، لحظتئذ سيدعم المجتمع الدولي —عبر وكلائه في المنطقة— الدعم السريع بالقوة المميتة التي ستمكنه من تحرير الخرطوم، الجزيرة، الشمالية وشرق السودان. حينها سيواجه الدعم السريع إشكالية المشروعية التي تدنت أو انعدمت بسبب الجرائم التي ارتكبت في حق إنسان الوسط، والتي نجحت المدفعية الإعلامية الكيزانية في دمغ الدعم السريع بها دون غيره من القوات النظامية التي اجتاحت المراكز المالية ومستودعات الذهب والأليات والمعدات الثقيلة. وقتها سيحتاج الدعم السريع لاعداد "تسوية وطنية شاملة" لا تستبعد أحد وتفسح المجال لطي صفحة الخلافات مع النظام القديم والاكتفاء باستبعاد رموزه العسكرية والأمنية.

كيزان السودان أجبن وأضعف من أن يعمدوا للتصدي للإمبريالية العالمية، كما فعلت طالبان، وقد رأوا ما فعلته أياديها الآثمة بحِدوة (من حِدوة الفرس) المقاومة في غزة وسوريا وجنوب لبنان، لكنهم لن يعدموا حيلة في إزاحة البرهان إذا هو قرر الإقدام على مشروع التسوية الوطنية، تدعمهم في ذلك جارة السوء التي تري في قوى السودان الجديد مهددا لمصالحها، وقد نجحت في تقويض محاولة السودانيين لبناء دولتهم معتمدين على الإرادة الوطنية للمرة الثالثة (الغزو التركي المصري 1821، الغزو البريطاني 1898، الانقلاب البرهاني 2021). إذا نجح، هؤلاء الأغرار، في اغتيال القائد الأعلى للقوات المسلحة فسيتثيروا حفيظة الجيش الذي سيبيدهم عن آخرهم ويخلص السودان من شرورهم.

هذا السيناريو من المرجح أن يفسح المجال لخروج قيادة وسيطة من الجيش، المؤسسة الوطنية التي خرجت أحمد عبدالوهاب وعبدالله خليل وعبد الماجد حامد الخليل. فما زلت أعوّل على "ود المقنعة" الذي سينقذ الجيش من متاهته ويأخذ به نحو الوجهة الوطنية السديدة بعيداً عن هيمنة المجموعات العقائدية، وعن طموحات القوى الإقليمية كافة (لعله تفكيري الصوفي الذي كثيراً ما يغلب البعد الغيبي على حساب المنطق العقلاني، وهذه آفة في حد ذاتها).

كلنا يعلم أن مني أركو مناوي متأرجح أخلاقياً وفكرياً لكنني أعتقد أن إدخاله لأهله في هذا المأزق الوجودي سيدفع به نحو العدول عن وجهته الحالية سيما أن الحصار العسكري قد أطبق على قواته وذاك السياسي قد أُحكم حول رقبته من قبل النخب الشمالية التى لا ترى فيه غير (فلنقاى) يفتقر للمبادئ وبندقيته عرضة للإيجار فقط. هذه النخب لا ترى حتى الأن حجم الورطة التي أدخلت السودان فيها، الأدهى أنها ما زالت تسوّق للعامة على أنهم ضحية استهداف من قبل بعض الغرابة الحاقدين وبعض الأعراب التائهين. أنظر كيف برعوا في التنحي عن حمولاتهم العاطفية الشائهة وطرحوها في ساحة الغرابة، بل في دكة مثقفي العطاوة خاصة!

هذا السيناريو —إنضمام المشتركة للقوى الثورية— تؤيده النخب الكزانية التي تفضل ذهاب دارفور وهي لا تدرك أن مثل هذا الإلتحام سيكون بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، مما يعني إندثار الجيش الديناري وذهاب ريحه إلى الأبد.

ختاماً، تضحية جميع السودانيين واستشهاد شبابهم سيذهب هباءً وينثر في بحر الأمنيات إذا لم يتحدوا، ويتركوا الخلافات جانباً مغلبين المصلحة الوطنية العليا. لا أعتقد أن قادة الفريقين المتقاتلين قد أفصحوا لشركائهم أو لأتباعهم في خطاباتهم الأخيرة عن تفاصيل الصفقة المبرمة، سيما أنهم قد اكتفوا بتلاوة خطابات في ظاهرها نكهة تصعيد وفي باطنها ريحة مساومة واضحة، ربما أجبروا عليها من القوى الإقليمية التي لا تكاد تكشف عن كامل استراتيجيتها التي لا تفضل انتصار فريق على الآخر، فهي تحبذ أن يكون السودان في حالة ضعف يسمح بانقياده ولا يمنحه فرصة لاستعادة موقعه كمشاغب، فقط الاكتفاء بوضعه كمراقب في المنتديات الإقليمية والدولية. لعل هذا ما يحتاجه السودانيون كي يتفرغوا لتنمية بلدانهم وينأوا بأنفسهم عن أي طموحات هلاميه أو بطولات وهمية (تارة كعروبي يستضيف مؤتمر اللاءات، وتارة أخرى كإسلاموي يستضيف الجماعات الإرهابية).

[email protected]  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

بسبب القتل في الفاشر.. بريطانيا تفرض عقوبات على قادة في الدعم السريع

فرضت بريطانيا عقوبات على كبار قادة قوات الدعم السريع السودانية، متهمة إياهم بالتورط في عمليات قتل جماعي وعنف جنسي بشكل ممنهج وهجمات متعمدة على المدنيين في السودان، وطالت العقوبات "نائب قائد قوات الدعم عبد الرحيم دقلو، قائد قطاع شمال دارفور اللواء جدو حمدان، القائد تيجاني إبراهيم موسى، والفاتح عبدالله إدريس المعروف بـ(أبو لولو)".

Britain sanctioned senior commanders of Sudan's paramilitary Rapid Support Forces on Friday, over what it said were their links to mass killings, systematic sexual violence and deliberate attacks on civilians in the African country. https://t.co/qLl1LxAIYV — Reuters Africa (@ReutersAfrica) December 12, 2025
وقالت الحكومة البريطانية إن هؤلاء القاعدة يُشتبه في تورطهم بهذه الجرائم، باتوا يواجهون تجميد أصول وحظر سفر، وقالت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر في بيان "الفظائع المرتكبة في السودان مروعة إلى حد أنها تترك ندبة في ضمير العالم... والعقوبات التي نعلنها اليوم ضد قادة قوات الدعم السريع تشكل ضربة مباشرة لأولئك الذين تلطخت أيديهم بالدماء".

وتأتي هذه العقوبات بعد أن اقترحت الولايات المتحدة والإمارات ومصر والسعودية في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي خطة لهدنة لمدة ثلاثة أشهر تليها محادثات سلام، وردت قوات الدعم السريع بقبول الخطة، لكنها سرعان ما شنت غارات جوية مكثفة بطائرات مسيرة على مناطق تابعة للجيش.

معاقبة شبكة تجند مقاتلين من كولومبيا
وفرضت الولايات المتحدة، الثلاثاء عقوبات على شبكة عابرة للحدود تُجند عسكريين كولومبيين سابقين وتدرب جنودًا بينهم أطفال للقتال في صفوف قوات الدعم السريع، وذكرت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان، أنها فرضت عقوبات على 4 أفراد و 4 كيانات ضمن الشبكة، التي قالت إنها تتألف في معظمها من مواطنين وشركات كولومبية.

BREAKING: The US government has imposed sanctions on a network that is fueling the conflict by recruiting former Colombian military personnel to train soldiers—including children—to fight for the Rapid Support Forces, a Sudanese paramilitary group.

"The Rapid Support Forces have… — Harun Maruf (@HarunMaruf) December 9, 2025
وأفادت بأن العقوبات على الشبكة تُعطل مصدرًا مهمًا للدعم الخارجي لقوات الدعم، ما يُضعف قدرتها على استخدام مقاتلين كولومبيين مهرة ضد المدنيين. واتُهمت قوات الدعم السريع باستهداف المدنيين وقتل الرجال وحتى الرضع، كما استهدفت النساء والفتيات عمدًا ومارست بحقهن الاغتصاب. وأكدت الوزارة في بيانها أنها ستعمل بالتنسيق مع دول المنطقة لإنهاء هذه الفظائع وتحقيق الاستقرار في السودان.

دعوة لقبول الهدنة
من جانبه، أكد مبعوث الرئيس الأمريكي إلى أفريقيا مسعد بولس، أن واشنطن تحاسب مرتكبي الفظائع بالسودان، داعياً الأطراف السودانية إلى قبول الهدنة لوقف العنف في البلاد، وكتب عبر حسابه على منصة "إكس": " تُحمّل الولايات المتحدة المسؤولية لأولئك الذين يرتكبون الفظائع في السودان".

Today, the United States is holding accountable those who commit atrocities in Sudan. The parties must accept a humanitarian truce to halt the violence and end external military support from transnational networks of murderers like the Colombians we sanctioned today. These… — U.S. Senior Advisor for Arab and African Affairs (@US_SrAdvisorAF) December 9, 2025
وأضاف "يجب على الأطراف القبول بهدنة إنسانية لوقف العنف وإنهاء الدعم العسكري الخارجي من الشبكات العابرة للحدود التي تضم قتلة، مثل الكولومبيين الذين فُرضت عليهم العقوبات"، مضيفًا "تعكس هذه الإجراءات التزامنا بدعم السلام ومساندة الشعب السوداني".

الملايين يواجهون انعدام الغذاء
من جانبه، أعلن مدير العمليات في منظمة أطباء بلا حدود كينيث لافيل، انهيار كل الأنظمة التي تحفظ الحياة في السودان، محذرًا من أن نحو 9 ملايين يواجهون انعدام الأمن الغذائي في السودان، يأتي هذا في وقت أكد فيه وزير الصحة السوداني هيثم محمد إبر اهيم، أن السودان يسجل أكثر من 3 ملايين إصابة سنويًا بالملاريا مع معدلات وفيات عالية، وفقًا للإحصاءات الرسمية المسجلة في المستشفيات.

الأمم المتحدة تحذر من أن المدنيين في منطقتي #دارفور و #كردفان لا يزالون يواجهون عنفا متصاعدا وعشوائيا،

وتجدد الدعوة لكافة أطراف النزاع في #السودان إلى وقف الهجمات على المدنيين فورا، والالتزام بالمبادئ الأساسية للقانون الدولي الإنساني.https://t.co/B8ikEvX8gk — أخبار الأمم المتحدة (@UNNewsArabic) December 11, 2025
وأفاد شهود عيان بأن ولاية شمال كردفان باتت تحتضن العدد الأكبر من النازحين، وتؤوي حاليًا نحو 864 ألف شخص، ووفق مفوضية العون الإنساني في الولاية فإن قرابة 82 ألف نازح يقيمون داخل مراكز الإيواء، بينما تتوزع البقية بين مجتمعات مضيفة والأقارب.

مقالات مشابهة

  • سفير السودان: القرار البريطاني ضد الدعم السريع خطوة سياسية مهمة
  • بريطانيا تفرض عقوبات على قيادات قوات «الدعم السريع» في السودان
  • بسبب القتل في الفاشر.. بريطانيا تفرض عقوبات على قادة في الدعم السريع
  • بريطانيا: عقوبات على 4 من قادة الدعم السريع بينهم عبد الرحيم دقلو
  • المملكة المتحدة تفرض عقوبات على قيادات من "الدعم السريع" بالسودان
  • جنوب السودان يتولى أمن حقل هجليج النفطي بعد سيطرة الدعم السريع
  • هل قتلت قوات الدعم السريع الصحفي السوداني معمر إبراهيم؟
  • جوتيريش: سنلتقي ممثلين عن الجيش السوداني والدعم السريع في جنيف
  • شبكة أطباء السودان: 19 ألف محتجز بسجون الدعم السريع بجنوب دارفور
  • الجيش والمليشيات: لكن الدعم السريع وحش آخر