صحف بريطانية: رسوم ترامب الجمركية جزية للإمبراطورية الأميركية وستارمر كان حكيما
تاريخ النشر: 6th, April 2025 GMT
قالت صحيفة غارديان البريطانية إن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية متبادلة بنسب متفاوتة على واردات بلاده من عشرات الدول، هو إعادة صياغة للإمبريالية الأميركية.
ونصحت هيئة تحرير الصحيفة الدول الأخرى بمقاومة التبعية للولايات المتحدة، والعمل على تعزيز علاقاتها الإقليمية والحد من إمكانية تأثرها بتداعيات القرار.
وأضافت في مقال افتتاحي أن ما طرحه ترامب في خطابه في الثاني من أبريل/نيسان الجاري -الذي وصفه بيوم التحرير- لم يكن مجرد برنامج اقتصادي، بل خطة إمبريالية.
ووفقا للصحيفة، فإن الرسوم الجمركية والنزعة القومية الاقتصادية للرئيس الأميركي لا تتعلق بتصحيح الاختلالات التجارية؛ بل بإجبار الآخرين على قبول الهيمنة الاقتصادية الأميركية، دون أن يتطلب ذلك من الولايات المتحدة التضحية بميزتها المحلية.
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة لا تزال تعاني من عجز في السلع ليس لأنها "تقترض" من الخارج، ولكن لأن بقية العالم يستبدل عن طيب خاطر السلع الحقيقية بالدولار الأميركي الذي لا تستطيع إصداره.
وفي مقابل هذا الامتياز، يطالب ترامب بالجزية وهي السيطرة على البنية التحتية الرقمية، والوصول القسري للشركات الريعية في مجال التكنولوجيا الفائقة وقمع التكنولوجيات المنافسة.
إعلانوترى هيئة تحرير غارديان أن "الإمبراطورية الأميركية" لا تسعى، من خلال فرض تلك التعريفات الجمركية، إلى الانسحاب من العالم، بل تريد عالما يخضع لشروطها الجديدة، رغم أنها لا تزال هي المنتفعة اقتصاديا باعتبارها القوة المهيمنة.
أما صحيفة صنداي تايمز، فقد رأت في افتتاحيتها أن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر كان حكيما عندما تجنب انتقاما غير مدروس من ترامب، واصفة رؤية الرئيس الأميركي للتجارة العالمية بالخطيرة.
واعتبرت أن تأثير الحرب التجارية على دولة صغيرة مثل ليسوتو -التي قال عنها ترامب مؤخرا إنها دولة "لم يسمع بها أحد من قبل"- يدل على الطابع التعسفي وغير المدروس لإجراءاته.
وقالت إن ترامب يعكف على إعادة ترتيب الاقتصاد العالمي، محاولا إعادة المصانع إلى أميركا والعودة إلى النظام التجاري الصفري الذي كان متبعا في القرن الـ19.
يعاني نفسياوأضافت أن ستارمر فعل الشيء الصحيح برفضه الانجرار إلى انتقام قصير الأجل، على الرغم من أن التوصل إلى اتفاقية تجارة حرة بين بريطانيا والولايات المتحدة عبر مفاوضات جدية، بعيد المنال.
وشددت الصحيفة على أن تواصل بريطانيا -التي فُرض عليها أدنى معدل للرسوم الجمركية (10%)- دعم التجارة الحرة والعمل بشكل أوثق مع دول الكومنولث والاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية وحتى الصين.
وختمت بالقول إن على رئيس الوزراء البريطاني أن يأمل تغييرا مفاجئا في المسار قد يضطر إليه ترامب، الذي تصفه الصحيفة بأنه رئيس يعاني نفسيا جراء الضرر الاقتصادي الذي ألحقه بشعبه.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
بعد أشهر من التوتر.. واشنطن تلغي رسومها الجمركية على الأدوية البريطانية
يُعتبر هذا الاتفاق خطوة مهمة لتعزيز التعاون التجاري بين البلدين في قطاع الأدوية، مع الحفاظ على التوازن بين دعم الصناعة الدوائية وحماية إنفاق الصحة العامة.
أعلنت المملكة المتحدة والولايات المتحدة يوم الاثنين عن إبرام اتفاق تاريخي ينص على إلغاء الرسوم الجمركية على المنتجات الدوائية البريطانية المصدّرة إلى السوق الأمريكية.
ويأتي هذا التنازل من واشنطن مقابل التزام بريطاني بخفض الحسومات التي تدفعها شركات الأدوية لهيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS)، والتي تقوم حالياً بإعادة جزء من عائدات بيع الأدوية ذات العلامات التجارية إلى الهيئة بهدف السيطرة على الإنفاق ومنع ارتفاع التكاليف بشكل مفرط.
وبحسب بيان صادر عن مكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة (USTR)، ستخفض المملكة المتحدة هذه الخصومات لتصل إلى حد أقصى يبلغ 15% خلال عام 2026، مقارنة بالمستوى الحالي البالغ نحو 23%. كما ستشهد الأسعار الصافية للأدوية الجديدة ارتفاعاً بنسبة 25%، ما يتيح زيادة الإيرادات لشركات الأدوية البريطانية.
ويُعتبر هذا الاتفاق خطوة مهمة لتعزيز التعاون التجاري بين البلدين في قطاع الأدوية، مع الحفاظ على التوازن بين دعم الصناعة الدوائية وحماية إنفاق الصحة العامة.
تأتي هذه الخطوة بعد أن هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في سبتمبر بفرض رسوم تصل إلى 100% على الأدوية ذات العلامات التجارية أو المحمية ببراءات اختراع والمصدّرة إلى الولايات المتحدة، ما لم تبنِ الشركات مصانع أو منشآت إنتاج داخل أمريكا. وقد أثار هذا التهديد قلق كبريات الشركات، إذ يُعدّ قطاع الصناعات الدوائية أحد أبرز قطاعات التصدير البريطانية، بما في ذلك شركتا "أسترازينيكا" و"GSK".
وكجزء من الاتفاق الجديد، أكدت الولايات المتحدة التزامها "بعدم استهداف ممارسات تسعير الأدوية في المملكة المتحدة" في أي تحقيقات مستقبلية بالقطاع "طوال مدة ولاية الرئيس ترامب".
Related ترامب يصعّد الحرب التجارية مع الهند: بدء تطبيق الرسوم الجمركية المضاعفةقبل ساعات من انتهائها.. ترامب يمدد هدنة الرسوم الجمركية مع الصين 90 يومًاقرار قضائي ضد الرسوم الجمركية لترامب.. والأخير يتعهد بالمواجهةمتوسط الرسوم الجمركية الأمريكية يصل إلى أعلى مستوى له منذ الكساد العظيم شكاوى شركات الأدوية العملاقة من المملكة المتحدةلطالما أكدت الولايات المتحدة أن المرضى الأمريكيين يدفعون مبالغ أعلى بكثير مقابل الأدوية الجديدة مقارنةً بنظرائهم في المملكة المتحدة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى نظام التسعير الصارم الذي تتبعه هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS).
وفي بريطانيا، تقوم جهة حكومية تُعرف باسم "NICE" (المعهد الوطني للصحة والرعاية المتميزة) بتقييم ما إذا كان ينبغي للهيئة تغطية تكلفة دواء جديد، من خلال مقارنة سعره بالفائدة الصحية التي يوفرها. وإذا تجاوزت تكلفة العلاج الحد المعياري مقابل "سنوات الحياة الصحية" الإضافية التي يمنحها للمريض، فإن الهيئة تميل إلى عدم تمويله. ويشير منتقدو هذا النظام إلى أن هذه المعايير قد تحد أيضاً من الابتكار وتقليل الطلب على أدوية أحدث وأكثر فعالية.
وفي بيان صادر يوم الاثنين، أكدت الحكومة البريطانية أن "الاتفاق التاريخي" مع الولايات المتحدة يضمن "توفير الأدوية وإمداداتها لعشرات الآلاف من مرضى هيئة الخدمات الصحية الوطنية"، مضيفة أن "العلاجات الجديدة الرائدة" ستصل إلى "الصف الأول في الهيئة" بسرعة أكبر.
وخلال العام الجاري، أعلنت عدة شركات أدوية كبرى عن استثمارات كبيرة في الولايات المتحدة، بينما أجّلت أو عدّلت مشاريعها في بريطانيا، مشيرة إلى ما وصفته بالبيئة التنظيمية والتجارية الصعبة. ووفق تقرير حديث صادر عن "رابطة صناعات الأدوية البريطانية" (ABPI)، أدى نهج المملكة المتحدة في تسعير الأدوية وتعويضاتها إلى تراجع الاستثمار الأجنبي في القطاع.
وكانت شركة "أسترازينيكا" قد أعلنت في سبتمبر 2025 تعليق استثمار مخطط قدره 200 مليون جنيه إسترليني (227 مليون يورو) في موقع أبحاثها بمدينة كامبريدج، مؤكدة أن القرار جاء نتيجة الظروف الصعبة في البلاد. وفي المقابل، تعهّدت شركة "GSK" بضخ استثمارات كبيرة في الولايات المتحدة بقيمة 30 مليار دولار (25,8 مليار يورو) خلال خمس سنوات.
ويأتي هذا الاتفاق الجديد في قطاع الأدوية بعد ستة أشهر من إبرام رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر اتفاقاً مع ترامب لتحديد الرسوم على معظم الصادرات عند عشرة في المئة، مع بقاء التعامل مع المنتجات الدوائية نقطة غموض أساسية حتى الآن.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة