الأمن العراقي.. من يقرره ومن يحققه؟
تاريخ النشر: 2nd, April 2025 GMT
كتب د. نبيل العبيدي – الخبير في الدراسات الأمنية والاستراتيجية
عند الحديث عن الأمن الداخلي، فإننا نتناول جملة من الإجراءات والتدابير الوقائية والاحترازية التي تتخذها الدولة من أجل حماية أمنها الداخلي والحفاظ على استقراره، سواء من زاوية ضبط النظام وتطبيق القانون، أو من حيث حماية المواطنين وممتلكاتهم الشخصية.
فالأمن الداخلي مسؤولية جماعية، لا تنحصر في أفراد أو جهات بعينها، بل تتحقق بتكامل مؤسسات الدولة الأمنية والدفاعية كافة. ولا يمكن لأي طرف بمفرده أن يقرّر مسار هذا الأمن أو يتحكم به، لأنه في جوهره يقع ضمن مسؤوليات الدولة ورئاستها، ممثلةً بكل أجهزتها السيادية والعسكرية.
ونظرًا إلى الترابط الوثيق بين الأمنين الداخلي والخارجي، لا بد من وجود توازن دقيق بينهما، لأن أي اضطراب في محيط العراق الإقليمي، لا سيما في ظل الصراعات المتكررة في المنطقة، سينعكس بشكل مباشر على أمنه واستقراره الداخلي. فالحروب والنزاعات في دول الجوار تُسهم في زعزعة الأمن، وتفتح أبوابًا لتفاقم التهديدات والتحديات الأمنية الداخلية.
وبالنظر إلى الموقع الجغرافي الحساس الذي يتمتع به العراق، وسط منطقة ملتهبة تشتعل فيها الصراعات الإقليمية والدولية، فإن الاستقرار الأمني في الداخل يبدو أكثر هشاشة. وقد أثبت التاريخ، أن كلما خمدت نار الحرب في الجوار، سرعان ما تجد من يشعلها من جديد، في سياقٍ تتقاطع فيه المصالح والنفوذ الخارجي.
لقد مرّ العراق منذ تأسيس الجمهورية، بسلسلة من الحروب والانقلابات والتقلبات السياسية، وقُدنا مرارًا إلى مواجهات لا نعرف من بدأها ولا من يملك الحق فيها. وعشنا صراعات داخلية وخارجية، دفعنا ثمنها باهظًا من دماء أبنائنا ومن حاضرنا ومستقبلنا، في حين ظلّت الدول التي تقود تلك المعارك تأخذ خير العراق، وتترك له الدمار والخراب.
ورغم ذلك، فإن العراق لا يموت. قد يصل إلى حافة الانهيار، لكنه لا يفارق الحياة. كأنما قد كُتب له في لوح القدر أن يبقى حيًّا رغم الجراح، وأن يُبعث من تحت الركام مهما اشتدّت عليه الأزمات.
وعليه، حين يتحدث البعض عن الحرب أو السلام، لا يجوز أن يُبنى الموقف على مصالح شخصية أو ولاءات ضيقة. العراق بحاجة إلى صوت العقل، وإلى من يمنع عنه الحروب لا من يدفعه نحوها. فما عدنا نحتمل حربًا جديدة تشبه تلك التي خضناها مع إيران لثماني سنوات، دون أن نعرف يقينًا من المعتدي، ومن صاحب الحق، ولا لماذا بدأت ولا كيف انتهت.
إن واجبنا في هذه المرحلة، أن نكون دعاة استقرار في المنطقة، وأن نقدم النصح والمشورة لدول الجوار، ونساهم في منع انهيارها لا تسريع سقوطها. فالأمن الإقليمي هو جزء من أمننا، والحروب إن اندلعت، لن تميز بين دولة وأخرى، بل ستحرق الجميع.
ولذلك، يجب أن نضع العراق أولًا، في أمنه ونظامه واستقراره، دون مزايدات ولا شعارات. فمن أحب العراق، وأكل من خيراته، واستظل بسمائه، فليكن ولاؤه له، ولأمنه، ولسيادته. فبدون العراق، لا كرامة لنا، ولا معنى لانتمائنا.
الله، الله في العراق وأمنه.
هو قبلتنا التي لا نساوم عليها، ولا نجامل أحدًا على حسابها.
اللهم احفظ العراق من شرور الطامعين، ومن نيران الحروب، ومن سماسرة المصالح الشخصية.
واحمه من كل من يريد به سوءًا.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
محافظ البيضاء يتفقد مشروع شق ومسح شارع الثلاثين طريق عزة -أسلم
الثورة نت/البيضاء/محمد المشخر
تفقد محافظ البيضاء عبدالله علي إدريس،اليوم سير العمل في مشروع شق وردم ومسح شارع الثلاثين،الدائرى الرابط بين الشارع العام في عزة،مرورا- دغيلة -وصولاً إلى الشارع الرئيسي المؤدي إلى خط مكيراس بمدينة البيضاء بتكلفة 89 مليون ريال،وبتمويل السلطة المحلية،وتنفيذ الوحدة التنفيذية لإنشاء وصيانة وتطوير الطرق بالمحافظة.
وخلال الزيارة،أستمع المحافظ إدريس ومعة وكيل المحافظة ناصر العجي،من مدير عام الوحدة التنفيذية لإنشاء وصيانة وتطوير الطرق بالمحافظة المهندس فيصل السوداني،حول سير أعمال تنفيذ شق ومسح،لشارع الثلاثين،الدائرى لوحدات الجوار 23- 24 -بمنطقة عزه بمديرية ريف البيضاء- الرابط بين الشارع العام والشوارع الحدودية المؤدية وصولا إلى شارع طريق مكيراس بمدينة البيضاء،والرابط بين التقاطع مع وحده جوار 24 في منطقة أسلم حتى التقاطع مع وحده جوار 5 في منطقة دغلية بمديرية ريف البيضاء،بمسافة 6 كليو متر مربع،من المرحلة الأولى والثانية،ضمن وحدات الجوار بالمدينة،والبالغ نسبة الإنجاز 70 بالمائة.
وخلال الزيارة،شدد محافظ البيضاء عبدالله علي إدريس،على سرعة إنجاز المشروع وفقاً للمواصفات الفنية والهندسية المتفق عليها وبحسب الفترة الزمنية المحددة،ودعا إلى عدم إقفال الشوارع الرئيسية والفرعية بمدينة البيضاء بالعشوائيات وأهمية الحفاظ على مدينة حضرية واسعة؛مؤكدا أن الجهود ستثمر بتكاتف وتعاون الجميع.
ولفت،إلى أهمية الإسراع بتطبيق المخططات ووحدات الجوار على الواقع وإعادة النظر في المخططات القديمة بالمحافظة،.مبينا أنه سيتم خلال المرحلة القادمة وضمن خطة العمل إستكمال عدد من المخططات بمدينة البيضاء والتي سيتم تنفيذها على أرض الواقع خلال الفترة القادمة بهدف تنظيم وتسهيل إيصال الخدمات من صرف صحي ومياه وكهرباء وطرق وغيرها.
وأكد المحافظ إدريس،حرص قيادة السلطة المحلية بالمحافظة على التعاون مع مختلف الجهات ذات العلاقة من أجل إيجاد مدن ذات تخطيط عمراني سليم من خلال شق الطرقات وإيصال الخدمات الأساسية لكل المدن الرئيسية والفرعية في مدينة البيضاء والمديريات المجاورة وتخفيف من معاناتهم.
رافقة خلال الزيارة عدد من المسؤولين بالمحافظة.