كل المؤشرات تدل على أن اقتصاد أبوظبي ماضٍ لتحقيق مستويات نمو مرتفعة بحلول نهاية العالم الجاري، مقابل معدلات متواضعة على الساحة العالمية، التي تواجه مزيداً من الضغوط، من فرط أزمات عدة، كانت آخرها، الحرب التجارية التي انطلقت بالفعل مطلع الشهر الحالي. 
نمو اقتصاد أبوظبي بات منذ سنوات يستند إلى عوامل كثيرة، من أهمها القفزات النوعية على صعيد تنويع مصادر الدخل، والحفاظ على وتيرة اقتصاد مستدام، وتعزيز دور القطاع الخاص في الحراك الاقتصادي الشامل، إلى جانب ازدهار كل القطاعات من دون استثناء.

 
فالأنشطة غير النفطية في الإمارة، تحولت بالفعل إلى المحرك الرئيس للنمو، مثل الصناعات التحويلية والتشييد والبناء وأنشطة المعلومات والاتصالات والتعليم والصحة، وتجارة الجملة، والتجزئة، وغيرها.
في نهاية العام الماضي، توقع صندوق النقد الدولي بلوغ نمو اقتصاد أبوظبي في 2025 نحو 4.2%، معدلاً توقعاته السابقة للأعلى. ولا شك في أن الحراك الاقتصادي في العام الماضي، يشكل الأساس القوي، لكل قفزة في الأعوام المقبلة. ففي 2024 بلغ النمو 3.8%، بقيمة كلية وصلت إلى 1.2 تريليون درهم. 
اللافت هنا، أن الاقتصاد غير النفطي نما بقوة وبمعدل 6.2% مقارنة بعام 2023، فكانت مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي 54.7%. ماذا يعني ذلك؟ نجاح مخططات التنويع الاقتصادي الهادف أساساً إلى تحقيق نمو مستدام. وقد أسهمت الشراكات مع الدول الأخرى، في دفع النمو إلى هذا المستوى، إلى جانب طبعاً المحركات المحورية الأخرى للاقتصاد المحلي.
مع وصول القيمة المضافة للناتج المحلي غير النفطي في أبوظبي إلى 644.3 مليار درهم السنة الماضية، تتعزز التوقعات ببلوغه مستويات مرتفعة هذا العام، في ظل سلسلة لا تتوقف من المبادرات، بما فيها تلك الخاصة بالتحول الصناعي، وما بات يعرف باقتصاد المستقبل. 
«ماكينة» النمو ستواصل توليده في الأعوام المقبلة، على أسس مستدامة، وسط اتساع الميادين الحاضنة للفرص والاستثمارات، مع تنامي دور الشراكات الاستراتيجية التي توفر روافد محورية للاقتصاد الوطني للإمارات. 
ولكن تبقى النقطة الأهم في هذه «الورشة»، وهي حصة القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي، التي لا ترتفع فحسب، بل تكرس حقيقة بناء اقتصاد مستدام يليق بكل من أبوظبي والإمارات.

أخبار ذات صلة محمد كركوتي يكتب: التنمية في ظل التسامح محمد كركوتي يكتب: الطاقة النظيفة في الصين

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: محمد كركوتي كلام آخر اقتصاد أبوظبی

إقرأ أيضاً:

مصرف الاحتياط الأسترالي يُخفض سعر الفائدة إلى %3.6

خفض مصرف الاحتياط الفيدرالي الأسترالي اليوم، سعر الفائدة الرسمي بمقدار 25 نقطة أساس، ليصل إلى 3.6%، وذلك في خطوة تهدف إلى مواجهة تباطؤ النمو الاقتصادي، وتراجع معدلات التضخم.

وجاء القرار خلال اجتماع مجلس إدارة المصرف، وسط مؤشرات على تباطؤ النشاط الاقتصادي المحلي، وتراجع مستويات الأسعار، مما دفع البنك المركزي إلى اعتماد سياسة نقدية أكثر تيسيرًا لتحفيز الإنفاق والاستثمار.

وأكدت حاكمة المصرف ميشيل بولوك، أن القرار يهدف إلى دعم الاستقرار المالي، وتعزيز استدامة النمو في البلاد.

قد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (أشجار الجنة التي نعيش فيها)
  • مصرف الاحتياط الأسترالي يُخفض سعر الفائدة إلى %3.6
  • بيئة الكونغو في خطر.. خطط نفطية قد تهدد ملايين البشر والغابات
  • 17 ربعاً من النمو المتواصل.. مطارات أبوظبي تواصل رحلة النجاح
  • محمد كركوتي يكتب: ديون الأثرياء
  • #هذه_أبوظبي بعدسة محمد بن عبدالله
  • د. عصام محمد عبد القادر يكتب: النتاج الفكري .. ما بين الزخم والثمرة
  • د.محمد عسكر يكتب: تيك توك في قفص الإتهام .. من يربح ومن يدفع الثمن؟
  • د. محمد بشاري يكتب: الفتوى والعقل في عصر الرقمنة
  • موارد.. استثمار مستدام للتنوع الأحيائي والموارد الوراثية في سلطنة عُمان