جنود إسرائيليون: كنا نأتي على الأخضر واليابس في غزة
تاريخ النشر: 7th, April 2025 GMT
أصدرت منظمة حقوقية إسرائيلية اليوم تقريرا روى فيه جنود إسرائيليون تفاصيل عن انتهاكات جيش الاحتلال خلال فتح ما وصفوها بأنها "منطقة قتل" في محور نتساريم وسط قطاع غزة التي بدت "مثل هيروشيما" حسب وصف أحدهم.
ويستند التقرير الصادر عن منظمة "كسر الصمت" إلى شهادات جنود شاركوا في عملية المنطقة العازلة في قطاع غزة، والتي تم توسيعها ليكون عمقها ما بين 800 و1500 متر داخل القطاع بحلول ديسمبر/كانون الأول 2024.
وتقول إسرائيل إن المنطقة العازلة المحيطة بغزة ضرورية لمنع تكرار ما وقع في هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 الذي شنته المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وزعمت إسرائيل أم مقاتلي المقاومة الذين تدفقوا عبر المنطقة العازلة -التي كان عمقها في السابق 300 متر- لمهاجمة عدد من المستوطنات في غلاف القطاع.
وقال جنود إن القوات الإسرائيلية استخدمت في المراحل المبكرة لتوسيع المنطقة الجرافات والحفارات الثقيلة، إلى جانب آلاف الألغام والمتفجرات، في تدمير نحو 3500 مبنى، بالإضافة إلى مناطق زراعية وصناعية كان من الممكن أن تكون حيوية في إعادة الإعمار بعد الحرب.
وكان تقرير منفصل صادر عن منظمة "جيشاة-مسلك" الحقوقية الإسرائيلية قد أشار إلى تدمير نحو 35% من الأراضي الزراعية في غزة، ومعظمها على أطراف القطاع.
ونقل التقرير عن جندي احتياط خدم في سلاح المدرعات قوله "في واقع الأمر، كنا نأتي على الأخضر واليابس، كل شيء، كل مبنى وكل منشأة". وقال جندي آخر إن المنطقة بدت "مثل هيروشيما".
إعلانوقالت منظمة "كسر الصمت" التي أسسها مجموعة من الجنود الإسرائيليين السابقين تهدف إلى رفع مستوى الوعي بتجربة الجنود التي تخدم في الضفة الغربية المحتلة وغزة، إنها تحدثت إلى جنود شاركوا في عملية الخط الحدودي ونقلت أقوالهم دون ذكر أسمائهم.
ووصف جندي من وحدة الهندسة القتالية الصدمة التي شعر بها عندما رأى الدمار الذي خلفه بالفعل القصف الأولي للمنطقة الشمالية من قطاع غزة عندما أرسلت وحدته لأول مرة لبدء عمليتها للتطهير.
وقال "كان الأمر يتخطى حدود الواقع، حتى قبل أن ندمر المنازل عندما دخلنا. كان يبدو غير واقعي كما لو كنت في فيلم". وأضاف "ما رأيته هناك حسبما بدا لي كان يتجاوز ما أستطيع تبريره إذا احتجت لفعل ذلك. الأمر يرتبط بمدى تناسب ذلك مع الواقع".
وتحدث الجنود عن تجريف للأراضي الزراعية ومنها أشجار الزيتون وحقول الباذنجان وغيرها، وذلك علاوة على تدمير مناطق ومنشآت صناعية من بينها مصنع لكوكاكولا وشركة للصناعات الدوائية.
وتحدث أحد الجنود عن "منطقة صناعية ضخمة ومصانع كبيرة تحولت إلى كومة من الركام والخرسانة المحطمة".
ولم يُسمح للفلسطينيين بدخول المنطقة وكان الجيش يُطلق عليهم النيران إذا حاولوا، لكن التقرير نقل عن جنود قولهم إن قواعد الاشتباك فضفاضة وتعتمد بشكل كبير على القادة الميدانيين.
وقال القائد في سلاح المدرعات "يتخذ القادة قرارات متنوعة بهذا الشأن، لذا فالأمر في النهاية يعتمد على شخصياتهم. لكن لا يوجد نظام للمساءلة عموما".
ونقل التقرير عن جندي آخر قوله إن الذكور البالغين الذين شُوهدوا في المنطقة العازلة قُتلوا، لكن كانت نيران تحذيرية تُطلق إذا كانوا من النساء أو الأطفال. وأضاف "في معظم الأحيان، كان الأشخاص الذين يدخلون المنطقة العازلة من البالغين. ولم يدخل الأطفال أو النساء تلك المنطقة".
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات المنطقة العازلة
إقرأ أيضاً:
البنتاجون: ترامب يرسل 2000 جندي إضافي من الحرس الوطني
أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرارًا جديدًا يقضي بإرسال 2000 جندي إضافي من الحرس الوطني إلى مدينة لوس أنجلوس، في خضم الاحتجاجات المتواصلة على خلفية حملة اعتقالات طالت مهاجرين غير نظاميين.
القرار الذي أعلن عنه البنتاجون جاء بعد أيام من نشر 700 عنصر من قوات مشاة البحرية (المارينز)، ويُعدّ أكبر تحرك فدرالي داخل ولاية معارضة منذ عقود.
ويبرر ترامب خطوته بـ"ضرورة استعادة الأمن وفرض القانون"، في ظل ما وصفه بـ"عجز سلطات كاليفورنيا عن السيطرة على الشارع"، إلا أن الأصوات المعارضة تصف هذا التدخل بأنه "عدوان على السيادة المحلية وتجاوز دستوري صارخ".
وفي المقابل، لم يتأخر الرد من ساكرامنتو، فقد أعلن حاكم الولاية جافين نيوسوم رفضه القاطع لهذا التحرك، معتبرًا أنه "إجراء سياسي لا أمني"، يهدف إلى توظيف الأزمة لأغراض انتخابية.
أما المدعي العام للولاية روب بونتا، فأعلن رفع دعوى فدرالية ضد ترامب، بتهمة انتهاك قوانين الولايات المتحدة، مستندًا إلى أن نشر الحرس الوطني تم دون موافقة الولاية، ما يعد انتهاكًا للمادة العاشرة من الدستور الأمريكي.
كاليفورنيا تتحدى ترامب قضائيًا.. سلطات الولاية: نشر الحرس الوطني انتهاك لسيادتنا
حاكم كاليفورنيا: سوء استخدام ترامب للسلطة يشكل تهديدا حقيقيا لوجود دولتنا
وبينما يصرّ البيت الأبيض على أن الخطوة قانونية، بموجب القانون الذي يتيح للرئيس التدخل في حالات الطوارئ، يشكك خبراء قانونيون في مدى تنطبق هذه الحالة على لوس أنجلوس، حيث لم تُعلن حالة تمرد ولا توجد مؤشرات على انهيار أمني شامل.
وعلى الأرض، يسود توتر حاد في الشوارع، وسط مشهد يختلط فيه حضور الجنود بصرخات المحتجين، ودخان القنابل المسيلة للدموع بأضواء الطائرات المسيّرة التي تراقب الفعاليات. أكثر من 150 شخصًا تم اعتقالهم، وعدد من الممتلكات العامة والخاصة تعرّضت للتخريب، بينما تستمر قوات الأمن في محاولاتها احتواء الغضب الشعبي المتنامي.
ما يجري اليوم في لوس أنجلوس ليس مجرد أزمة محلية، بل لحظة مفصلية في العلاقة بين المركز والولايات. هي معركة على تعريف الأمن، وعلى من يملك الحق في أن يقرر متى ينتهي التظاهر، ومتى يبدأ التهديد. في هذه اللحظة، يقف الدستور على المحك، وتترقّب أمريكا قرار القضاء ليحسم: من يحكم الشارع، ومن يحمي الدولة.