وكالة بغداد اليوم:
2025-05-29@08:23:04 GMT

الأمن العراقي.. من يقرره ومن يحققه؟

تاريخ النشر: 2nd, April 2025 GMT

الأمن العراقي.. من يقرره ومن يحققه؟

كتب د. نبيل العبيدي – الخبير في الدراسات الأمنية والاستراتيجية

عند الحديث عن الأمن الداخلي، فإننا نتناول جملة من الإجراءات والتدابير الوقائية والاحترازية التي تتخذها الدولة من أجل حماية أمنها الداخلي والحفاظ على استقراره، سواء من زاوية ضبط النظام وتطبيق القانون، أو من حيث حماية المواطنين وممتلكاتهم الشخصية.

فالأمن الداخلي مسؤولية جماعية، لا تنحصر في أفراد أو جهات بعينها، بل تتحقق بتكامل مؤسسات الدولة الأمنية والدفاعية كافة. ولا يمكن لأي طرف بمفرده أن يقرّر مسار هذا الأمن أو يتحكم به، لأنه في جوهره يقع ضمن مسؤوليات الدولة ورئاستها، ممثلةً بكل أجهزتها السيادية والعسكرية.

ونظرًا إلى الترابط الوثيق بين الأمنين الداخلي والخارجي، لا بد من وجود توازن دقيق بينهما، لأن أي اضطراب في محيط العراق الإقليمي، لا سيما في ظل الصراعات المتكررة في المنطقة، سينعكس بشكل مباشر على أمنه واستقراره الداخلي. فالحروب والنزاعات في دول الجوار تُسهم في زعزعة الأمن، وتفتح أبوابًا لتفاقم التهديدات والتحديات الأمنية الداخلية.

وبالنظر إلى الموقع الجغرافي الحساس الذي يتمتع به العراق، وسط منطقة ملتهبة تشتعل فيها الصراعات الإقليمية والدولية، فإن الاستقرار الأمني في الداخل يبدو أكثر هشاشة. وقد أثبت التاريخ، أن كلما خمدت نار الحرب في الجوار، سرعان ما تجد من يشعلها من جديد، في سياقٍ تتقاطع فيه المصالح والنفوذ الخارجي.

لقد مرّ العراق منذ تأسيس الجمهورية، بسلسلة من الحروب والانقلابات والتقلبات السياسية، وقُدنا مرارًا إلى مواجهات لا نعرف من بدأها ولا من يملك الحق فيها. وعشنا صراعات داخلية وخارجية، دفعنا ثمنها باهظًا من دماء أبنائنا ومن حاضرنا ومستقبلنا، في حين ظلّت الدول التي تقود تلك المعارك تأخذ خير العراق، وتترك له الدمار والخراب.

ورغم ذلك، فإن العراق لا يموت. قد يصل إلى حافة الانهيار، لكنه لا يفارق الحياة. كأنما قد كُتب له في لوح القدر أن يبقى حيًّا رغم الجراح، وأن يُبعث من تحت الركام مهما اشتدّت عليه الأزمات.

وعليه، حين يتحدث البعض عن الحرب أو السلام، لا يجوز أن يُبنى الموقف على مصالح شخصية أو ولاءات ضيقة. العراق بحاجة إلى صوت العقل، وإلى من يمنع عنه الحروب لا من يدفعه نحوها. فما عدنا نحتمل حربًا جديدة تشبه تلك التي خضناها مع إيران لثماني سنوات، دون أن نعرف يقينًا من المعتدي، ومن صاحب الحق، ولا لماذا بدأت ولا كيف انتهت.

إن واجبنا في هذه المرحلة، أن نكون دعاة استقرار في المنطقة، وأن نقدم النصح والمشورة لدول الجوار، ونساهم في منع انهيارها لا تسريع سقوطها. فالأمن الإقليمي هو جزء من أمننا، والحروب إن اندلعت، لن تميز بين دولة وأخرى، بل ستحرق الجميع.

ولذلك، يجب أن نضع العراق أولًا، في أمنه ونظامه واستقراره، دون مزايدات ولا شعارات. فمن أحب العراق، وأكل من خيراته، واستظل بسمائه، فليكن ولاؤه له، ولأمنه، ولسيادته. فبدون العراق، لا كرامة لنا، ولا معنى لانتمائنا.

الله، الله في العراق وأمنه.
 هو قبلتنا التي لا نساوم عليها، ولا نجامل أحدًا على حسابها.
 اللهم احفظ العراق من شرور الطامعين، ومن نيران الحروب، ومن سماسرة المصالح الشخصية.
 واحمه من كل من يريد به سوءًا.


المصدر: وكالة بغداد اليوم

إقرأ أيضاً:

وزارة النفط:وصلت نسبة استثمار الغاز العراقي الى 70%

آخر تحديث: 26 ماي 2025 - 11:30 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- أكد المستشار في وزارة النفط العراقية، عبد الباقي خلف،الاثنبن، أن العراق يستثمر نحو 70% من الغاز المصاحب، فيما بين أن العام المقبل سيشهد زيادة في هذه النسبة.وقال خلف  في حديث صحفي، إن “العراق يستثمر 70‎%‎ من الغاز المصاحب، لكن يحتاج إلى ألف مقمق من الغاز المستورد في حال وجود تحديات على مستوى الاقتصادي”.وأضاف أن “الاستثمار الحالي يبلغ 2000 مقمق من الغاز من أصل 3000 مقمق، وان الغاز المستثمر قسم منه يستهلك داخل وزارة النفط في عملية الإنتاج والأغراض الصناعية والقسم الآخر، وهو ألف مقمق يجهز إلى وزارة الكهرباء لتشغيل المحطات الكهربائية”.وتابع أن “هناك أكثر من مشروع لدى وزارة النفط في محافظتي البصرة وذي قار، سيساهم في زيادة إنتاج الغاز”، مضيفا أن “الوزارة تعمل على زيادة استثمار الغاز، وسيرتفع في العام المقبل من 2000 مقمق إلى 2700 مقمق”.وفي عام 2023، أفادت التقارير أن العراق أحرز تقدماً في استثمار الغاز المصاحب للنفط، محققاً معدل استخدام بنسبة 60٪: تم استثمار 700.8 مليار قدم مكعب من أصل 1141.8 مليار قدم مكعب من الغاز المصاحب المنتج، بحسب وكيل وزير النفط العراقي لشؤون الغاز عزت صابر في مقابلة أجريت معه في مارس 2024.ومع ذلك، أشارت بيانات دولية من نفس العام إلى حرق 636.8 مليار قدم مكعب، مما أدى إلى انبعاثات ثقيلة من غاز الميثان.

مقالات مشابهة

  • الأمن العراقي يعتقل رجلاً سقى طفلاً مشروباً كحولياً.. صورة
  • البرلمان العراقي هل الإلغاء حل أم بداية لمشكلة أكبر؟
  • العراق يدعو إلى مواجهة أزمة المفقودين عالمياً
  • جلالة السُّلطان المُعظّم يبعث رسالة خطيّة للرئيس العراقي
  • جلالة السلطان يبعث رسالة خطية إلى الرئيس العراقي
  • الأمن الداخلي بحمص يضبط أسلحة وذخائر في مراكز لمجموعات خارجة عن القانون
  • الحجار ترأس اجتماعاً لمجلس الأمن الداخلي المركزي
  • جنود قاتلوا في العراق يوجهون رسالة لترامب بشأن الحروب الأبدية
  • رفع الحظر الدولي عن الأسطول البحري العراقي
  • وزارة النفط:وصلت نسبة استثمار الغاز العراقي الى 70%