كرة السلة القطرية تطرق أبواب العالمية بثبات
تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT
واصلت دولة قطر إبهار العالم من خلال مسيرتها الرياضية الاستثنائية واستضافتها الناجحة لأغلب البطولات الدولية ولعل أبرزها بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، بالإضافة إلى تولي العديد من المسؤولين أهم المناصب في الاتحادات الرياضية الدولية، وهو الأمر الذي جعلها ترفع اسمها عاليا بكل فخر في أكبر المحافل الرياضية العالمية.
ولعل من بين هذه الرياضات، كرة السلة التي تشق طريقها بثبات نحو العالمية، وخير دليل على ذلك نيل دولة قطر شرف استضافة بطولة كأس العالم لكرة السلة 2027، للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وذلك خلال اجتماع الاتحاد الدولي في أبريل الماضي بالفلبين.
وذكر الاتحاد الدولي للعبة الأسباب التي دعته لترجيح كفة الملف القطري، قائلا إن من أهمها المرافق الاستثنائية التي تمتلكها دولة قطر وحرصها الكبير على تطوير رياضة كرة السلة، إلى جانب الرصيد الهائل الذي تمتلكه في استضافة كبرى البطولات الرياضية وآخرها استضافة كأس العالم FIFA قطر 2022، الأمر الذي يؤكد أن هذا الإنجاز لم يأت من فراغ بل جاء نتيجة جهد وعمل متواصلين ونجاح للرياضة القطرية.
كما أن الملف القطري أولى أهمية خاصة لمخططات الإرث من أجل التأكيد على مساهمة البطولة في تطوير كرة السلة في المنطقة والعالم، وفي ظل جاهزية المرافق الرياضية التي ستستضيف كأس العالم لكرة السلة 2027، ستصبح تلك النسخة من البطولة أكثر النسخ استدامة في تاريخها .
وقد تواصلت الإنجازات القطرية في رياضة كرة السلة، ففي إنجاز تاريخي غير مسبوق تم أمس الأربعاء انتخاب سعادة الشيخ سعود بن علي آل ثاني رئيسا للاتحاد الدولي لكرة السلة للفترة من 2023 -2027 خلال اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد الدولي في العاصمة الفلبينية مانيلا، ليخلف هامان نيانغ الرئيس السابق للاتحاد الدولي للعبة.
وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها انتخاب شخصية قطرية لهذا المنصب العالمي الرفيع، ويأتي تتويجا لجهود سعادة الشيخ سعود بن علي آل ثاني على المستويين القاري والعالمي.
ويعتبر سعادة الشيخ سعود بن علي آل ثاني من الكفاءات الكبيرة القادرة على تطوير اللعبة خاصة أنه شغل منصب نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة السلة في الدورة السابقة التي بدأت عام 2019، وانتخب رئيسا للاتحاد الآسيوي للعبة منذ عام 2002 ولمدة خمس دورات متتالية حتى 2023، بعد أن كان رئيسا سابقا للاتحاد القطري لكرة السلة ونائبا لرئيس اللجنة الأولمبية القطرية.
وقال سعادة الشيخ سعود بن علي آل ثاني رئيس الاتحاد الدولي لكرة السلة ،في تصريح لوكالة الأنباء القطرية "قنا": "إنه لشرف عظيم أن أتولى هذه المسؤولية، بالنسبة لي، ولبلدي قطر، ولقارتنا الآسيوية، وأتمنى أن أقوم بالواجب وسأعمل بجد مع قادة الاتحاد الدولي لكرة السلة، ومجلس الإدارة بأكمله، من أجل خير اللعبة، ولتشريف قطر بهذا المنصب".
وتقدم سعادة الشيخ سعود بن علي آل ثاني بالشكر للقيادة الرشيدة في الدولة لدعمها للرياضة والرياضيين، وأيضا إلى اللجنة الأولمبية والاتحاد القطري لكرة السلة.
وأضاف سعادته: "أتمنى الخير للعبة كرة السلة في منطقتنا وأن تستضيف قطر بطولة كأس العالم للعبة عام 2027 على أعلى مستوى".
وفي ختام تصريحه، قال سعادته: "أتمنى أن تكون راية قطر دائما خفاقة في مختلف المحافل الدولية والقارية".
ولم تتوقف الإنجازات القطرية في رياضة كرة السلة عند هذا الحد فقط، حيث منح الاتحاد الدولي لكرة السلة FIBA، اليوم، جائزة المركز الثالث في التطوير للاتحاد القطري للعبة ضمن جوائز الأفضل وذلك على هامش اجتماع الجمعية العمومية الـ22 للاتحاد الدولي المقام حاليا في الفلبين، حيث تم تكريم الاتحادات الوطنية.
وتوج الاتحاد القطري لكرة السلة بجائزة الاتحاد الوطني الأكثر تطورا لمنافسات 33، حيث جاءت قطر ضمن أفضل 3 اتحادات وطنية على مستوى العالم، في التصنيف من الفترة ما بين عام 2021 و2023، وحلت ليتوانيا أولا، ثم النمسا ثانيا، وقطر ثالثا.
وأشاد السيد محمد سعد المغيصيب رئيس الاتحاد القطري لكرة السلة بهذا التتويج الذي جاء نتيجة جهد الاتحاد في العمل على تطوير اللعبة.
وقال رئيس الاتحاد بعد التتويج: "بعد اختيارنا ثالثا من قبل الاتحاد الدولي نحن الآن أمام تحد من أجل مواصلة مشوار التطوير والتواجد في مركز أفضل خلال الفترة المقبلة".
وتقدم سعدون صباح الكواري أمين السر العام للاتحاد بالتهنئة لكل العاملين بالاتحاد من لاعبين ومدربين وإداريين على ما قدموه من جهد طوال الفترة الماضية مما أسهم بصورة كبيرة في تطور اللعبة.
وقال سعدون الكواري: "تكريم اتحاد السلة من قبل الاتحاد الدولي للعبة يجعلنا نضاعف العمل من أجل المزيد من التطوير ونشر اللعبة".
الجدير بالذكر أن سلسلة الأحداث الكبرى لم تتوقف بعد تنظيم كأس العالم FIFA قطر 2022، حيث تستعد قطر لتنظيم كأس آسيا لكرة القدم 2023 للمرة الثالثة في تاريخها بعد عامي 1988 و2011، ثم بطولة العالم لكرة الطاولة 2025، تليها بطولة العالم لكرة السلة 2027، كما نالت أيضا شرف تنظيم دورة الألعاب الآسيوية الحادية والعشرين عام 2030، وهي المرة الثانية التي تستضيف فيها الدوحة الألعاب التي تقام مرة كل أربع سنوات، بعد عام 2006، وبات هناك إجماع على أن الدوحة أصبحت عاصمة الرياضة العالمية باقتدار.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: كرة السلة قطر الاتحاد الدولی لکرة السلة القطری لکرة السلة للاتحاد الدولی رئیس الاتحاد العالم لکرة کأس العالم کرة السلة من أجل
إقرأ أيضاً:
الأونروا: القانون الدولي يطبق بكل العالم وفشل في قطاع غزة
قال المستشار الإعلامي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) عدنان أبو حسنة إن القانون الدولي الإنساني ومواثيق الأمم المتحدة واتفاقية جنيف الرابعة تطبق في العالم كله إلا في قطاع غزة، مؤكدا أن المجتمع الدولي والنظام القانوني العالمي يظهران فشلًا ذريعًا في حماية المدنيين في قطاع غزة.
وفي تصريحات للجزيرة نت، أضاف أبو حسنة أن "هناك ازدواجية معايير واضحة الآن"، متسائلًا: "كيف يمكن للعالم أن يتفرج على هذا القتل والتجويع واستخدام المساعدات كسلاح؟" ولفت إلى أن استخدام المساعدات الإنسانية كأداة ضغط يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني.
يأتي ذلك في وقت تطبق فيه إسرائيل الحصار على نحو 2.2 مليون فلسطيني في قطاع غزة منذ 11 أسبوعا على التوالي.
وكان المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني قال -في تصريحات سابقة اليوم- إن إسرائيل تستغل الجوع والغذاء لأغراض سياسية وعسكرية، مؤكدا أن غزة بحاجة لدعم هائل ومن دون عوائق أو انقطاع لضمان مواجهة الجوع المتفاقم الذي يعاني منه سكان القطاع.
وأمس الاثنين، أعلنت إسرائيل أنها سمحت بدخول 100 شاحنة من المساعدات إلى غزة، لكن المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية جينس لاركي أشار إلى أن 5 شاحنات فقط دخلت فعليًا إلى غزة.
وتعقيبا على الخطة الإسرائيلية التي تهدف إلى تهجير سكان غزة إلى جنوب القطاع، قال المستشار الإعلامي للأونروا إنها تمثل "عملية تهجير قسري لشعب كبير"، محذرًا من أنها قد تقود إلى ارتكاب جريمة حرب.
إعلانوأشار أبو حسنة إلى أن قطاع غزة يعاني من مجاعة، وأن "الوضع لا يمكن أن يستمر بهذا الشكل، فهناك مجاعة حقيقية والمشاهد والصور والتقارير توثق الكارثة في غزة".
حتى أن هناك اعترافات رسمية إسرائيلية على لسان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن هناك مجاعة في غزة، حسب ما قاله عدنان أبو حسنة.
وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي قال أمس -في بيان رسمي- إن السماح بدخول "كمية أساسية" من الغذاء إلى القطاع جاء بـ"دافع الحاجة العملياتية لتوسيع نطاق القتال"، وليس لأسباب إنسانية، مضيفا أن المساعدات تهدف إلى منع تفاقم أزمة الجوع في غزة، إذ إن تدهور الأوضاع الإنسانية قد يعرّض العملية العسكرية للخطر.
وفي الأيام القليلة الماضية، طالبت عدة دول أوروبية -من بينها فرنسا وإسبانيا وأيرلندا وهولندا- بإجراء تحقيق عاجل فيما إذا كانت الهجمات الإسرائيلية على غزة تنتهك الاتفاقيات التجارية الموقعة مع الاتحاد الأوروبي، التي تتضمن بنودا تتعلق بحقوق الإنسان.
ودعا أمس الاثنين وزير الخارجية الفرنسي إلى مراجعة اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل على خلفية استمرار جيش الاحتلال في حرب الإبادة الجماعية ضد سكان قطاع غزة ومنعه إدخال المساعدات إلى القطاع.
ولذلك يقيّم المستشار الإعلامي للأونروا التحولات في المواقف الغربية بأنها تحمل أهمية متزايدة لزيادة الضغط على الحكومة الإسرائيلية، لكنه شدد في الوقت نفسه على ضرورة حدوث تحول حقيقي في الموقف الأميركي، قائلًا: بإمكان الرئيس دونالد ترامب أن يوقف المجاعة والحرب في غزة".
وهذه التحولات الغربية يؤكدها أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية بباريس زياد ماجد، مشيرا إلى أنه يلاحظ تغيرًا في اللهجة والمصطلحات الأوروبية، خاصة بعد إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نيته الاعتراف بدولة فلسطينية في يونيو/حزيران المقبل، وأن توقيعه بيانًا مع رئيسي وزراء بريطانيا وكندا يعكس هذا الاتجاه.
إعلانلكن ماجد لا يتماهى تماما مع هذه التحولات، ويشكك في حدوث تغيير جذري، مؤكدًا أن التحالف مع إسرائيل لا يزال قائمًا رغم الانتقادات.
وقال أستاذ العلوم السياسية إن "الاختبار الفعلي هو في مدى اعتماد عقوبات وليس فقط تصريحات، وهو ما طلبت به المحكمة الجنائية الدولية منذ ديسمبر/كانون الأول 2023″، مشيرًا إلى أن الإجراءات الاحترازية لمنع الإبادة الجماعية لم يُتعامل معها بجدية حتى الآن، وهو دليل على ضعف الإرادة السياسية في العواصم الأوروبية.
الضغط القانوني
وأشار ماجد -في تصريحات للجزيرة نت- إلى جدية الأوروبيين في تنفيذ مذكرات التوقيف التي طالبت بها الجنائية الدولية بحق نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، متسائلا: "هل سيمنعون زيارات نتنياهو أو حتى تحليقه في الأجواء الأوروبية إذا قرروا تطبيق القانون الدولي؟"
وكانت منظمات حقوقية هددت بمقاضاة حكومات أوروبية بتهمة التواطؤ في الإبادة الجماعية التي يتعرض لها سكان غزة بسبب استمرار التعاون الاقتصادي بين أوروبا وإسرائيل رغم توثيق جرائم الحرب هذه.
ودخلت اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل حيز التنفيذ في يونيو/حزيران 2000، وتمنح إسرائيل العديد من الامتيازات في سوق الاتحاد الأوروبي، وبلغ حجم التجارة بينهما 46.8 مليار يورو عام 2022، مما يجعل الاتحاد الأوروبي أكبر شريك تجاري لإسرائيل.
وقال أستاذ العلوم السياسية في باريس "إذا كان مصطلح الإبادة الجماعية لا يزال مرفوضًا حكوميًا، فإن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية لا يمكن إنكارها، وعدم التصرف حيال ذلك هو شكل من أشكال التواطؤ".
وشدد على أن الامتحان الحقيقي يكمن في اتخاذ قرارات بتجميد الاتفاقات أو فرض العقوبات أو التمسك بتنفيذ قرارات المحكمة الجنائية ومحكمة العدل الدولية، مؤكدًا أن ما يجري حتى الآن هو محاولات كلامية بلا أثر ملموس على أرض الواقع.
إعلانوبالإضافة إلى الحصار المطبق الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، فإن عدد الشهداء في القطاع وصل اليوم إلى أكثر من 53 ألفا، ونحو 122 ألف إصابة نتيجة عدوان جيش الاحتلال، فضلا عن أعداد غير معلومة تحت ركام منازلهم، وفق أحدث إحصاء لوزارة الصحة في قطاع غزة.