كشف مسعف فلسطيني تفاصيل مروعة عن جريمة الاحتلال بحق المسعفين في رفح، مشيرا إلى أن ما شاهده في مسرح الحدث يؤكد أن الطواقم جرى إعدامهم رميا بوابل كثيف من الرصاص، قبل أن يتم دفنهم لإخفاء ما جرى.

وقتلت قوات الاحتلال في تلك المجزرة المروعة 15 من أفراد الإسعاف والدفاع المدني، المحميين بموجب القانون الدولي، في الـ23 من الشهر الماضي، وذلك ضمن إبادة جماعية مستمرة ترتكبها تل أبيب بحق الفلسطينيين منذ 18 شهرا.



تعرض هؤلاء المسعفين لمجزرة مروعة حين استجابوا لنداءات استغاثة أطلقها جرحى مدنيون تحاصرهم قوات الاحتلال بحي تل السلطان غرب مدينة رفح.

وروى ضابط الإسعاف في الدفاع المدني، محمد صافي في شهادة لـ"عربي21" تفاصيل صادمة وملاحظات مهمة عند وصوله مع طواقم الإنقاذ لانتشال الشهداء،كاشفا أن فريق الإسعاف وسياراتهم ومعداتهم دفنوا في مسرح المجزرة، في محاولة من قوات الاحتلال لإخفاء أي أثر لهم.


"المجزرة مرعبة"
أضاف صافي قائلا: "توجهنا إلى مكان الحدث، بعد التنسيق لدخولنا، كنا نتوقع أن نجد المسعفين بجانب سيارات الإسعاف، أو معتقلين، لكن ما وجدناه كان صادما، المجرزة مرعبة، السيارات التي كانت بحوزة الفريق عبارة عن كومة مسحوقة من الحديد، ومدفونة بواسطة جرافات كبيرة تابعة لجيش الاحتلال والتي عمدت إلى سحقهم".

وتابع قائلا: "بالنسبة للشهداء توجنا في اليوم الأول من البحث، ووجدنا جثة المسعف أنور العطار مدفونة بجانب سيارة الإطفاء ومقسومة إلى نصفين. النصف العلوي من الجسم كان منفصلاً عن الجزء السفلي، وواضح أن كمية كبيرة من الرصاص أطلقت على جسده أدت إلى تهتكه بالكامل قبل أن يتم دفنه في المكان".

وشدد صافي قائلا: "بعد يومين جرى التنسيق للطواقم مجددا لدخول منطقة المجرزة برفقة سيارات وجرافة، وبعد البحث وجدنا معظم المسعفين في حفرة واحدة ومدفونين مع بعضهم البعض ويتضح أنهم تعرضوا لإطلاق نار كثيف جدا، وتنكيل بالجرافات والمعدات الثقيلة، ما أدى إلى تهتك في أجسادهم".

ويعتقد المسعف أنه جرى حفر حفرة كبيرة من قبل قوات الاحتلال ومن ثم جرى إعدام طاقم الإسعاف والدفاع المدني تباعا، حيث وُجدوا جميعا في نفس الحفرة وفي نطاق محدد ومسافات متقاربة.

أشار المسعف صافي إلى احتمال أن الدبابات مشت على أجسادهم بعد إطلاق النار عليهم، فبعضهم وجد بلا رأس، وآخرين كانت أجسادهم مسحوقة كليا أو جزئيا.


اعتقال وتحقيق قبل الإعدام
لاحظ المسعف صافي في شهادته لـ"عربي21" أن أحد أفراد الدفاع المدني كانت قدمه مربوطة بسلك (كابل اتصالات)، مما يشير إلى أنهم ربما تعرضوا للتحقيق قبل قتلهم. وكان الرباط في الرجل اليمنى، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن جميع الطاقم كانوا يرتدون سترهم الرسمية، ولم يكن بينهم من يرتدي ملابس مدنية تثير الشبهات.

وشدد على أنه شاهد بعض المسعفين الشهداء كانوا عراة من الجزء العلوي، مما قد يشير إلى تعرضهم للتحقيق قبل إعدامهم، فيما كان ظاهرا أن سترهم الرسمية تعاني من تمزقات وتهتك نتيجة كثافة إطلاق النار صوبهم.

ولفت إلى أنه لم يتمكن من التعرف على ملامح بعض زملائه بسبب التشوهات والجروح البالغة، مثل حالات انفصال الرأس أو تهتكه بالكامل. فمثلا أحد المسعفين تلقى رصاصة من الجهة الخلفية من رأسه خرجت من الأمام متسببة في تهتك فكه وفمه.

وأشار المسعف صافي إلى الوضع النفسي الصعب الذي واجهه المسعفون بسبب هول المشهد واحتمالية أن يكون مصيرهم مماثلاً لزملائهم الشهداء. يقول المسعف: "السؤال اللي كان تردد في رأسي هل يكون مصيرنا مثلهم؟"

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية حقوق وحريات فلسطيني الاحتلال فلسطين غزة الاحتلال مجزرة المسعفين المزيد في سياسة حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قوات الاحتلال إلى أن

إقرأ أيضاً:

أنس الشريف.. شاهد وشهيد

 

الاحتلال المُجرم يواصل اغتيال الصحفيين في غزة لإسكات صوت الحقيقة

 

 

 

أنس الشريف كان لسان غزة وعينها.. وصوت الحقيقة وسلاحها

صحفيو غزة تمسكوا بسلاح الحقيقة لهزيمة الرواية الإسرائيلية الكاذبة

الاحتلال تعمد اغتيال الصحفيين قبل بدء جريمة جديدة باجتياح مدينة غزة

إدانات دولية لجرائم الاحتلال ضد الصحفيين

الشريف: أوصيكم بفلسطين درة تاج المُسلمين

أنس في وصيته: لا تنسوا غزة وسامحوني إن قصرت

 

 

 

الرؤية- عبدالله الشافعي

 

في مقطع شهير وبعين باكية، قال طفل فلسطيني يُسارع الخطى لعله يحظى بأي شيء من المساعدات التي يتم إنزالها جوا على قطاع غزة: "ذلونا يا أنس الشريف"، لتلخص هذه العبارة علاقة أهل القطاع المُحاصر بأنس الشريف الذي اغتالته إسرائيل المجرمة وحكومة بنيامين نتنياهو المطلوب للعدالة الدولية.

لم يكن أنس الشريف الذي استشهد في ساعة متأخرة من مساء الأحد العاشر من أغسطس 2025 مجرد صحفي أو مراسل إخباري، بل كان عين غزة التي يرى العالم بها جرائم الاحتلال، ولسانها الذي تتحدث به لتحكي جانباً من المآسي التي يتغافل عنها العالم.

كان أنس الشريف صوت غزة وسلاحها، ولذلك حرض عليه المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي منذ بداية العدوان، لأن الشريف هزمهم بعدسته وبصوته وعرىّ قادتهم أمام شعوب العالم الحر الذين انتفضوا في العواصم والمدن رفضا للعدوان ودعما لغزة.

واستهدف القصف الإسرائيلي خيمة للصحفيين في مدينة غزة، ليستشهد ويصاب عدد كبير منهم، تزامنًا مع موافقة الكابينت الإسرائيلي على قرار السيطرة على قطاع، وسط إدانات دولية لهذا القرار.

ويقول محللون إن إسرائيل اختارت هذا التوقيت لاغتيال أكبر عدد من الصحفيين، تمهيدا لاجتياح مدينة غزة، وذلك بعد ساعات قليلة من مؤتمر نتنياهو الذي ادّعى فيه أن مدينة غزة هي آخر معاقل المقاومة الفلسطينية.

وكما اعتادت إسرائيل على الكذب المفضوح، نشرت وسائل إعلام إسرائيلية خبر اغتيال أنس الشريف، مدعية أنه كان قائد كتيبة في حماس لكنه يتخفى في زي صحفي، وهي روايات تحاول إسرائيل ترويجها للتغطية على جرائمها ضد الفلسطينيين بمختلف طوائفهم وفئاتهم.

في رسالته الأخيرة التي نُشرت على حسابه الرسمي بعد استشهاده، وكان كتبها في أبريل الماضي، أوصى الشريف بفلسطين "درة تاجِ المسلمين، ونبض قلبِ كلِّ حرٍّ في هذا العالم"، كما أوصى برعاية أمه وأولاده وزوجته التي حرم منهم لأكثر من 650 يومًا لتغطية الإبادة في شمال القطاع.

وقال أنس في وصيته: "يعلم الله أنني بذلت كل ما أملك من جهدٍ وقوة، لأكون سندًا وصوتًا لأبناء شعبي، مذ فتحت عيني على الحياة في أزقّة وحارات مخيّم جباليا للاجئين، وكان أملي أن يمدّ الله في عمري حتى أعود مع أهلي وأحبّتي إلى بلدتنا الأصلية عسقلان المحتلة "المجدل" لكن مشيئة الله كانت أسبق، وحكمه نافذ".

وأضاف: "عشتُ الألم بكل تفاصيله، وذُقت الوجع والفقد مرارًا، ورغم ذلك لم أتوانَ يومًا عن نقل الحقيقة كما هي، بلا تزوير أو تحريف، عسى أن يكون الله شاهدًا على من سكتوا ومن قبلوا بقتلنا، ومن حاصروا أنفاسنا ولم تُحرّك أشلاء أطفالنا ونسائنا في قلوبهم ساكنًا ولم يُوقِفوا المذبحة التي يتعرّض لها شعبنا منذ أكثر من عام ونصف"..

وتابع قائلا: "أوصيكم بفلسطين، درةَ تاجِ المسلمين، ونبضَ قلبِ كلِّ حرٍّ في هذا العالم، أوصيكم بأهلها، وبأطفالها المظلومين الصغار، الذين لم يُمهلهم العُمرُ ليحلموا ويعيشوا في أمانٍ وسلام، فقد سُحِقَت أجسادهم الطاهرة بآلاف الأطنان من القنابل والصواريخ الإسرائيلية، فتمزّقت، وتبعثرت أشلاؤهم على الجدران، أوصيكم ألّا تُسكتكم القيود، ولا تُقعِدكم الحدود، وكونوا جسورًا نحو تحرير البلاد والعباد، حتى تشرق شمسُ الكرامة والحرية على بلادنا السليبة، وأُوصيكم بأهلي خيرًا، أوصيكم بقُرّة عيني، ابنتي الحبيبة شام، التي لم تسعفني الأيّام لأراها تكبر كما كنتُ أحلم، وأوصيكم بابني الغالي صلاح، الذي تمنيت أن أكون له عونًا ورفيق دربٍ حتى يشتدّ عوده، فيحمل عني الهمّ، ويُكمل الرسالة، أوصيكم بوالدتي الحبيبة، التي ببركة دعائها وصلتُ لما وصلت إليه، وكانت دعواتها حصني، ونورها طريقي، وأدعو الله أن يُربط على قلبها، ويجزيها عنّي خير الجزاء، وأوصيكم كذلك برفيقة العمر، زوجتي الحبيبة أم صلاح بيان، التي فرّقتنا الحرب لأيامٍ وشهورٍ طويلة، لكنها بقيت على العهد، ثابتة كجذع زيتونة لا ينحني، صابرة محتسبة، حملت الأمانة في غيابي بكلّ قوّة وإيمان.. أوصيكم أن تلتفوا حولهم، وأن تكونوا لهم سندًا بعد الله عز وجل".

واختتم وصيته: "إن متُّ، فإنني أموت ثابتًا على المبدأ، وأُشهد الله أني راضٍ بقضائه، مؤمنٌ بلقائه، ومتيقّن أن ما عند الله خيرٌ وأبقى.. اللهم تقبّلني في الشهداء، واغفر لي ما تقدّم من ذنبي وما تأخّر، واجعل دمي نورًا يُضيء درب الحرية لشعبي وأهلي.. سامحوني إن قصّرت، وادعوا لي بالرحمة، فإني مضيتُ على العهد، ولم أُغيّر ولم أُبدّل.. لا تنسوا غزة… ولا تنسوني من صالح دعائكم بالمغفرة والقبول".

 







 

 

مقالات مشابهة

  • تحول دراماتيكي في غزة: هل تبدأ مرحلة جديدة بقيادة مصر؟
  • إيه اللي حصل في طريق أسيوط الصحراوي؟ تفاصيل حادث انقلاب أتوبيس نقل جماعي
  • عاجل | مصدر حكومي سوري للجزيرة: وفد من قوات سوريا الديمقراطية يصل دمشق لجولة مباحثات جديدة تستكمل اتفاق 10 آذار
  • بعض تفاصيل معركة الفاشر 227
  • شاهد بالفيديو.. شيبة ضرار: (المصباح وأخوانه حرروا الخرطوم وعدد من الولايات ويستحق أن ينصب له تمثال)
  • أنس الشريف.. شاهد وشهيد
  • البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو يدخل الأعلى مشاهدة .. تفاصيل
  • أمن غزة يدعو الأهالي لليقظة والحذر بعد اكتشاف وسيلة تجسس جديدة (شاهد الصورة)
  • طالب كويتي يروي تفاصيل تعرضه للطعن في بريطانيا.. فيديو
  • شاهد حلقة جديدة.. الربع يستضيف مهدي المشاط للحديث عن حكاية نصف الراتب