منحت الأوكرانية الحائزة على جائزة نوبل، أولكسندرا ماتفيتشوك، دعمها لحقوق الإيرانيين الذين يواجهون الاضطهاد من قبل حكومتهم.

وعقد المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مؤخرًا مؤتمرًا في باريس، حمل عنوان (مذبحة 1988، ضرورة المساءلة)، وذلك مع الذكرى الخامسة والثلاثين لمذبحة السجناء السياسيين على يد النظام الإيراني.

وعرضت المقاومة الإيرانية الفتوى التي أجازت تلك المذبحة ووصفتها  بأنها (جرائم مستمرة ضد الإنسانية) وتعهدت بتكريم (التضحيات في سبيل الحرية). 

حضر المؤتمر حقوقيون وشخصيات سياسية دولية من بينهم الرئيس السابق للمحكمة الجنائية الدولية. 

فيما انضمت الأوكرانية الحائزة على جائزة نوبل للسلام لعام 2022، أولكسندرا ماتفيتشوك، والتي تعمل رئيسة مركز الحريات المدنية في أوكرانيا، إلى المؤتمر عبر رابط إلكتروني. قالت في مقطع فيديو مسجل بأنه "قبل خمسة وثلاثين عامًا، أعدم النظام الإيراني آلافًا  من الأشخاص، ولا يزال المجتمع الدولي يناقش عدد الأشخاص الذين قتلوا، لكن ما هو واضح هو أنها جريمة ضد الإنسانية، لا تسقط بالتقادم"، مضيفة أنه "بعد 35 عاما، أقارب الضحايا ولا يزال الضحايا ينتظرون العدالة".

فيما ذكرت زعيمة المعارضة الإي آنية في المنفى، رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مريم رجوي، أن "مرتكبي المذبحة تمتعوا بأربعة عقود من الإفلات من العقاب، ودعت إلى التحقيق والملاحقة الدولية لأعضاء قيادة النظام منذ فترة طويلة – بما في ذلك المرشد الأعلى علي خامنئي، والرئيس إبراهيم رئيسي، ورئيس السلطة القضائية غلام حسين محسني إيجئي".

وأعلنت رجوي أن "محاكمة هؤلاء المجرمين [من شأنها أن ترسل] رسالة مدوية عن العدالة والمساءلة إلى مجتمعنا العالمي".

وقد رددت ماتفيتشوك هذا الشعور في رسالتها إلى المؤتمر، قائلة إن "الإفلات من العقاب في الماضي له عواقب واضحة في الحاضر". ومضت قائلة إن حصانة النظام الإيراني على وجه الخصوص شجعته على الاستمرار في أنشطته الخبيثة وتوسيعها، بما في ذلك دعمه النشط للحرب الروسية على أوكرانيا. وقالت "أنا أعيش في كييف، ومدينتي، مثل الآلاف من المدن الأوكرانية الأخرى، تتعرض لقصف مستمر من الطائرات بدون طيار الإيرانية". موضحة "ما أريد قوله بهذا المثال هو أنه إذا تعاونت الأنظمة الاستبدادية مع بعضها البعض، فعلينا كشعب أن ندعم النضال من أجل العدالة وحرية بعضنا البعض بشكل أكبر". 

وأضافت: "لهذا السبب أعبر عن تضامني الصادق مع الشعب الإيراني وأؤيد فكرة إنشاء لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة لكشف حقيقة ما حدث عام 1988 وتقديم الجناة إلى العدالة".

جدير بالذكر أن مذبحة عام 1988 كانت ناجمة عن فتوى أصدرها الولي الفقيه آنذاك خميني، والتي أعلنت أن المعارضة المنظمة للنظام الثيوقراطي كانت دليلًا على (العداء لله)، وبالتالي يعاقب عليها بالإعدام. 

ونتيجة لذلك، تم توجيه (لجان الموت) في جميع أنحاء البلاد لتقييم آراء وانتماءات السجناء السياسيين، مع التركيز على أنصار جماعة المعارضة الرائدة المؤيدة للديمقراطية، منظمة مجاهدي خلق الإيرانية. ومن المسلم به على نطاق واسع أن ما يزيد عن 30 ألف سجين سياسي قتلوا في المجزرة، حوالي 90% منهم كانوا أعضاء في منظمة مجاهدي خلق. تم دفن معظم الضحايا سرًا في مقابر جماعية، وعلى الرغم من أن مواقع بعض مواقع الدفن هذه قد تم تحديدها من قبل مجموعات ناشطة على مر السنين، إلا أن النظام تحرك لتدمير تلك المواقع، مما يزيد من الحاجة المتجددة لإجراء تحقيق مستقل عاجل في هذه المذبحة وعواقبها.

يذكر أنه ومنذ بداية الغزو واسع النطاق لأوكرانيا، عقد الناشطون الأوكرانيون والإيرانيون عددًا من الفعاليات لإظهار التضامن مع بعضهم البعض وضد حكومتي روسيا وإيران، الشريكتين الوثيقتين في قمع سكانهما المحليين، فضلًا عن التواطؤ في الاحتلال غير القانوني لأوكرانيا.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الإيرانيين الأوكرانية الجنائية الدولية النظام الإيراني

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني ينفي تورطه في مذبحة “الحمادي”

البلاد – الخرطوم
تواصل الأزمة المسلحة في جنوب كردفان بالسودان تأجيج التوترات، وسط تبادل الاتهامات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بشأن الأحداث التي شهدتها قرية الحمادي، حيث نفى الجيش السوداني بشدة الاتهامات الموجهة إليه بقتل مدنيين، واصفاً تلك الادعاءات بأنها “باطلة” و”سخيفة”، بينما أكدت مجموعات حقوقية وتوثيقات محلية وقوع مذبحة أسفرت عن مقتل 18 مدنياً وإصابة العشرات، في ظل استمرار العمليات العسكرية المكثفة في المنطقة.
وأكد الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني، العميد الركن نبيل عبد الله، في بيان صحفي، أن القوات المسلحة ظلت على مدار فترة الحرب تحمي المدنيين وتتصدى لانتهاكات “مليشيا الدعم السريع” التابعة لعائلة دقلو، مشدداً على أن الحديث عن استهداف الجيش للمدنيين في منطقة الحمادي مجرد محاولات ترويج كاذبة من قبل “مليشيا آل دقلو” وجناحهم السياسي.
وقال العميد نبيل: “القوات المسلحة دائماً موضع ترحيب من المواطنين في كل مكان يتم تحريره من هذه المليشيا، وهي التي تقدم الحماية للأهالي من بطش وانتهاكات هذه الجماعات المسلحة”.
اتهامات حقوقية ومحلية تتهم الجيش بارتكاب مذبحة
في سياق متصل، تواصل القوات المسلحة السودانية وقواتها المساندة تنفيذ عمليات برية واسعة في ولايات شمال وغرب وجنوب كردفان ودارفور، بهدف فك الحصار عن المدن والقرى المحاصرة. وأعلنت مصادر عسكرية تمكن متحرك “الصياد” من فك الحصار جزئياً عن مدينة الدلنج من الجهة الجنوبية، تمهيداً لفتح الطريق الذي يربطها بالعاصمة الإقليمية كادوقلي.
وأشاد نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، مالك عقار، بالانتصارات المحققة في محاور كردفان، مؤكداً أن الجيش يقترب من فتح طريق الدبيبات – الدلنج المؤدي إلى كادوقلي، مما سيمكن من إيصال الإغاثة الإنسانية إلى السكان المحاصرين.
كما كشفت تنسيقية لجان مقاومة كرري عن تقدم قوات العمل الخاص بالفرقة 22 التابعة للجيش في مناطق شمال غرب كردفان، ونجاحها في كسر الحصار عن مدينة بابنوسة والسيطرة على الأحياء المحيطة بها، مع تنفيذ عمليات تهدف إلى تأمين خطوط الإمداد وقطع مسارات الميليشيات، وربط مناطق جنوب كردفان بشمال وغرب الإقليم.
في المقابل، كشف مستشار قائد “الدعم السريع” الباشا طبيق عن نزوح آلاف المدنيين من مناطق الصراع في جنوب كردفان نحو المناطق التي تسيطر عليها قواته، في ظل حملات انتقامية نفذها الجيش وقواته المساندة. وناشد المنظمات الدولية لتقديم مساعدات عاجلة خاصة مع اقتراب موسم الأمطار الذي سيزيد من معاناة النازحين.
وفي تطور متصل، أعلنت وزارة الصحة السودانية عن ارتفاع كبير في حالات الإصابة بالكوليرا خلال الأسبوع الماضي، حيث سجلت 2700 حالة إصابة و172 وفاة، 90% منها في ولاية الخرطوم التي تعاني من انقطاع مستمر في الكهرباء والمياه بسبب الضربات المتكررة التي تستهدف محطات الطاقة والمياه والتي نسبت إلى قوات الدعم السريع.

مقالات مشابهة

  • حادثة غرق مأساوية في ساحل جولدمور بعدن: أربعة شبان من كريتر بين الضحايا
  • تعالوا نعانق بعضنا البعض..هل لا يزال الأمريكيون مُرحبًا بهم في كندا؟
  • برلماني يحدد أسباب عودة كبار السياسيين للواجهة الانتخابية واحتدام التنافس في بغداد
  • اللجنة الرئاسة تفرج عن 14 سجيناً في إب
  • اللجنة الرئاسة تفرج عن 14 سجيناً في إب ممن قضوا المدة القانونية
  • مطالبات باعتقال زوجة كاني ويست
  • باتريك وايت..لماذا رفض النجومية والشهرة؟
  • الأمير عبدالعزيز بن سعود يستقبل رئيس منظمة الحج والزيارة بإيران
  • وزير الداخلية يستقبل رئيس منظمة الحج والزيارة بإيران
  • الجيش السوداني ينفي تورطه في مذبحة “الحمادي”