الجزيرة:
2025-12-14@17:43:07 GMT

ما وراء اتساع دائرة رفض الخدمة العسكرية بإسرائيل

تاريخ النشر: 8th, April 2025 GMT

ما وراء اتساع دائرة رفض الخدمة العسكرية بإسرائيل

القدس المحتلة- مع استئناف الحرب على غزة، تصاعد الحديث في المجتمع الإسرائيلي عن اتساع ظاهرة رفض الخدمة العسكرية، سواء النظامية أو ضمن قوات الاحتياط، بينما يلتزم الجيش الصمت، حيث تفرض الرقابة العسكرية حظر نشر أعداد الرافضين للخدمة والعودة إلى القتال.

بدأ هذا الرفض يتشكل في أعقاب الاحتجاجات الرافضة للإصلاحات القضائية التي بادرت إليها حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قبل معركة "طوفان الأقصى" التي شنتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على مستوطنات "غلاف غزة" بالسابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، إلا أن الظاهرة عادت ثانية مع استمرار الحرب.

ومع انتهاك حكومة نتنياهو اتفاق وقف إطلاق النار، ورفض بدء مفاوضات المرحلة الثانية منه، توسعت دائرة رفض الخدمة لتشمل مختلف الوحدات العسكرية بما في ذلك الاستخبارات العسكرية "أمان"، وسلاح الجو، والقوات البرية.

رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير يتفقد عملية تجنيد جنديات استطلاع (المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي) رفض واحتجاج

لا أحد يستطيع أن يعطي أرقاما دقيقة حول رفض الخدمة بجيش الاحتلال، ولكن من يوجد في أماكن المظاهرات ويتابع منشورات وسائل التواصل الاجتماعي يعي أن هذا الرفض بات جزءا من الحالة المجتمعية بإسرائيل.

ومع استئناف الحرب على غزة، أصبح الرفض، على الأقل في خدمة الاحتياط -في ظل رفض نتنياهو إبرام صفقة التبادل- جزءا من الخطاب السياسي للكثير من الحركات ومؤسسات المجتمع المدني وحتى المشاركين في المظاهرات قبالة مقر وزارة الدفاع بتل أبيب أو أمام الكنيست بالقدس.

وتبلورت الملامح الأولية لظاهرة "التوقف عن التطوع" في قوات الاحتياط، في ذروة الاحتجاجات ضد الإصلاح بالجهاز القضائي الذي قادته حكومة نتنياهو في يوليو/تموز 2023، حيث أعلن أكثر من ألف طيار وعضو في سلاح الجو أنهم سيتوقفون عن التطوع للخدمة إذا لم يتم "إيقاف التشريع والانقلاب على الديمقراطية بإسرائيل".

قوات الفرقة 36 بجيش الاحتلال عادت للعمل في قطاع غزة (المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي)

يقول الكاتب الإسرائيلي، مايرون رابوبورت "جاءت التحذيرات التي أطلقها رئيس الشاباك رونين بار، وقادة الجيش من أن الانقلاب يعرّض أمن الدولة للخطر، ويواصل اليمين الادعاء حتى يومنا هذا بأن هذه التصريحات الرافضة لم تشجع حماس على الهجوم المفاجئ فحسب، بل أضعفت الجيش عمليا".

إعلان

ويضيف "لكن في أعقاب معركة "طوفان الأقصى"، تبخرت كل هذه الفرضيات التهديدية بصفوف قوات الاحتياط وخاصة للطيارين بسلاح الجو، فالجميع تجند للدفاع عن الدولة، لكن مع استمرار الحرب سرعان ما عادت دعوات رفض الخدمة، وتوسعت الظاهرة مع رفض الحكومة إتمام صفقة التبادل وانتهاك وقف إطلاق النار".

وفي مقاله بالموقع الإلكتروني "سيحا ميكوميت" بعنوان "في قاعدة جبل الرفض يكمن اليأس"، أوضح رابوبورت أن سياسة المراوغة التي يعتمدها نتنياهو في ملف المحتجزين، والعودة للقتال الذي يعرض من بقي منهم على قيد الحياة إلى خطر الموت، منحا ظاهرة رفض الخدمة شرعية أكبر مما كانت عليه في بداية الحرب، وهي الظاهرة التي تعكس حالة اليأس والإحباط بالمجتمع الإسرائيلي.

قوات اللواء 401 بجيش الاحتلال في شمال القطاع بزعم توسيع منطقة التأمين الدفاعية (المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي) رقابة وتكتم

ويعتقَد أن هناك قطاعات واسعة من الجنود يرفضون الخدمة في الاحتياط ما دامت الحكومة ترفض التوقيع على اتفاق إطلاق سراح جميع المحتجزين، مشيرا إلى أن الجيش الإسرائيلي الذي يفرض الرقابة العسكرية يتكتم على حجم الظاهرة التي أخذت تتسع مع استئناف القتال، علما أنه بالجولة الأولى للقتال والتوغل البري، رفض الكثير من الجنود تنفيذ أوامر الضباط في ميدان المعركة.

وفي محاولة من المؤسسة العسكرية تقليل تداعيات رفض الخدمة العسكرية على ما يسمى "جيش الشعب"، يتابع الكاتب الإسرائيلي "نُشرت مؤخرا أخبار عن انخفاض كبير في أعداد المتقدمين لخدمة الاحتياط، وفي منتصف مارس/آذار الماضي، أبلغ الجيش وزير الدفاع يسرائيل كاتس أن نسبة المشاركة بلغت 80%، دون الكشف عن الأرقام الحقيقية".

ويقول رابوبورت "لكن وفقا لعديد وسائل الإعلام الإسرائيلية، كان هذا تلاعبا، وكان الرقم الحقيقي حوالي 60%، مقارنة بنسبة مشاركة بلغت نحو 120% مباشرة بعد 7 أكتوبر. ومع العودة للقتال، تحدثت تقارير أخرى عن نسبة مشاركة أقل من 50%، وأن الوحدات كانت تقوم بتجنيد جنود الاحتياط على وسائل التواصل الاجتماعي".

من جانبه، استعرض المحرر بالموقع الإلكتروني "زمان يسرائيل"، تاني غولدشتاين، في مقال له بعنوان "عدد قياسي من الرافضين للخدمة بزمن الحرب في غزة"، ارتفاع عدد الجنود الإسرائيليين الذين يرفضون التجنيد والمشاركة بالحرب والذي يصل إلى المئات بالجيش النظامي وآلاف بقوات الاحتياط.

وعزا غولدشتاين ذلك إلى رفض الحكومة إتمام صفقة التبادل وإعادة جميع المحتجزين، لافتا إلى أن هناك قطاعات واسعة بالجيش تعززت لديها القناعة بأن استئناف القتال يأتي لدوافع نتنياهو السياسية والشخصية.

إعلان

ووفقا له، تنشط الكثير من الجمعيات المحسوبة على معسكر اليسار والمركز في صفوف المجتمع الإسرائيلي وتساعد الرافضين للخدمة العسكرية، وهو ما يشير إلى الارتفاع في أعدادهم منذ اندلاع الحرب، حيث لم يُرسَل أي من الرافضين إلى السجون العسكرية على عكس الماضي لتجنب الكشف عن أعدادهم، قائلا إن "الجنود يرفضون الانضمام إلى قوات الاحتياط حتى داخل الخط الأخضر، وليس فقط في الأراضي المحتلة".

تشجيع الرفض

من جهته، كتب الناشط اليساري إيدو عيلم، مقالا بعنوان "لوقف الحرب في قطاع غزة لا بد من الرفض"، قائلا إن "الحكومة وأصحاب السلطة لن يوقفوا حملتهم التدميرية حتى يتم ضربهم في المكان المؤلم، وهو تشجيع وتوسيع رفض الخدمة بالجيش الإسرائيلي".

وأوضح عيلم في مقاله، الذي نشر على الموقع الإلكتروني "زو هديرخ"، أنه خلال العام والنصف الماضيين، أصبح الرفض كفعل سياسي أكثر وضوحا وأهمية مع سياسة الحرب بلا نهاية التي يقودها نتنياهو وحكومته. مشيرا إلى وجود موجة جديدة من الاهتمام في الأوساط الإسرائيلية برفض الخدمة العسكرية ومعارضة الحرب مع اتساع الاحتجاجات المطالبة بإتمام صفقة التبادل.

ويتابع "الرسالة التي يجب أن تكون واضحة هنا، هي أن الطريقة الوحيدة لوقف الحرب في غزة، وكذلك الاحتلال وصعود الفاشية، تكمن في الرفض التام. لا شيء يمكن أن يوقفهم سوى مخالفة أوامرهم".

وخلص للقول "من المهم أن يفهم الجميع أن نتنياهو ليس هو مرتكب القتل والتدمير بشكل مباشر، فهو ليس ملكا يقود بنفسه المعركة في الخطوط الأمامية. بل هو بعيد عن ميدان القتال ولن يكون في يوم من الأيام في الصفوف الأمامية للحرب".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رفض الخدمة العسکریة الجیش الإسرائیلی قوات الاحتیاط صفقة التبادل

إقرأ أيضاً:

2025.. عام مالي معقد في الاتحاد الأوروبي بسبب اتساع العجز

عرضت فضائية  "القاهرة الإخبارية"،  في تقرير لها التحديات المالية التي تواجه الاتحاد الأوروبي خلال عام 2025، مع استمرار اتساع العجز المالي في عدد من الاقتصادات الكبرى، ما يضع التكتل أمام صعوبات تتعلق بالاستقرار المالي والالتزام بقواعد الانضباط الأوروبية.

 

فرنسا: نريد تجميد الأصول الروسية في أوروبا لعامين إضافيين أوروبا تقترب من صفر الانبعاثات.. اتفاق تاريخي لخفض التلوث 90% بحلول 2040

 

 

وأفادت المفوضية الأوروبية بأن متوسط العجز في دول التكتل بلغ نحو 3.3% من إجمالي الناتج المحلي، متجاوزاً السقف المحدد في اتفاقية الاستقرار والنمو والبالغ 3%.

وبيّنت البيانات تبايناً واضحاً بين الدول، حيث سجلت رومانيا وبولندا وفرنسا وسلوفاكيا أعلى مستويات العجز بنسب تراوحت بين 5% و9%، بينما تمكنت دول أوروبا الشمالية ودول البلطيق من السيطرة على العجز وخفضه إلى ما دون السقف الأوروبي.

وأوضحت المفوضية أن ارتفاع العجز في بعض الدول يعود إلى استمرار الإنفاق على برامج الدعم الاجتماعي بعد موجات التضخم الحاد، إضافة إلى زيادة تكلفة خدمة الدين نتيجة ارتفاع أسعار الفائدة الأوروبية.

كما ساهمت التوترات الجيوسياسية وارتفاع الإنفاق الدفاعي في الضغط على موازنات عدد من الدول.

وشددت بروكسل على ضرورة التزام الحكومات بإجراءات تصحيحية تدريجية تشمل إعادة هيكلة الإنفاق وتعزيز الإيرادات دون التأثير على النمو الاقتصادي.

وفي الوقت نفسه، حذرت مؤسسات رقابية من أن استمرار العجز المرتفع في دول كبرى مثل فرنسا وإيطاليا قد يؤدي إلى زيادة تكاليف الاقتراض ويؤثر على استقرار منطقة اليورو بأكملها.

ويستمر النقاش داخل مؤسسات الاتحاد حول تحديث قواعد الانضباط المالي، وسط بحث أوروبا عن توازن صعب بين دعم الاقتصاد والحفاظ على الاستدامة المالية.

https://youtube.com/shorts/xoM8igYNuuo?si=qlLPdBvjVsyMjmyG

مقالات مشابهة

  • بعد تجربة تمثيلية فاشلة بإسرائيل.. رونالدو يتأهب للمشاركة في أحد أهم الأفلام الأميركية
  • المليشيات والأذرع العسكرية للمشروع الإسرائيلي تنفذ مخطط التفكيك والتقسيم في اليمن
  • “أن تكون مع بوتين أفضل من الحرب”
  • بيتر روف: التطورات العسكرية المتسارعة في أوكرانيا تجعل الأوضاع أكثر تعقيدا
  • الجمعية اللبنانية للأسرى: 23 أسيراً يقبعون في سجون العدو الإسرائيلي 9 منهم بعد وقف النار
  • عاجل | الجيش الإسرائيلي: إصابة جنديين من الاحتياط صباح اليوم جنوبي قطاع غزة إثر انفجار عبوة ناسفة
  • هاشم: بتحويل مبلغ من الاحتياط إلى موازنة مجلس الجنوب خطوة بالاتجاه الصحيح
  • الجبهة الديمقراطية: ربط العدو الإسرائيلي الانتقال للمرحلة الثانية باستعادة جثة آخر أسير صهيوني هو محاولة مكشوفة لتعطيلها
  • منظمة حقوقية: العدو الإسرائيلي يستغل الحرب لسن قوانين تسكت الفلسطينيين
  • 2025.. عام مالي معقد في الاتحاد الأوروبي بسبب اتساع العجز