فنلندا تطالب واشنطن بخارطة طريق أمريكية لآلية انسحابها من أوروبا
تاريخ النشر: 7th, April 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أطلق وزير الدفاع الفنلندي أنتي هاكانين تحذيرًا استراتيجيًا واضحًا حول مستقبل الأمن الأوروبي، داعيًا إلى ضرورة إعداد "خارطة طريق واضحة" بالتنسيق مع الولايات المتحدة، تحسبًا لأي تحول في السياسة الدفاعية الأمريكية تجاه آسيا.
وجاءت تصريحات هاكانين في مقابلة هاتفية مع مجلة بوليتيكو عقب اجتماع غير رسمي لوزراء الدفاع الأوروبيين في وارسو، حيث أكد أن وجود خطة مشتركة أمر بالغ الأهمية في حال قررت الولايات المتحدة تقليص حضورها العسكري في أوروبا لصالح منطقة المحيطين الهندي والهادئ، حيث تتصاعد التوترات مع الصين.
تأتي هذه التصريحات في وقت يتزايد فيه القلق الأوروبي بشأن اتساع الفجوة في القدرات الدفاعية بين أوروبا والولايات المتحدة، خاصة أن أوروبا – كما أشار هاكانين – "ضعيفة للغاية بدون القدرات الأمريكية".
وتشارك فنلندا، التي أصبحت عضوًا كاملًا في "الناتو" ولديها حدود برية تمتد 1340 كيلومترًا مع روسيا، هذا القلق بدرجة أكبر نظرًا لموقعها الجغرافي وحساسيتها الأمنية المباشرة.
هاكانين أبدى تفهمه لضغوط واشنطن، خصوصًا في ظل التصعيد الصيني في منطقة المحيطين، إلا أنه حذّر من أن انسحابًا غير منسق قد يفتح ثغرات تستغلها روسيا لزعزعة أمن القارة، داعيًا إلى ضرورة توافق أي تحول أمريكي استراتيجي مع خطط الاتحاد الأوروبي لتعزيز دفاعاته.
في هذا السياق، رحّب هاكانين بمقترحات المفوضية الأوروبية الهادفة لتعزيز البنية الدفاعية للاتحاد عبر تسهيلات مالية تشمل تخفيف قواعد الإنفاق وزيادة الاستثمارات العسكرية، والتي قد تصل إلى 800 مليار يورو بحلول 2030، منها 150 مليار في شكل قروض دفاعية. هذه الخطط تمثل محاولة حقيقية لبناء استقلالية دفاعية أوروبية تدريجية عن الدعم الأمريكي.
دعوة هاكانين تتقاطع مع تصريحات مماثلة من وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، الذي طالب سابقًا بوضع "خارطة طريق لتقاسم الأعباء" في حال تقليص الوجود الأمريكي.
ورغم هذه المخاوف، أكدت تصريحات وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في بروكسل التزام بلاده بالناتو ورفضه لما أسماه "الهيستيريا" الأوروبية، مشددًا على بقاء الولايات المتحدة داخل الحلف، لكن مع إعادة ترتيب الأولويات.
ورغم تطمينات قادة الناتو – وعلى رأسهم الأمين العام مارك روته – بأن أي تحولات أمريكية ستكون "منسقة"، فإن التحركات الجارية داخل الاتحاد الأوروبي تعكس قلقًا حقيقيًا من اعتماد مفرط على المظلة الأمريكية، في وقت يهدد فيه صعود اليمين الأمريكي، ممثلًا في دونالد ترامب، مستقبل التحالفات التقليدية.
المصدر: البوابة نيوز
إقرأ أيضاً:
الولايات المتحدة تقصف منشآت نووية.. والسلطات الايرانية تؤكد : أضرار طفيفة في المنشآت المستهدفة في الهجوم الأمريكي
الثورة نت/وكالات في أول ردود الفعل الرسمية الإيرانية على الضربات الأمريكية التي استهدفت 3 مواقع نووية داخل البلاد، أكدت السلطات الإيرانية، صباح الأحد، أن المواقع المتضررة لم تُسجّل أي تسرب إشعاعي أو خطر يهدد السكان المحيطين بها، مشددة على أن البنية الأساسية للمنشآت النووية لا تزال آمنة. وقالت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إنّها أجرت على الفور الفحوصات اللازمة وأنّ “لا مؤشرات على أي تلوث نتيجة الهجمات الأمريكية على المواقع النووية”. وأعلن مركز النظام الوطني للسلامة النووية في إيران أن المعلومات المسجّلة عبر أنظمة الكشف عن المواد المشعة لم تُظهر أي علامات على حدوث تلوث في منشآت “فوردو” و”نطنز” و”أصفهان”، مشيراً إلى أن الأوضاع تحت السيطرة الكاملة. وفي السياق نفسه، صرّح النائب عن مدينة قم في البرلمان الإيراني، منان رئيسي، أن “التحقيقات الأولية التي أجريت في مواقع القصف تؤكد عدم وجود إشعاعات نووية”. وتابع أنّه: “استناداً إلى معلومات دقيقة، أستطيع أن أقول أنه على عكس ادعاءات الرئيس الأمريكي الكاذب، فإن منشأة فوردو النووية لم تتضرر بشكل خطير، ومعظم الأضرار كانت على الأرض فقط، والتي يمكن إصلاحها”. وأضاف أنّ “خدعة ترامب بشأن تدمير فوردو كافية لتبرير حقيقة أن حجم هذه الهجمات كان سطحياً للغاية إلى درجة أنه لم يتم الإبلاغ حتى عن شهيد واحد من هذا الموقع”. وأكد في الوقت عينه أنّ “هذا العدوان الأمريكي يعني دخول امريكا المباشر في الحرب”، مشدداً على أنّ “إيران هي التي تحدد كيف وبأي شكل ترد على هذا الغباء الأميركي الواضح”. وفي السياق، طمأن مقر إدارة الأزمات في محافظة قم السكان بأن “لا خطر يهدد أهالي المدينة أو المناطق المحيطة بها”. ونقلت وكالة “إيرنا” الإيرانية عن سكان محليين بالقرب من منشأة “فوردو” قولهم إنهم لم يشعروا بأي دلائل على وقوع انفجار كبير، كما أظهرت تقارير ميدانية أن حركة المرور على الطريق السريع بين قم وأصفهان تسير بشكل طبيعي، في إشارة إلى استقرار الأوضاع. من جهتها، نشرت وكالة “فارس” الإيرانية مقطع فيديو يظهر محيط منشأة “فوردو” بحالة طبيعية، من دون أي أضرار واضحة. وأفادت مصادر اعلامية في طهران بأن التصريحات الإيرانية الرسمية تتناقض مع الرواية الأمريكية، إذ تشير المعطيات الأولية إلى أن “الضربات الجوية استهدفت مداخل ومحيط المنشآت النووية فقط، من دون أن تخترق البنية التحتية الأساسية أو تلحق بها أضراراً بالغة”. أما مساعد المدير السياسي لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، فكشف أن طهران كانت قد أخلت 3 مواقع نووية منذ فترة، في خطوة احترازية تحسباً لأي تصعيد محتمل، وهو ما أكده المتحدث باسم مركز إدارة الأزمات في محافظة قم، إذ صرّح بأن منشأة “فوردو” كانت قد أُخليت سابقاً. من جهتها، أكدت هيئة الرقابة النووية والإشعاعية في السعودية، أنها لم ترصد أي آثار إشعاعية في أجواء المملكة أو منطقة الخليج عموماً نتيجة الضربات الأميركية، ما يدعم الرواية الإيرانية بشأن محدودية الأضرار.