شهدت الفترة الأخيرة انتقادات واسعة لمصطفى سليمان، رئيس قسم الذكاء الاصطناعي في شركة مايكروسوفت، إثر واقعة المهندسة المغربية ابتهال أبو السعد التي لاقت تفاعلًا كبيرًا على وسائل التواصل الاجتماعي. 

وفي المؤتمر العام للاحتفال بمرور 50 عامًا على تأسيس الشركة، اعترضت المهندسة المغربية في مايكروسوفت، ابتهال أبوالسعد، على وجود سليمان في الحفل، حيث وجهت إليه انتقادات حادة، اتهمته بالتورط في الإبادة الجماعية في قطاع غزة، من خلال دعم جيش الاحتلال الإسرائيلي بتقنيات الذكاء الاصطناعي.

يعد مصطفى سليمان، الذي ينحدر من أصول سورية بريطانية، أحد الأسماء البارزة في مجال الذكاء الاصطناعي، إذ شغل منصب الرئيس التنفيذي لوحدة الذكاء الاصطناعي الجديدة للمستهلكين في مايكروسوفت منذ مارس 2024. 

وكان سليمان قد أسس سابقًا شركة Inflection AI التي استحوذت عليها مايكروسوفت في صفقة بلغت قيمتها 650 مليون دولار. كما له تاريخ طويل في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث عمل في جوجل وقاد فريقًا لتطوير منتجات الذكاء الاصطناعي.

ومع تصاعد الجدل حول تورط مايكروسوفت في دعم الجيش الإسرائيلي، أظهرت تحقيقات صحفية معلومات حول استخدام الجيش الإسرائيلي لتقنيات مايكروسوفت، بما في ذلك نظام Azure ومنتجات الذكاء الاصطناعي مثل GPT-4. 

وقد كشفت الوثائق المسربة عن زيادة التعاون بين مايكروسوفت والجيش الإسرائيلي خلال فترة التصعيد العسكري في غزة في 2023، ما أثار ردود فعل غاضبة من العديد من العاملين في الشركة، وفي مقدمتهم ابتهال أبوالسعد.

في خطوة لافتة، صرخت أبوالسعد أثناء الحفل قائلة: "عار عليك"، معتبرة أن مايكروسوفت تساهم في تجسس الجيش الإسرائيلي على المدنيين، وشرحت في رسالة بعثت بها إلى موظفي الشركة موقفها الأخلاقي من هذا التعاون. 

ورغم أن مايكروسوفت أكدت دعمها لحرية التعبير، إلا أنها لم تكشف ما إذا كانت ستتخذ أي إجراءات تأديبية ضد أبوالسعد.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مصطفى سليمان مايكروسوفت شركة مايكروسوفت الإبادة الجماعية في قطاع غزة الذكاء الاصطناعي المزيد الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

كيف تستخدم مصر الذكاء الاصطناعي في مكافحة الجرائم؟

تواصل وزارة الداخلية في مصر مكافحة الجرائم، مستعينة بالتقنيات الحديثة للذكاء الاصطناعي، والتي أصبحت عنصرا رئيسا من عناصر التكنولوجيا الأمنية، ويتم استغلالها على عدد من المحاور الرئيسة، التي تظهر أهميتها وتدعم جهود ضبط الخارجين عن القانون.

وتتعدد المجالات التي يدخل الذكاء الاصطناعي عنصرا أساسيا من عناصر الكشف عن الجريمة والتصدي لها وحتى منعها قبل حدوثها، وذلك من خلال المراكز الفنية والتقنية التي أنشأتها الوزارة، متمثلة في "مركز العمليات الأمنية"، الذي يضم خبراء على مستوى عال من التدريب.

وتضمنت المجالات التي يدخل الذكاء الاصطناعي فيها لضبط واستعادة الأمن في مصر، كل من مكافحة الإرهاب وضبط جرائم المرور وتحليل سلوك الأفراد، بالإضافة إلى تحليل البيانات وتحديد بصمة جرائم الأفراد، بالإضافة إلى مراجعة الكاميرات وتحديد الوجوه بدقة فائقة.

أداة مهمة للكشف عن الجرائم

قال الخبير الأمني العميد سامح عز العرب، إن الذكاء الاصطناعي يعد أحد أهم أدوات وزارة الداخلية حاليا في الكشف عن الجرائم، وبعض تقنيات وبرامجه يمكنها التنبؤ بالجريمة، من خلال تحليل البيانات وتحديد الأماكن المؤهلة لوقوع الجرائم المتسلسلة أو المتكررة.

وأوضح، في تصريحات خاصة لـ"سكاي نيوز عربية"، أن الأمن تمكن من تحقيق الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي على مدى العامين الأخيرين بشكل كبير، من خلال التوسع في استخدام أنظمته ودمجها في منظومة الأمن العام، لتحليل كميات ضخمة من البيانات في وقت قياسي.

وبحسب الخبير الأمني المصري، تستخدم الوزارة الذكاء الاصطناعي لربط المعلومات من عدد من القضايا المختلفة، بما يوصل الأجهزة إلى خيوط تتبع لعناصر الجريمة لا يمكن للذكاء البشري تحقيقها أو الوصول إليها بسهولة.

وأضاف: "بإمكان برامج الذكاء الاصطناعي التعرف على أنماط الجرائم والربط بين أساليبها والجناة المعتادين على ارتكاب هذا النوع، وهو ما يسهل على الأجهزة الأمنية عملية التنبؤ بأماكن الجريمة القادمة، وربما يسهل عملية تحديد موعدها أيضا، وبالتالي إحباطها قبل وقوعها".

وأكد عز العرب على أن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة لا يمكن الاستغناء عنها لملاحقة الجرائم المختلفة، إلا أن هناك 5 محاور رئيسة يتم العمل لمواجهتها، وهي: جرائم الإرهاب، والجرائم الإلكترونية، وجرائم القتل المتسلسل، وعمليات النصب، وجرائم الترويج للمخدرات والآداب.

الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لحل الجرائم

من جانبه، قال مصدر في "مركز العمليات الأمنية" الجديد التابع لوزارة الداخلية المصرية، إن هناك عدد من الجرائم التي استطاع المركز حلها بسرعة كبيرة معتمدا على تقنيات وبرامج الذكاء الاصطناعي، وفي مقدمتها الهجمات الرقمية ومحاولات الاختراق، بالإضافة إلى عمليات السرقة الإلكترونية باستعمال خوازميات ذكية.

ولفت، في حديث خاص لموقع "سكاي نيوز عربية"، إلى أن البرامج الذكية تساعد أيضا في التعرف على الوجوه وتحليل الصور، وهي خطوة مهمة لمكافحة الإرهاب والقتل، إذ يمكنها تعقب المشتبهين بدقة، حتى إذا تنكروا أو غيروا ملامحهم للهروب من المساءلة أو القبض عليهم.

وتساهم هذه التقنيات، حسب المصدر الأمني، في فحص تسجيلات كاميرات المراقبة وتحليلها بسرعة كبيرة، بما يختصر وقت ملاحقة المجرمين، بالإضافة إلى إمكان برمجة هذه التقنيات لإعطاء تنبيهات فورية فور وقوع حوادث معينة، أو اكتشاف أنشطة غير معتادة في أماكن معينة.

وتابع: "لذلك، يساعد الذكاء الاصطناعي ببرامجه المختلفة في زيادة معدلات ضبط الجرائم، والتوصل إلى حل العديد من الألغاز التي كانت تمثل مشكلة في الماضي، مثل جرائم السرقة والقتل والتحرش وجرائم السرقة الإلكترونية، وكذلك النصب الإلكتروني، وجرائم التشهير والابتزاز".

وأضاف أن هذه البرمجيات تدعم ضبط جرائم أخرى كالترويج للمواد المخدرة والأعمال المنافية للآداب، والأهم من ذلك دورها في ضبط محاولات تجنيد الشباب لارتكاب جرائم لصالح "الدارك ويب"، وهي جرائم جديدة على المجتمع المصري ولكنها مؤثرة بشدة من حيث خطورتها.

وقال إن أشهر العمليات مؤخرا كانت عمليات ضبط شبكة إجرامية تخصصت في بيع مخدر "الهيدرو" الشهير، إذ استطاع تجار هذا المخدر الهرب من الأجهزة الأمنية لمدة طويلة والتخفي، قبل أن تستخدم وزارة الداخلية تقنيات الذكاء الاصطناعي للوصول إليهم والقبض عليهم، خاصة أن المتهمين استخدموا بدورهم تقنيات ذكية للتخفي والهروب دائما.

زيادة جودة العمليات الأمنية

أما الخبير الأمني المتخصص في الجرائم الإلكترونية والمعلوماتية، العميد رامي غيط، فقد أكد أن مركز العمليات الأمنية التابع لوزارة الداخلية يؤدي دورا كبيرا وفعالا في فك الشفرات وتحليل البصمات، وفرز الهويات، والتعرف على المجرمين من خلال تحليل الوجوه ومراقبة تحركاتهم وتنقلاتهم.

وأشار إلى أن اعتماد وزارة الداخلية على برامج وخوارزميات الذكاء الاصطناعي أسهم في زيادة جودة العمليات الأمنية، وزيادة معدل التصدي للجريمة من خلال التوصل بسرعة فائقة إلى الجناة وتتبعهم، بما يحقق نتائج سريعة تصب في صالح أمن وسلم المجتمع المصري.

مقالات مشابهة

  • قطر تطلق شركة متخصصة في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي
  • رئيس البرلمان اللبناني يطالب المرشد الإيراني بفتوى لحزب الله
  • معلومات الوزراء: تضاعف استهلاك الكهرباء بمراكز البيانات بحلول 2030 بسبب الذكاء الاصطناعي
  • مصطفى بكري: كل من ارتكب جرما في العملية السياسية أو تورط في المال السياسي يجب أن يخضع للمحاسبة
  • الذكاء الاصطناعي يحوّل أوامر صوتية إلى أشياء واقعية
  • إعلام إسرائيلي: الجيش يستعد لتصعيد محتمل على الحدود الشمالية مع لبنان
  • ملخص صور جوجل يعرض ذكريات 2025 عبر الذكاء الاصطناعي
  • استياء داخل مجلس الزمالك بسبب الانتقادات.. وتحركات لحل أزمة القيد
  • كيف تستخدم مصر الذكاء الاصطناعي في مكافحة الجرائم؟
  • بعد أنباء لجوئها لـ A I.. ميادة الحناوي تواجه أزمة بسبب الذكاء الاصطناعي